خصائص التشريع الإسلامي في الصوم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4911 - عددالزوار : 1953108 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4483 - عددالزوار : 1257955 )           »          منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 510 - عددالزوار : 125167 )           »          شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 593 - عددالزوار : 199675 )           »          المرور بين يدي المصلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          نصيحة لمن ترك الجمعة والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الزيادة في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3093 - عددالزوار : 353535 )           »          تحريم الخوف دون الطبيعي من غير الله تبارك وتعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          الصدقات تطفئ غضب الرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23-06-2024, 10:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,393
الدولة : Egypt
افتراضي خصائص التشريع الإسلامي في الصوم

خصائص التشريع الإسلامي في الصوم
ـ 1ـ
للأستاذ: أبي الحسن الندوي


لماذا خص رمضان بالصوم؟
وجعل الله الصوم في رمضان ، فجعل أحدهما مقروناً بالآخر ، مرتبطاً به ،فذلك قران السعدين ، والتقاء السعادتين في حكمة التشريع ، وذلك لأن رمضان قد أنزلفيه القرآن ، فكان مطلع الصبح الصادق في ليل الإنسانية الغاسق ، فحسُن أن يُقرن هذاالشهر بالصوم ، كما يقترن طلوع الصبح الصادق بالصوم كل يوم ، وكان أحق شهور الله - بما خصه الله من يمن وسعادة وبركة ورحمة ، وبما بينه وبين القلوب الإنسانية السليمةمن صلة خفية روحية - بأن يصام نهاره ، ويقام ليله.
وبين الصوم والقرآن صلة متينةعميقة ، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من القرآن في رمضان ، يقولابن عباس رضي الله عنه :
(كان رسول الله صلى الله عليهوسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه جبريلفي كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاهجبريل ، أجود بالخير من الريح المرسلة).
يقول العارف بالله ، العالم الرباني الشيخأحمد بن عبد الأحد السرهندي ((1034هـ)) في بعض رسائله :
" إن لهذا الشهر مناسبةتامة بالقرآن ، وبهذه المناسبة كان نزوله فيه ، وكان هذا الشهر جامعاً لجميعالخيرات والبركات ، وكل خير وبركة تصل إلى الناس في طول العام قطرة من هذا البحر ،وإن جمعية هذا الشهر سبب لجمعية العام كله ، وتشتت الباب فيه سبب للتشتت في بقيةالأيام وفي طول العام ، فطوبى لمن مضى عليه هذا الشهر المبارك ،ورُضي عنه ، وويللمن سخط عليه ، فمنع من البركات ، وحرم من الخيرات " .
ويقول في رسالة أخرى :
" إذا وفق الإنسانللخيرات والأعمال الصالحة في هذا الشهر ، حالفه التوفيق في طول السنة ، وإذا مضىهذا الشهر في توزع بال وتشتت حال ، مضى العام كل في تشتت وتشويش " .
وقد روى أبوهريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال :
(إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة ، وأغلقت أبواب جهنم ، وسلسلتالشياطين)والأحاديث في الباب كثيرة.
موسم عالمي ، ومهرجانعام ، للعبادات ، والخيرات :
وهكذا أصبح رمضان موسماً عالمياً للعبادةوالذكر والتلاوة والورع والزهادة ، يلتقي على صعيده المسلم الشرقي مع الغربي ،والجاهل مع العالم ، والفقير مع الغني ، والمقصر مع المجاهد ، ففي كل بلد رمضان ،وفي كل قرية وبادية رمضان ، وفي كل قصر وكوخ رمضان ، فلا افتيات في الرأي ، ولافوضى في اختيار أيام الصوم ، فكل ذي عينين يستشعر جلاله وجماله أينما حل ورحل فيالعالم الإسلامي المترامي الأطراف ، تغشى سحابته النورانية المجتمع الإسلامي كله ،فيحجم المفطر المتهاون بالصوم عن الانشقاق عن جماعة المسلمين ، فلا يأكل إلامتوارياً أو خجلاً ، إلا إذا كان وقحاً مستهتراً من الملاحدة ، أو الماجنين ، أوكان من المرضى والمسافرين ، الذين أذن الله لهم في الإفطار ، فهو صوم اجتماعي عالمي، له جو خاص ، يسهل فيه الصوم ، وترق فيه القلوب ، وتخشع فيه النفوس ، وتميل فيهإلى أنواع العبادات والطاعات ، والبر والمواساة.
الجو العالمي ، وما لهمن تأثير في النفوس والمجتمع :
وقد لا حظ ذلك شيخ الإسلام أحمد بنعبدالرحيم الدهلوي بنظره الدقيق العميق ، فقال وهو يشرح حديث : (إذادخل رمضان فتحت أبواب الجنة) إلخ : " إذا التزمته أمة منالأمم ، سلسلت شياطينها ، وفتحت أبواب جنانها ، وغلقت أبواب النيران عنها ".
ويقول في موضع آخر :
" وأيضاً فإن اجتماع طوائف عظيمة من المسلمين علىشيء واحد ، في زمان واحد ، يرى بعضهم بعضاً معونة لهم على الفعل ، ميسر عليهم ومشجعإياهم".
" وأيضاً فإن اجتماعهم هذا لنزول البركات الملكية على خاصتهم وعامتهم ،وأدنى أن ينعكس أنوار كملهم على من دونهم ، وتحيط دعوتهم منوراءهم".
الفضائل : وما لها منتأثير وقوة :
إن الحياة في صراع دائم بين الشهوات الحبيبة إلى النفس ،والمنافع المقررة عند العقل ، وليست الشهوات هي التي تنتصر دائماً في هذه المعركة - كما يعتقد بعض الناس - فذلك سوء ظن بالطبيعة البشرية ، وإنكار للواقع.
إن القوةالتي تدير عجلة الحياة بسرعة ، وتفيض على هذا العالم الحياة والنشاط هي الإيمانبالنفع ، ذلك الإيمان هو الذي يوقظ الفلاح في يوم شاتٍ شديد البرد فيحرم عليه الدفء، ويبكر به إلىالحقل ، وفي يوم صائفٍ شديد الحر يهون عليه وهج الشمس ولفح السموم ،ويفصل بين التاجر وأهله ، ويتوجه به إلى متجره ، ذلك الإيمان هو الذي يزين للجنديالموت في ساحة القتال ، وفراق الأحبة والعيال ، فلا يعدل به راحة ولا ثروة ولانعيماً ، إن كل ذلك إيمان بالمنافع وحرص على الخير ، وهو القطب الذي تدور حولهالحياة.
وهنالك إيمان أعظم سلطاناً على النفوس ، وأعمق أثراً من الإيمان الذيضربنا له بعض الأمثال ، ذلك الإيمان بمنافع أخبر بها الأنبياء والرسل ، ونزل بهالوحي ، ونطقت به الصحف ، وهي تنحصر في رضا الله وثوابه ، وجزائه في الدنياوالآخرة.
لقد علم الجميع أن الإمساك عن الطعام في بعض الأيام مفيد للصحة ، وخيرللمرء أن يصوم مراراً في كل عام ، وقد أسرف الناس في الأكل والشرب ، واتخموا بأنواعمن الطعام والشراب فأصيبوا بأمراض جسدية وخلقية ، كل ذلك معروف ومشاهد ، وآمن الناسبفوائد الصوم الطيبة ، وآمنوا بأنه ضرورة صحية ، وآمنوا كذلك بفوائد الصومالاقتصادية.
ولكن إذا سأل سائل : ما عدد الصائمين في هذه السنة لفوائد طبية ،ومصالح اقتصادية ؟ وما عدد الأيام التي صاموها طمعاً في الاعتدال في الصحة أوالاقتصاد في المعيشة ؟ كان الجواب المقرر إنه عدد ضئيل جداً ، ضئيل حتى في الشتاءمع أن الصوم فيه سهل هين ، ورغم أن الصوم الطبي أو الاقتصادي أسهل بكثير من الصومالشرعي.
ثم ننظر في عدد الصائمين الذين يصومون ، لأنهم يعتقدون أن الصوم فريضةدينية ، قد وعد الله عليه بثوابه ورضاه ، وتكفل بجزائه ، فنرى أن هذا العدد - مهماطغت المادية ، وضعف الدافع الديني - عدد ضخم لا يقل عن ملايين ، وأن هؤلاء الملايينمن النفوس لا يمنعهم الحر الشديد في الأقاليم الحارة من أن يصوموا في النهار ،ويقوموا في الليل ؛ لأن الإيمان بالمنافع الدينية التي أخبر بها الأنبياء عند أهلالإيمان أقوى من الإيمان بالمنافع الطبية التي أخبر بها الأطباء ، ومن الإيمانبالمنافع الاقتصادية التي لهج بها الاقتصاديون.
ذلك لأن المؤمنين سمعوا في الصومما هون عليهم متابع الصوم ، وشجعهم على احتمال الحر والجوع والعطش ، فقد روى أبوهريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(كلعمل ابن آدم يضاعف ، الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله تعالى : إلاالصوم ، فإنه لي ، وأنا اجزي به ، يدع شهوته وطعامه من أجلي ، للصائم فرحتان عندفطوره ، وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عن الله من ريح المسك)وروى سهل بن سعد عن البني صلى الله عليه وسلم قال : ( فيالجنةباب يدعى الريان ، يدعى له الصائمون ، فمن كان من الصائمين دخله ، ومن دخله لم يظمأأبداً ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه ) من صامرمضان إيماناً واحتساباً ، غفر له ما تقدم من ذنبه).


جاء التشريع الإسلامي للصوم أكمل تشريع وأوفاه بالمقصود ، وأضمنهبالفائدة ، وقد تجلت فيه حكمة العزيز العليم الحكيم الخبير ، الذي خلق الإنسان:{أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُالْخَبِيرُ}
فخصّ شهراً كاملاً - وهو شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن – بصيام أيام متتابعات متواليات ، يصام نهارها ويفطر ليلها ، وهو العرف عند العربفي الصوم ، وهو الميزان في التشريع العالمي الإسلامي ، يقول شيخ الإسلام أحمد بنعبدالرحيم الدهلوي :
" ويضبط اليوم بطلوع الفجر إلى غروب الشمس ، لأنه هو حسابالعرب ومقدار يومهم ، والمشهور عندهم في صوم عاشوراء ، والشهر برؤية الهلال إلىرؤية الهلال ، لأنه هو شهر العرب ، ليس حسابهم على الشهور الشمسية " .
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.74 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.64%)]