النفس المطمئنة: صفاتها وسبيلها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 3115 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من الندبات بخطوات بسيطة.. من جل الصبار لزيت اللافندر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          4 نصائح لحديثى التخرج تساعدهم على اقتحام سوق العمل من غير تشتت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          5 حيل تمنع تكتل الكونسيلر أسفل العينين.. لإطلالة ناعمة من غير تجاعيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          طرق تخزين الخضراوات فى الصيف.. دليلك لحفظها بأفضل جودة لأطول وقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          طريقة عمل موس الشوكولاتة بثلاثة مكونات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح منطقة الذقن.. تخلصى من المناطق الداكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          5 أسرار للحفاظ على نضارة البشرة بعد الخمسين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          4 أنواع سناكس خفيفة وصحية لأطفالك فى النادى.. بلاش فاست فود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          طريقة عمل طاجن البطاطس بالجزر وصدور الدجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-06-2024, 10:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,269
الدولة : Egypt
افتراضي النفس المطمئنة: صفاتها وسبيلها

النفس المطمئنة: صفاتها وسبيلها






معاشر المؤمنين، كان الصحابة وفيهم أبو بكر رضي الله عنهم أجمعين جلوسًا عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقرأ قارئٌ قول الحق تبارك وتعالى: {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 27 - 30]، فقال أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنه: إنَّ هذا لحسنٌ، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أما إنَّ الملَكَ سيقولُ لك هذا عند الموتِ» (ابن كثير (ت ٧٧٤)، مرسل حسن).

وقال عمرو بن العاص رضي الله عنه: إذا توفي المؤمن أرسل الله إليه مَلَكَين، وأرسل معهما تحفةً من الجنة، فيقولان لها: اخرُجي أيتها النفس المطمئنة راضية مرضية، ومرضيًّا عنك، اخرجي إلى روحٍ وريحان، وربٍّ راضٍ غير غضبان، فتخرج كأطيب ريح المسك وجد أحدٌ من أنفه على ظهر الأرض.

ما أعظمها من بشارة ياعباد الله! وما أسماها من صفة جليلةٍ، ومنزلةٍ ترنو إليها قلوبُ المؤمنين!

النفس المطمئنة الراضية الرضية المرضية، فكيف هي عباد الله؟ وإلى ماذا اطمأنت لتنال هذه المنزلة السامقة والبشارة العزيزة الغالية التي يتمنَّاها كل مسلم؟

النفس المطمئنة -كما وصفها ابن القيم- (وتأملوا هذا الوصف البديع الدقيق عن النفس المطمئنة) هي:
"نفسٌ قد سكنت إلى ربها وطاعته وأمره وذكره، ولم تسكن إلى ما سواه، فقد اطمأنت إلى محبته وعبوديته وذكره، واطمأنت إلى أمره ونهيه وخبره، واطمأنت إلى لقائه ووعده، واطمأنت إلى التصديق بحقائق أسمائه وصفاته، واطمأنت إلى الرِّضا به ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولًا، واطمأنت إلى قضائه وقدره، واطمأنت إلى كفايته وحسَبِهِ وضمانه، فاطمأنت بأنه وحده ربُّها وإلهها، ومعبودُها، ومليكُها، ومالكُ أمرها كله، وأن مرجعَها إليه، وأنها لا غنى لها عنه طرفة عين".

نعم عباد الله، هذه هي النفسُ المطمئنة، فالطمأنينة متى حلَّت في ربوع القلب فسيترقَّى في درجات الإيمان السامقة، كما قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: 4]،

وبالطمأنينة، عباد الله، سكونٌ وأمانٌ لما يصيبُ المرءَ من تصاريف الأقدار، قال صلى الله عليه وسلم: «عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سرَّاء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيرًا له»؛ (رواه مسلم).

وبطمأنينة النفس، عباد الله، تتجلَّى الحقائقُ وتتبدَّد الشبهات، قال صلى الله عليه وسلم: «الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَاطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي الْقَلْبِ، وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْك»؛ (رواه أحمد وحسَّنه النووي).

وطمأنينةُ النفس وسكينتُها تُكسِب القلبَ القوةَ والشجاعة، وترشدُ إلى الحكمةِ وحُسْنِ التصرُّف وقت الشدة، كما قال تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 9، 10].

حين اضطرب جيشُ المسلمين في حنين وانقضَّت عليهم جموعُ هوازن وثقيف بكمين نصبوه لهم، ثبت النبيُّ صلى الله عليه وسلم، بل وتقدم للعدوِّ وحده وهو ينادي بأعلى صوته: «أنا النبيُّ لا كذب، أنا ابن عبد المطلب».

فبثباته عاد المسلمون للمعركة، وتنزَّل النصر عليهم بعون الله، وصدق الله جلَّ وعلا إذ يقول: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} [التوبة: 25، 26].

معاشر المؤمنين، طوال شهورٍ مضت ونحن نرى العجبَ العجاب من صبر أهل غزة على البأساء والضراء، وثباتهم واحتسابهم ما أصابهم من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات في سبيل الله، نصرةً لدينه، وتطهيرًا لمقدساته، وتحريرًا لبلادهم من الاحتلال الصهيوني الغاشم، والكيد الصليبي الظالم، يخرج أحدهم من تحت الركام رافعًا يديه وأصابعه بعلامة النصر، والمرأة تشيع أبناءها وهي تحمد الله وتحتسبهم عنده جلَّ وعلا شهداء، وأطفال أمام الركام والشهداء ينطقون بكلام الرجال في ثباتٍ وتحدٍّ للصهاينة الجبناء، هل نجد في عصرنا اليوم، عباد الله، نفوسًا مطمئنة كهذه النفوس المؤمنة الثابتة ثبات الجبال الرواسي؟!

فبتلك الطمأنينةُ، عباد الله، تطيبُ الحياةُ وتزدان، ويطيف بها السرور وإن أصابتها الآلام، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ * الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} [الرعد: 28- 29]؛ أي: يزول قلقُها واضطرابُها، وتحضرها أفراحها ولذاتها.

{أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}؛ أي: حقيق بها وحريٌّ ألَّا تطمئن لشيء سوى ذكره، فإنه لا شيء ألذ للقلوب ولا أشهى ولا أحلى من محبةِ خالقها، والأنسِ به ومعرفته، وعلى قدر معرفتها بالله ومحبتها له، يكون ذِكرُها له.

معاشر المؤمنين، إن تمام الفرحِ والسعادةِ وقُرة العين للنفس المطمئنة يكون ساعة الاحتضار حين يقال لها- كما جاء في حديث البراء بن عازب-: «اخرُجي أيتها الروح المطمئنة، اخرُجي إلى مغفرةٍ من الله ورضوان؛ فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء»؛ (رواه الحاكم وصححه ابن القيم).

ولا تزال البشائرُ تتوالى على رحابِ تلك النفسِ المطمئنة حتى تُبشر بالرضا من الله عليها، وبرضاها عن جزاء الله تعالى لها يوم الدين، وهي ترجع إلى الأجساد التي عمَّرتها بالعبادة، وألزمتها الاستقامة، وجمَّلتها بالتقوى في الدنيا، لتساق مع وفود المتقين إلى الرحمن وجنته، {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 27 - 30].
__________________________________________________ ______
الكاتب: يحيى سليمان العقيلي





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.65 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]