حياتنا والانشغال بوسائل التواصل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 924 - عددالزوار : 120549 )           »          قواعد مهمة في التعامل مع العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          مكارم الأخلاق على ضوء الكتاب والسنة الصحيحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          من سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          تخريج حديث: أو قد فعلوها، استقبلوا بمقعدتي القبلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من أسباب المغفرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (القوي، المتين) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          {إن ينصركم الله فلا غالب لكم} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          مسألة تلبّس الجانّ بالإنسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من مائدة الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 2958 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-05-2023, 02:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,369
الدولة : Egypt
افتراضي حياتنا والانشغال بوسائل التواصل

حياتنا والانشغال بوسائل التواصل


أفرزت العصرنة بثورتها التقنية والرقمية الراهنة، متمثلة بشكل خاص، بالأجهزة الذكية، والشبكة العنكبوتية، ووسائط الميديا، والفضائيات، تداعيات سلبية، في حياتنا المعاصرة، تجسَّدت بالانفتاح المفرط على التقنيات المتطورة، والأجهزة الذكية، والانغماس الكامل في الفضاء الرقمي، ومواقع التواصل الاجتماعي، حتى أصبح أقصى طموح للشباب اليوم، هو امتلاك جهاز هاتف ذكي فاخر، وسيارة فارهة للمباهاة، وأصدقاء وهميين في واقع افتراضي لا حقيقة لوجوده إلا على الشاشة الزرقاء.


وقد تسبب الانغماس في الفضاء الرقمي بعزلة اجتماعية عمودية على مستوى الأسرة والأقارب، وأفقية على مستوى الجيران والمجتمع، ونشأ تبعًا لذلك نوع من الانفصام الأسرى والاجتماعي، فالآباء بانشغالهم بالتفاعل مع هذه الأجهزة، قد انفصلوا عمليًّا عن الأسرة، ولم يعودوا يتحدثون مع الأبناء، في حين نشأ في نفس الوقت جيل لا يأبه للحديث مع الأهل، فانعدم التواصل الحي، وغابت السيطرة الأخلاقية، واضمحلَّت الإرشادات التربوية.

وهكذا طالت تحديات العصرنة بآثارها السلبية صميم حياتنا اليومية الراهنة، بتسفيه العادات والتقاليد الحميدة، وذلك من خلال هيمنة تيَّارها الجارف بأدواته المعاصرة؛ ليؤسس لثقافة جديدة، وعادات جديدة غير مألوفة، باتت محل تداول عام؛ حيث سيكون لها بالطبع أثرٌ كبير في تغيير سلوك الجيل الذي بدأنا نلمس جنوحه صوب الانسلاخ التدريجي من سيطرة البيت، والتفلُّت من ضوابط المجتمع بشكل واضح، والانزياح في نفس الوقت خارج حدود فضاءات سيطرة الأب والأم بمسارات غريبة عن المألوف من الموروث الاجتماعي؛ حيث تفاقمت فجوة الجيل مع غزو العصرنة بشكل مقلق، الأمر الذي يهدد بتفكك قيمي واجتماعي، يقود إلى الضياع والاستلاب مستقبلًا.

لذلك بات الأمر يتطلب الانتباه الجدي إلى خطورة الحال، والإفاقة من الغيبوبة التي طالت عواقبها كلَّ جوانب حياتنا؛ من عزلة اجتماعية، وتقليد أعمى للغير، وابتعاد عن موروثنا الديني والقِيمي، دون إغفال حقيقة أن الثورة الرقمية قد أصبحت اليوم سمةَ عصرٍ، وثقافة واقع حال راهن، وبالتالي فإنه لا مناص من التعايش معها، من دون الانغماس الكلي فيها، ولا تركها، والانسحاب منها نهائيًّا.

فلا بد من العمل على وضع معايير منضبطة للعيش في الحال الراهن؛ حتى يمكننا التعايش مع معطياته، والتكيف مع إنجازاته المتوالية، بأقل ضرر يلحق بأصالة هوية وجودنا الاجتماعي، وموروثنا الثقافي، فإن ذلك ينبغي أن يتمَّ في إطار الحرص الواعي على الحفاظ على أصالة مكونات الموروث الحضاري لمجتمعنا وأمتنا، والانتباه إلى خطورة الانشغال بأمور فارغة في حياتنا اليومية الراهنة، والعمل على تجسير الانفصام بين الأجيال، وإدامة التواصل الحقيقي المستمر بينهم، وتعميق جذور الانتماء مع العائلة والمجتمع، والتكيف في نفس الوقت، مع المعطيات الإيجابية للعصرنة، والتفاعل المبدع معها، وإسقاط كل ما هو سلبي من تداعياتها دون تردُّد.

_____________________________________________
الكاتب: نايف عبوش










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 45.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.03 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.57%)]