اللسانيَّات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ما صحة قول :إذا أتعبتك آلام الدنيا فلا تحزن فربما اشتاق الله لسماع صوتك وأنت تدعوه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14275 - عددالزوار : 756569 )           »          تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 601 - عددالزوار : 65864 )           »          مواقف بين النبي وأصحابه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 1386 )           »          ما أعظم ملك الله وقدرته! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          الإسلام يدعو إلى التكافل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          حكم التفضيل بين الأنبياء عليهم السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          دعوة إلى الإصلاح ووحدة الصف والمصير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          لا تنس هذه الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الدرس الخامس والعشرون: ليلة القدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإملاء
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-12-2022, 04:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,804
الدولة : Egypt
افتراضي اللسانيَّات

اللسانيَّات

أ.د. عبد الحميد النوري عبد الواحد
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى


اللسانيات أو علم اللسان مثله مثل الكثير من العلوم الحديثة الأخرى، هو علم ناشئ ولد في بلاد الغرب وفي العالم على يد علماء كبار من أبرزهم فردينان دي سوسير السويسري المولد. ودي سوسير ما فتئ يتنقل بين سويسرا وفرنسا وألمانيا. وهو يحاضر في أشهر وأكبر جامعاتها. ولعلّ محاضراته الأهمّ والتي خلّدت اسمه هي التي جمعها طلبته وعلى رأسهم شارل بالّي تحت عنوان Cours de linguistique générale. ولا غرو في أن هذه المحاضرات قد ترجمت إلى كثير من لغات العالم ومن ضمنها العربيّة. بل إنها ترجمت في العربية ثلاث ترجمات لعلّ أهمّها الترجمة التي جاءت بعنوان دروس في الألسنية العامة لصالح القرمادي وآخرين.

ويقوم كتاب دي سوسير على نقد فقه اللغة أو الفيلولوجيا الغربيّة، والنحو المقارن، والنحو التعليميّ المعياريّ، ليؤسس لعلم جديد بناه على جملة من المفاهيم والتصوّرات لم تكن شائعة في مجال الألسن واللغات، وإرساء منهج جديد في النظر إلى هذه الألسن.

ولقد أرسى دي سوسير في هذا الشأن، ولحلّ قضاياه جملة من الثنائيات مثل اللغة واللسان، واللسان والكلام، والدال والمدلول، والتحليل الآنيّ والزمانيّ. ووقف عند مسائل كثيرة هامّة مثل اعتباطية الدليل والوحدة الصوتيّة الدنيا أو الفونيم والبعد الاجتماعيّ والجغرافيّ والسياسيّ للغة، ونظام أو أنظمة اللغة، والبنية الداخلية لهذا النظام، والتأثيرات الخارجية للغة، والاهتمام باللغة في ذاتها ولذاتها، وعلاقة اللغة بجملة من العلوم الأخرى.

كتاب دي سوسير مهمّ من حيث كونه يعتبر رائداً في مجال اللسانيّات، ومؤسّساً للبنيويّة الحديثة التي شاعت لا في اللسانيّات وحدها، وإنّما في علوم أخرى من نحو النقد الأدبيّ وتحليل النصوص أو الخطاب والتحليل النفسي وعلم الجناسة وغيرها.

إن نقل هذا العلم إلى البلاد العربيّة، والحقّ يقال، لاقى مصاعب جمّة، ولم يُبدأ بنقله حقيقة إلّا في الخمسينات والستينات من القرن الماضي على يد طلّاب نابهين زاروا بلاد أوروبا وتعلّموا في جامعاتها، وذلك من أمثال إبراهيم أنيس وكمال محمد بشر وتمّام حسّان وغيرهم. وألف هؤلاء وأشباههم في مواضيع مختلفة تهمّ اللسانيات واللغة العربيّة، واصطدموا بحجر عثرة تتمثّل في التراث اللغويّ أو النحويّ والموقف منه. الأمر الذي أدّى إلى صراعات وسجالات كبيرة ظلت قائمة إلى اليوم.

وبالرغم من هذه الصعوبات ظلّت اللسانيّات تفرض نفسها، ومثّلت اتجاهات شتّى هي انعكاس لبعض المدارس والاتّجاهات الغربيّة نفسها. واختلف هؤلاء اللغويّون العرب المحدثون في تعاملهم مع التراث. وهم بين مؤيّد له يدعو إلى إعادة قراءته والاستفادة منه، وبين رافض له يريد الاستعاضة عنه بمناهج جديدة أو حديثة.

بيد أنّ اللسانيّات بدأت تفرض نفسها بلا منازع، وتبيّن أنها ليست نقضا للتراث أو مقوّضة لأركانه. وتبيّن أنّ لها من القدرة على معالجة مواضيع قديمة بطرق جديدة. وما أعطى الشرعيّة لهذ العلم الناشئ ليست القدرة على اقتراح حلول لبعض المشكلات فحسب، وإنّما ما حظيت به من اهتمام في مجال التدريس الجامعيّ، في الكثير من الجامعات العربيّة، وإن لم تحظ بالفوز بقسم مستقلّ لتدريس هذا الاختصاص.


ولا أحد ينكر اليوم أهميّة اللسانيّات في تحسين دراسة العربيّة القديمة أو الحديثة على حدّ سواء، أو ينكر القدرة التي عبّرت عنها في حلّ بعض القضايا مثل الترجمة والتعريب، وحلّ معضلة المصطلح، وتعليم اللغة للناطقين بها وبغيرها، ومعالجة اللغة وحوسبتها وغير ذلك.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 10-12-2022 الساعة 11:21 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.45 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (3.59%)]