الإفتاء عبر الإنترنت .. مداخلة ومقاربة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح مسلم الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 599 - عددالزوار : 70589 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 16809 )           »          بين الوحي والعلم التجريبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          غزة في ذاكرة التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 9115 )           »          حين تتحول الحماسة إلى عبء بين الجاهل والعالم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          نعمة الأمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 32312 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 2919 )           »          منهجية القاضي المسلم في التفكير: دروس من قصة نبي الله داود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          واجبات الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07-12-2020, 07:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,183
الدولة : Egypt
افتراضي الإفتاء عبر الإنترنت .. مداخلة ومقاربة

الإفتاء عبر الإنترنت .. مداخلة ومقاربة
صلاح الصاوي

لا شك أن الإنترنت وسيلة من وسائل التواصل السريع والفعال بين البشر، وقد شهد -ولا يزال- قفزات هائلة أحالت العالم إلى غرفة واحدة صغيرة كما يقولون، وهذه الوسيلة كغيرها من الوسائل تحتوي على جملة من السلبيات والإيجابيات، ولعل هذه الورقة المقدمة من الشبكة قد لخصت كلا الجانبين بتوفيق وإحكام.
الذي يظهر لي - والله - تعالى - أعلى وأعلم- أن قضايا المنازعات والخصومات لا يصلح فيها الاستفتاء عبر الإنترنت لما تحتاجه من تحرير دقيق لمواضع النزاع، واستماع دقيق لأطراف الخصومة، واستيعاب لما احتف بها من الملابسات والقرائن، وهو ما يعسر تحقيقه على الإنترنت؛ الأمر الذي يجعل التعامل مع هذه القضايا عبر الإنترنت يفتقد إلى كثير من الدقة، فينبغي ألا يسترسل فيه السائلون أو المفتون.
ومن ناحية أخرى فإن البحث في بنوك الفتاوى قد يفيد طلبة العلم الذين لهم قدرة نسبية على النظر في مقالات أهل العلم والمقابلة بينها وإدراك الفروق الفردية بين النوازل المختلفة محل الاستفتاء، أما العامة وأشباه العامة فلا ينصحون بالرجوع لهذه البنوك، وإنما عليهم أن يلجؤوا إلى الاستفتاء المباشر عندما تتيسر أسبابه، فإن الفروق بين المسائل قد تكون من الدقة واللطف بحيث تخفى على كثير من المستفتين.
ويبقى في نهاية المطاف أن المرء أمين على دينه، فإذا استشعر في قضية من القضايا أن الأمر لم يأخذ حقه من البحث والتأمل، وأن الوقائع لم تنقل إلى المفتي بصورة دقيقة ومنضبطة، فإنه لا تبرأ ذمته بتقليد المفتي فيما يسوقه له؛ لأن اتباع أهل العلم إنما يجب من حيث كونهم وسائل نتعرف من خلالهم على حكم الله - عز وجل -، فإذا غلب على الظن أن ما صدر عنهم لا يمثل الحكم الشرعي الواجب التطبيق في موضوع النزاع لغياب بعض الوقائع أو عدم تحقيق بعض الجوانب -والمفتي أسير المستفتي كما يقولون- فإن تقليدهم في هذه الحالة لا تبرأ به الذمة؛ لأن المفتى والمحكم والقاضي لا يحل حراماً ولا يحرم حلالاً؛ فالحلال ما أحله الله ورسوله والحرام ما حرمه الله ورسوله.
وبقيت مسألة ماذا يفعل المستفتي عندما تختلف عليه فتاوى المفتين أو المجتهدين؟
ونقول ابتداء: لا ينبغي للمستفتي أن يكثر التنقل بين المفتين فإن هذا يشوش عليه أمره ويوقعه في كثير من الحيرة والتردد، وإنما ينبغي عليه إذا نزلت به نازلة أن يرفعها إلى من يثق في دينه وعلمه من أهل الفتوى، ثم يتدين بما يفتيه به فيها ولا يكثر التنقل والقفز من مفتٍ إلى آخر.
ولكن إذا وقع هذا لأي سبب كان، وأصبح لدى المستفتي جملة من الفتاوى المتعارضة فإن الترجيح بينها إنما يكون بالأغلبية والأفضلية كما ذكر ذلك الشاطبي - رحمه الله - فيأخذ بفتوى الأعلم والأورع احتياطاً لدينه واستيثاقا لآخرته، ويعرف هذا بالشيوع والاستفاضة بين الناس.
أو يأخذ بفتوى الأحوط حتى يأتي بعبادته على نحو يكون مقبولاً من الجميع، أو يأخذ بما عليه جمهور أهل العلم في نازلته، فإن هذا مما يغلب معه على ظنه أن الحق معه وهكذا، فلا بد من نوع من الترجيح بين هذه الفتاوى المتعارضة على هذا النحو البسيط المجمل الذي يغلب معه على ظن المستفتي أن هذا هو حكم الله - عز وجل -؛ لأنه لا يجوز أن يؤخذ الدين بالهوى والتشهي فإن هذا مما اتفق أهل العلم على رده.

والله من وراء القصد.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.35 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.95%)]