التَّعَامُلُ مَعَ وَسَائِلِ الاتِّصَالِ الْحَدِيثَةِ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1249 - عددالزوار : 135148 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5473 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8166 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-09-2019, 05:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,985
الدولة : Egypt
افتراضي التَّعَامُلُ مَعَ وَسَائِلِ الاتِّصَالِ الْحَدِيثَةِ

التَّعَامُلُ مَعَ وَسَائِلِ الاتِّصَالِ الْحَدِيثَةِ






الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، أحمدُهُ سبحانه حمداً كثيراً طيباً مُباركاً فيهِ كمَا يُحبُّ ويرضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سيدَنَا مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، وصفِيُّهُ مِنْ خلقِهِ وخليلُهُ، فاللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ وبَارِكْ عليهِ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، وعلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بإِحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ.

أَمَّا بعدُ:
فأُوصيكُمْ عبادَ اللهِ ونفسِي بتقوَى اللهِ تعالَى، قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾[1].

أيهَا المؤمنونَ:
التعارفُ بينَ البشَرِ سنَّةٌ ربانيَّةٌ، قالَ تعالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ﴾ [2] وقَدْ شهِدَ التعارفُ بينَ الناسِ تطوراً نوعيًّا مِنْ خلالِ عالَمِ التواصلِ التقنِيِّ، الذِي قرَّبَ البعيدَ، واختصَرَ المسافاتِ، واستثمَرَ الزمَنَ، وضاعَفَ الإنجازَ، وسهَّلَ المشاقَّ، ووفَّرَ التكاليفَ، فغَدا التواصلُ بينَ الناسِ يسيراً، وزالَ مَا كانَ بينَهُمْ عسيراً، وهذَا مِنْ نِعَمِ اللهِ علينَا، قالَ تعالَى: ﴿ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾[3]. وواجبُ النعمةِ أَنْ نشكُرَ اللهَ عزَّ وجلَّ عليهَا، قالَ سبحانَهُ: ﴿ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ﴾[4] ومِنْ شُكرِهَا حُسْنُ استخدامِهَا فِي الخيراتِ، واستثمارُهَا فِي الطاعاتِ، فأدواتُ التقنيةِ الحديثةِ قَدْ تُستخدَمُ فِي النفعِ والخيرِ، وقَدْ تُستغَلُّ فِي إيذاءِ الغيرِ.

عبادَ اللهِ:
وللتعامُلِ معَ هذهِ التقنياتِ آدابٌ وأخلاقياتٌ، أهمُّهَا: أَنْ ينوِيَ المسلمُ الاستعانةَ بِهَا علَى الطاعاتِ، وقضاءِ الحاجاتِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:« إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ»[5] فهنيئاً لِمَنْ أخلَصَ النيةَ وابتعَدَ عَنِ الأذيةِ فِي استخدامِ وسائلِ التقنيةِ، فإنَّ الأذَى يُنافِي الدينَ، ويصِلُ بصاحبِهِ إلَى البُهتانِ الْمُبينِ، قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ:] وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً[[6]فإيَّاكَ يَا عبدَ اللهِ أَنْ تُؤذِيَ المؤمنينَ فِي تَتَبُّعِ العوراتِ،ونَشْرِ الشائعاتِ عبْرَ المواقعِ الإلكترونيةِ والمنتدياتِ، والهواتفِ المحمولةِ ووسائلِ الاتصالاتِ، لأنَّ ذلكَ يَتنافَى معَ الأخلاقِ الفاضلةِ، والمروءةِ النبيلةِ، قال صلى الله عليه وسلم:« يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيمَانُ قَلْبَهُ لاَ تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِى بَيْتِهِ»[7]. فَكَمْ هدَمَ هذَا السُّلوكُ مِنْ أُسرةٍ مستقرَّةٍ، وكانَ سبباً فِي التفريقِ بينَ الأزواجِ، والطعنِ فِي أعراضِ الأبرياءِ.

أيهَا المؤمنونَ:
إنَّ استخدامَ هذهِ التقنياتِ فِي بَثِّ الإشاعاتِ بينَ الأفرادِ والأُسَرِ والمجتمعاتِ مِنَ الأخلاقِ الذميمةِ، التِي تُوقِعُ الإنسانَ فِي النميمةِ، وتُفسِدُ بَيْنَ الأَحِبَّةِ، وتقطَعُ أواصِرَ المودةِ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:« أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمُ؟ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ للْبُرَآءِ الْعَنَتَ»[8].

فاحْذَرْ أيهَا المسلمُ أَنْ تُساهِمَ فِي نَشْرِ الإشاعةِ وبَثِّهَا بينَ الناسِ، فكَمْ مِنْ كلمةٍ تناقَلَتْهَا الألسنَةُ مِنْ غيرِ تَثَبُّتٍ ودرايةٍ، فَأَوْرَثَتْ صاحبَهَا حَسْرَةً وندامَةً، قالَ سبحانَهُ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾[9] ويَا ندامةَ مَنْ لَمْ يَتَثَبَّتْ فِي نَقْلِ الأخبارِ عَنْ رسولِ اللهِصلى الله عليه وسلم فينشُرَ الأحاديثَ المكذوبةَ، والأخبارَ الباطلةَ، عبْرَ الرسائلِ الإلكترونيةِ، وقَدْ قالَ صلى الله عليه وسلم:« إِنَّ كَذِباً عَلَىَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»[10]. وحتَّى لاَ يقَعَ المسلمُ فِي التَّقَوُّلِ علَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فعليهِ أَنْ يرجِعَ إلَى أهلِ العلمِ والاختصاصِ، ليتأَكَّدَ مِنْ صحةِ مَا يتلقَّاهُ وينشُرُهُ.

أيهَا المسلمونَ:
ومِنْ ضوابطِ التَّعامُلِ معَ التقنياتِ الحديثةِ الاحترازُ مِنَ الأفكارِ الهدامةِ، والأخبارِ الكاذبةِ، والأوهامِ الفاسدةِ، التَّي تبُثُّهَا بعضُ المواقعِ الإلكترونيةِ، مِمَّا يتنافَى معَ الدينِ والأخلاقِ، والقِيَمِ والأعرافِ، ويُؤَثِّرُ علَى استقرارِ المجتمعاتِ، وينشُرُ الفسادَ فِي الأرضِ، قالَ اللهُ تعالَى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ* وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴾[11]وإنَّ تَوَفُّرَ وسائلِ التواصلِ الإلكترونيةِ يضعُنَا أمامَ مسؤوليةٍ كُبرَى فِي متابعةِ أبنائِنَا وبناتِنَا وتثقِيفِهِمْ علَى الاستخدامِ الأمثلِ لَهَا مِنْ غيرِ إضاعةٍ للوقتِ والمالِ، فيمَا لاَ نفْعَ فيهِ، ولاَ طائلَ مِنْ ورائِهِ. اللهمَّ وَفِّقْنَا لِحُسْنِ الأعمالِ فِي عبادَتِكَ، ووفِّقْنَا لطاعتِكَ وطاعةِ مَنْ أمَرْتَنَا بطاعتِهِ، عملاً بقولِكَ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ﴾[12] بارَكَ اللهُ لِي ولكُمْ فِي القرآنِ العظيمِ ونفعَنِي وإياكُمْ بِمَا فيهِ مِنَ الآياتِ والذكْرِ الحكيمِ وبِسنةِ نبيهِ الكريمِ صلى الله عليه وسلم أقولُ قولِي هذَا وأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولكُمْ، فاستغفِرُوهُ إنَّهُ هوَ الغفورُ الرحيمُ.

المصدر: خطب الجمعة من الإمارات - الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف


[1]الحشر: 18.

[2] الحجرات: 13.

[3] النحل: 53.

[4]إبراهيم: 7.

[5] متفق عليه.

[6] الأحزاب: 58.

[7] أبو داود: 4880.

[8] أحمد: 28366.

[9]الحجرات: 6.

[10] متفق عليه.

[11] البقرة: 204 - 205.


[12] النساء: 59.
منقول

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.48 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.50%)]