|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
هل أحتاجه حقا؟
هل أحتاجه حقا؟ عبير النحاس منذُ وقتٍ ليس ببعيد كنت قد كتبت قصّة للأطفال تحكي عن فتاة صَغيرة تمتلك حُلما جميلا تشْتهي فيه أن تمتَلك حاسوبا خاصَّا بها , و بدأتْ تجمع النقود لتحقِّق حلمها الكبير هذا , و لكنّ مشْوارا واحدا إلى السّوق كان كفيلا بتبديده أو تأجيلهُ على الأقل , فقد فقدتْ تلك الفتاة مقاومتها أمام أشياء جميلة قامت بشرائِها و أطعمةٍ لذيذةٍ لم تسْتطع الابتعاد عن متجرِها قبل أن تشتَري الكثيرَ منها . في الحقيقة كانت تلك الفتاة هي أنا , و كانت هذه القصّة تتكرر معي مرارا , فقد كانت التخفيضات تستنزِف الكثير من مدّخراتي التي كنتُ أجمعها لشراءِ أشياءَ أكثر أهمية و أكثر ضرورة مما أشتريه فيها , و لكن عدم قدرتي على مقاومة الملابس الجميلة و الأنيقة مثلا كانت تغلِب دائما , و كان يغيب عن بالي و أنا في قمة الضعف أمام قطعة ملابس كلاسيكية تعجبني أنني أمتلك ما يشبهها , فأعود إلى المنزل بما لا أحتاجه , و تضيع أو تؤجّل مشاريع مهمة كنت أستعْجلها . و قد اتّبعت الكثير من الوصفات و النصائِح التي تعجّ بها الشّبكة العنكبوتيّة و كتب التدْبير المنزلي , و عملتُ جاهدة على التخلص من ضعفي أمام الأشياء التي تسْحرني و تبقيني تحت تأثيرها حالمة أنظر إليها . و قد كانت فكرة عدَم الشّراء من المرّة الأولى أكثرُ الوصفات جدوى, و كانت هي النّاجحة حقا , و قد استطعتُ بفضْلها أن أتخلّص من مشْكلتي , و من سحر الواجهات الذي لا يقاوم أيضا , فما عدْت أشتري القطعة تحت تأثير سِحرها أبدا بل أعود إلى المنزل بصورتها في مخيّلتي لأبحث عن مكان لها بين قوائم حاجاتي الحقيقية , و أفكر في رغبتي الفعليّة بها , فإن رأيت أنها لازِمة عدت نحوها في اليوم التالي , و إن لم يكن تناسيتها حتى أنساها, و قد انفكَ عني سحرها بعد ابتعادي عنها أولا . قاومت بالطّبع الكثير من الأشياء الجميلة و الأنيقة , و لكنني بالمقابل اسْتطعت الحصول على أشياء رائعة مهمة و ضرورية كنت أحرم نفسي منها بضعفي و عدم قدرتي على المقاومة . و اليوم إذ أقدّم لك يا فتاتي خلاصة تجربة مرَرت بها , فقد فعلت هذا لتنظري أين تستنزف طاقاتك الهامة , فقد تكون الطّاقة هي المال , و قد تكون الجهد و طاقة البدن , و قد تكون الوقت و الذي هو أثْمن ما نملك . فلتنظري قبل أن تسْتنزفي مالك أو وقتك أو جهدك.. إلى ما يمكن أن تستفيدي به من هذا الفعل و هل سيضيف شيئا إلى قائِمة أهدافك أو صحيفة حسناتك أم أنه هدر و كفى , و ربما سيزيد من متاعبك لاحقا لأن هناك قائمة طويلة من الإنجاز و الأمور الهامة ما زالت تنتظرك , و لتسألي نفسك قبل المضي في عمل ما أو صفقة : - هل أحتاجه حقا ؟ و عندها ستكونين أقدر على مقاومةِ الأمور التافهة , و ستعودين إلى ما يجب حقّا عليك فعله بكلّ حبًّ و سرور .
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |