الإعذار والإنذار للعلمانيين الأشرار || ~ للشيخ : أحمد عشوش - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1109 - عددالزوار : 128818 )           »          زلزال في اليمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 4800 )           »          ما نزل من القُرْآن في غزوة تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أوليَّات عثمان بن عفان رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          القلب الطيب: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          رائدة صدر الدعوة الأولى السيدة خديجة بنت خويلد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          طريق العودة من تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ترجمة الإمام مسلم بن الحجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          مسيرة الجيش إلى تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > الحدث واخبار المسلمين في العالم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-12-2012, 07:54 PM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي الإعذار والإنذار للعلمانيين الأشرار || ~ للشيخ : أحمد عشوش


~ الإعذار والإنذار للعلمانيين الأشرار ~

للشيخ
أحمد عشوش

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد ,

قال الله تعالى : (يا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ .وَمَن لّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ( "الأحقاف 31 -32 "

أيها العلمانيون أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم ما فرط منكم من استحلال ورضى بالإباحية وتحكيم للجاهلية ..

يا أيها العلمانيون : (تعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) "آل عمران 64"

ولتشهدوا أيها العلمانيون بأننا مسلمون نتمسك بديننا ولا نساوم عليه لإيماننا بقول الله عز وجل : (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) "آل عمران 85"

ولتعلموا أيها العلمانيون أننا لن نطيعكم أبدا فيما تموهون به من شبهات وضلالات لتمرير الجاهلية , فقد حذرنا الله عز وجل من ذلك فقال : (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) "الأنعام 121"

فاتقوا الله وارجعوا عن غيكم وباطلكم وجاهليتكم , فإن ما أنتم فيه إنما هو تزيين الشيطان وتلك هي صناعته .

قال الله عز وجل : (كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) "الأنعام 122"

فما أنتم فيه إلا غواية وتزيين الشيطان , لن نتابعكم عليه ولن نسايركم فيه .. قال الله عز وجل : ( وكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ .قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ . قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ) "الأنعام 55-56-57"

تأملوا أيها العلمانيون هذه الآيات لتعلموا أن سبيل المجرمين في أوروبا مضل ومغرق ومهلك , وهو ذات السبيل الذي تدعوننا إليه , وقد نهينا أن نعبد ما يعبد المشركون , فنحن علي بينة من ربنا , وإن كذبتم به , فإن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين , ولا يفتننكم الشيطان بتزيين الشرك لكم , وبهرجة الجاهلية , فتلك فتنة من كان قبلكم من الكفار والمشركين .

قال الله عز وجل : (ويَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ . ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ .انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ) "الأنعام 22-23-24"

وها أنتم تضربكم هذه الفتنة , فتقسمون كما أقسم المشركون من قبلكم : والله ما نحن بمشركين , تكذبون على أنفسكم , ويستذلكم الشيطان فتفصلون بين الدين والدولة , وتردون الشريعة وتألهون الشعب بإفراده بالحكم والتشريع , وهذا افتراء وكذب وشرك , والعلة في هذا طمس بصائركم وغباء عقولكم , وغلبة شهوتكم .
قال الله عز وجل عن مثل حالتكم التي توافقكم تطابقا : (وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَاؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ .وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ . وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) "الأنعام 25-26-27"

أيها العلمانيون ..اتقوا الله في أنفسكم , ارفعوا الأكنة عن قلوبكم , مزقوا الوقر الذي ضرب آذانكم , لا تجادلوا بالباطل لتنهوا عن الشريعة , وتنأوا عنها , فإنما تهلكون أنفسكم قبل غيركم بهذا الصنيع الباطل ,

ومن فات من الدنيا منكم فإنه لن يفوت من الآخرة كما بينت الآيات , واعلموا أنه لا يستجيب لشريعة الإسلام إلا الأحياء , أما الموتى فإلى النار يرجعون .. قال الله عز وجل : ( إنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) "الأنعام 36"

واعلموا أن صدكم عن سبيل الله وعن الشريعة يستوجب اللعنة , قال الله عز وجل : (وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ .الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ ("الأعراف 44-45"

فاتقوا الله في أنفسكم وتوبوا إلى ربكم , وأعرضوا عن الجاهلية والدساتير الشركية والقوانين الإباحية والزموا شريعة ربكم تفلحوا , فإن أبيتم إلا الضلال والإضلال , فإن سنة الله في أمثالكم ماضية , قال الله عز وجل : (ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ) "الأنعام 131 "

ومتابعتكم لشياطين الغرب من أمثال "هوبز" و " لوك" و " مونتسكيو" و " جون بودان " و " بانتام " إنما هي من الفتنة وعاقبة لمكركم . قال الله عز وجل : (وكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) "الأنعام 129"

وأنّى لنا أن نتبعكم على ما أنتم عليه وقد هدانا الله عز وجل بهداية النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الدين العظيم دين الإسلام .قال الله عز وجل : (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) "الأنعام 161-162"

فلن نكون معكم , ولن نسايركم على دربكم كما فعل الإخوان والسلفيون , لأن الله عز وجل قال لنا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ) "التوبة 119"

وليس من أهل الصدق من عزل الشريعة , وسعى في إطفاء أنوارها , وخطط لعزلها , وقدم عليها الشرائع الجاهلية والقوانين الإباحية , ورد الحلال والحرام , وحكّم شهوات الشعوب , وضمّن ذلك قانونا ملزما يسميه " الدستور " .

فلا ولن نكون معكم , بل نحن ضدكم على طول الخط , حتى يحكم الله بيننا وبينكم , ولن نصانعكم كما صانعكم الإخوان والسلفيون .

أفلا يرى الإخوان والسلفيون أنهم يفتنون في كل عقد أو عقدين مرة أو مرتين بأيدي العلمانيين ؟

ألم يُنكَبُوا على يد جمال عبد الناصر ؟!! ألم يُنكَبُوا على يد القذافي ؟!! ألم يُنكَبُوا على يد حافظ الأسد ؟!!

وكل هؤلاء علمانيون أقحاح , فلا خيار في العلمانيين بين علماني وآخر , كما أنه لا خيار في المشركين بين مشرك ومشرك , فلا ولاية بين مسلم وجاهلي , ولا ولاية بين من يريد الشريعة وبين من يعادي الشريعة , لا ولاية لمن يجعل الحكم خالصا لله ومن يجعل الحكم خالصا للبشر .

لقد أخطأ الإخوان والسلفيون , وهم يحصدون الآن ما بذرته أيديهم من المداهنة والتلون , وتغيير الحقائق وتقريب أهل الشرك ,وإبعاد أهل التوحيد ,

فما الذي يُنتظَر ؟

يُنتظر وعيد الله وقدره في أن يُنكب الإخوان والسلفيون بأيدي العلمانيين الذين قربوهم ونصروهم على الإسلاميين في كثير من المراحل وروّجوا لشرعيتهم ومشروعية نظامهم الجاهلي , بل وثبتوهم في السلطة , فليعتبر أولي الأبصار , وليتعلم الإخوان والسلفيون قول الله عز وجل : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ . وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) "المائدة 55-56"

إن الإسلامي الذي يعاجل بمداهنة العلمانيين والمنافقين إنما هو مريض , ومرضه قلبي , ولا يفيق إلا بعد أن تصرعه العلمانية على ملاعبها النجسة , قال الله عز وجل : (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ ) "المائدة 52"

ولو أيقن الإخوان والسلفيون لعلموا أن العلمانيين قد انطبق عليهم قول الله عز وجل : (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) "المجادلة 19"

فالعلمانيون خاسرون وإن وصلوا إلى السلطة , خاسرون وإن قدروا وإن ظلموا وإن قتلوا , فإن مردهم إلى النار مالم يتوبوا ويتابعوا النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

وكان الأولى بالإخوان والسلفيين أن يوقنوا بقول الله عز وجل : (إن الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ .كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) "المجادلة 20-21"

فإن الغلبة بفضل الله وتقديره لرسل الله ولأتباعهم ممن يسيرون على صراطهم ويتمسكون بنهجهم , أولئك الذين قال الله عز وجل فيهم : (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) "المجادلة 22"
لا نقول هذا شماتة بالإخوان والسلفيين , ولكن بيانا للحق , واستخلاصا للدرس , وهداية للأتباع الذين يتابعون على عماية قادة لا يحفلون بدينهم بقدر ما يحفلون بمناصبهم ومراكزهم السياسية .

وللعلمانيين أقول :
لا تخربوا بيوتكم بأيديكم وأيدي المؤمنين , واعتبروا إن كانت لديكم بصائر , فقد تغير الحال , وهيأ الله الأمة لتسترد مجدها وترتفع بدينها , وتحكم شرعها المنزّل من السماء , فلا يغرنكم الشيطان فتندفعوا إلى حرب خاسرة , وفي سبيل باطل , واعتبروا بتاريخكم , فإن الأمة مصممة على أن تسترد دينها بعد أن ذاقت الويلات في ظل العلمانية .

فتاريخ العلمانية في بلادنا مليء بالعار والمخازي , وهو سلسلة متصلة الحلقات من الخيانة والعمالة للغرب ,

أفلا تذكروا أيها العلمانيون في حزب الوفد مجيء مصطفى النحاس إلى الحكم على الدبابة الإنجليزية ؟

أولا تذكروا أيها العلمانيون صفقة الأسلحة الفاسدة في عام 1948 ؟ تلك الخيانة التي أدت إلى ضياع فلسطين إلى أجل غير مسمى ؟

أولا تذكروا أن شذاذ الآفاق من الصهاينة ابتلعوا فلسطين في ظل حكمكم وتمكنت عصابات يهود من هزيمة ست جيوش عربية علمانية؟

ألم يكن جمال عبد الناصر علمانيا ؟ أليس هو من عذّب وقتل شعب مصر حتى قال أنه يحكم مصر من خلال زر ؟

أليس العلمانيون بقيادة جمال عبد الناصر هم أبطال هزيمة 1956 و 1967 التي راح في آتونها عشرات الآلاف قتلى من شباب مصر , فضلا عن ضياع المقدرات وسرقة الأموال والممتلكات ونهب مقدرات الدولة , فضلا عن الإنحلال الأخلاقي والتهتك الإجتماعي , حتى غدت المخابرات في عهد صلاح نصر إلى ماخور كبير يكفي في الإشارة إليه ما كتب عنه من كتابات .

لقد عرفنا في ظل العلمانية دولة المخابرات في عهد عبد الناصر سرقة الأموال باسم التأميم , نهب الثروات باسم المعركة , وما تجار السلاح منا ببعيد ممن أثروا على حساب هذا الشعب المسكين .

ثم جاء السادات فملّك البلد لمجموعة من الرجال الفاسدين فيما عرف بالإنفتاح , فتزاوج الثلاثي الشيطاني السلطة والمال والإعلام , وظهر ما عرف باسم "القطط السمان " , فازداد الشعب فقرا وأثرى اللصوص بما لم يبلغه الخيال .

ثم جاء مبارك , فجمع عبد الناصر والسادات باسم العلمانية والديموقراطية , فكان الإعتقال والتعذيب والقتل والسرقة والخراب , وتدمير المصانع , وهدم المؤسسات واختطاف البلد لصالح أبناء حسني "علاء" و "جمال" , وغدا في خدمتهم كثير من العلمانيين وممن يسمون أنفسهم اليوم رموزا للثورة , والثورة منهم براء .

فهؤلاء الذين يدعون رمزية الثورة , ماهم إلا صبيان الأنظمة العلمانية السابقة الفاسدة المستبدة , وبعضهم كان خادما للمشروع الأمريكي في المنطقة , وبعضهم من بقايا الشيوعية المندثرة , يحاول اليوم أن يبعث الحياة في جثة الإشتراكية العفنة , وهيهات ثم هيهات لأمثال هؤلاء أن يكونوا رموزا لثورة تزيل الظلم , وتؤكد العدل , وتعنى بالقيم وتتسلح بالأمانة والشرف والكرامة .

إنهم فاقدون للشرعية الدينية كافتقادهم للشرعية الجماهيرية , فلا وجود لهم عند الشعب المصري المسلم الأبيّ , فهو يعرفهم وما زال يذكر أدوارهم , ويعرف كثيرا من خياناتهم .

ويعرف الشعب المصري أنهم تجار غير شرفاء , يتاجرون بالديموقراطية إذا كانت سببا لوصولهم إلى السلطة والمناصب وتحصيل المكاسب, وينقلبون عليها غوغاء أشرار لا يحتكمون إلا لأهوائهم , فلا ديموقراطية ولا صناديق ولا انتخابات إذا ما ضاعت مكاسبهم وصودمت أهواءهم كما هو الواقع .

وعلى هؤلاء أن يعلموا أن الشعب المصري نضج بما فيه الكفاية , وأنه لن ينخدع برموز نظام حسني مبارك , وإن غيّروا جلودهم وانقلبوا على سيدهم , وليعلموا أن الشعب المسلم في مصر يعرف أن معركتهم مع الإسلام لا على السلطة فحسب , ومن ثمّ سيسقطهم إلى غير رجعة .

ولكل العلمانيين نقول :
عقيدتنا وعقيدة الشعب المسلم في مصر أن الإسلام عقيدة وشريعة , شريعة مهيمنة وحاكمة على غيرها من الشرائع , وأنه لا شرعية لدستور أو قانون يخالف أحكام الشريعة الإسلامية , فالشريعة والسنة فوق الأمة والدستور , وهذه حقيقة راسخة لا يمكن تجاوزها , وكل من يتجاوز هذه الحقيقة أو يحاول القفز عليها فإنما هو محارب لله ورسوله , ومن حارب الله حُرب , ومن غالب الله غُلب , فللإسلام رب يحميه , وشعب يجاهد في سبيل الدفاع عنه , فليحذر الذين يخالفون عن أمر الله أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم .قال تعالى : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) "النور 63 "

فعلى جميع العلمانيين اللاعبين بالنار المؤججين للفتن أن يعلموا أن حقائق الإسلام ثابتة وقائمة ونافذة , وهذه الحقائق هي :
1. كل تحريض ضد الشريعة أو الحث على كراهيتها أو الطعن فيها يعد جريمة ردّة بإجماع علماء المسلمين , يستتاب صاحبها وإلا قُتل , وهذه حقيقة في الإسلام أنصع من شمس النهار .
2. التآمر على الشريعة لإسقاطها وعزلها وتحكيم القوانين الوضعية سواء كان ذلك بالدعوة أو تسيير المظاهرات أو بأي وسيلة من وسائل التعبير عن الرفض التام للشريعة يُعد جريمة ردّة .
3. قتل الشباب المسلم في الطرقات من أجل نصرته للشريعة جريمة تستوجب القصاص وقد تصل إلى حد الردّة .
4. لا تسقط الجريمة بالتقادم في الإسلام , ومن ثم فلا بد من محاكمة أركان الظام السابق ممن شاركوا في ارتكاب الجرائم العمدية بقتل الشباب المسلم في السجون والميادين قبل الثورة وبعد الثورة , على أن يحاكموا محاكمة إسلامية علنية عادلة .

وأقول لكل شباب مصر :

لا تسمعوا إلى هؤلاء العلمانيين المحركين للفتن , ولا تخرجوا معهم ولا تستجيبوا لخداعهم , فإنهم أعداء دينكم , وخصماء الإسلام , وأولياء الغرب وعيونهم في بلادنا .
كما أنني أحمّل قادة العلمانيين المحركين للفتن كل النتائج التي يمكن أن تترتب على ما يحيكونه من فتنة ومؤامرة , كما أننا نحمّلهم تبعة الدماء التي أريقت , والتي يمكن أن تراق .

وأقول لهم جميعا :

متى أعطى العلمانيون لأنفسهم الحق في أن يقاتلوا ويقتلوا في الشوارع في سبيل علمانيتهم وجاهليتهم , فإن للمسلمين الحق في إعلان الجهاد في سبيل الله ونصرة هذا الدين .
** وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }.
كتبه
أحمد عشوش

للتحميل

http://www.sendspace.com/file/pa9l9a


http://www.gulfup.com/?isoWAH

لا تنسونا من صالح دعائكم

  #2  
قديم 10-12-2012, 08:16 PM
الصورة الرمزية أم اسراء
أم اسراء أم اسراء غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
مكان الإقامة: اينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 3,066
افتراضي رد: الإعذار والإنذار للعلمانيين الأشرار || ~ للشيخ : أحمد عشوش

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الله عز وجل فيهم : (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) "المجادلة 22"

بارك الله بك غراس الجنة

__________________

مهما يطول ظلام الليل ويشتد لابد من أن يعقبه فجرا .
  #3  
قديم 12-12-2012, 04:01 PM
الصورة الرمزية إسلامنا نور
إسلامنا نور إسلامنا نور غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
مكان الإقامة: & بقلبى بين ربوع الشام &
الجنس :
المشاركات: 3,851
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الإعذار والإنذار للعلمانيين الأشرار || ~ للشيخ : أحمد عشوش

موضوع ممتاز يا غراس جعله الله فى ميزان حسناتك ..
__________________
  #4  
قديم 14-12-2012, 02:11 PM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الإعذار والإنذار للعلمانيين الأشرار || ~ للشيخ : أحمد عشوش

النكير على أرباب الدساتير
مع النموذج الإسلامي للدستور الذي كتبه الدكتور " مصطفى كمال وصفي"

للشيخ
أحمد عشوش
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى , وبعد ..

تعالت في الآونة الأخيرة أصوات بعض الدعاة المنتمين للدعوة الإسلامية دفاعا عن الدستور الجديد , متغافلين عمّا فيه من شرك بواح , وكفر صراح , بل عمدوا إلى تلبيس الحق بالباطل وتغطية الحقائق وإبهام المفاهيم , ولم لا , وقد خطت أيديهم أن السيادة للشعب , وأن القانون أساس الحكم في الدولة , وأنه لا جريمة ولا عقوبة إلا بقانون ..

نعم , خطّته أيديهم وإن لم يكتبوه, فقد وافقوا عليه في اللجنة التأسيسية , ولم يعارض سوى تسعة , معارضة شكلية غير مؤثرة ولا فاعلة , بل هي معارضة من أجل حفظ ماء الوجه وليس من باب الإنتصار للدين , وإلا لردّوا ذلك الأمر وقاموا في بيان بطلانه وحذروا الناس منه ونفّروهم عنه ,

وياللأسف , فإنهم من يدعونهم إليه , ويزينونه لهم ويلبسونه عليهم , فيلبسون هذا الشرك ثوب الإسلام حتى انطبق عليهم قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن لم تستح فاصنع ما شئت ) .

حقا إنها وجوه لا تعرف الحياء , وكيف يستحي من باع دينه ومات ضميره في سوق المساومات السياسية الرخيصة ,

إن خيانة الشريعة أعظم جرم , و أخس صفقة يمكن أن يعقدها من يدعي نصرة الإسلام وإقامة الشريعة ..

إنهم يهدمون الشريعة من حيث يريدون بناءها – هكذا زعموا - .

ولهم جميعا أقول :
اتقوا الله في دينكم , واتقوا الله في شريعتكم , اتقوا الله في أمانة الإسلام , اتقوا الله فيمن وثق بكم من المسلمين , واعلموا أن الدنيا عرض زائل , فلا خوف العلمانيين ولا الحرص على المنافع الشخصية بنافعكم عند الله , فلا ينفع إلا التقوى والعمل الصالح , فاتقوا وأحسنوا وتوبوا إلى الله عز وجل مما قارفتموه .
إن المرء ليأخذه العجب عندما تعرض عليه أسماء اللجنة التأسيسية , فإذا به يجد أسماءا لامعة في سماء الدعوة الإسلامية , عُرِف عنها تدريس العقيدة والدعوة إليها والترغيب فيها , وأسماءا أخرى كافحت زمنا من أجل الشريعة , ورفعت شعار "الإسلام هو الحل " , فإذا بهم يجتمعون جميعا على إخراج هذا الشرك الصريح , والكفر القبيح باسم الدستور الجديد , منهم الشيخ " ياسر برهامي " والشيخ "سعيد عبد العظيم " والشيخ "يونس مخيون " والمتحدث الرسمي باسم حزب النور " نادر بكار " والشيخ "عبد الرحمن البر" مفتي الإخوان , والدكتور "محمد البلتاجي" الإخواني اللامع والدكتور "حلمي الجزار " أحد رموز الإخوان , ومن كان من الإخوان وتركهم كأبي العلا ماضي ,

لقد اجتمعوا جميعا على إخراج هذا الدستور الشركي , وتناسى مدرس العقيدة عقيدته , وتغافل الداعي إلى الشريعة عن دعوته , واتخذوا الشريعة وراءهم ظهريا , واستبدلوها بعقيدة مونتسكيو في أن تكون السيادة للشعب , وأن يكون القانون أساس الحكم في الدولة , وأن لا جريمة ولا عقوبة إلا بناءا على قانون , إلى آخر هذا الهذيان الشركي . وإنا لله وإنا إليه راجعون , ولاحول ولا قوة إلا بالله , فإن الهدى هدى الله , فمن أراد الله فتنته فلن نملك له من الله شيئا,

فما كان أحراهم لو استقاموا على الطريقة وتمسكوا بالمنهج , وتشبثوا بالكتاب والسنة , وصمموا على حاكمية الشريعة , فقد فعلها من قبل رجل لم يدّع لنفسه علم الشريعة , ولم تكن له جماعة تؤازره , ولا دعوة تساعده , بل العجيب أنه كان رجل من رجالات القانون والقضاء , منّ الله عليه فتشبث بحاكمية الشريعة وصمم عليها , حتى أنه لم يرتض الدستور الإسلامي الذي أخرجه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية برئاسة الدكتور عبد الحليم محمود , مع أن الخلاف كان يدور بينه وبينهم في كثير من الأمور بين راجح ومرجوح , ولم يكن خلاف بين إيمان وكفر , كما هو حال الدستور الجديد .

ذلكم الرجل هو المستشار الدكتور :" مصطفى كمال وصفي " نائب رئيس مجلس الدولة الأسبق , وصاحب رسالة الدكتوراة الشهيرة : " المشروعية العليا " , وهو أول من أسس للدراسات الإسلامية الجادة في القانون الدستوري .

فإلى هؤلاء الدعاة , وإلى جماعة الإخوان المسلمين , وإلى الدعوة السلفية بالأسكندرية , وإلى حزب الحرية والعدالة وحزب النور , وإلى كل من شارك في إعداد هذا الدستور الشركي , نهدي هذا الدستور ليكون حجة عليهم أمام الله , ثم أمام جميع الناس , ليتبين للمسلمين الإيمان من الكفر والحق من الباطل , والصواب من الخطأ , وليكون هناك فرقانا بين الدستور الإسلامي , والدستور الشركي .

وإلى عموم المسلمين , نهدي هذا الدستور الذي كتبه الدكتور : مصطفى كمال وصفي , ليقارنوا بينه وبين الدستور الذي كتبه الشيخ ياسر برهامي , والشيخ سعيد عبد العظيم , والشيخ عبد الرحمن البر , والدكتور محمد البلتاجي .

وليعلم الناس جميعا من هو أهدى سبيلا, وأقرب رشدا , والله الهادي والموفق إلى سواء السبيل .



الدستور الإسلامي
الذي كتبه الدكتور "مصطفى كمال وصفي"
مقدمة الدستور الإسلامي :
إن المعجزة الكبرى التي تحققت بقيام النظام السياسي والدستوري الإسلامي، والتي ظهرت على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وحياً من الله تعالى ، والتي تمكن بها دولة الإسلام من الوثوب فجأة وطفرة واحدة إلى قمة السيادة العالمية والانتصار على جحافل جيوش الفرس والروم ، واستمرت الدولة الإسلامية ـ نتيجة لها ـ متربعة على قمة هذه السيادة قروناً عديدة ، والتي ما زالت تملك قلوب المسلمين وتدين لها أرواحهم ، ويتشبثون بها كأمنية هي أعز أماني الحياة وأغلاها ويبذلون في سبيلها الأرواح وكل غال ونفيس … كل ذلك يثير همة المسلمين للدفاع عن نظامهم الإسلامي وإعلائه.

وإن جهاد هذه الأمة في كل مكان ضد كل من حاول الاعتداء على الإسلام ، من التتار والصليبيين والقرامطة والباطنية وغيرهم، وما تحاوله التكتلات العالمية في هذا العصر من الغزو الثقافي والفكري بترويج مذاهبها ، بل والغزو العسكري على نحو ما تعرضت له أفغانستان ، مما يزيد المسلمين حمية للدفاع عن نظامهم والتمسك به كقضية مصيرية يرتبط وجودهم وكيانهم .

إن النظم الوضعية التي اتبعتها الدول الأخرى ، كان فرضها في كل مرة مقترناً بالثورات العارمة والقتل الجماعي والاضطهاد والحروب الشاملة والدمار الواسع ، وفي كل مرة بعد أن يتكبد العالم هذه التضحيات الجسيمة ، يتبين بعد فترة أن النظرية ليست صائبة، فيعدل العالم عنها لغيرها وتتكرر مأساة استنزاف الأرواح والنفوس والأموال ، دون أن يستقر العالم على أحدها ، وأقرب ما كان من ذلك مذابح الثورة الفرنسية عام 1789 وما عقبها من حروب، ثم قيام ماركس بعد ذلك بما يقرب من نصف قرن ففضح معايب النظام الذي أرسته الثورة الفرنسية، وأنشأ نظاماً جديداً تكررت بسببه الفوضى والدمار والحروب ، ثم سارت الأيام فلم تلبث إلا قليلاً حتى فضحت معايب نظام ماركس وأتت الانتقادات تنقص أطرافه فأوشك العالم أن يعدل عنه بدوره ليحل بدله اتجاه جديد مقترناً أيضاً بكوارث التدمير وسيول الدماء . . .

ذلك لأنه ليس أصدق من الله حكماً على ما يصلح للبشر، ولا أخبر بأمورهم منه وهو الذي خلقهم وهو العليم الخبير.

وإن الدين يقف منذ بدء التاريخ ـ مع نزول آدم عليه السلام أبي البشر ـ كالصخرة العاتية الثابتة في مواجهة جحافل الأمواج الطائشة المتتابعة . ففي كل عصر يقوم دعاة باسم التقدم والتجديد يهاجمون الدين فتطيش هجماتهم وتبقى صخرة الدين راسية ثابتة لم تنل منها هجمات الأمواج شيئاً.

كذلك بقيت لأحكام الإسلام صلاحيتها وقوتها على مر السنين وقد انصرم أربعة عشر قرناً منذ ظهوره ، فلم تزده الأيام إلا رونقاً وجمالاً ، وتكشفت الأيام والأحداث عن فشله على سائر النظم وتقدمه عليها.

إن المسلمين ـ انطلاقا من قوة إيمانهم بما أنزل الله تعالى وما يهبه الإسلام من العطاء الروحي الجزل والقوة المعنوية الدافقة ـ إنما يعلنون العزم على اتخاذ الإسلام منهاجاً لحياتهم وأن يتخذوا هذا الدستور لحياتهم التنظيمية والاجتماعية والاقتصادية.

ولا يمكن أن ينسب إليهم رضاهم بغير الإسلام . وكل محاولة تزعم غير ذلك فهي غش وافتراء وكذب محض.

إن هذا الدستور ما هو إلا معين ومساعد لتفصيل ما تقتصر عليه الدساتير من أحكام الدولة والحريات ونظام السلطة في ضوء ما أفاض به القرآن من قوانين الحياة البشرية في الدنيا والآخرة ، وما عرض له من الغيب في السماوات والأرض والملائكة والجن وشئون الآخرة ، مما يجعله ميثاقاً أعلى لعهد الإنسان مع ربه ، فيرفعه ذلك فوق مجال الدستور وسائر التنظيمات التشريعية ويسمو به عن مستوى حياة البشر الزائلة في الدنيا إلى الوجود الأبدي السرمد من قبل أن يخلق الإنسان إلى ما بعد يوم الحساب.

وبذلك فإن القرآن أعلى من أن يكون دستوراً وأوسع من أن يقتصر على الحياة الدستورية المحدودة ، ويجعل الأخير مقيداً حتماً بالقرآن وما جاء على لسانه صلى الله عليه وسلم من الوحي في حديثه المتعمد.

إن أمة المسلمين إنما يلزمون حدود الحتمية الإسلامية من أن الله وحده لا شريك له هو صانع الكون وصانع التاريخ والنظم والمهيمن عليها والمسير لها.
ولا يلبسون إيمانهم المطلق بذلك بحتمية تقول بأن التفسير المادي للتاريخ يثبت أن الاقتصاد هو صانع التاريخ وان الحتمية توجب الخضوع لدواعيه ، ولا بحتمية القول بأن إرادة الإنسان هي صانعة التاريخ والنظم ، وإنما يخلصون الدين لله وحده ، فيكون عليهم نتيجة ذلك ـ نتيجة لهذا الإيمان ـ أن يتضامنوا في تنفيذ ما أمر الله به ومنع ما نهى الله عنه وذلك بالوسائل الإسلامية التي أفاض فيها علماء الشريعة الإسلامية.
وأن الإسلام بما تميز به من الحرية واحترام البشر وتكريمهم وعصمة أنفسهم وأموالهم ، وإعلاء المصلحة الاجتماعية والتضامن فيها قد جمع محاسن كل النظم التي عرفها الإنسان ، وساقها في صيغة عزت على غيره وتوازنت بها المصالح السياسية والاجتماعية المتضاربة وأقام العدل والإحسان أساساً له ، كيف وهو من لدن حكيم خبير؟.

ولم يكن للمسلمين أن يأمنوا ـ وعندهم كلام الله ـ على هذه المصالح العليا بنظم مستمدة من أقوال فلاسفة أو مفكرين يخطئون ويتجاوزون ، ويجرون العالم ف كل مرة إلى المجازر والمذابح والحروب.

ولقد قال الله تعالى في كتابه العزيز : ﴿ وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين ﴾ النمل 42 ، وقال أيضا: ﴿ قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ﴾ آل عمران 73، فتلك منة منَّ الله بها على المسلمين حاشا أن يجحدوها.
﴿ ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ﴾.

إن الأمة الإسلامية لا تستطيع أن تنسى جهاد النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام في فتح الأراضي التي يسودها الإسلام، والدماء النبيلة التي أهرقت فيها ، ولا الجهد الضخم الذي بذله الأئمة والفقهاء جيلاً بعد جيل حتى أقاموا صرح الشريعة الإسلامية ، ولا يضحى بذلك كله أخذاً بأحكام ظنية يفها الفكر الوضعي ويثبت خطؤها كل يوم.
إن الأمة الإسلامية في هذه البلاد تأبى أن تعيش في إثم دائم وخلاف عقيدتها باتخاذها نظاماً غير النظام الإسلامي.

وليس ثمة ذل أشد من أن يعيش الإنسان على خلاف عقيدته وأن تحيا البلاد كلها في إثم عام.

لذلك كله نحن الأمة الإسلامية في ” تذكر الدولة ” قد عقدنا العزم على اتخاذ النظام الإسلامي منهجاً لحياتنا وبايعنا على إتباع هذا الدستور والإخلاص له ، إيماناً بالله تعالى وتوكلاً عليه ، والله لا يضيع أجر المحسنين.

نصوص مشروع الدستور الإسلامي


الباب الأول: العالم الإسلامي
مادة 1 :
المسلمون أمة واحدة.

مادة 2 :
يجوز للدولة أن تتحد مع دولة إسلامية في شكل يوافق الإسلام.
وتعمل الدولة على إقامة التكامل الاقتصادي بين الدول الإسلامية.
وعلى الإمام أن يستشير سائر رؤساء الدول الإسلامية في النوازل العامة التي تهم العالم الإسلامي.

مادة 3 :
الدفاع عن الأقليات الإسلامية ، والدول الإسلامية المعرضة للغزو ومعاونتها ونصرتها والعمل على تحريرها واجب على جميع المسلمين.

باب شكل الدولة
مادة 4 :
دولة ….. دولة إسلامية والحكم الأعلى فيها لله سبحانه وتعالى ، وهو مصدر السلطات ، والشريعة الإسلامية هي مشروعيتها العليا ، ويتولى أمورها إمام يتولى الحكم بالبيعة ويعاونه أهل الشورى ويحكم بالسياسة الشرعية.

الباب الثاني: أسس المجتمع الإسلامي
مادة 5 :
الإيمان بالله تعالى والتوحيد طبقاً للعقيدة الإسلامية والتضامن بين المسلمين شعب وسلطة ، أساس المجتمع ومنهج الحياة في الدولة. والمحافظة على التزام الأمة للعقيدة الإسلامية واجب إسلامي يقوم به الأفراد والدولة ويحرص عليه المسلمون.

مادة 6 :
الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع ، والإسلام هو دين الدولة ، واللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة ، ويذكر التاريخ الهجري في المكاتبات.
وكل عمل خالف الشريعة الإسلامية فهو رد.

مادة 7 :
على المسلمين إقامة فروض الكفاية والواجبات العامة ، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الشريعة الإسلامية ، ودفع الضرر عن الناس ، وإقامة المصالح العامة الشرعية ، والإنفاق العام.
وتكفل الدولة للأفراد قيامهم بذلك وتلزمهم عند التقصير وتقوم به عند عجزهم.


مادة 8 :
الولاية العامة منوطة بمصلحة الرعية.

مادة 9 :
حيث لا نص في الكتاب ، أو في السنة ، ولا قياس ، تراعى المصالح الشرعية في جميع الأعمال العامة والخاصة والوسائل والأوضاع والتخطيط : وذلك بحفظ الضرورات ثم الحاجيات ثم التحسينات في أمور الدين ، ثم النفس ، ثم النسل ، ثم العقل ، ثم المال.

مادة 10 :
طلب العلم فريضة والتعليم واجب الدولة والعلماء. والتربية الدينية العملية في جميع الشئون منهاج أساسي في جميع مراحل التعليم.
الباب الثالث: الواجبات العامة والحقوق والحريات
مادة 11 :
الحقوق والحريات تكاليف ووظائف اجتماعية تجرى ممارستها وفقاً للشريعة الإسلامية.
وعلى المسلمين جميعاً إقامة فروض الكفاية ، القادر منهم بفعلها وغير القادر بالحض عليها .. و عفل الدولة تمكينهم من إقامتها، ولها إجبارهم عليها.
وكل مسلم راع مسئول عن رعيته.

مادة 12 :
ذمة المسلمين واحدة ويسعى بها أدناهم ويمثل المسلم جماعة المسلمين فيما يقوم به من ممارسة لحريته العامة وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية.

وله أن يقيم دعوى الحسبة دفاعاً عن الصالح الإسلامي العام.
مادة 13 :

عصمة النفس والعرض والمال في حدود الشريعة الإسلامية حق لكل مسلم ولكل من وجد وجوداً مشروعاً في إقليم الدولة ، وتعتبر أساساً لحقوق الإنسان والأحكام الشرعية.

مادة 14 :
لغير المسلمين ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين ، مع مراعاة أحكام الشريعة الإسلامية وفي حدودها.

مادة 15 :
إبداء الرأي بما يوافق الشريعة الإسلامية واجب تكفله الدولة وتيسر له كل الوسائل اللازمة.
ولا التزام برأي الأغلبية فيما يخالف الشريعة الإسلامية.

مادة 16 :
تكفل الدولة للأفراد كافة الحريات التي تسمح بها الشريعة الإسلامية ، ولا يجوز المساس بها أو تقييدها أو تنظيمها خلافاً لما تقتضيه الشريعة الإسلامية.
وللمظلوم أخذ حقه بيده طبقاًَ لأحكام الشريعة الإسلامية.

مادة 17 :
كل اعتداء على الحرية الشخصية أو حرية الحياة الخاصة للمواطنين وغيرها من الحقوق والحريات التي تكفلها الشريعة الإسلامية جريمة لا تسقط الدعوى الجنائية أو المدنية الناشئة عنها بالتقادم وتكفل الدولة تعويضاً عادلاً لمن يقع عليه الاعتداء.

مادة 18 :
تكفل الدولة حرية الملك وحقوق الملكية وواجباتها كوظيفة اجتماعية وحرمتها. ولا تجوز المصادرة العامة بأية أداة كانت ، ولا تكون المصادرة الخاصة إلا بحكم قضائي.
ولا يجوز أخذ المال إلا لسبب شرعي.

وتكون أراضي البلاد التي فتحت عنوة ملكاً خاصاً للدولة ، ولها أن تقطعها للأفراد لاستغلالها بقرار طويل يورث ، وتكون أراضي البلاد التي فتحت صلحاً ملكاً حراً لأصحابها. وينظم القانون ما يؤدي عن الأراضي من الخراج أو العشور.

مادة 19 :
كل ما يخالف الأوامر والنواهي والآداب الإسلامية باطل ومحظور.
وتجب صيانة الشعور الإسلامي العام من الابتذال والتبرج وإظهار مخالفة الشريعة بكل الوسائل.

الباب الرابع: الاقتصاد الإسلامي
مادة 20 :
يقوم الاقتصاد على الشريعة الإسلامية بما يكفل المصالح الشرعية المعتبرة ، ويجوز اعتبار ما يثبت صحته من القوانين الاقتصادية فيما هو حلال ، كما تجوز الاستعانة بالوسائل الاقتصادية العصرية في حدود الشريعة الإسلامية.

مادة 21 :
حرية التجارة والصناعة والزراعة مكفولة في حدود الشريعة الإسلامية.

مادة 22 :
لا يجوز التعامل بالربا أخذاً أو عطاءً. وكل ربا تم التعامل عليه موضوع.

مادة 23 :
تعنى الدولة بالتنمية الاقتصادية وفقاً للشريعة الإسلامية.

مادة 24 :
الضرورات تبيح المحظورات وتقدر بقدرها. وللمضطر أن يحصل على ما يسد اضطراره بكل الوسائل الجائزة شرعا. والحاجة تنزل منزلة الضرورة. والاضطرار لا يبطل حق الغير.

ودرء المفاسد أولى من جلب المنافع.
ويحتمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام. ولا ضرر ولا ضرار وزال الضرر ويدفع بقدر الإمكان. ولا يزال بمثله. ويختار أهون الضررين والمشقة تجلب التيسير.

مادة 25 :
تراعى اعتبارات التضامن وتحقيق المصالح الشرعية والتكامل مع الدول الإسلامية الأخرى في الجهود الاقتصادية للدولة والأفراد.


باب جديد: الأمة
مادة 26 :
تتكون الأمة من جماعة العلماء وعامة المسلمين.
ويكون الشعب والسلطة فيها عنصرين متكاملين متضافرين في العمل على سيادة أحكام الشريعة الإسلامية.



مادة 27 :
الجماعة هم علماء الأمة في المذاهب السائدة في إقليم الدولة.

مادة 28 :
يجب على كل مسلم ـ سواء من الجماعة أو العامة ـ أن يكون منتمياً لمسجد حيه أو قريته بالصلاة فيه ما أمكنه من الفروض الخمس والاهتمام بشئون المسجد ، بحيث لا يتخلف عنه إلا لعذر ، ويتعين أهل الاختيار أو أهل الحل والعقد بتعارف أهل المسجد عليهم وارتضائهم للحل والعقد في أمورهم.

مادة 29 :
لا تجوز إقامة صلاة الجمعة في جامع إلا بتصريح من السلطة المختصة وذلك في أكبر وأقدم مساجد المدينة أو المصر بالإمامة والخطبة.
وتعرض الخطبة للمشاكل الجارية وتدور مناقشتها بعد الصلاة.

مادة 30 :
يتعين أهل الاختيار أو الحل والعقد بالمدينة أو بالمصر بتعارف أهل الجمعة وارتضائهم للحل والعقد في أمورهم.

مادة 31 :
للمساجد والجوامع شخصية قانونية وذمة خاصة ويمثلها من يختاره أحد أهل الحل والعقد في عقودها وحفظ أموالها والتحدث باسمها أمام القضاء وغيره من الجهات طبقاً للقانون.

مادة 32 :
يقوم أهل الاختيار أو الحل والعقد في كل مسجد أو جامع بتدبير شئون الحي أو القرية أو المدينة أو المصر وجمع الأموال اللازمة وإقامة المصالح الشرعية العامة والإصلاح بين الناس مع إخطار السلطات الرسمية ويمثلون أهل الحي أو المدينة أو المصر في كل أمورهم العامة طبقاً للقانون.

ويشرف أهل الجامع على أوقاف المدينة أو المصر كله ومصارفها وعلى جمع الزكاة فيها وصرفها وإدارة الخدمات المحلية اللازمة للمدينة أو المصر طبقاً للقانون.

مادة 33 :
الجماعة من أهل الجامع عليهم واجبات البيعة عمن يمثلونهم والشورى إذا طلبها الإمام أو الرئيس محلي ، كما عليهم إقامة الشريعة والتعليم الشعبي للدين والدعوة والتوعية الإسلامية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

مادة 34 :
عامة المسلمين يلتزمون واجبات نصرة الإمام ونصحه والإنفاق العام وكفالة الفقراء والضعفاء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة سائر فروض الكفاية والمصالح العامة ولهم أن يبايعوا الإمام كل عن نفسه.

مادة 35 :
يجرى الاستفتاء العام على النوازل بطريق البيعة ويكون ذلك بطرح الأمر على الجوامع مع الإعلان المسبق بالكيفية التي يحددها القانون ، ولكل مسلم أن يبين رأيه في موضوع الاستفتاء أو يكتفي برأي أهل الحل والعقد فيه.

مادة 36 :
لأركان الإسلام والعبادات وظائف اجتماعية تضامنية لا يجوز الإخلال بها وتكفل الدولة إقامتها.

مادة 37 :
لا يجوز قيام الفرق الدينية في إقليم الدولة.
ويبلغ الإمام بأمر أي فرقة دينية. وعليه أن يتخذ كافة الوسائل للصلح وكشف الشبهات التي أدت لقيامها ورجوع المخطئ إلى الحق وإلا صفيت فوراً ولا يجوز لأحد أن يمارس رأياً أو عملاً يخالف العقيدة الإسلامية السائدة في البلاد.

مادة 38 :
قيام الأحزاب ذات السياسة الوضعية محظور.

الباب الخامس: الإمام
مادة 39 :
يكون للدولة إمام تجب الطاعة له وإن خولف الرأي.

مادة 40 :
لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، ولا للإمام في أمر مقطوع بمخالفته للشريعة الإسلامية. ولا تجب الأحكام إلا بإيجاب الله لها.

مادة 41 :
تكون الإمامة طول حياة الإمام ما لم يعزل لسبب سائغ شرعاً.

مادة 42 :
يشترط ف المشرح للإمامة ما يشترط في القاضي.
ويتم الترشيح للإمامة من بين من يرشحهم مجلس الرقابة أو من يرشحون أنفسهم أو يرشحهم الإمام من غير ورثته.
وبعد كشف دائم بالمرشحين للإمامة يودع بالمحكمة الدستورية العليا بعد التحقق من استيفاء المرشح لشروط الإمامة ويحدد فيه من ينوب منهم عن الإمام عند انتهاء إمامته.

مادة 43 :
يتم تعيين الإمام من بين المرشحين خلال أسبوعين من بيعة أهل الحل والعقد عن أنفسهم ومن يمثلونهم وبيعة من يريد من عامة المسلمين كل عن نفسه ، وذلك متى أسفرت البيعة عن الرضا العام بتوليته إماماً.

ويبين القانون طريقة الترشيح والبيعة وأحكامها وذلك طبقاً لأحكام الشريعة الإسلامية.
مادة 44 :
لا جناح على من أبدى رأيه ضد البيعة للإمام قبل تمامها.

مادة 45 :
يخضع الإمام في شئونه المدنية والجنائية للقضاء وله الحضور بوكيل عنه.

مادة 46 :
يتمتع الإمام بكافة الحقوق التي يتمتع بها المواطنون ويلتزم بما يلتزمونه وتسري في حقه الأحكام المالية التي يقررها القانون.

مادة 47 :
يعتبر الإمام مفوضاً من الأمة في كل ما يعتبر من السياسة الشرعية للبلاد. ويقوم الإمام بتفويض بعض اختصاصاته للوزراء والولاة والأمراء والقضاة. ويبين القانون الأحكام الخاصة بذلك.
والإمام مسئول عن قيادة الجيش للجهاد وحفظ الثغور وعقد معاهدات المصالح الكبرى ويجوز له التفويض فيها.
ويقوم الإمام بالخطبة والإمامة في صلاة الجمعة وكذا في كل جماعة يشهدها.

الباب السادس: القضاء
مادة 48 :
القضاء هو صاحب الولاية العامة في المنازعات الناشئة عن المعاملات والعقود والضمان وكل ما يتعلق بالملكية والانتفاع والأنكحة وروابط الأسرة والجنايات ، سواء بين التجار وغيرهم أو بين السلطة العامة والأفراد ، ولو في الشئون الدولة والسياسية والحربية وغيرها مما يعتبر من أعمال الحكم أو السيادة أو من أعمال ملائمة السلطة وتقديرها.

مادة 49 :
الناس سواسية أمام القضاء ولا يجوز تمييز أحد أو فئة بمحاكم خاصة إلا في حدود الشريعة الإسلامية ولا يجوز إنشاء محاكم خاصة أو حرمان صاحب قضية من قضائه الطبيعي.

مادة 50:
تصدر الأحكام وتنفذ باسم الله الرحمن الرحيم ، ولا يخضع القاضي في قضائه لغير الشريعة الإسلامية.

مادة 51 :
تكفل الدولة استقلال القضاء . والمساس باستقلاله جريمة. ومع ذلك يجوز للإمام أن يجلس للحكم فيما يختص به القضاء.

مادة 52 :
توقع عقوبات الحدود الشرعية في جرائم القتل والزنا والقذف والسرقة والحرابة وشرب الخمر والردة. ويقوم القاضي حسب تقدير التعزيز في كل ما يعتبر مخالفة للشريعة الإسلامية.

مادة 53 :
تنشأ محكمة دستورية عليا تختص ـ فضلاً عما نص عليه هذا الدستور ـ بالفصل في مدى مطابقة القوانين واللوائح لأحكام الشريعة الإسلامية وأحكام هذا الدستور.
ويحدد القانون اختصاصاتها الأخرى.


مادة 54 :
يختص ديوان المظالم بالفصل في قضايا الغصب والاعتداء المادي سواء من جانب السلطة العامة أو الأفراد ، وله في ذلك الولاية الكاملة لرد الغصب والاعتداء وعليه إزالته فوراً وإعادة الحالة إلى ما كانت عليه والتعويض.
كما يختص بمحاسبة الوزراء والأمراء والولاة والعاملين ومجازاتهم.
وتكون قراراته وأحكامه مشمولة بالنفاذ الفوري ، ويكون تشكيله مجهزاً بوسائل هذا التنفيذ ، وله أن يستعين بكافة وسائل الإثبات ، ويفصل فيما يقدم إليه من الدعاوى على وجه السرعة.

الباب السابع: الشورى والتشريع والرقابة
مادة 55 :
يقوم بالشورى في المسائل المباحة من يختارهم الإمام من أهل العلم الأمناء ، ويكون الوزراء والأمراء والولاة من القائمين بالشورى ، ولا يلتزم الإمام اتباع ما يشير به أهل الشورى.

مادة 56 :
يقوم بسن القوانين طبقاً لقواعد الاجتهاد الشرعية جماعة من كبار العلماء تسمى جماعة التشريع تختارهم المحكمة الدستورية العليا بناء على ترشيح الهيئات العلمية الرئيسية في البلاد بالطريقة التي يبينها القانون.
وتكون القوانين والتشريعات لتنفيذ الشريعة الإسلامية وفي حدودها.
والقوانين والتشريعات التي تصدرها جماعة التشريع تكون نافذة بعد نشرها.
وتحدد اللائحة الداخلية للجماعة خطوات إصدار القانون وما يجب فيه الاستئناس بآراء الجهات العلمية والفنية المتخصصة وأهل الشورى.
وباب الاجتهاد طبقاً للشريعة الإسلامية مفتوح لجماعة التشريع ولا يجوز غلقه.

مادة 57 :
يقوم بأعمال الرقابة على أعمال الإمام والسلطة العامة مجلس يسمى مجلس الرقابة يكوَّن من أهل البيعة بواقع عضو عن كل مدينة أو مصر يختارهم أهل الجامع.
وتعتمد المحكمة الدستورية العليا اختيارهم وما يطرأ عليهم من التغيير ويكون اجتماعها في مدينة " تذكر المدينة ".
وتحدد اللائحة الداخلية للمجلس دورات انعقادها وطريقة دعوتها وفضها وحصاناتها ، وهي مستقلة تمام الاستقلال عن الإمام والسلطات العامة ، ولا يجوز لهم التدخل في أي أمر من أمورها.
ولا يجوز الجمع بين هذا المجلس والشورى أو الوظائف العامة.
ويجب على الإمام ومجلس الرقابة أخذ رأي جماعة التشريع في الأمور الشرعية والتزامه وإلا كان القرار باطلاً.
كما يأخذ رأي الجهات المتخصصة في المسائل الفنية والعلمية استئناساً.

مادة 58 :
يختص مجلس الرقابة بإقرار السياسة العامة للدولة والخطة العامة للتنمية الاجتماعية والميزانية العامة للدولة ، وكل ما يؤد إلى التزام المالية العامة. وذلك كله على الوجه الموافق للشريعة الإسلامية.
وتنظم اللائحة الداخلية للمجلس الإجراءات الواجب إتباعها في هذا الصدد ، واعتراض الإمام على هذه القرارات.



مادة 59 :
يتقاضى أعضاء جماعة التشريع ومجلس الرقابة المكافأة والبدلات التي يحددها القانون.

مادة 60 :
لا يجوز فرص أي تكاليف أو فرائض مالية إلا إذا وافقت الكتاب أو السنة وفي حدودها أو أجمعت عليها المذاهب ، ويكون فرضها بقانون تصدره جماعة التشريع وبعد إبداء مجلس الرقابة رأيه الملزم في ملاءمتها. وللإمام فرض الفرائض عند النوازل كالدهم والفتوق والجوائح.

مادة 61 :
ينظم القانون القواعد الأساسية لجباية الأموال العامة وإجراءات صرفها.


مادة 62 :
يعرض مشروع الميزانية على مجلس الرقابة في المواعيد وبالطريقة التي ينص عليها القانون.
ويصدر قانون بالميزانية يعمل به لمدة السنة المالية.

مادة 63 :
يعرض الحساب الختامي للميزانية على مجلس الرقابة في مدة لا تزيد على سنة واحدة من تاريخ انتهاء السنة المالية.
كما يجب عرض التقرير السنوي لديوان المحاسبات وملاحظاته على المجلس المذكور وللمجلس أن يحيل التقرير لديوان المظالم للتحقيق فيما يقع عليه من التهم والفصل فيها.

مادة 64 :
الإمام والوزراء والأمراء والولاة مسئولون أمام مجلس الرقابة ولكل عضو من أعضاء مجلس الرقابة حق توجه الاستجوابات إلى الوزراء والأمراء والولاة.
فإذا وجه الاستجواب للإمام ووافق المجلس بأغلبية ثلثي أعضائه على أسبابه اعتبرت الوزارة كلها مستقيلة ، ما لم يكن الإمام وحده بالعمل محل الاستجواب. فيكون عليه إصلاح نتائجه.

مادة 65 :
إذا قرر مجلس الرقابة سحب الثقة من رئيس الوزراء أو أحد الوزراء أو أحد الأمراء أو الولاة وجب عليه اعتزال منصبه.
ويقدم رئيس الوزراء استقالته إلى الإمام إذا تقررت مسئوليته أمام مجلس الرقابة.

الباب الثامن: الحكومة
مادة 66 :
تعتبر الحكومة مفوضة في أعمالها من الإمام ويعتبر أعضاؤها من أهل شوراه.
ولا تلجأ الحكومة إلى وسيلة الإدارة المباشرة إلا بقدر الضرورة ، وفيما عدا ذلك تمارس وظيفتها بطريق الإجبار على فروض الكفاية ، والقيام بأعمال الضبط الإداري ، وتقدم المعاونات والترشيد ونحوهما.
وتتكون الحكومة من الإمام والوزراء ويجوز تعيين رئيس للوزراء ونواب له ونواب للوزراء. كما يعتبر الأمراء والولاة من الحكومة ويعتبرون جميعاً من أهل شورى الإمام.
ويشرف الإمام بنفسه على أعمال الحكومة ويقوم بتوجيهها وله أن يقوم بنفسه بأي عمل يراه لازماً.

مادة 67 :
يشترط فيمن يعين وزيراً أو نائب وزير أن يكون " تذكر الجنسية " مسلماً بالغاً من العمر . . . سنة هجرية كامل الأهلية وعلى علم كاف بالشريعة الإسلامية.

مادة 68 :
يعتبر الوزير مفوضاً من الإمام في شئون وزارته ويتولى رسم سياسة الوزارة في حدود السياسة العامة للدولة ويقوم بتنفيذها.
ولا يجوز أن يكون الوزير للتنفيذ فقط.

مادة 69 :
لا يجوز للوزير أثناء توليه منصبه أن زاول مهنة حرة أو عملاً تجارياً أو مالياً أو صناعياً أو أن يشتري شيئاً من أموال الدولة أو أن يؤجرها أو يبيعها شيئاً من أمواله أو أن يقايضها عليه.

مادة 70 :
يوقف كل من يتهم من الوزراء ونحوهم عن عمله بقرار من ديوان المظالم إلى أن يفصل في أمره ولا يحول انتهاء مدته دون إقامة الدعوى أو الاستمرار فيها . وتكون محاكمة رئيس مجلس الوزراء والوزراء ونوابهم والأمراء والولاة أمام ديوان المظالم دون إخلال باختصاص المحاكم العامة بأموره المدنية والتجارية والجنائية.

باب الحكم المحلي
مادة 71 :
تقسم أرض الدولة بمقتضى القانون إلى أقاليم مع تحديد المدن والأمصار . ويعين الإمام أميرا على كل إقليم من الأقاليم التي تنقسم الدولة إليها ، ويعين والياً على كل مدينة أو مصر من المدن أو الأمصار الداخلة في كل إقليم . ويجوز تعيين عامل على جملة قرى أو نواح تابعة للمصر أو المدينة.

ويختص كل منهم بتنفيذ أمور السياسة الشرعية التي لا تترك للأفراد في حدود اختصاصاته ومراقبة الأفراد وإجبارهم على القيام بالمصالح الشرعية.
ويعتبر الأمير نائباً عن الإمام في كل تصرفاته واختصاصاته.

مادة 72 :
يجب على الأمير أن يحيط الإمام علماً بأحوال الإقليم مرة في الشهر على الأقل ، وعلى الوالي أن يحيط الأمير بذلك مرة في الشهر ويرفع كل منهما الأمور العاجلة إلى الإمام فور وقوعها.
ينقض الإمام تصرف الأمير المخالفة للكتاب أو السنة أو الإجماع أو التي يعتبرها غير ملاءمة. كما يقوم الأمير بذلك بالنسبة للوالي.
وعلى كل منهما أن يرجع عما أصدره مخالفاً للكتاب أو السنة أو الإجماع في أي وقت.
وتكون تصرفات الأمير أو الوالي فورية ونافذة في كل ما يطابق الشريعة الإسلامية ، إلا أن يصدر الأمر أو الحكم بوقفها حتى يبحث في شرعيتها أو المصلحة فيها.

مادة 73 :
يجوز أن تختلف سلطات الأمراء حسب البعد عن القصبة ونوعية أهل الإقليم وظروفه الخاصة.
ويحدد القانون السلطات الرئيسية في كل إقليم للأمراء والولاة ووسائل الحكم المحلي ، ويكون لكل إقليم مجلس للرقابة وجماعة للتشريع ، كما يجوز للأمير أو الوالي اتخاذ أهل الشورى لمعاونته.
ويرفع مجلس الرقابة بالإقليم لكل من الإمام ومجلس الرقابة للدولة ما يعثر عليه من مخالفات الأمراء والولاة أول بأول.

الباب التاسع: أحكام عامة وانتقالية
مادة 74 :
تسري القوانين على ما يقع من تاريخ نفاذها ولا تجوز الرجعية في المسائل الجنائية والفرائض المالية


للتحميل

http://www.gulfup.com/?jTNW7Q

http://www.sendspace.com/file/vspakf

لا تنسونا من صالح دعائكم

  #5  
قديم 14-12-2012, 02:17 PM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الإعذار والإنذار للعلمانيين الأشرار || ~ للشيخ : أحمد عشوش

التِّبْيَان

فِي رَدّ يَاسِقِ السَّلَفِييّنَ وَالإِخْوَان

مُقَارَنَةٌ عَابِرَةٌ بَيْنَ دُسْتُورِ الأَزْهَر وَاليَاسِقِ الجَدِيدْ

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد ,

يقول الله عز وجل : ( قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) المائدة
فجعل الله عز وجل هذا الكتاب نور يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام , فيرفعهم به إلى عليين , ويخفض به آخرين بيّن وصفهم في كتابه فقال :
( وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) "المائدة 68".

وقال الله عز وجل في وصفهم أيضا : ( وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ) "فصلت 44".

وبهذا يتبين لنا كراهية العلمانيين والليبراليين والإشتراكيين والناصريين لشريعة الإسلام ولأحكام الحلال والحرام ويتبين حقيقة قيامهم في الباطل والصد عن سبيل الله , ولقد قال الله عز وجل في أمثالهم :

(إنإَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ . إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ . لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) فصلت

وسبب شقاء هؤلاء وارتكاسهم وتنكبهم عن صراط الإسلام , إنما هو طاعة المشركين الوثنيين الجاهليين في أوروبا وأمريكا .قال الله عز وجل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (101) ) "آل عمران .

فلقد تخطى هؤلاء نصائح القرآن , وخانوا دين الإسلام , ويمموا وجوههم صوب الشرك السياسي والشرك العبادي في أوروبا , ففرقوا الأمة وتخطوا حاجز الإسلام , مع أن الله عز وجل يقول لنا ولهم : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )

فأخذوا أوروبا بكل ما فيها , الإلحاد , الإباحية , العري , السياسة والحكم , أسلوب الحياة , التحلل من الفرائض عياذا بالله , مع أن الله عز وجل يقول : (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) آل عمران 85 "

فآل أمرهم إلى كراهية دين الإسلام , وعزل الشريعة والنفور من أحكامها والتمسك بالجاهلية الأوروبية , وصار قدوتهم الشواذ في أفكارهم وأخلاقهم من أمثال جان جاك روسو وهوبز ولوك ومونتسكيو وسبينوزا وبانتام ومن شاكل ..

اقتدوا بهؤلاء وجعلوهم بديلا لنبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم , وعابوا دين الإسلام وانتقصوا الشريعة ووصفوها بأقذع الأوصاف من مثل التخلف , الجهل , الرجعية , التزمت , التطرف , التعصب , الدولة الدينية , حكم الشيوخ , الوهابية .. إلى آخر ما نسمعه من غربان العلمانية , يرددون ذلك في وصلات نباح مسعورة , فهم لا يكفون عن نباحهم هذا منذ نشأة طليعتهم الأولى على يد المحتل النصراني العتيد كرومر , حيث رباهم على عينه في المحافل الماسونية والمنظمات السرية التي تعمل لحساب الإستعمار النصراني , فكفروا بدينهم وخانوا شعوبهم ,

وأمر هؤلاء واضح معلوم يفضحه التاريخ المدون والواقع المشهود , فقد غسلت أمة الإسلام يدها من هؤلاء , فهم طابور خامس يعمل على تقويض أركان الأمة , ينهبون مقدراتها ويسرقون أموالها ويقتلون شبابها , تشهد حساباتهم في بنوك أوروبا بما نشير إليه .

أما آن لأمثال هؤلاء أن يتوبوا إلى الله عز وجل ؟

يقول الله عز وجل : (أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) " المائدة 74"

ونحب أن نقرر حقيقة دامغة لا يمكن التجاوز عنها أو الإلتفاف حولها , وهي أن الشرك أعظم المفاسد , وكل مفسدة دون الشرك فهي أقل منه , وأن الشرك لا يغفره الله عز وجل , وأن من أشرك فقد حبط عمله أيا كانت دعواه للمصلحة والمفسدة .
يقول الله عز وجل : (إنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ) " النساء 48 "

والواجب على أهل العلم والفضل من المؤمنين أن يقوموا في حرب الشرك وتبديد ظلماته وتقطيع أوصاله وفضح ضلالاته , وأن يتصدوا للمشركين سواءا كان الشرك في العبادات أو المعاملات , سواءا كان الشرك في الأحكام أو الإعتقادات , فإن ترك الإنكار على الشرك والمشركين يكون سببا للهلكة وغضب الله عز وجل على عباده , فلقد كان ترك الإنكار من علماء يهود على بني إسرائيل فيما يأتونه من الإثم والعدوان سببا لنقمة الله عز وجل عليهم .

قال الله عز وجل : (تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ . لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ) المائدة 62-63

فإن مداهنة أهل الشرك على شركهم أو مصانعتهم فيه أو مجاراتهم في شركهم من أعظم الحرب لله ورسوله , بل خيانة لدين الإسلام .
إن الواجب علينا في مواجهة أهل الطغيان والردة والبهتان أن نعرض عنهم وأن نفاصلهم ونناصبهم العداء , لأنهم أصحاب هوى وضلال ..

قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم : (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.) القصص 50

فينبغي الإعراض عن هؤلاء وعدم الركون إليهم ومشاركتهم فيما هم فيه من الشرك والضلال , فهذا واجب حتمي وقطعي .
قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم : (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ) المائدة

فلقد حذر الله نبيه صلى الله عليه وسلم من فتنة أهل الشرك والكفران , فما بالنا نحن وما بال أولئك الذين يشاركونهم في مبادئهم الكفرية ونظرياتهم الشركية ..(أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ.) [المائدة:50]

إن مشاركة هؤلاء في هديهم وحكمهم ودساتيرهم توجب الخسران .. إن من يرعي سمعه لمبادئ هوبز ولوك وروسو التي توافق الأهواء المضلة والشهوات الفاتنة لقوم خاسرون .

قال الله عز وجل عن المنافقين وعن اليهود : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ..

أفرأيت إلى هذه الآية , وكيف بينت أن هناك من يؤمن بلسانه ويكفر بقلبه , وأن أهم صفاته أنه سماع لقوم آخرين لم يأتوا إلى هدي الإسلام , وأنه يحرف الكلم من بعد مواضعه , وأنه يأخذ ما وافق هواه , وإن سمى هواه مصلحة , ويترك ما لم يوافق هواه وإن كان حكم الله ورسوله , وتلك فتنة عظيمة .. ومن يرد الله فتنته فلن تصلحه كل مواعظ الدنيا وإن تلي عليه الكتاب ألف مرة في كل يوم ..

ولذلك قال الله عز وجل : (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) .إن الإنتكاس في حمأة الشرك عنوان لغضب الله عز وجل على من دخل في هذا الشرك , فلا يوفق لتوبة وإنما يعمد إلى التبرير والتزوير , وليّ اللسان والتلبيس , كل هذا مع ظهور الحقائق التي لا تقبل الطمس ..
(وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) آل عمران ( 78 )

ومن أسف أن هذا صار حال بعض الدعاة الملبسين الذين اتخذوا الشرك السياسي سببا ووسيلة -في زعمهم- إلى تطبيق الشريعة , وتناسى هؤلاء وعيد الله عز وجل لأمثالهم ..

حيث قال الله عز وجل : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ . إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وأنا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ .) (سورة البقرة:159 ـ 160)

فنحذر هؤلاء الدعاة من التلبيس والإضلال والتحريف وليّ اللسان , وندعوهم إلى التوبة والإصلاح والبيان الواضح الشافي , فهذه شروط التوبة , وإلا فإن المصير معلوم .

قال الله عز وجل : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ) البقرة 174-175

فارجعوا إلى رشدكم , ولا تستجيبوا لوساوس الشيطان التي أضل بها من قبلكم ..

قال الله عز وجل : (وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) القصص 57
إن الخوف أردى من كان قبلكم , إنه خوف شركي يدفع بكم إلى عرصات جهنم , إنه الخوف من الإبتلاء , إنه الفرار من تحمل التبعات مع التبرير الكاذب لما يُدّعى من المصلحة والمفسدة , وما أفعالكم إلا مفاسد يتبع بعضها بعضا, ومن أعظم هذه المفاسد تلبيسكم على عباد الله وتغييركم لحقائق الدين , ومن ذلك تصويركم البلاء على أنه مفسدة يُدفع بالتنازل عن حقائق الدين وثوابت العقيدة , مع أن البلاء أمر قدري للتمحيص .

قال الله عز وجل : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) البقرة (155) .

إن الخوف والجوع وضياع الأموال والثمرات وقتل الأنفس لا يكون مبررا أبدا لقبول الشرك أو العمل به أو السكوت عنه , بل هذه الإبتلاءات من الضرورات التي تلازم الدعوة إلى الله عز وجل , فمن صورها مفاسد تُدفع بالتنازل عن العقيدة والشريعة إنما هو ضال ملبس مناقض لهدي القرآن ولسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ,
ليعلم هذا كل من يشارك في هذا الشرك السياسي أو يبرره أو يدعو إليه أو يلبسه على عباد الله المؤمنين .

وكنا قد التزمنا الصمت طوال الفترة الماضية حيال الحراك الدائر بين الإخوان والسلفيين من جانب وبين الليبراليين واليساريين من جانب آخر , وذلك انتظارا لصدور وثيقة الدستور , التي كان من المزمع إصدارها , وكنا نتوقع أن تكون هذه الوثيقة أكثر شركا وأعظم كفرا من دستور عام 1971 الذي وضعه العلمانيون الأقحاح ,
وقد جاءت الوثيقة كما توقعنا لها تماما , حيث أقرت النظريات الشركية والمبادئ الكفرية بما يزيد على دستور عام 1971 .

ومن هنا نعلن أننا لن ندعم الإخوان ولا السلفيين في ياسقهم الجديد – الدستور العلماني – في مواجهة العلمانيين وذلك لأن الأصول الحاكمة عند الطرفين واحدة , وهي ذات المبادئ الكفرية والنظريات الشركية مثل : السيادة للشعب , القانون أساس الحكم في الدولة , لا جريمة ولا عقوبة إلا بقانون , منع قيام أحزاب سياسية على أساس ديني مما يعني اللادينية في عالم السياسة , وتلك المبادئ وهذه النظريات التي تم صياغتها في هذا الياسق الجديد تدمغ من شارك في وضعها من العلماء والدعاة بالعلمانية وإن اتشحوا بثوب الإسلام , فليس من الإسلام عزل الشريعة الإسلامية وتحكيم القوانين الوضعية , وإن أقر بذلك غالبية اللجنة التأسيسية , فإن الأغلبية لا تحيل الكفر إيمانا , ولا تجعل الشرك توحيدا فإن السيادة لله توحيد , والسيادة للشعب شرك قبيح صريح وهو كفر لا خفاء فيه .

وكنا قبل ذلك نقول عن هذه الجملة من الدستور ( السيادة للشعب ) وضعها العلمانيون , واليوم ستقول الدنيا بأسرها وضعها الإسلاميون اللاعبون بكتاب ربهم .
ولا ينجيهم من ذلك أن تسعة من مائة قد امتنعوا لأن هؤلاء التسعة يقرون بالدستور بما فيه وعلى علاته ويرتضونه حكما بما فيه أن السيادة للشعب وهذا إقرار بالشرك .

فها نحن نقول أن السيادة لله , فماذا أنتم قائلون ؟

هل هذا مذهب الخوارج ؟!! وهل هذا تطرف وتعصب ؟!! وهل تعني "السيادة للشعب" الوسطية والإعتدال والفهم الثاقب للمصالح والمفاسد ؟
إن الحق أوضح من شمس النهار , وإن تأليه الشعب شرك صريح وكفر بواح ليس له من مبرر أو سبب عند أصحابه إلا ابتغاء السلطة والمناصب والمصالح التي يحكمها الخوف والطمع , ومن المعلوم بداهة من دين الإسلام أن الخوف والطمع من صفات المنافقين الظاهرة ,
فما الذي يدفعكم إلى أن تقروا هذه المبادئ الشركية مثل المادة رقم (5) , والتي يقول نصها : ( السيادة للشعب يمارسها ويحميها ويصون وحدتها الوطنية , وهو مصدر السلطات , وذلك على النحو المبين في الدستور ).

ومثل عجز المادة السادسة , والذي يقول : ( ولا يجوز قيام حزب سياسي على أساس التفرقة بين المواطنين بسبب الجنس أو الأصل أو الدين ) .
وهذا يعني اللادينية في العمل السياسي , فإذا كان العمل السياسي لا يقوم إلا على الشرك والإلحاد فتبا لهذا العمل , وإنا به لكافرون ,

ولتقر بكم أعين العلمانيين من الليبراليين واليساريين والمنافقين والإنتهازيين وأصحاب المصالح وأرباب الشهوات , إن من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عز وجل عليه وأسخط عليه الناس , وها نحن نرى ذلك وقع العين في ربوع مصر شمالا وجنوبا شرقا وغربا , فهاهم العلمانيون يكفرون بكم ويخلعون ثوب مداهناتكم ويصفعونكم في مواجهة عاتية يعلنون فيها كفرهم بالشريعة ورفضهم لحاكميتها ورفضهم لكم رغم مداهنتكم العريضة من الثورة حتى الآن , ومع ذلك لا تعقلون وتصرّون على طريق الغواية والندامة لتحصدوا الخيبة والضياع في نهاية المطاف .

فيا شيوخ العار العلماني .. كيف ارتضيتم لأنفسكم اللادينية في العمل السياسي , كيف لمسلم أن يقبل مبدأ إلحاديا , إن الشرك والإلحاد نقيضان للإسلام , فكيف يقرّ ذلك مسلم ؟ كيف يتأتى لكم أن تكتبوا ذلك وتدعوا غيركم إليه ؟

إن هذا من فساد التصور وعمى البصائر , عافانا الله من الخذلان .. إننا ندعوكم إلى خطة رشد وسبيل هداية , ندعوكم إلى الإحتكام إلى الكتاب والسنة والكفر بالدساتير الشركية والقوانين الإباحية , ندعوكم إلى أن يكون القرآن فوق الدستور , وأن تكون السنة فوق القانون والحكومة , ندعوكم إلى أن تكون الشريعة الإسلامية هي المرجعية العليا لكل الأحكام والقوانين وأن تعلو كل الدساتير ,

وما لم تفعلوا فأنتم عار هذه الأمة طالما بقيتم على هذه المبادئ الوثنية ومداهنة المؤسسات العلمانية ولن يجديكم نفعا ما أصدره الدكتور مرسي من قرارات في الإعلان الدستوري مثل : ( إقالة النائب العام عبد المجيد محمود وإعادة محاكمة القتلة والحد من سلطات المحكمة الدستورية ) فقد جاءت هذه القرارات متأخرة بعد ضياع الوقت وفوات الفرصة , وكنا أول من طالب بذلك في وقفاتنا في ميدان التحرير يوم أن تخلى الإخوان والسلفيون عن الثورة , وتركوا الشباب يواجه مصيره المحتوم على أيدي القتلة في شارع محمد محمود وغيره من ميادين مصر .

يومها أصدرت الدعوة السلفية بالأسكندرية بيانات تؤكد فيها على شرعية المجلس العسكري وأحقيته في السلطة والحكم , ويومها عقد الإخوان صفقاتهم مع المجلس العسكري , ووفروا الحماية للنائب العام السابق عبد المجيد محمود الذي يلعنونه اليوم , قلنا لهم إنه جلاد فلم يسمعوا , قلتا لهم تجب محاكمته فأعرضوا مكتفين باتفاقاتهم السرية والعلنية مع أركان النظام السابق , قلنا لهم لا سياسة مع وجود أركان النظام السابق في الحكم والإدارة , قلنا لهم إن القضاء الوضعي لا يرجى منه عدل ولا يؤمن جانبه على الشريعة .

فأعرضوا منتكسين تهذي ألسنتهم بكلمات مثل : " قدسية القضاء " " إحترام القضاء " عدم الطعن في أخكام القضاء , الحفاظ على استقلال القضاء ..
ولم يأت على لسانهم ولو مرة واحدة " وجوب تقييد القضاء وإلزامه بأحكام الشريعة الإسلامية , ولم نسمع منهم ولو مرة واحدة بطلان الأحكام المترتبة على القانون الوضعي , وبطلان القضاء الوضعي مؤسسة وأحكاما , رغم ما في القضاء والقانون الوضعي من استحلال بين صريح للمحرمات القطعية المجمع عليها في الإسلام مثل استحلال الزنا واللواط والربا والخمر والقمار .

ثم هاهم اليوم يحصدون ما زرعته أيديهم من بذور المداهنة المقيتة للعلمانية , ومن ثم فإننا وإن كنا نقر إقالة النائب العام ومحاكمة القتلة , لكننا لا ولن نقبل هذه القرارات كمبررات لتمرير هذا الدستور الشركي الوثني الجاهلي الذي يجعل السيادة للشعب من دون الله , ويتخذ اللادينية مبدأ في العمل السياسي , ويتخذ القوانين الوضعية والدساتير الشركية منهجا في الحكم والسياسة .

ولذلك نود أن نحدد موقفنا بجلاء ووضوح فنقول :

أولا : نحن ضد العلمانية بشقيها الليبرالي والشيوعي أيا كانت مسمياتها وأسماء القائمين عليها .

ثانيا : نرفض ياسق الإخوان والسلفيين الجديد , والذي شاركهم فيه نخبة من العلمانيين ورجال القضاء الوضعي .

ثالثا : نرفض القوانين الوضعية الإباحية وندعوا إلى إسقاطها وتحكيم الشريعة الإسلامية وجعلها الشريعة الحاكمة والمهيمنة على غيرها من الشرائع .

رابعا : ندعوا إلى مقاطعة العملية السياسية وعدم المشاركة في الإستفتاء على الدستور والإنتخابات النيابية طالما قامت على هذه المبادئ الشركية .

خامسا : ندعوا إلى محاكمة القتلة الذين قتلوا الشباب المسلم في السجون المصرية في عهد حسني مبارك وأولئك القتلة الذين قتلوا الشباب المصري في الساحات والميادين أثناء الثورة .

سادسا : ندعوا إلى تفكيك نظام حسني مبارك واقتلاع أركانه من مفاصل الدولة الرئيسة.

سابعا : لا نرى العمل السياسي إلا بعد إعلان حاكمية الشريعة وفوقيتها فوق جميع الدساتير والقوانين والأنظمة والأعراف.

ونهيب بجموع الشعب المصري أن تهب إلى الميادين في مليونيات جامعة لتحكيم الشريعة الإسلامية ونبذ القوانين الوضعية وإلزام القائمين على الحكم بأحكام الشريعة , لأن ذلك هو المخرج الوحيد للشعب المصري من هذا التيه السياسي , فلا خروج من سوق المساومات السياسية الرخيصة والإتفاقات السرية التي تتغيا تقسيم المكاسب وتوزيع الأدوار إلا بالإحتكام إلى الشريعة الإسلامية .

وقد كتب الأزهر برئاسة الدكتور الشيخ عبد الحليم محمود دستورا إسلاميا جاهزا للتطبيق قام عليه كبار علماء الدين الإسلامي من مجمع البحوث الإسلامية مع نخبة من رجال القانون وأصحاب الفكر في وقتهم , يصلح أن يكون ملهما للإخوان والسلفيين إن أرادوا الإحتكام إلى الشريعة حقا ,

وإن أصروا على ما هم عليه , فما عليهم إلا أن يقارنوا بين ياسقهم وبين الدستور الذي كتبه الأزهر ليتبينوا حجم الضلال والإضلال الذي هم عليه .
ومن باب إقامة الحجة وبيان المحجة , سنجري مقارنة عاجلة بين دستور الأزهر وياسق الإخوان والسلفيين نتبعها بنص الوثيقتين ليتبين القارئ حجم انحراف الياسق الذي قام على إخراجه الإخوان والسلفيون .
وإليكم نماذج مقارنة من الوثيقتين :

  #6  
قديم 14-12-2012, 02:18 PM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الإعذار والإنذار للعلمانيين الأشرار || ~ للشيخ : أحمد عشوش

دستور الأزهر الصادر عام 1978

ياسق الإخوان والسلفيين الصادر عام 2012











فهذه مقارنة عابرة بين الدستور الذي أخرجه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية برئاسة الدكتور عبد الحليم محمود عام 1978 , وبين الياسق الجديد الذي أخرجته اللجنة التأسيسية للدستور بأغلبية الإخوان والسلفيين وبمشاركة بعض رموز العلمانيين ورجال القضاء الوضعي .
وإليكم نص الوثيقتين لتقرءوهما بتأمل ولتقارنوا بينهما ولتخرجوا بالنتيجة المحزنة بأنفسكم .
والله من وراء القصد , وهو يهدي السبيل .
  #7  
قديم 20-12-2012, 08:20 PM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الإعذار والإنذار للعلمانيين الأشرار || ~ للشيخ : أحمد عشوش

ماذا تعرف عن الياسق؟؟؟؟؟


http://www.4cyc.com/play-pyQRQ0WP5NQ
  #8  
قديم 20-12-2012, 08:22 PM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الإعذار والإنذار للعلمانيين الأشرار || ~ للشيخ : أحمد عشوش

الأخوات الفاضلات أم إسراء ,اسلامنا نور
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا...

في حفظ الله
  #9  
قديم 20-12-2012, 09:18 PM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الإعذار والإنذار للعلمانيين الأشرار || ~ للشيخ : أحمد عشوش

الشيخ مصطفي العدوي لم أغير رأيي في الدستور وهذا كذب...


http://media.masr.me/80qwoQd4Yjg
  #10  
قديم 23-12-2012, 04:18 PM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الإعذار والإنذار للعلمانيين الأشرار || ~ للشيخ : أحمد عشوش

الدكتور إياد قنيبي:الحل كي تنجو مصر في يد الدكتورمرسي....

https://www.youtube.com/watch?featur...Y2xRA4ghttp://

كلام جميل نرجو الاستماع اليه...والنقل

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 167.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 161.89 كيلو بايت... تم توفير 5.74 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]