خبـراء : لغــة "حماس" الجديدة ....نضج سياسي ينسجم مع الواقع

[سامي]

إسلام أون لاين- غزة
وصف محللون سياسيون فلسطينيون خطاب حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ولغتـها الجديدة حول المقاومة الشعبية والشراكة السياسية بـ"النضج السياسي وبالتطور المنطقي" في ظل المتغيرات الإقليمية والخارطة السياسية العربية التي بدأت تتشكل مؤخراً .
وقـال هؤلاء الخبراء في أحاديث منفصلة لـ"إسلام أون لاين" الإثنين 2-1-2012 إن لغة حركة حماس الجديدة جاءت من أجـل الانسجام مع الواقع الذي بدأ يتشكل بفوز الإسلاميين في العديد من الدول العربية وفي مقدمتها مصر، مؤكدين أن النظام السياسي بوصول الإسلاميين إلى سدة الحكم ساهم في تغيير لغة الحركة بما يتناسب مع تطورات المرحلة الراهنة.
وكانت حركة حماس وعلى لسان رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل قد أكدت تبنيها لخيار المقاومة الشعبية وأنها ترى في المقاومة الشعبية مكملة للمقاومة المسلحة ولا تلغيها .

لغة جديدة

"عبد الستار قاسم" أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية بنابلس في الضفة الغربية رأى أن لغة حركة حماس في جوهرها لم تتغير أو تتبدل ولكنها بدأت اليوم تنتقي لغة تتناسب بمفرداتها مع ما تتطلبه تحديات المرحلة، وأضاف :" من الممكن اعتبار هذه اللغة والمصطلحات الجديدة التي بدأت تستخدمها الحركة كالمقاومة الشعبية والشراكة وغيرها على أنه تطور وذكاء سياسي في قراءة الواقع السياسي الجديد ، وبالتأكيد هذا لا يعني تغير ثوابت الحركة ولكن اليوم الحركة ومع فوز الإسلاميين في مصر والعديد من الدول العربية وما حققته من مكاسب وانتصارات سياسية تريد أن تدخل المعترك السياسي الإقليمي والدولي وبالتالي فإن حركة حماس وهي المولودة من رحم الإخوان المسلمون تسعى لأن يكون لها تأثير فعّال .."

وشدد قاسم على أن انخراط الإسلاميين في النظام السياسي هو من شجع حركة حماس وكان الدافع الأساسي والأكبر وراء لغتها الجديدة، واستدرك بالقول :" الحركات الإسلامية وهي تجلس اليوم على سدة الحكم مطالبة بلهجة معتدلة وتحالفات مع كافة التيارات والتعامل الجيد مع رياح التغيير وما أفرزه الربيع العربي .."
ومن جـانبه رفض المحلل السياسي "وليد المدلل" ما ذهبت إليه بعض التحليلات من أن حركة حماس تخلت عن منهجها وفكرها المقاوم في خطوة تهدف إلى تغيير إستراتيجيتها وبرنامجها السياسي، وقال المدلل :"حماس بدايتها كحركة بدأت كمقاومة شعبية فماذا تعني المقاومة الشعبية سوى أن يقاوم الشعب بالحجر وبالسلاح وبكل ما يملكه من أدوات ...ودعونا نتساءل هل ستقف الحركة مكتوفة الأيدي أمام أي عدوان إسرائيلي محتمل في الأيام القليلة الماضية ، بالتأكيد لا ؟! ...ولكن لم لا نتفق اليوم على تغيير أسلوب المقاومة بما تقتضيه الظروف وهذا ما تفعله حركة حماس اليوم التي ترمي إلى توسيع علاقتها الدولية والاندماج في الواقع العربي والدولي الجديد ."

مرونة

وقد شكل العمل المسلح لحركة حماس "العمود الفقري" لعلمها التنظيمي، حيث استحوذ العمل العسكري الذي سلكته طريقاً رئيساً على معظم أنشطتها، ومدها العمل في هذا المضمار بانتشار شعبي وعربي وإسلامي واسع، خصوصاً مع تراجع خصمها السياسي المتمثل في حركة فتح عن هذا الدور بعد دخول منظمة التحرير الفلسطينية التي تقودها "فتح" مضمار المفاوضات مع الاحتلال قبل نحو عشرين عاماً.
وظلت حركتا حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين منفردتين في إعطاء العمل العسكري الحيز الأوسع من بين أشكال المقاومة المتعددة للاحتلال، بخلاف قوى منظمة التحرير خصوصاً قوى اليسار الفلسطيني التي قدمت "المقاومة الشعبية السلمية" على العسكرية طوال سنوات خلت.
وكانت حركة حماس ورداً على ما تناولته وسائل إعلام من أنها أوقفت العمل المسلح قد أكدت في بيانٍ لها أنها تعد العمل المقاوم المسلح "رأس الأعمال كلها لتحرير فلسطين" مشددة على أن المقاومة الشعبية ليست شكلاً جديداً بالنسبة لحماس التي مارسته طوال سنوات بأشكال مختلفة.

فوز الإسلاميين

وبدوره وصف أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة "ناجي شراب" لغة حركة حماس الجديدة بأنها شكل من أشكال المرونة والتكيف السياسي والواقعية السياسية، وتابع بالقول :" اليوم الحركة تسعى لأن يكون لها دورا فعالا ومؤثرا في الساحة الداخلية الفلسطينية وفي الساحة العربية والدولية ..وهذا لا يتأتي إلا من خلال خطاب واقعي متوازن ."
وقال شراب إن حركة حماس تريد إرسال رسالة للمجتمع الدولي بأنها مرنة وبأنها حركة قادرة على قراءة المتغيرات والتكيف مع الوضع الجديد وأنها ستكون عونا للإسلاميين الذين فازوا وتقدموا في الانتخابات العربية .
وقد أعربت حركة حماس مؤخراً عن قبولها وسعيها إلى الدخول في منظمة التحرير لأهميتها في تمثيل الشعب الفلسطيني .
وفي تطور سياسي لافت شرع رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة إسماعيل هنية بإجراء أول جولة رسمية له خارج القطاع منذ منتصف يونيو 2007 ، حيث وصل إلى تركيا أمس الأحد، والتقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في اسطنبول.
كما التقي هنية مع أفراد من عائلات الضحايا الأتراك الذين قتلتهم قوات خاصة إسرائيلية أثناء غارة على سفينة المساعدات مافي مرمرة لدى توجهها إلى غزة في مايو 2010، و زار السفينة مافي مرمرة اليوم الإثنين.
ويـرى مراقبـون أن تلك الجولة تهدف إلى رسم خطط حركة حماس القادمة وأنها على استعداد لتقاسم السلطة مع حركة فتح على غرار تحالفات الإسلاميين مع الأحزاب الأخرى

[سامية الحرف]

بارك الله فيكم وجزاكم وافر الجزاء