صفة العينين
الشيخ عبدالعزيز السلمان
س110- بيِّن ما تفهمه من معنى هذه الآيات التي تلي: ﴿ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ﴾ [الطور: 48]، ﴿ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ﴾ [القمر: 14]، ﴿ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا ﴾ [هود: 37]، ﴿ وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ﴾ [طه: 39]؟
ج- في هذه الآيات الكريمات إثبات العينين لله، وهما من الصفات الذاتية التي لا تنفك عن الله، فيجب إثباتهما لله حقيقةً على ما يليق بجلاله وعظمته؛ لثبوتها بالكتاب والسنة، وإجماع أهل الحق والصواب، أما الكتاب فتقدم الدليل منه، وأما السنة ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله ليس بأعور، ألا إنَّ المسيحَ الدجال أعور العين اليمنى، كأنها عنبة طافية"، وفي الحديث الآخر: "إذا قام العبد في الصلاة قام بين عيني الرحمن"، وأما إفرادها في بعض النصوص، وجمعها في البعض الآخر، فلا حجة للمبتدعة في ذلك على نفيها، ولغة العرب متنوعة في إفراد المضاف وتثنيته وجمعه، بحسب أحوال المضاف إليه، فإن ضافوا الواحد المتصل إلى مفرده أفردوه، وإن أضافوه إلى اسم جمع ظاهر أو مضمر، فالأحسن جمعه مشاكلةً للفظ؛ كقوله: ﴿ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ﴾ [القمر: 14]، وإن أُضيف إلى ضمير جمع جمعت؛ كقوله: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا ﴾ [يس: 71]، وإن أضافوه إلى اسم مثنى، فالأفصح في لغتهم جمعه؛ كقوله: ﴿ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ﴾ [التحريم: 4]، والله أعلم.