|
|||||||
| ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
يا شباب عليكم بالصديق الصالح عدنان بن سلمان الدريويش إنَّ الحمد لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا، أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ- أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ- وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ؛ فَهِيَ الْعِصْمَةُ مِنَ الْبَلَايَا، وَالْمَنْعَةُ مِنَ الرَّزَايَا، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]. يا عباد الله، الصديق هو شخص تربطك به علاقة ودية أو اجتماعية، وقد تتطوَّر إلى علاقة وثيقة يسودها الثقة والتفاهم والاحترام، وهو شخص تشعر معه بالارتباط العاطفي والتعاطف معه، يدعمك ويقف بجانبك في الصِّعاب، والصديق يكون عادة موجودًا في حياتك وتُمضي أوقاتك معه، يشاركك أفراحك وأحزانك، وتتحدث معه عن أسرارك، وقد نبَّه النبي صلى الله عليه وسلم على اختيار الصديق الصالح؛ فقال: ((لا تصاحِبْ إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقيٌّ))؛ [رواه أبو داود]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يُخالل))؛ [أخرجه الترمذي]. أيها المسلمون، يقول أحد الآباء: ابنتي تبلغ 14 عامًا، صديقتها المقربة مسلمة، لكن أسرتها غير جادة في تربيتها بالتعاليم الإسلامية، فهي تسمح لها بمشاهدة الأفلام، ولا توجد مراقبة على مواقع الإنترنت، وتذهب إلى الأسواق بدون حجاب، بل وترتدي ملابس مثيرة، ونحن بالمنزل- بحمد الله- ملتزمون بتعاليم ديننا من حجاب ومحافظة على الصلاة وحُسْن الخلق، ابنتي أصبحت عنيدة جدًّا، وتتصرف بأسلوب سيئ، وتحاول تقليد صديقتها في كل شيء، كيف أمنع ابنتي من التواصل مع صديقتها، خاصة أنها تراها يوميًّا في المدرسة؟ يا عباد الله، إن من طبيعة الأولاد الميلَ إلى تكوين علاقات وصداقات وجماعات صغيرة، وإلى إبراز شخصيتهم معهم مثل حب السيطرة والسخرية، والمنافسة وحب المساعدة؛ ولذا علينا كآباء أن نساعد شبابنا وفتياتنا في اختيار الصديق الصالح؛ حتى يحققوا الفوائد الآتية: أولًا: الصداقة كالبيئة، إما أن تكون نظيفة أو ملوَّثة؛ فمن عاش في بيئة ملوثة، زادت عنده الأمراض والأوبئة الْمُهْلِكة. ثانيًا: الإعانة على الطاعة؛ فالصديق الصالح يذكِّرك ويشجِّعك دومًا بأعمال الخير والبر، فتَقْوى عزيمتك على مجاراته. ثالثًا: الحصول على بركة الصالحين؛ قال صلى الله عليه وسلم: «إنما مَثَلُ الجليس الصالح، وجليس السوء، كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك، إما أن يُحذِيَك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبةً، ونافخ الكير، إما أن يُحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحًا خبيثةً))؛ [صحيح الجامع]. رابعًا: الصداقة مرآة النفس، فالصديق الصالح يكشف لك محاسن ومساوئ نفسك؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن مرآةُ المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكُفُّ عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه))؛ [رواه أبو داود]. خامسًا: التنافس على الأعمال الصالحة؛ لأن التنافس مع الصالحين يخلو من الحسد والضغينة والغيرة؛ لأنه يقتدي بهم، وهم حريصون على توجيهه وهدايته. نفعني الله وإيَّاكم بهدي نبيه وبسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم- أقول قُولِي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئة وإثم، فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي لغفور رحيم. الخطبة الثانية الحمد لله، خلَق فسوَّى، وقدَّر فهَدَى، وَصَلَّى الله وسلم على نبي الرحمة والهدى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى.قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ [النساء: 1]. يا عباد الله، إن الإكثار من الجلوس مع الصالحين وسيلةٌ مهمةٌ من وسائل الثبات على الدين، وفي مواجهة الفتن والمغريات، وهو طريق إلى تهذيب السلوك؛ فالصديق الصالح يتحلَّى بالأخلاق الحسنة والصفات الحميدة؛ قال صلى الله عليه وسلم: «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل»؛ [رواه أبو داود]. أيها المسلمون، إن الصحبة الصالحة طريق إلى محبة الله تعالى؛ قال تعالى في الحديث القدسي: «وجبت محبتي للمتحابِّين فيَّ، وللمتجالسين فيَّ، وللمتزاورين فيَّ»؛ [رواه أبو داود]. يا عباد الله، علِّموا أولادكم أن يختاروا من الأصدقاء، مَن يتحلى بالأخلاق الحسنة، ومن يكون بارًّا بوالديه، ومن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ومن يتقي الله ويخافه، ومن يُحسن إلى عباده، ومن يساعد الناس، ومن يكون صدره سليمًا تجاه الآخرين، ومن يضبط نفسه عند الغضب. هذا وصلُّوا وسلِّموا عباد الله، على نبيكم؛ استجابة لأمر ربكم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلِّم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ، ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ﴾ [البقرة: 201]، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ. عِبَادَ اللَّهِ، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]؛ فَاذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |