صفة العلم الإلهي
الشيخ عبدالعزيز السلمان
س90- بيِّن ما تَفهَم من معاني هذه الآيات؛ قال الله تعالى: ﴿ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ﴾ [سبأ: 2]، ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59]، ﴿ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ﴾ [فاطر: 11]، ﴿ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ [الطلاق: 12].
ج- في الآيات إثباتُ علم الله، وصفةُ العلم من الصفات الذاتية التي لا تنفك عن الله، وإثبات إحاطة علمه سبحانه بالأشياء جملة وتفصيلًا، واختصاصه سبحانه بعلم الخمس المذكورة في آخر سورة لقمان التي هي مفاتيح الغيب، وفيها إثبات صفة القدرة، وهي من الصفات الذاتية، ومن أسمائه تعالى القدير الذي لا يُعجزه شيءٌ، ومن قدرته تعالى أنه إذا شاء فعَل من غير مانعٍ، ولا معارض، وفيها ردٌّ على القدرية الذين يقولون: أفعال العباد غير داخلة في قدرة الله، وفيه دليلٌ على أنه سبحانه عالمٌ بعلم هو صفة له، قائم بذاته، خلافًا للمعتزلة الذين يقولون: إنه عليم بلا علم، وخلافاً للجهمية المنكرين لعلم الله؛ قال الله تعالى: ﴿ لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ ﴾ [النساء: 166]، وقال: ﴿ فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ ﴾ [هود: 14]، فعلمُه سبحانه مُحيطٌ بكل شيء، فهو يعلم ما في الكون الماضي والحالي والمستقبل، والواجب والممكن والمستحيل.