|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
||||
|
||||
![]() الإيثار في الإسلام هو تفضيل الغير على النفس وتقديم مصلحته على المصلحة الذاتية، وهو أعلى درجات السخاء والجود، ودليل على تمام الإيمان والطاعة، وقد ذم الله البخل في القرآن الكريم، وأثنى على المؤثرين في الآية الكريمة: [وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ] [سورة الحشر-الآية:9]، ويُعدّ الإيثار من مكارم الأخلاق التي تُحبب الناس في المتخلق بها، وتجلب الخير للمجتمع. والإيثارُ صورةٌ من صور التكافُل الاقتصادي وترابُط المجتمع المسلم، وعلامةٌ من علامات محبَّة الخير للآخرين، وتطهير للنفس من الأنانية والكراهية والشحناء. ولا يستطاع الإيثار إلا بثلاثة شروط: تعظيم الحقوق، ومقت الشح، والرغبة في مكارم الأخلاق, وكالتالي: 1- تعظيم الحقوق، فإن من عظمت الحقوق عنده قام بواجبها ورعاها حق رعايتها واستعظم إضاعتها وعلم أنه إن لم يبلغ درجة الإيثار لم يؤدها كما ينبغي فيجعل إيثاره احتياطًا لأدائها. 2- مقت الشح، فإنه إذا مقته وأبغضه التزم الإيثار، فإنه يرى أنه لا خلاص له من هذا المقت البغيض إلا بالإيثار. 3- الرغبة في مكارم الأخلاق، وبحسب رغبته فيها يكون إيثاره، لأن الإيثار أفضل درجات مكارم الأخلاق. أقوال مأثورة في الإيثار[23] عن الصحابي الجليل ابن عمر رضي الله عنهما قال: أتى علينا زمان وما يرى أحد منا أنه أحق بالدينار والدرهم من أخيه المسلم، وإنا في زمان الدينار والدرهم أحب إلينا من أخينا المسلم. قال يحيى بن معاذ الرازي: عجبت من رجل يرائي بعلمه الناس وهم خلق مثله، ومن رجل بقي له مال ورب العزة يستقرضه، ورجل رغب في محبة مخلوق والله يدعو إلى محبته ثم تلا قول الله تعالى: [وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ] [سورة يونس-الآية:٢٥]. قال محمد بن الواسع: ما رددت أحدًا عن حاجة أقدر على قضائها، ولو كان ذهاب مالي. قال ابن تيمية: الإيثار مع الخصاصة أكمل من مجرد التصدق مع المحبة، فإنه ليس كل متصدق محبًا مؤثرًا، ولا كل متصدق يكون به خصاصة، بل قد يتصدق بما يحب مع اكتفائه ببعضه مع محبة لا تبلغ به الخصاصة. قال ابن القيم: فالمحب وصفه الإيثار، والمدعي طبعه الاستئثار، فمن لنا بمثل هؤلاء. قال منصور الغضاري: شاهدت الحافظ عبد الغني المقدسي في الغلاء بمصر ثلاث ليالٍ يؤثر بعشائه ويطوي. اشتهى الربيع بن خثيم حلواء، فلما صُنعت دعا بالفقراء فأكلوا، فقال أهله: أتعبتنا ولم تأكل، فقال: وهل أكل غيري؟!. قال عباس بن دهقان: ما خرج أحد من الدنيا كما دخلها إلا بشر بن الحارث، فإنه أتاه رجل في مرضه فشكا إليه الحاجة، فنزع قميصه وأعطاه إياه، واستعار ثوبًا فمات فيه. قال حماد بن أبي حنيفة: إن مولاة كانت لداود الطائي تخدمه، قالت: لو طبخت لك دسْمًا تأكله؟ فقال: وددت. فطبخت له دسْمًا ثم أتته به، فقال لها: ما فعل أيتام بني فلان؟ قالت: على حالهم. قال: اذهبي بهذا إليهم. فقالت: أنت لم تأكل أُدْمًا منذ كذا وكذا. فقال: إن هذا إذا أكلوه صار إلى العرش، وإذا أكلته صار إلى الحُشّ. عن أبي الحسن الأنطاكي: أنه اجتمع عنده نيف وثلاثون نفسًا ولهم أرغفة معدودة لم تُشبع جميعهم، فكسروا الأرغفة وأطفأوا السراج وجلسوا للطعام، فلما رُفع فإذا الطعام بحاله، ولم يأكل أحد منه شيئًا، إيثارًا لصاحبه على نفسه. عن مسعر قال: شُوِيَ لنافع بن جبير دجاجة، فجاء سائل فأعطاها إياه، فقال له إنسان في ذلك، فقال: إني أبغي ما هو خير منها. كلمات عن الإيثار[24] الإيثار هو خلق حميد لا يتصف به إلا الأشخاص الذين تربوا على هدي رسول الله ﷺ، فالإنسان الذي يتحلى بخلق الإيثار يكون كالمسك ينشر طيبًا في تعامله بين أقرانه، ويجعل كل من يتعامل معه يشعر بالسعادة والراحة النفسية، لذا يتوجب تربية الأبناء على هذا الخُلُق الحميد؛ لتسمو بها مجتمعاتنا، وفيما يلي باقة عن أجمل الكلمات عن الإيثار: الإيثار أساس التعامل، الخلق الزكي والإيثار الذي يرجح الفضل على العدل والترفع عن الصغائر. الإيثار من الصفات الحميدة، ومن جملة الأخلاق القويمة التي حثت عليها الشريعة الإسلامية والشرائع التوحيدية السابقة. يعتبر الإيثار طريقًا للوصول إلى محبة الله تعالى، وهو من أكثر الصفات التي تشيع جوًا من الألفة والمحبة بين الناس. الإيثار أعلى مراتب الكرم والجود الذي ينبع من أعماق النفس والإيمان السليم؛ ولا تستطيع خلقه القوانين. ما تتخلى عنه وتتركه هو لك، وما تخبئه وتتحفظ عليه يذهب لغيرك. ليس الإيثار أن تعطيني ما أنا أشدّ منك حاجة إليه، وإنّما الإيثار أن تعطيني ما أنت أشدّ إليه حاجة مني. خِصْلَةُ الإيثارُ فِعْلٌ مِنْ صِفاتِ الأتقياءْ، يُؤْثِرونَ الغَيْرَ فضْلًا إنَّهُمْ أهْلُ العطاء. إنّما الإيثارُ حِصْنٌ أوْجَبَتْ كُلَّ الثَّناءْ، قِمَّةُ الأخلاقِ تَكْسو أهلها ثَوْبَ البَهاءْ. لا تُوَاكِلَنَّ جائعًا إلَّا بالإيثَار، ولا تُوَاكِلَنَّ غنيًّا إلَّا بالأدب، ولا تُوَاكِلَنَّ ضيفًا إلَّا بالنَّهمة والانبساط. الإيثَار هو أن يقدِّم حظوظ الإخوان على حظوظه في أمر الدُّنْيا والآخرة. إنّ المؤثر يلاحظ ثمرة هذا الخلق الرفيع أمام عينيه، لأنّه يعيش لذة العطاء في كل لحظة. لو أنَّ الدُّنْيا كلَّها لي فجعلتها في فم أخ مِنْ إخواني لاستقللتها له. إنّ الإيثار يحقق الاكتفاء المادي والاقتصادي لأكبر عدد من الأشخاص في المجتمع. نصائح عامة عن الإيثار النصيحة الأولى: إنّ خلق الإيثار الرائع يساعد في نمو المجتمعات، ويزيد تماسكها، وينشر الحب فيها، فهو من أهم الركائز التي تبني مجتمعًا قويًا تسود فيه الأخلاق الحميدة. النصيحة الثانية: من أروع ما يقدمه الإيثار لأصحابه أنه يجلب البركة في الرزق؛ والبركة في العمر؛ كما يغمر صاحبه بسعادة كبيرة وراحة بال ليس لها حدود. النصيحة الثالثة: على الجميع أن يتخذ من خُلُق الإيثار الحميد منهجًا يسير عليه في حياته كي ينشر الخير والحب والفرح بأكبر قدر ممكن، وبهذا يصبح المجتمع أكثر نقاءً وتصفو القلوب أكثر فأكثر. النصيحة الرابعة: من رأى لنفسه مُلكًا لا يصحُّ منها الإيثَار، لأنَّه يرى نفسه أحقَّ بالشَّيء برؤية مُلكه، إنَّما الإيثَار ممَّن يرى الأشياء كلَّها للحقِّ؛ فمَن وصل إليه فهو أحقُّ به، فإذا وصل شيء مِن ذلك إليه يرى نفسه ويده فيه يد أمانة، يوصِّلها إلى صاحبها أو يؤدِّيها إليه. نماذج من الإيثار والتضحية في حياة الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين[25] 1- إيثارٌ لا حدود له: لقد ضرب لنا الأنصار مثالًا رائعًا في الإيثار والتضحية؛ فلمّا قدِمَ المُهاجرون من مكّة إلى المدينة المنورة؛ قدِموا وهم لا يملكون شيئًا، فقد تركوا أموالهم وأرزاقهم ومصالحهم خلفهم، فما كان من الأنصار إلّا أن قاسموهم كل ما يملكون، من مالٍ وعملٍ وغيرها؛ فكانوا خير مثالٍ في الإيثار والتضحية. 2- إيثارٌ وتضحية حتى بالحياة: في غزوة اليرموك، نزل بساحة المسلمين العديد من الجرحى، وكانوا في شدة العطش، فكان في يد أحدهم شربةُ ماء، فجيء إلى أحدهم ثم نظر إلى من بجانبهِ فقال ادفعها إليه، فتدافعوها كلهم رضي الله عنهم؛ حتى ماتوا جميعًا ولم يشرب منها أحد. 3- تضحية في الدفاع عن رسول الله ﷺ: لقد ثبت أن الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- قد استماتَ في الدفاع عن رسول الله ﷺ يوم أحد، وقد وقع بالرسول صلى الله عليهِ وسلم الكثير من الجراح، فشوهد طلحة ويدهُ كلها مقطّعة أشلاءً؛ كان يدافع بها عن رسول الله صلى الله عليهِ وسلم. 4- إيثارٌ وتضحية في الأرض والعرض: وهذا أبو طلحة الأنصاري وكان ثريًا وله أملاك في المدينة، وكان عندهُ أرضٌ اسمها بيرحاء، وكان يحبها حبًا شديدًا من دون جميع أملاكه، فلما نزلت الآية الكريمة [لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ] [سورة آل عمران-آية:92]، جاء إلى رسول الله ﷺ وتبرّع بها صدقةً لله. 5- فدائيٌ لرسول الله -صلى الله عليهِ وسلّم-: لقد ضحى الصحابي الجليل علي -رضي الله عنه- بنفسه فداءً لرسول الله ﷺ؛ فبات في فراشهِ يوم الهجرة، عندما عزم المشركون على اقتحام بيتهِ وجمعوا من كل قبيلةٍ رجلًا ليقتلوه ويتفرّق دمهُ بين القبائل. دور الإيثار في خلق المنافع الاقتصادية والاجتماعية في الاقتصاد الإسلامي: الإيثار في الاقتصاد الإسلامي هو تقديم الغير على النفس وتقديم مصلحة الجماعة على المصلحة الفردية، ويعكس نظامًا اقتصاديًا أخلاقيًا يهدف إلى تحقيق العدالة والتكافل الاقتصاديين. والإيثار خلق نبيل يتمثل في تفضيل احتياجات ومصلحة الآخرين على احتياجات الفرد نفسه. والإيثار ضروري في الاقتصاد الإسلامي كمبدأ أخلاقي وقيمي، ويعارض الاحتكار؛ ويشجع على المواساة والتعاون؛ ويساهم في بناء مجتمع متعاون مترابط يعتمد على مبادئ الدين والأخلاق. لذا، فإن الإيثار في المنظور الفلسفي للاقتصاد الإسلامي يعني ما يلي: مواساة الآخرين بأموالهم وممتلكاتهم وتقديمها للمحتاجين بدلًا من الاحتكار لدى الاقتصاديات الوضعية الذي يغلّب المصلحة الشخصية والنزعة المادية على مصالح الآخرين والمصالح العامة، في حين يحقق الإيثار في الاقتصاد الإسلامي جميع المصالح فيه من المصالح العامة والفردية والمجموعية والمختلطة في آن واحد. التوزيع العادل للثروة والموارد: مما يقلل من الفجوات الاقتصادية والاجتماعية؛ ويقضي على الصراعات والتناقضات الطبقية؛ ويعزز العمل والشعور بالتعاون والتكافل بين أفراد المجتمع الإسلامي. المساهمة في بناء مجتمع إسلامي قوي ومترابط، يسعى أفراده لمساعدة بعضهم البعض؛ وسدّ حاجات المحتاجين؛ وتقوية الروابط الاجتماعية. تحقيق المنافع الاجتماعية بشكل واسع، ويساهم في الارتقاء بالمجتمع والاقتصاد ككل. توجيه السلوك الاقتصادي من كونه نشاطًا ماديًا بحتًا إلى نشاط يعتمد على القيم الأخلاقية والدينية. ومن الأمثلة على الإيثار ما يلي: العطاء دون مقابل: تقديم المساعدة للآخرين بالمال والوقت والجهد دون انتظار ردّ الجميل أو أي مكافأة. تفضيل حاجة الآخرين على الحاجة الفردية: إعطاء الأولوية لاحتياجات الآخرين، مثل تفضيل شخص محتاج على الحصول على شيء تريده بنفسك. التضحية من أجل الغير: في حالات قصوى قد يصل الإيثار إلى درجة نكران الذات والتضحية بالنفس لصالح الآخرين. تعزيز الروابط الاجتماعية: يساهم في نشر المحبة والتعاون، ويجعل المجتمع متكاتفًا كعائلة واحدة. تحسين رفاهية الآخرين: يؤدي إلى رفع مستوى الحياة المادية والروحية للآخرين، ويساعد في سد حاجات المحتاجين. الارتقاء بالذات: يعتبر فضيلة عظيمة ترفع من شأن الشخص وتجعله يرضى عن نفسه. منافع النشاط في منظور الاقتصاد الإسلامي[26] 1- النشاط خلق من أخلاق المؤمنين، به يكتسب المرء كل خلق محمود، ويدفع كل خلق مذموم. 2- النشاط سبب صفاء الذهن، وصدق الحس، وكثرة الصواب. قال ابن عبد ربه: (وبالنشاط يصفو الذهن، ويصدق الحس، ويكثر الصواب). 3- النشاط ثمرة من ثمار مجاهدة الشيطان. 4- النشاط به تُعمر البلدان، ويُذاد عن الأوطان، وتنتشر الفضائل وتنقمع الرذائل. 5- النشاط في عمل الخير يكسب المرء حب الله ورضا الناس. 6- النشاط في الطاعات سبب رفعة الذكر وحصول الأجر. 7- النشاط سبب الوصول إلى كل خير من العز والغنى والرفعة والنباهة. قال الراغب: (من تعطل وتبطل انسلخ من الإنسانية بل من الحيوانية، وصار من جنس الموتى، وحق الإنسان أن يتأمل قوته، ويسعى بحسب ذلك إلى ما يفيده السعادة، ويتحقق أن اضطرابه -أي: نشاطه- سبب وصوله من الذل إلى العز، ومن الفقر إلى الغنى، ومن الضعة إلى الرفعة، ومن الخمول إلى النباهة). الميسِر (القمار) في منظور الاقتصاد الإسلامي[27] لقد مزج الإسلام بين الأخلاق والاقتصاد، فلا اقتصاد بلا أخلاق، كما أن وجود الأخلاق في الميدان الاقتصادي من أهم عناصر نجاح العمليات الاقتصادية بكل مستوياتها. لهذا، أقام جميع أنواع التعاملات والأنشطة الاقتصادية على العدل وعدم الظلم، والصدق وعدم الكذب، والإفصاح وعدم الكتمان أو الغش، وحرم الاحتكار والربا والقمار والغرر وأكل أموال الناس بالباطل، وهذا كفيل بتجنب مفاسد ومضار القمار. والعلاج في تجنب التعامل بالمحرّمات، هو إعادة مزج الاقتصاد بمكارم الأخلاق ومحاسن العادات وكريم الخصال، وتجنب تمويل الأنشطة التي تلحق الضرر بالنفس والإضرار بالآخرين. فلا يمكن أن يسهم إنسان سليم الفطرة، أو مؤسسة مالية تراعي حقوق أفراد المجتمع في تمويل مجالات القمار، أو تمويل تجارة المخدرات ومصانع الخمور والمسكرات ونحوها التي تضر بالفرد والأسرة والمجتمع. وحرمة القمار في الشريعة ثم الاقتصاد الإسلامي، ورفض كل ما يُفضي إليه، يكشف عن أن التشريعات الإسلامية تهدف إلى تحقيق جميع أنواع المصالح المحللة للمجتمع الإسلامي؛ وخاصة منها المصالح العامة والخاصة، وتمنع كل ما يؤدي إلى الإضرار بالفرد والمجتمع، وأنها ترفض النظرة الربحية الضيقة الطاغية؛ وتؤيد بل وتناضل من أجل وضع اقتصادي متوازن بين جميع القطاعات والمصالح الاقتصادية؛ وأنها عندما تحقق الربحية الفردية تحقق في نفس الوقت الربحية الاجتماعية وغيرها من أنواع الربحيات الأخرى، للأفراد والفئات المختلفة في المجتمع الإسلامي. كل هذا يعني عمل الاقتصاد الإسلامي وفق نظام متوازن يعمل على تحقيق مصلحة الخلْق في الدارين، من خلال جلب المصالح وتكثيرها، ودرء المفاسد وإزاحتها، وتحريم كل ما من شأنه أن يُلحق الضرر بالفرد والمجتمع؛ ليعيش الناس حياة آمنة مطمئنة. الإيثار والعطاء والإحساس بالآخرين هو شعار المفلحين[28] الإيثار هو تقديم الغير على النفس، أي يقدم المرء حاجة غيره على حاجته، على الرغم من احتياجه لها، ومساعدة وعمل الخير للآخرين من دون مقابل، وهو عكس الأَثَرة والأنانية، أي حب الذات أو النفس وتفضيلها على الآخرين وتقديم المصلحة الشخصية على المصلحة العامة. والإيثار هو حبُّ الخير للناس جميعًا، ونشر الإخاء ونبْذ الأهواء، وهذه هي الدعائم التي تُسعِد الأفراد، وترفع شأن المجتمعات، وهي أساس الخير وسبيل الإصلاح. الإيثار رمز المحبة والوفاق، وعنوان الرحمة والوئام والاطمئنان، به تقوَى الروابط، وتتوثَّق المودَّة، وتسود السكينة والطمأنينة، وتَعلو الكلمة الْخَيِّرة، وتعمُّ النعمة والرحمة، فتنعم الأمم بحياة طيبة، وعيشة راضية؛ ولذا فقد امتدَح الله تعالى الأنصار الذين آثروا إخوانهم من المهاجرين على أنفسهم، وجاؤوا لهم بأموالهم وأرزاقهم عن طيب خاطر، فطيَّب الله قلوبَهم، وأثنَى عليهم في كتابه العزيز، ومنَحهم الله في الدنيا والآخرة وسامَ الفلاح والفوز بالجنة، وجعلهم من المفلحين؛ فقال الله تعالى في حقهم: [وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ] [سورة الحشر-الآية:9]. وقد أكد الإسلام الحنيف ورغَّب وحثَّ على ممارسة وإحياء فضائل الإيثار والعطاء والإحساس بالآخرين، بمختلف الوسائل، سواء بالمال أو الوقت أو قضاء حوائج الناس، وأمر بتعميقها في نفوس وقلوب الأفراد، للحصول على الثواب الدنيوي والأخروي، ولضمان تماسك المجتمع وتقدمه. كما أُجريت الكثير من الدراسات والأبحاث العلمية عن طبيعة الإيثار وأهم منبئاته وارتباطاته، وأكدت نتائجها على المنافع الصحية الجسمية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية الكثيرة التي يجنيها الفرد والمجتمع من ممارسة سلوك الإيثار والعطاء وحب مساعدة الآخرين، سواء بالمال أو بالكلمات الطيبة المشجعة. واكتشف العلماء أن هناك منطقة في المخ مسؤولة عن سلوك الإيثار وترتبط بزيادة وشدة نشاطها مباشرة بدرجة الإيثارية لدى كل فرد. وعكس الإيثار هي الأَثَرة؛ التي تتمثل بحب النفس، وتفضيلها على الآخرين، وهي صفة ذميمة نهى عنها النبي ﷺ. فما أقبح أن يتصف الإنسان بالأنانية وحب النفس، وما أجمل أن يتصف بالإيثار وحب الآخرين[29]. الإيثار عند علماء علم النفس[30] يقول عالم النفس الأميركي، دانييل غولمان، في كتابه “الذكاء العاطفي”، إن علماء علم نفس النمو وجدوا من خلال دراساتهم، أن جذور الأخلاق يمكن غرسها في الإنسان منذ مرحلة الطفولة. فالأطفال منذ اليوم الأول لولادتهم، يشعرون بالاضطراب والتوتر عند سماع طفل آخر يبكي. ومثال ذلك ما جاء في دراسة عالم النفس مارتن هوفمان، المختص في التعاطف، بأن طفلًا عمره عام، قام بجذب أمه نحو صديقه الطفل الذي يبكي لتواسيه وتخفف عنه، متجاهلًا أم صديقه الطفل الموجودة بالحجرة، وطفلة أخرى عمرها عامًا تضع إصبعها في فمها إذا جرحت إصبع طفلة أخرى، لتتبين هي أيضًا إن كانت ستشعر بالألم والأسى. ويرى هوفمان أن جذور الفضيلة أو الأخلاق موجودة في القدرة على إبداء مشاعر التعاطف، بمعنى أن تتصور نفسك في مكان الآخرين، وهذه القدرة هي التي تدفع الأفراد لمشاركة الآخرين في محنتهم والتحرك لفعل أي أشياء لمساعدتهم. ويرى هوفمان أن التعاطف مع الآخرين ينمو بشكل طبيعي منذ السنوات الأولى لمرحلة الطفولة ويستمر مع امتداد العمر. الإيثار وحبُّ الخير للناس نزعة وشعور داخلي[31] إن الإيثار والعطاء وحب الخير للغير، نزعة وشعور داخلي موجود في نفس كل فرد مسلم، ويحتاج لمن يثيره ويخرجه ويحوله إلى سلوك واقعي عملي؛ بالكثير من الأساليب والطرق المبتكرة، وتتسم الشخصية الإسلامية بسمة الإيثار والعطاء وحب مساعدة الآخرين، مستمدة ذلك من الإسلام الحنيف وأحكامه. فقد أكد القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، بالكثير من الآيات والأحاديث، وكذلك الصحابة والسلف الصالح على خلق الإيثار والعطاء. قال الله تعالى: [وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ] [سورة الحشر-رقم الآية: 9]. والخصاصة شدة الحاجة، وورد أن: [أنَّ رَجُلًا أتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَبَعَثَ إلى نِسَائِهِ، فَقُلْنَ: ما معنَا إلَّا المَاءُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن يَضُمُّ -أوْ يُضِيفُ- هذا؟ فَقالَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ: أنَا. فَانْطَلَقَ به إلى امْرَأَتِهِ، فَقالَ: أكْرِمِي ضَيْفَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فَقالَتْ: ما عِنْدَنَا إلَّا قُوتُ صِبْيَانِي. فَقالَ: هَيِّئِي طَعَامَكِ، وأَصْبِحِي سِرَاجَكِ، ونَوِّمِي صِبْيَانَكِ إذَا أرَادُوا عَشَاءً. فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا، وأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا، ونَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا، ثُمَّ قَامَتْ كَأنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فأطْفَأَتْهُ، فَجَعَلَا يُرِيَانِهِ أنَّهُما يَأْكُلَانِ، فَبَاتَا طَاوِيَيْنِ. فَلَمَّا أصْبَحَ غَدَا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ -أوْ عَجِبَ- مِن فَعَالِكُما. فأنْزَلَ اللَّهُ: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)]. وورد أيضًا: [أنَّ امْرَأَةً جَاءَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ببُرْدَةٍ مَنْسُوجَةٍ، فِيهَا حَاشِيَتُهَا، أَتَدْرُونَ ما البُرْدَةُ؟ قالوا: الشَّمْلَةُ، قالَ: نَعَمْ، قالَتْ: نَسَجْتُهَا بيَدِي فَجِئْتُ لأكْسُوَكَهَا. فأخَذَهَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُحْتَاجًا إلَيْهَا، فَخَرَجَ إلَيْنَا وإنَّهَا إزَارُهُ، فَحَسَّنَهَا فُلَانٌ، فَقالَ: اكْسُنِيهَا، ما أَحْسَنَهَا. قالَ القَوْمُ: ما أَحْسَنْتَ، لَبِسَهَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُحْتَاجًا إلَيْهَا، ثُمَّ سَأَلْتَهُ، وعَلِمْتَ أنَّهُ لا يَرُدُّ. قالَ: إنِّي واللَّهِ، ما سَأَلْتُهُ لألْبَسَهُ، إنَّما سَأَلْتُهُ لِتَكُونَ كَفَنِي. قالَ سَهْلٌ: فَكَانَتْ كَفَنَهُ.] [صحيح البخاري-رقم الحديث:1277]. وما ورد من صور الإيثار أن الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين: [الحارث بن هشام، وعكرمة بن أبي جهل، وعياش بن أبي ربيعة، ارتُئوا يوم اليرموك، فدعا الحارث بماء ليشربه، فنظر إليه عكرمة، فقال الحارث: ادفعوه إلى عكرمة، فنظر إليه عياش بن أبي ربيعة، فقال عكرمة: ادفعوه إلى عياش، فما وصل إلى عياش، ولا إلى أحد منهم حتى ماتوا وما ذاقوه] [رواها الحاكم في “المستدرك”]. وقد قسم الإمام ابن القيم، رحمه الله تعالى، خُلُق الإيثار إلى منزلتين: الأولى: أن تؤثر الخلق على نفسك فيما يرضي الله ورسوله، وهذه درجات المؤمنين من الخلق والمحبين من خلصاء الله. والثانية: إيثار رضاء الله على رضاء غيره، وإن عظمت فيه المحن ولو أغضب الخلق، وهي درجة الأنبياء وأعلاها للرسل، عليهم الصلاة والسلام. هذه الصور والنماذج المشرقة للإيثار والعطاء تجعل كل مسلم يبحث عن كيفية إحياء وتشجيع أخلاق وفضائل الإيثار والعطاء والإحساس بالآخرين وقضاء حوائج المحتاجين، والوعي بقيمة المال والعمل والتنافس المشروع على كسبه بين أفراد المجتمع، للتخفيف من معاناة وآلام المحتاجين والمحرومين، حيث تتسبب الأَثَرة والأنانية في عداوات وخلافات بين كثير من الأفراد، وفي هدم كثير من البيوت وتشريد الكثير من الأسر والمجتمعات. وأن يفكر في كيفية تنشئة الأبناء على هذه الفضائل والأخلاق لتصبح سلوكًا فعليًا ونمطًا للحياة بين أفراد وداخل المجتمعات الإسلامية، وكذلك التفكير في أساليب وطرق مبتكرة أفضل للعطاء ولاستثمار وصرف وتوظيف أموال الأثرياء وأصحاب رؤوس الأموال، وأهمية غرس ونشر ثقافة تبرع الأثرياء ومسؤوليتهم الاجتماعية تجاه مجتمعاتهم الإسلامية، وللعمل على نهضة الأمة وتقدمها، وللنجاح في الدنيا والآخرة. أعلى مراتب الإيثار[32] قَال رسول الله ﷺ: [لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ] [صحيح البخاري-رقم الحديث:13]. فهذا الحديث يجسّد أعلى مراتب الإيثار في الإسلام؛ وهو أنْ يحبَّ المسلم لأخيه ما يُحبُّ لنفسه. ومن هنا يمكن تعريف الإيثار على أنّه تقديم المرء غيره على نفسه فيما هو في حاجة إليه من أمور الدنيا، ويقابله الأَثَرة التي هي استبداد المرء بالفضل واستحواذه عليه دون غيره. والإيثار أعلى درجات المعاملة مع الناس، ويليه العدل وهو اختصاص كل فرد بحقه، وأسوأ درجات المعاملة الأَثَرة. والإيثار يرفع المجتمع إلى قمة الأمن، لأن أفراده ارتفعوا عن حظوظهم الدنيوية، وآثر بها كلٌّ منهم أخاه، فهو لا يفكر في أن يستوفي حقّه كاملاً فضلًا عن التفكير في الأَثَرة والاستبداد. الإيثار في الإسلام هو أعظم أسباب الراحة النفسيّة في الحياة؛ لأنّه يدعو إلى كلِّ المقاصد السامية الكفيلة بجَعْل حياة الإنسان أكثر استقرارًا. فالإسلامُ حياةٌ سعيدةٌ بما يحمل في طياته من سُموٍّ في العلاقات، ونُكرانٍ للذَّات، وانخراطٍ في الجماعة، ونبذٍ لحبِّ النفس والكِبر والجشع، وحثٍّ على الإيثار ومشاركة الناس بالخير والنفع وحبِّ السعادة لهم. فإنَّ حياةً يؤثرُ الناسُ فيها غيرهم على أنفسهم، لهي حياةٌ سعيدة بكل المقاييس والمعايير. [1] الموقع: مؤسسة الدرر السنية 1443 هــ - معنى الإيثَار لغةً واصطلاحًا- موسوعة الأخلاق/الأَخلاق المحمودة - https://dorar.net/akhlaq/133/ [2] ((التعريفات)) للجرجاني (١/ ٥٩). [3] ((تهذيب الأخلاق)) لابن مسكويه (ص١٩). [4] د. خالد سعد النجار- الإيثار لغة العظماء - 02/07/2015 - الموقع: شبكة إسلام ويب - https://www.islamweb.net/ar/article/204799/ [5] مجموعة من المؤلفين- كتاب موسوعة الأخلاق الإسلامية - ج: 1، ص: 98 - الموقع: المكتبة الشاملة - https://shamela.ws/book/38218/99 [6] التفسير الميسر- التفاسير للآية 9 من سورة الحشر - https://quranislam.github.io/tafsir/sura59-aya9.html [7] تفسير السعدي - الموقع: آيات - مشروع المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود - https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/kat...ya9.html#saadi [8] مؤسسة الدرر السنية 1447 هــ - موسوعة الأخلاق والسلوك المحمود - الإيثارُ - رابعًا: فوائِدُ الإيثارِ - https://dorar.net/alakhlaq/377/ [9] ابن حجر العسقلاني - فتح الباري شرح صحيح البخاري - ج: 9، ص: 445 - الموقع: شبكة إسلام ويب - https://www.islamweb.net/ar/library/content/52/9849/ [10] الموقع: مؤسسة الدرر السنية 1443هــ - الموسوعة الحديثية - شروح الأحاديث - https://dorar.net/hadith/sharh/25714 [11] لينه حمود- فوائد الإيثار على الفرد والمجتمع - آخر تحديث: ٢٢ أغسطس ٢٠٢٢ - الموقع: موضوع - https://mawdoo3.com/ . والموقع: شبكة إسلام ويب - الإيثار - 22/12/2002 - https://www.islamweb.net/ar/article/34129/ [12] سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - شرح باب الإيثار والمواساة - تاريخ الإضافة: 5/7/2021 - الموقع: الألوكة - https://www.alukah.net/sharia/0/147984/ [13] د. عارف الشيخ- لماذا الأحكام الشرعية خمسة؟ - الموقع: الخليج - 10 أغسطس 2023 - https://www.alkhaleej.ae/2023 [14] ابو عبدالله يوكي- متون مشكولة: الفقه والأصول:1- مَنْهَـــجُ اَلسَّالِكِــــينَ - 2011-07-21 - الموقع: الألوكة - https://majles.alukah.net/showthread [15] الموقع: مؤسسة الدرر السنية 1446 هــ - حادِيَ عَشَرَ: حُكمُ الإيثارِ - https://dorar.net/alakhlaq/401/ [16] آية سليمان - ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٢ - الموقع: موضوع - https://mawdoo3.com/ [17] عفان بن الشيخ صديق السرگتي - الإيثار - 10-03-2025 - الموقع: طريق الإسلام - https://ar.islamway.net/article/95760/ [18] الموقع: شبكة إسلام ويب - الإيثار - 22/12/2002 - https://www.islamweb.net/ar/article/34129/ [19] الموقع: المرسال - معنى الايثار و اهميته - آخر تحديث: 17 يوليو 2022 - https://www.almrsal.com/post/850073 [20] د. خالد سعد النجار- الإيثار لغة العظماء - 02/07/2015 (مصدر سابق) - الموقع: شبكة إسلام ويب - https://www.islamweb.net/ar/article/204799/ [21] الموقع: مؤسسة الدرر السنية 1443هــ - الموسوعة الحديثية - شروح الأحاديث - https://dorar.net/hadith/sharh/24884 [22] د. خالد سعد النجار- الإيثار لغة العظماء (نفس المصدر) - https://www.islamweb.net/ar/article/204799/ [23] د. خالد سعد النجار- الإيثار لغة العظماء - 02/07/2015 - الموقع: شبكة إسلام ويب - https://www.islamweb.net/ar/article/204799/ [24] أزهار البستنجي - كلمات عن الإيثار - ١٣ أبريل ٢٠٢٢ - الموقع: موضوع - https://mawdoo3.com/ [25] ضيف الله الضرابعة- نماذج من الإيثار والتضحية - ٢٢ أغسطس ٢٠٢٢ - الموقع: موضوع - https://mawdoo3.com/ [26] مؤسسة الدرر السنية 1447 هــ - موسوعة الأخلاق والسلوك المحمود - النَّشاطُ - ثالِثًا: فوائِدُ النَّشاطِ - https://dorar.net/alakhlaq/2744/ [27] الدكتور عبد الناصر حمدان بيومي- القمار ومضاره الاقتصادية (٢/٢) - [بتصرف] - منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي 2023 - https://forum.albaraka.site/ [28] صفات سلامة- الإيثار والعطاء والإحساس بالآخرين.. هل افتقدناه؟ - الأربعاء 02 يوليو 2014 - الموقع: إيلاف - https://elaph.com/Web/opinion/2014/7/919519 [29] الموقع: موسوعة الكلم الطيب- الإيثار - https://kalemtayeb.com/safahat/item/17932 [30] صفات سلامة- الإيثار والعطاء والإحساس بالآخرين.. هل افتقدناه؟ (المصدر السابق) - https://elaph.com/Web/opinion/2014/7/919519 [31] صفات سلامة- الإيثار والعطاء والإحساس بالآخرين.. هل افتقدناه؟ (المصدر السابق) - https://elaph.com/Web/opinion/2014/7/919519 [32] محمد شودب- الإيثار في الإسلام - ٢٨ مارس ٢٠١٩ - الموقع: سطور.كوم - https://sotor.com/
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |