|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حين تُغلق الأبواب.. افتح قلبك لله كتبه/ محمد صادق فقد تابعنا جميعًا ما جرى في الانتخابات الأخيرة، ورأينا ما رأينا من إقصاءٍ لا يخفى على أحدٍ، لكننا في حزب النور -ولسنا مجرد حزب، بل امتدادٌ لدعوةٍ مباركةٍ- نحمل همَّ إصلاح هذا الوطن بالدِّين والخُلُق والعِلْم، ونتعامل مع المِحَن والابتلاءات بمنطق الرسالية لا الغنيمة، وبميزان الثبات لا النكاية. لسنا حزبًا انتخابيًّا يبحث عن المقاعد، بل جسدٌ دعويٌّ يتحرك بالإيمان، ويصبر على الابتلاء، ويُوقن أن الله هو المدبِّر الحكيم. وإذْ نعلم ما قد تثيره هذه الأحداث في النفوس من مشاعر الخذلان أو الإحباط أو حتى الغضب، فإننا نؤكد على ما يلي: أولًا: هذه ليست هزيمة بل اختبار صدق: إنما تُعرف معادن الرجال عند المِحَن، وتُوزن الهمم عند المنع، لا عند العطاء، وقد مرَّت دعوتنا بسنواتٍ من التضييق والمنع والملاحقة، فخرجت منها أصلب عودًا، وأقوى أثرًا، (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ) (الحج: 40). ثانيًا: العمل الدعوي لا يُعلَّق بنتائج سياسية: مَن يربط حركته بالدعوة، وحرارته في الطريق، بـ"مقعد" أو "تحالف" أو "قبول رسمي"؛ فقد اختزل الرسالة في محطة مؤقتة. الدعوة مستمرة، والبناء الإيماني متواصل، والتعليم الشرعي قائم، وخدمة الناس لا توقفها لجان الفرز! ثالثًا: لا نغضب لأنفسنا، ولكن نغضب لدين الله: فليكن غضبنا لله لا لحزب، وللحق لا للذات. ولْنحوِّل هذه المشاعر إلى دافعٍ للبذل، لا مدخلٍ للشكوى، إلى عزمٍ على التزكية والتربية والتواصل، لا اعتزالٍ أو انسحاب. رابعًا: نراجع لا نرتبك، ونُصلح لا نتهم: قد يكون فيما جرى تنبيهٌ من الله لنا لنراجع نياتنا، وأولوياتنا، ووسائلنا، وتحالفاتنا. وقد يكون امتحانًا للغربلة، أو تصفيةً للصف، أو إعدادًا لمرحلة أشد تحتاج إلى رجالٍ أصلب. خامسًا: تذكَّروا أن الدعوة تُبنى بالقلوب قبل الصناديق: كم من أثرٍ مباركٍ بدأ من قلبٍ مؤمنٍ صادق، لا من مقعدٍ نيابيٍّ ولا قرارٍ حكومي. الناس تحتاج إلينا لا بصفتنا "نوابًا"، بل بصفتنا "دعاةً ربانيين"، نزرع الخير في النفوس، ونُضيء طريق الحق في عتمة الزيف. وختامًا: لن ننسحب من الميدان. لن نُطفئ مشاعلنا الدعوية. لن نتنازل عن خطابنا المتزن. ولن نيأس من الإصلاح. سنظل نحمل هذا الهمَّ الدعويَّ المبارك بإيمانٍ لا تهزه لجان. وبدعوةٍ لا يوقفها تزييف. وسيبقى شعارنا كما كان دومًا: "اعمل لدينك ولو لم تَرَ الثمرة بعد". كن نافعًا ولو لم تُنصِفْك الصحف ولا الصناديق. واصبر.. فما خاب مَن كان الله مولاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |