|
فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ﴿ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ ﴾ [هود: 43] نورة سليمان عبدالله ومعنى (عاصم) من عِصام القِربة، الذي يُشدُّ به رأسها، فيمنع الماء أن يسيل منها، وقيل: معنى عصم إليه: اعتصم به، التجأ إليه، وعصم الله عبده من كل مكروه: حفِظه، صانه؛ ﴿ قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ﴾ [هود: 43]. قال ابن نوح لما دعاه نوح إلى أن يركب معه السفينة خوفًا عليه من الغرق: ﴿ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ﴾ [هود: 43]، يقول: سأصير إلى جبل أتحصن به من الماء، فيمنعني منه أن يغرقني. قال نوح عليه السلام: لا مانع اليوم من أمر الله الذي قد نزل بالخلق من الغرق والهلاك، إلا من رحمنا فأنقذنا منه، فإنه الذي يمنع من شاء من خلقه ويعصم، فلا منجِّي اليوم من عذاب الله إلا الله. والفتن - أعاذنا الله والمسلمين منها - متنوعة: فالكفر والشرك والبدع فتنة، والوقوع في كبائر الذنوب والمعاصي فتنة، والمال فتنة، والنساء فتنة، والأبناء فتنة؛ وهي على قسمين: الأول: فتنة الشبهات: كالتشكيك في الدين، والوقوع في الشرك أو البدع، أو اختلاط الأمر على الإنسان فلا يميز بين الحق والباطل، والمباح والمحرم، وغير ذلك فهذه فتنة الشبهات. والثاني: فتنة الشهوات: وهي الغالبة؛ كالافتتان بالنساء أو بالمال الحرام، وغير ذلك من فتن الشهوات. وفي هذا الزمن الذي كثُرت فيه الفتن والبلايا، والمحن والرزايا، يتساءل الناس: ما المخرج وما العاصم من هذه الفتن؟ والجواب قد بيَّنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ فقال: ((ستكون فتنٌ، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، ومن يشرف لها، تستشرفه، ومن وجد ملجأً أو معاذًا، فليعُذْ به)). ولعلنا نذكر بعضًا من العواصم لهذه الفتن: 1- الدعاء؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((تعوَّذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن))، وعلمنا صلى الله عليه وسلم أن نتعوَّذ في دُبر كل صلاة من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال. 2- العلم الشرعي وقراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، وكيف واجهوا الفتن وتعاملوا معها. 3- العبادة والطاعة والعمل الصالح؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((العبادة في الهَرْجِ - وفي رواية: في الفتنة - كهجرة إليَّ)). 4- تربية النفس على الإيمان بالله وباليوم الآخر، ولقد كان منهج النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في تربيته لهم أن يُربيهم، ويُعلِّق قلوبهم بما أعدَّ الله لهم في الجنة، حتى في أحلك الظروف وأقسى الفتن. 5- الخوف من الفتن والفرار منها، وعدم الاغترار بالنفس، فالمؤمن الصادق يخاف على نفسه، ومن خاف نجا، ومن أمِن هلك. فالاعتصام بالكتاب والسُّنة من أعظم العواصم من قواصم الفتن، وهو عصمة من الزَّلَلِ، وأمان بإذن الله من الضلال؛ قال الله عز وجل: ﴿ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [آل عمران: 101]. قال حذيفة رضي الله عنه الفقيه بالفتن وما ورد فيها: "إذا أحب أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا؛ فلينظر فإن كان رأى حلالًا كان يراه حرامًا فقد أصابته الفتنة، وإن كان يرى حرامًا كان يراه حلالًا فقد أصابته الفتنة". اللهم إنا نعوذ بك من عذاب النار، ونعوذ بك من عذاب القبر، ونعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ونعوذ بك من فتنة الدجال. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |