استثمار الوقت في الإجازة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         طريقة عمل كريمة الشوكولاتة المنزلية.. طعم غني بلمسة طبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          5 أسباب لظهور فقاعات في طلاء الحائط ونصائح لتجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          وصفات طبيعية لتوريد الشفاه وترطيبها في المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          5 خطوات لحماية شعرك في المصيف من المياه المالحة.. استمتعي بأمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          طريقة عمل مسقعة بالبشاميل والدجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          5 أكلات غنية بالكولاجين الطبيعى لنضارة البشرة وترطيبها من الداخل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          وصفات طبيعية لتهدئة الحبوب الملتهبة في الحر.. بدون مواد كيميائية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          5 تقنيات وحيل للحصول على مكياج احترافى على الطريقة الكورية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          مشكلة إجازة الصيف.. 5 خطوات تساعد أولادك يناموا بدري ويقللوا السهر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          طريقة عمل مشروب الخيار والنعناع للترطيب عشان يهون موجة الحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 03:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,855
الدولة : Egypt
افتراضي استثمار الوقت في الإجازة

استثمار الوقت في الإجازة

د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي اختص بالحمد نفسه فلا يُحمد أحدٌ سواه، فالحمد لله حمدًا حمدًا، والحمد لله كما يليق به الحمد، والحمد لله حمدًا نستجلب به رحمة ربنا وفضله وكرمه، وإحسانه ومغفرته، وعفوه ورضوانه، والحمد لله حمدًا نستدفع به غضبه وسخطه وعذابه، الحمد لله حمدًا يليق بجلاله وقدسيته، وعظمته وجبروته، وكبريائه وملكوته، والصلاة والسلام الأتمَّان الأكملان على نبينا وحبيبنا، وقدوتنا وإمامنا؛ محمد بن عبدالله، رسولِ الهدى وبدر الدُّجى، وعلى آله وأصحابه وأزواجه، ومن على أثره اقتفى، وبهداه اهتدى؛ أما بعد:
فأوصيكم - يا عباد الله - بأن تتقوا الله في أنفسكم، وتتقوا الله في أهليكم وأولادكم، والأخذ بأيديهم إلى طريق النجاة؛ حتى لا يكون طريق الخسران هو المنتهى: ﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [الزمر: 15]، وليبذل المؤمن كل ما يستطيع من تفكير عقليٍّ، وتعامل حسن، وعاطفة جياشة؛ ليحقق نداء الله للمؤمنين: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].

أتعلمون أيها المؤمنون الكرام: ما هي دائرة الضياع؟ نعم دائرة الضياع؟

دائرة الضياع أن يقضي الإنسان وقته فيما لا فائدة فيه، لا في الدنيا ولا في الآخرة، لا دنيا حصد ولا آخرةَ بنى، في أوقات الإجازة يظنها البعض أنها إجازة عن كل إنجاز، ويظنها الآخرون أنها راحة عن كل عمل، ويظنها آخرون أنها عطلة لتعطيل الواجبات والمهمات والمسؤوليات، الإجازة - أيها المؤمنون - هو وقت تقضيه للاستجمام من المهمات الوظيفية فقط؛ لتستعيد طاقتك وهمتك من جديد، وبالنسبة لطلاب العلم هي وقت استجمام أيضًا لهمة عالية تنهض بها من جديد، والدنيا - أيها الكرام - ليست دارَ راحة، فالراحة الحقيقية حين تطأ الأقدام جناتِ النعيم؛ وقبلها قال الله عز وجل: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ [البلد: 4]؛ أي: في مشقة وتعب وعناء، فالجنة لن تُدخل بالراحة واللهو، والغفلة والدَّعَة، الجنة تحتاج إلى تشمير وهمة، وعزيمة وتحدٍّ، ومثابرة وتنافس وسباق، من يعِش في أيام إجازته في دائرة الضياع، فهذا يقضي بلا شك على الوقت، الوقت الذي أقسم الله به تعظيمًا وتشريفًا؛ فقال سبحانه وتعالى: ﴿ وَالْفَجْرِ ﴾ [الفجر: 1]، ﴿ وَالضُّحَى ﴾ [الضحى: 1]، ﴿ وَالْعَصْرِ ﴾ [العصر: 1]، ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ﴾ [الليل: 1، 2]، ثم يأتي أناس في أيام إجازاتهم ليقضوا هذه الأوقات التي أقسم الله بها في توافه الأمور وسفاسفها؛ فمنهم من يستغرقون الساعات الطوال في النوم، ومنهم من يستغرق الأوقات في التجول في الأسواق للمتعة فقط، ومنهم من يلتهي بوسائل التواصل الاجتماعي أو القنوات الفضائية التافهة، في مناظرَ ومسموعات ومهاترات لا تُرضي رب البريات؛ ليمتع نفسه بما حرم الله تعالى، ومنهم من يشغل وقته في السهر طوال الليل مع صحبة أقل ما يُقال عنها أنها تصرفه عن الخير، فإن من الصحبة من تهدم دنياه وآخرته، أي صحبة هذه حين يزين بعضهم لبعضٍ عصيانَ الله عز وجل؟ عصيانه بقضاء الأوقات في هدم الأوقات، أو التعدي على المحارم، أو قضاء الأوقات في هدم الصحة والعافية للأبدان - ولا أقصد التقارب الجسدي الذي يسبب عدوى فيروس كورونا – وإنما التقارب والتعاون في هدم الصحة الجسدية بالتبغ ومنتجاته: الغليون والسجائر والسيجار، والتبغ غير المدخن إما بالمضغ أو الشم، أو التبغ الرطب، والشيشة والسيجارة الإلكترونية، ولا أقول هذه المنتجات إلا تحذيرًا منها، وللتنبيه أن منتجات التبغ تعددت وسائلها وتطورت طرقها.

وكما تعلمون - أيها الكرام - أن عدد الوفيَات في بلادنا بسبب كورونا إلى الآن أقل من سبعة آلاف وثلاثمائة إنسان، بينما عدد الوفيات بسبب التبغ وأصنافه المختلفة في العام الواحد أكثر من عشرين ألف إنسان، وأنا أتكلم عن إحصائيات بلادنا وليس إحصائيات العالم، ولك أن تتصور كم صُرف من أجلهم للعلاج؟ وكم صرفوا من أجل شراء هذه المدمِّرات؟ نعم المدمرات للبدن وللمال وللوقت، بل إن بعض صغار السن من قال لي: صرت أتاجر بيعًا وشراءً للأغنام حتى أحصد مالًا أشتري به تبغًا، نسأل الله السلامة والعافية والصحة الدائمة، أسوء الرِّق - أيها المؤمنون - أن يأسِر الإنسان نفسه لهواه، فلا يستطيع أن يعيش لحظات سعادته المزعومة إلا بتطييب الخاطر بما لا يُرضي ربه سبحانه وتعالى، وبما يدمر صحته وعافيته.

أيها المؤمنون: من أراد أن يعيش إجازةً مليئةً بالمنجزات فيعمرها بما يسعده في دنياه وآخرته، فعليه بضبط وقته، فيجاهد نفسه لأداء الصلوات المفروضة في أوقاتها، فمعيار حفظ الوقت حفظ الصلاة في أوقاتها: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴾ [الأنعام: 92]، ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ ﴾ [المعارج: 34، 35]، والمعيار الآخر لحفظ الوقت ضبط النوم، فتُخصص أوقاتًا محددة للنوم لا تتجاوزها، ولا تؤثر على تأخير أداء الصلاة في وقتها، وأفضل أوقات النوم الليل: ﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ﴾ [النبأ: 10، 11]، لا مانع أن يقيل الإنسان بالنهار، لكن نوم الليل أكثر صحة للأجساد، وأفضل أداء يؤديه الإنسان بنشاط وحيوية في بكور النهار في الصباح؛ فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لأهل البكور فقال: ((اللهم بارك لأمتي في بكورها))، والوقت أنفَسُ ما عُنيت بحفظه = وأراه أسهل ما عليك يضيع، فلنحذر - أيها المؤمنون - من ضياع الأوقات، ولننطلق من دائرة الضياع إلى دائرة المستقبل الدنيوي وكذلك الأخروي؛ دائرة الهمة والمنجزات، ولا أقصد بذلك أن يكون وقتك كله مليئًا بالأعمال، وإنما أقصد أن يكون للمؤمن همًّا وهمة للخير يبذله، ولا مانع للترويح؛ الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم لحنظلة بن عامر رضي الله عنه: ((ولكن ساعة وساعة))، الكل والجميع لا يقصر مع نفسه في أيام الإجازة في الترويح عن النفس بالتنزه والاستجمام والرياضة، وجلسات الفكاهة والمؤانسة، والسياحة في الأرض المزيَّنة بالجمال والخضار والنسمات الطيبة، كل ذلك مباح حلال يبهج النفس ويسعدها بل ويطيب الفؤاد ويزكيه، وما أجمل أن يحرص ويرتقي بها في أبواب الخير المتاحة: أبواب للخير تُحيي في القلب خشية الله ومحبته والقرب منه؛ تلاوةً للقرآن وحفظًا له، وتفهم معانيه وتدبره، والعمل بمحكمه، إنه إنجاز عظيم حين يرتقي بالقرآن فيختم الختمات المتوالية، وحين يحفظ السورة تلو السورة، والجزء تلو الجزء، إنه إنجاز غير مسبوق حين يحافظ على السنن الرواتب، وصلاة الضحى، وقيام الليل والوِتر، إنه عمل صالح حين يرطب لسانه بذكر الله تعالى، فيواظب على أذكار أدبار الصلوات وأذكار الصباح والمساء، وهنيئًا لأهل مكة أُنسهم بالصلاة في أطهر بقاع الدنيا، وأعظمها أجرًا وثوابًا.

ومن أبواب الخير التي يعمر بها أوقات فراغه: عمل تطوعي في أي مجال من مجالات الإحسان؛ كزيارة مريض أو صلة رحمٍ، أو المشاركة في توزيع الصدقات والسلال الغذائية للفقراء والمساكين مع جمعيات البر والإحسان، أو غير ذلك من أعمال تطوعية.

ومن أبواب الخير إذكاء العقل بما ينميه بالقراءة والمطالعة للكتب المفيدة، سواء الشرعية أو القصصية، أو العلمية أو الثقافية، أو حتى المهارية، فاقرأ - يا عبدالله - لترقى، وما تقدمت الأمم إلا بعد شحذ همة في القراءة لِما يرتقي بالنفس والمجتمع.

ولا مانع أن يستثمر وقته أيضًا فيما ينفعه في دنياه، فيشغل وقته بتقنية يتعلمها، أو مهارة حرفية يجودها، أو تجارة بسيطة يبدؤها، فيشغل وقته بما يعود عليه بالنفع والفائدة؛ فقد انتشرت في أيامنا هذه: المنتجات الأسرية، والمنتجات في أنواع المطعومات والتصنيع والابتكار لأشياءَ تُلبي الاحتياجات اليومية، بمهارات شخصية استثمرت المواهب الشخصية.

أيها المؤمنون: الله عز وجل رزق كل شخص منا مواهبَ وقدراتٍ وإمكانات فريدة، فما أجملَ أن يكتشف الإنسان ذاته فيسخِّر ما حباه الله عز وجل من سجايا وخِلالٍ، وفرائد وطاقات، في الخير والبر والإحسان! فهنالك من الناس من يمتازون بذكائهم الخارق، ومنهم من يمتاز بالخيال الواسع، وهنالك أيضًا من يمتاز بالحرفية المهنية، والمهارات اليدوية، وهنالك من يمتاز بالمشاعر الإنسانية والأحاسيس التعبيرية، وفي كلٍّ خيرٌ، والأحسن والأفضل والأكثر قدرًا وأجرًا من استثمر هذه الهبات في كسب الحسنات، ونفع البريات، حتى ولو جنى منها مالًا حلالًا يتكسب بها.

قد قلت ما قلت يا عباد الله، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب وخطيئة، استغفروه وتوبوا إليه وأنيبوا؛ إنه غفور رحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله أمدنا بنسمات لنُرضيه سبحانه وتعالى بتلبية نداء الصلاة للجمعة، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد أيها المؤمنون:
فأكثر ما يسبِّب إضاعة الوقت: الركون إلى هذه الدنيا وطول الأمل، فيُهيَّأ للإنسان أن حياته تمتد دهورًا وأزمانًا، وينسى أو يتناسى أن ملَك الموت يأتي فجأة بلا سابق إخطار أو إنذار، فالوقت لا يذهب، إنه باقٍ ونحن ذاهبون.

فنسأل الله عز وجل أن يرزقنا همةً عالية، وإرادة قوية، وعزيمة صادقة نحيي بها حياتنا بما يُرضيه سبحانه وتعالى، وبما نحصد به آخرتنا، فلا نمَل ولا نكِل، ولا نتهاون ولا نتكاسل ولا نتقاعس، ولا نسلك طرقًا تدمر علينا حياتنا وأُخرانا، وتسلب منا جمال الحياة وأنسها ونعيمها: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، وهنالك - يا عباد الله - وسائل صارت مستحدثة في استثمار الوقت استثمارًا ذكيًّا، فالتقنية الآن بدلًا من أن نستخدمها في مدمرات الوقت، يمكن استثمارها في بناء الوقت بناءً عامرًا بالمكتسبات، فالكتب العلمية – مثلًا - تحولت من ورقية إلى إلكترونية، ودروس العلم بدلًا من أن تسافر إلى ملقيها من العلماء الأجلَّاء في مشارق الأرض ومغاربها، فيمكن أن تتابع شرح المتون أمام ناظريك وأنت في منزلك، وبدلًا من أن تسلك طريقًا تلتمس به حلقة تحفظ بها كتاب الله، فحلقات القرآن صارت تُدار عبر التقانة، وهلم جرًّا في كل أودية العلم والخير، فلا عذر لنا إلا أن نخطط ونبذل كل في ما وسعنا، والله هو المُعين والمُيسر والهادي.

واعلموا - يا عباد الله - أن من خصائص الوقت: أنه يمضي سريعًا، وأن ما مضى منه لا يعود أبدًا ولا يعوَّض، ولا يمكن ادخار الوقت أو شراؤه، أو استرجاعه أو حتى إيقافه، وكل ما استُثمر في الخير زادت قيمته، والعكس بالعكس، فكل ما قُضي في الشر والسوء والتوافه، تمنى الإنسان لو تبرأ منه.

صلوا على سيد البرية؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ))، صلوا عليه وسلموا، اللهم صلِّ وسلم على نبينا وحبيبنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اكتب رضاك عنا واعمر حياتنا فيما يُرضيك، اللهم بارك لنا في أوقاتنا وأعمارنا، واغمرها بطاعتك والأعمال الصالحة، اللهم حبِّب إلينا الإيمان وزيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، اللهم احفظ أنفسنا وأسماعنا وأبصارنا، وألسنتنا وأبداننا أبدًا ما أبقيتنا، ونعوذ بك أن نستعمل ما حَبَيتَنا به من نِعَمٍ فيما يسخطك يا حفيظ يا عليم، اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وانصر دينك وسنة نبيك وعبادك الصالحين، اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل عبادك المؤمنين، اللهم نسألك يا قوي يا عزيز نسألك في أطهر بلاد الدنيا أن تطهر المسجد الأقصى الذي باركت حوله من أعداء الدين، اللهم طهِّره من اليهود الغاصبين، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم كُن لإخواننا المستضعفين في فلسطين، اللهم كن لهم معينًا وظهيرًا ونصيرًا، اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمرنا، اللهم من أراد بلادنا وبلاد المسلمين بسوء، فاشغله بنفسه وردَّ كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرًا عليه يا سميع الدعاء، اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين من شر الأشرار، وكيد الفجار، وشر طوارق الليل والنهار، إلا طارقًا يطرق بخير، اللهم احفظ بلادنا من عبث العابثين، وكيد الكائدين، وعدوان المعتدين، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، اللهم أعنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، والحمد لله رب العالمين.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.84 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.96%)]