|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الإعجاز العلمي في القرآن بين الإفراط والتفريط محمد بن علي بن جميل المطري القرآن الكريم معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الخالدة، ولا يمكن للبشر أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا، ولا نهاية لوجوه إعجازه، فهو معجز في بلاغته وفصاحته، وفي تشريعه، وفي أخباره، فأخباره صادقة، وأحكامه عادلة، ولا يمكن لأحد أن يأتي بمثله، ومن وجوه إعجاز القرآن ما يسمى بالإعجاز العلمي، والناس في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم على ثلاثة أصناف، طرفين ووسط: الطرف الأول: قوم بالغوا في إثبات الإعجاز العلمي في القرآن، وتكلفوا في حمل كثير من الآيات على بعض الحقائق العلمية مع عدم احتمال اللفظ القرآني لما ذهبوا إليه، بل وفسروا بعض الآيات القرآنية وفق بعض النظريات التي لم تثبت بالأدلة القطعية، وهؤلاء أفرطوا وتكلفوا. الطرف الثاني: قوم نفوا الإعجاز العلمي في القرآن الكريم جملة وتفصيلًا، وهؤلاء فرَّطوا وقصَّروا، وبعضهم قد يثبت الإعجاز العلمي في السنة النبوية دون القرآن الكريم، مع أن كليهما وحي من الله سبحانه، فتناقضوا. الطرف الوسط: قوم توسطوا، فأثبتوا من الإعجاز العلمي ما احتمله لفظ القرآن بلا تكلف، بشرط أن يكون الإعجاز في حقيقة علمية لا نظرية قابلة للقبول والرد، فإن ثبت الإعجاز فسروا الآية بما فسرها السلف أولًا بالإضافة إلى المعنى الجديد، فإن القرآن الكريم حمَّال أوجه، مثال ذلك قوله سبحانه: {{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} } [النساء: 56]، ذكر بعض العلماء المتخصصين في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم أن هذه الآية سبقت العلوم الطبية الحديثة التي أثبتت أن مكان الإحساس بالألم من جسم الإنسان هو الجلد دون اللحم الذي تحت الجلد، وهذه الآية تدل على ذلك، فهي إعجاز علمي واضح. فما احتمله لفظ القرآن موافقًا لقواعد اللغة وغير مخالف لما ثبت في الكتاب والسنة؛ فإنه مقبول سواء كان هذا القول قديمًا أو جديدًا؛ فإن القرآن العظيم لا تنقضي عجائبه، قال ابن الحاج في المدخل (1/75): "عجائب القرآن والحديث لا تنقضي إلى يوم القيامة، كل قرن لا بد له أن يأخذ منه فوائد جمة خصه الله بها، وضمها إليه؛ لتكون بركة هذه الأمة مستمرة إلى قيام الساعة". فالموقف الصحيح من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم أن يُقبل منه ما احتمله لفظ القرآن موافقًا لقواعد اللغة العربية، ولم يخالف ما ثبت في الكتاب والسنة، مما ثبت من الحقائق العلمية دون النظريات الظنية. ومثل ذلك ما يذكره بعض العلماء من إشارات واستنباطات وهدايات قرآنية تدل عليها الآيات، قال ابن القيم في كتابه التبيان في أقسام القرآن (ص: 79): "تفسير الناس يدور على ثلاثة أصول: تفسير على اللفظ، وهو الذي ينحو إليه المتأخرون، وتفسير على المعنى، وهو الذي يذكره السلف، وتفسير على الإشارة والقياس، وهو الذي ينحو إليه كثير من الصوفية وغيرهم، وهذا لا بأس به بأربعة شرائط: أن لا يناقض معنى الآية، وأن يكون معنى صحيحًا في نفسه، وأن يكون في اللفظ إشعار به، وأن يكون بينه وبين معنى الآية ارتباط وتلازم، فإذا اجتمعت هذه الأمور الأربعة كان استنباطًا حسنًا". وما أكثر الهدايات والاستنباطات من القرآن العظيم! والمطلع على كتب التفسير يجد كثرة ما يفتح الله به من هدايات واستنباطات على المفسرين المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين، قال الحافظ الذهبي رحمه الله في معجم شيوخه عن شيخه ابن تيمية: "وبرع في التفسير والقرآن، وغاص في دقيق معانيه، بطبع سيّال، وخاطر إلى مواقع الإشكال ميّال، واستنبط منه أشياء لم يُسبَق إليها". فالاستنباط يجوز من القرآن الحكيم بشرطين هما: الشرط الأول: أن يحتمل المعنى المستنبط ظاهر لفظ القرآن، بما يوافق قواعد اللغة العربية في الإفراد والتركيب. الشرط الثاني: أن لا يخالف المعنى المستنبط صريح القرآن أو السنة الصحيحة، فإن القرآن حق يصدق بعضه بعضًا، والسنة حق توافق القرآن ولا تخالفه، فمن أتى باستنباط أو معنى جديد يخالف ما قرره القرآن أو السنة الصحيحة فإنه خطأ يقينًا لا يُقبل بحال، وأما إن أتى باستنباط أو معنى جديد يحتمله لفظ القرآن ولا يخالف ما قرره القرآن أو السنة الصحيحة فإنه يُقبل؛ لأن من خصائص القرآن الكريم أنه حمَّال أوجه، وهذا من عظمة القرآن المجيد، فالآية الواحدة قد تُفسَّر بأكثر من قول إن كانت تلك الأقوال معانيها صحيحة ويحتملها اللفظ القرآني بما يوافق قواعد اللغة العربية. مثال ذلك:
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |