|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خصائص الجمع الأول للقرآن ومزاياه الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي كان الجمع في هذا العهد المبارك يتمثل في كتابة آي القرآن الكريم، ووضع كل آية من آياته في المكان الذي يشير إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - من السورة التي تخصها، ولقد كانت كتابة آيات القرآن الكريم مكتوبة متفرقة بين تلك الأدوات البدائية التي مرَّ معنا ذكرُها. ومن أبرز مزايا الجمع في العهد النبوي ما يلي: 1- كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحفظ القرآن كما كان جمهرة من صحبه الكرام - رضي الله عنهم - يحفظونه كذلك, وإنما كان الجمع في السطور زيادة توثيق لما حفِظوه في الصدور. 2- ومن أبرز مزاياه كذلك أنَّ آياته وقد وُضِعت في ترتيبها المعهود الذي استقرت عليه العرضة الأخيرة، أما في ترتيب سوره ففي ترتيبها خلاف مشهور. وفي نحو ذلك يقول القسطلاني(ت:923 هـ) - رحمه الله-: "وقد كان القرآن كله مكتوبًا في عهده - صلى الله عليه وسلم - لكن غير مجموع في موضع واحد، ولا مرتب السور"[1]. وإنما كان الأمر كذلك بسبب اختلاف وتنوُّع أدوات الكتابة التي كُتب عليها القرآن الكريم وجُمِعَ وقُيِّدَ فيها. 3- والجمع في هذ العهد لم يتم فيه جمع المصحف كاملًا في صحيفة واحدة في مكان واحد. 4- ومن أبرز خصائص هذا الجمع ومزاياه موافقة ما هو مكتوب في السطور لِما هو محفوظ في الصدور، لا يزيد عنه ولا ينقص، ولا يختلف منه شيء أبدًا لا في سورة، أو آية، أو كلمة، أو حركة منه. ومما يؤكد ذلك المعنى تمامًا ما رواه مسلم في صحيحه (810) عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم-: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ؟ قَالَ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ قُلْتُ: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [البقرة: 255]، قَالَ فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ: (وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ)[2]. فقوله - صلى الله عليه وسلم-: (أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ)، يقصد به القرآن المحفوظ الذي جمعه أُبَيِّ - رضي الله عنه - في صدره. يقول زيد بن ثابت الأنصاري (ت: 45هـ) - رضي الله عنه -: "كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نؤلِّف القرآن من الرقاع"[3]، والتأليف هنا بمعناه اللغوي ألا وهو الجمع. قال ابن فارس (ت: 395هـ) - رحمه الله -: "الهمزة، واللام، والفاء أصل واحد، يدلُّ على انضمام الشيء إلى الشيء، وكل شيءٍ ضممتَ بعضَه إلى بعضٍ فقد ألَّفته تأليفًا"[4]. وهو يعني جمع الشيء إلى مثيله ونظيره، وقد عرَّفه بعضهم بأنه: "جمع الأشياء المتناسبة"[5]. قال البيهقي: (ت: 458هـ) - رحمه الله-: "يشبه أن يكون أن المراد به تأليفُ ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها وجمعها فيها بإشارة النبي – صلى الله عليه وسلم"[6]. وفي ذلك يقول زيد بن ثابت - رضي الله عنه -: "قُبِضَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ولم يكن القرآن جمع في شيء واحدٍ"[7]،[8]. [1] إرشاد الساري: (7/ 446). [2] رواه مسلم: (810). [3] يُنظر: الوجيز في فضائل الكتاب العزيز محمد بن أحمد الأندلسي القرطبي دار الحديث؛ تحقيق علاء الدين علي رضا. [4] مقاييس اللغة، مادة (ألف) (1/ 131). [5] يُنظر: الكليات: ص (440)؛ الكليات: معجم في المصطلحات والفروق اللغوية المؤلف: أيوب بن موسى الحسيني القريمي الكفوي، أبو البقاء الحنفي (المتوفى: 1094هـ)؛ المحقق: عدنان درويش - محمد المصري الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت سنة النشر: 1419هـ - 1998م، عدد الأجزاء: 1. [6] الإتقان في علوم القرآن للسيوطي: (164/ 1) . [7] فتح الباري: (9/ 9). [8] يُنظر: عَرَفةُ بْنُ طَنْطَاوِيِّ، الشُّفْعَةُ بَيِنَ الجَمْعِ العُثْمَانِيِّ وَالأَحْرُفِ السَّبْعَةِ، بحث مجاز للنشر من مجلة: البحوث والدراسات الشَّرْعِيةِ: ( مجلة محكمة) برقم: (143179/ 1)، بتاريخ: 2/ 3/ 1443هـ، (1/ 74، وما بعدها).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |