|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مدرسة النجاة في هذا المساء الذي ينام على أطراف عاشوراء، لا يعود الزمان إلى الوراء ليسرد الحكاية، بل يتقدّم بنا إلى الأمام ليعيد ترتيب الإدراك، هذه ليست مجرد ذكرى نصر، بل لحظة وعي تربوي يُبنى بها الإيمان من داخله، لا من أطرافه، ويُصاغ فيها معنى التوكّل لا كفكرة وعظية، بل كقوة داخلية تقلب معادلات الحياة، ففي الطريق إلى البحر، لم يكن موسى عليه السلام مسلّحًا بالحسابات، بل بيقين يفتح البحر، ويوقف الماء، موسى عليه السلام لم ينتظر تغيّر الواقع، بل تقدّم بثقةٍ أعمق من الظرف، وأصفى من التفسير، فقال: {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}، فكان البحر في خدمة التوجّه، لا في طاعة العُرف. ولم يكن البحر هو المعجزة، بل اليقين الذي تقدّم نحو الموج دون خارطةٍ ولا جسر، في منطق الوحي، البحر ليس عائقًا، بل اختبار توكّل، والتقدّم ليس مخاطرة، بل طاعة تُفتح بها المغاليق، موسى عليه السلام لم يكن يُدير أزمة، بل يُقدّم عبوديةً خالصة أمام الله، فجعل الله له من بين يديه ممرًا، ومن خلفه غرقًا للطغيان. الله لا يصنع النجاة عبر الطرق الآمنة، بل يخلقها من قلب الخوف، ومن فم البحر، ومن بين جدران المستحيل، فكل عاشوراء تمرّ، تُعيد للمؤمن السؤال: ما الذي يفتح البحر في حياتك؟ وأين موقع الطاعة في جغرافيا انتظارك؟ منقول
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |