أهمية وثمرات الإيمان باليوم الآخر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         التواصي بالصّبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كل أحاديث يوم عاشوراء من صحيح ابن خزيمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4923 - عددالزوار : 1993204 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4495 - عددالزوار : 1279360 )           »          تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 519 - عددالزوار : 132295 )           »          أصول الاستدلال في تفسير الأحلام (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          حقوق الزوجة على زوجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          شموع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 84 - عددالزوار : 8368 )           »          إيذاء موسى عليه السلام: قراءة تفسيرية وتحليلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          حين يجمع الله ما تفرَّق بالدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 09:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,212
الدولة : Egypt
افتراضي أهمية وثمرات الإيمان باليوم الآخر

أهمية وثمرات الإيمان باليوم الآخر

سالم محمد أحمد

هذا مقتطَف مختار بتصرف من كتاب: (الإيمان باليوم الآخر... أحوال البرزخ، أشراط الساعة، أحوال القيامة) للشيخ د. محمد بن إبراهيم الحمد، حفظه الله تعالى، والآن مع المادة المختارة:
أولًا: أهمية الإيمان باليوم الآخر: للإيمان باليوم الآخر أهمية عظمى؛ ومما يدل على ذلك ما يلي:
أنه أحد أركان الإيمان الستة: جاء في حديث جبريل المشهور قوله عندما سأله جبريل عليه السلام عن الإيمان: ((أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره)).

كثرة وروده في نصوص الشرع: فقلَّما تمر على صفحة من القرآن الكريم إلا وتجد فيها حديثًا عن اليوم الآخر، وما فيه من ثواب وعقاب.

كثرة ارتباطه بالإيمان بالله تعالى: فكثيرًا ما يرد في القرآن الكريم، والسنة النبوية ذِكْرُ اليوم الآخر مرتبطًا بالإيمان بالله؛ قال الله: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾ [البقرة: 177]، وقال النبي عليه الصلاة والسلام: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلیُکرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه)).

كثرة الثناء على المؤمنين به، والذم للكافرين به: قال الله تعالى في وصف المؤمنين: ﴿ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴾ [النمل: 3]، وقال في وصف الكافرين: ﴿ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ﴾ [هود: 19].

كثرة المؤلَّفات التي تحدثت عنه: حيث أفرد العلماء رحمهم الله مصنفاتٍ خاصة باليوم الآخر، وذكر تفاصيله.

كثرة أسماء اليوم الآخر: فلليوم الآخر أسماءٌ كثيرة، والسر في ذلك عِظم أمره، وكثرة هَوله؛ قال القرطبي رحمه الله: "كل ما عظُم شأنه تعددت صفاته، وكثرت أسماؤه، وهذا مَهيع كلام العرب".

ثانيًا: ثمرات الإيمان باليوم الآخر:
الإيمان باليوم الآخر يُثمر ثمراتٍ جليلة، وأخلاقًا جميلة، وعبوديات متنوعة، وآثارًا حميدة تعود على الفرد والجماعة في الدنيا والآخرة؛ ومن ذلك ما يلي:
أداء عبادة الله عز وجل: فالإيمان باليوم الآخر مما تعبدنا الله تعالى به، وكمال المخلوق في تحقيقه العبودية لربه.

زيادة الإيمان: فالإيمان باليوم الآخر أحد أركان الإيمان الستة، التي لا يصح إيمان بدونها، وكلما زادت معرفة العبد به، ازداد إيمانه وقوِيَ يقينه، وعلَت درجته.

انبعاث الرجاء والخوف: فالإيمان باليوم الآخر يحمل على فعل الطاعات؛ رجاءً لثواب ذلك اليوم، ويحمل على ترك المعاصي؛ خوفًا من عقاب ذلك اليوم، فإذا تمت معرفة الإنسان بتفاصيل ذلك، وما فيه من النعيم المقيم لأهل الطاعة، وما فيه من النَّكال والعذاب الأليم لأهل المعصية، كان ذلك أعظمَ الدوافع لفِعل الخير، واجتناب الشر.

العلم بفضل الله وعدله، وحكمته: حيث يجازي من يستحق العذاب بعدله، ويجازي من يستحق الثواب بفضله، وإنما يُعلَم ذلك بمعرفة ما يكون في الآخرة من الجزاء والحساب.

الاعتدال في حال السراء والضراء: فالمؤمن يلزم الاعتدال في هذه الأحوال؛ فلا تُطغيه النعمة، ولا تُقنطه المصيبة؛ فإن كانت السرَّاء أعدَّ لها الشكر، وإن كانت الضراء أعد لها الصبر؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحدٍ غيرِ المؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له))، قال القرطبي رحمه الله: "فاعلم أن ذكر الموت يُورِث استشعار الانزعاج من هذه الدار الفانية، والتوجه في كل لحظة إلى الدار الآخرة الباقية، ثم إن الإنسان لا ينفكُّ عن حالتَي ضيق وسَعة، ونعمة ومحنة، فإن كان في حال ضيق ومحنة، فذِكرُ الموت يسهل عليه بعضَ ما هو فيه؛ فإنه لا يدوم والموت أصعب منه، أو في حال نعمة وسَعة، فذِكر الموت يمنعه من الاغترار بها، والسكون إليها؛ لقطعه عنها.

قيام الأخلاق الجميلة: فالإيمان باليوم الآخر يُورث للإنسان أخلاقًا جميلة؛ فيورثه - على سبيل المثال - خلق البذل والإنفاق؛ لعلمه بأن ما يقدمه في هذه الدنيا سيجده عند الله في الآخرة خيرًا وأبقى، فتراه يؤثِر أعمالَ البر بجانب من ماله ولو كان به خصاصة، وتراه ينفق إنفاقَ مَن لا يخشى الفقر.

والإيمان باليوم الآخر - كذلك - يُورِث صاحبه خلق الشجاعة؛ فتراه يقدم في سبيل الله غير هيَّاب من الموت؛ لعلمه بأن الموت لن يأتي إلا في وقته، وليقينه بأن الموت إنما هو انتقال من حياة مخلوطة بالمتاعب والمكاره إلى حياة أصفى لذةً، وأهنأ راحة، وأبقى نعيمًا.

والإيمان باليوم الآخر يورث صاحبه خُلُق التواضع؛ لعلمه بأن الكِبر لله وحده، وبأن المتكبرين أذلُّ الناس يوم القيامة، وعلى هذه النُّبذة من الأخلاق، فَقِسْ.

تسلية المؤمن عما يفوته في هذه الدنيا بما يرجوه من نعيم الآخرة: وبذلك لا ينزعج لحلول مكروه، أو فوات محبوب؛ لأنه يرجو العوض من الله عز وجل، فيدعوه ذلك إلى السلوِّ، والراحة، وترك التسخط.

انتهت المادة المختارة.

وختامًا...
يا أيها المؤمن باليوم الآخر، يا من آمنت بأن ما بعد هذه الحياة دارُ حقٍّ لا ريب فيها، وعاقبة لا مهرب منها، اعلم أن الإيمان بذلك اليوم ليس فكرةً في ذهن، ولا معلومةً في كتاب، بل هو نور يسري في العروق، يوقظ القلب من سِنة الغفلة، ويجعل للخطوة ميزانًا، وللكلمة حسابًا، وللنظرة موقفًا بين يدي العزيز الجبار، إن الإيمان باليوم الآخر هو القيد الجميل الذي يمنعك أن تظلم، وأن تغش، وأن تلهوَ لهوَ الغافلين، وهو الجناح الذي يرفعك فوق فتنة المال والشهوة والمنصب، فإذا نظرت إلى القبر لم ترَ فيه ظلمةً ولا ضيقًا، بل رأيت استراحةً بعد التعب، وتمهيدًا لموعد العرض على الملك الحقِّ المبين، فاثبت على هذا الإيمان، فإن الدنيا وإن طال ليلُها فصباحها قريب، وإن القافلة وإن تعثرت، فإنها إلى الله سائرة، وما من قطرة دمعٍ في سبيل الله، ولا ضربة صدرٍ من خشية الحساب، ولا صدقة أُخفيت في يد يتيمة، إلا وستُعرض يومئذٍ على الله فيسرك بها، ويفرحك بها، ويقر بها عينك، ﴿ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ ﴾ [الطارق: 9، 10]، فهنيئًا لمن زاد إيمانه بذلك اليوم، وأعد له عدته، ونظر إلى ساعة اللقاء كما ينظر المحب إلى موعد الحبيب، فذلك هو الرابح يوم يقوم الناس لرب العالمين.

فيا عبدَالله، إن لم يحملك إلى طاعة الله جمالُ الجنة، فليحملك إلى خشيته هول النار، وإن لم ترِقَّ روحك بذكر النعيم المقيم، فلتنخلع رِعدةً من تذكُّر الوقوف بين يديه؛ حيث لا ينطق لسان، ولا يدافع عن النفس سلطان، وإن الإيمان باليوم الآخر - يا أخي - ليس علمًا تحفظه، بل نارٌ توقد في القلب، تضيء لك الطريق وسط ظلمات الفتن، وتشدك إلى السماء إذا أثقلتك شهوات الأرض، هو الميزان الذي ترجح به النية، والمكيال الذي تُوزن به الأعمال، هو الضمانة ألَّا تؤكل الحقوق، وألَّا يُظلم الضعفاء، وألَّا تُمضي دموع المظلومين في الهواء، ألَا فتيقَّظ، فالعمر دقائق تُعَدُّ، والساعة التي تمر لا تعود، واللقاء آتٍ لا محالة، يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرًا، وما عملت من سوء، فاجعل لنفسك في ذلك اليوم زادًا، وانهض من غفلتك، وانزع ثوب التواني، وانظر للآخرة كما ينظر التائه إلى مشكاة النجاة، فإنها – والله - النجاة، ولا نجاة سواها.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.88 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.24%)]