|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() فوائد الأذكار لأولادنا عدنان بن سلمان الدريويش إنَّ الحمد لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا، أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ- أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ- وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ؛ فَهِيَ الْعِصْمَةُ مِنَ الْبَلَايَا، وَالْمَنْعَةُ مِنَ الرَّزَايَا، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]. يا عباد الله، كل مسلم يتمنَّى أن يكون ولده صالحًا، سليم العقيدة، حسن الخلق، منضبطًا ومُنظَّمًا في شؤونه، كلنا يتمنَّى ذلك، ولكن من الناس من يقف على شواطئ الأماني، يُردِّدُها ويعيدها، ومن الناس من يبحث عن الوسائل العملية لتحقيقها، ثم يتفاوت الناس من بعد ذلك في مستويات العمل والسعي؛ قال تعالى: ﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ﴾ [النجم: 39، 40]. والأذكار- يا عباد الله- يُراد بها: جميع أنواع العبادات القلبيَّة والبدنيَّة مع أعمال اللِّسان فيشمل بعمومه: التَّوحيد، والصَّلاة، والزَّكاة، والحجَّ، وقراءة القرآن، والدُّعاء، والتَّسبيح والتَّهليل، والتَّحميد، والتَّمجيد، والاستغفار، ومُدارَسة العلم الشَّرعي وغيرها من أنواع الطَّاعات الَّتي تقرِّب العبدَ إلى ربِّه؛ لأنَّها إنَّما تُقام لذكر الله وطاعته وعبادته، كما قرَّر ذلك أهل العلم. قال النَّووي رحمه الله: «اعلم أنَّ فضيلة الذِّكر غير منحصرة في التَّسبيح، والتَّهليل، والتَّحميد، والتَّكبير، ونحوها، بل كلُّ عاملٍ لله تعالى بطاعةٍ؛ فهو ذاكرٌ لله تعالى»، وقال عطاء رحمه الله: «مجالس الذِّكر هي مجالس الحلال والحرام، كيف تشتري وتبيع وتصلِّي وتصوم، وتنكح وتُطلِّق، وتحجُّ، وأشباه هذا». أيها المسلمون، تقول فتاة: ولدي يبلغ من العمر العاشرة، وهو ذكي ومتفوق في دراسته ومؤدب في تعامله مع الناس، قبل شهرين تدهورت حالته وأصبحت الأمراض تزوره في كل وقت، أصبحت زيارتنا للمستشفى متكررة، نصحتني جارتي أن أُعلِّمه الأذكار، فهي تحفظه بعد الله من الحسد والعين ومن الأمراض، وتجعله متعلقًا بالله. يا عباد الله، إن الحرص على الأذكار الشَّرعيَّة والأدعية النَّبويَّة هو خير ما أُمضيت فيه الأوقات، وصُرِفت فيه الأنفاس، وهو مِفْتاحٌ لأنواع الخيرات في الدُّنيا، روى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ، وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَل الحَيِّ وَالمَيِّتِ))؛ رواه البخاري. أيها المسلمون، وللذكر فوائد لأولادنا عند الالتزام بها؛ منها: أولًا: الهداية والتوفيق؛ قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 41 - 43]. ثانيًا: أنها من أفضل الأعمال؛ عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أَلَا أُنَبِّئُكم بِخَيْرِ أعمالِكُم وأَزْكاها عِندَ مَلِيكِكُم، وأَرفعِها في دَرَجاتِكُم، وخيرٌ لكم من إِنْفاقِ الذَّهَب والوَرِقِ، وخيرٌ لكم من أن تَلْقَوا عَدُوَّكم، فتَضْرِبوا أعناقَهُم، ويَضْرِبوا أعْناقكُم؟! قالوا: بَلَى، قال: ذِكْرُ اللهِ))؛ رواه أحمد. ثالثًا: معية الله لهم؛ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تبارك وتعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرَّب إليَّ شبرًا تقرَّبْتُ إليه ذراعًا، وإن تقرَّب إليَّ ذراعًا تقرَّبت منه باعًا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولةً))؛ رواه البخاري. رابعًا: الوقاية من العين والحسد والسحر، جاء في صحيح أبي داود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن قال: بسمِ اللهِ الذي لا يَضُرُّ مع اسمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ وهو السميعُ العليمُ ثلاث مراتٍ، لم تُصِبْه فجأةُ بلاءٍ حتى يُصبِحَ، ومَن قالها حينَ يُصبِحُ ثلاثَ مراتٍ لم تُصِبْه فجأةُ بلاءٍ حتى يُمسي)). نفعني الله وإيَّاكم بهدي نبيه وبسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم-، أقول قولِي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئة وإثم، فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي لغفور رحيم. الخطبة الثانية الحمد لله، خلَق فسوَّى، وقدَّر فهَدَى، وَصَلَّى الله وسلم على نبي الرحمة والهدى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى، قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ [النساء: 1].يا عباد الله، إن على الآباء والأمهات عند تربية الأولاد على الأذكار اتِّباع الأساليب التالية، ومنها: أولًا: أن يكون الوالدان قدوةً صالحةً لهم، حتى يتأسَّى الأبناء والبنات بهذه الشخصية ويسلكوا طريقها، مثل: أنْ يحرص الأبوان على التَّلفُّظ بالأذكار النَّبويَّة المتنوِّعة، وإسماعها للأطفال ليقتدوا بهم ويقلِّدوهم، وخاصَّةً الأذكار المتكرِّرة يوميًّا؛ كأذكار الصَّباح والمساء، وأذكار دخول المنزل والخلاء، والخروج منهما، وعند دخول المسجد والخروج منه، وأذكار الأكل والشُّرب، والسَّلام، والعطاس، والنَّوم والاستيقاظ، وغيرها ممَّا يتكرَّر كثيرًا. ثانيًا: تعويد الأولاد منذ الصغر على قراءة القرآن وحفظه وتلاوته وتدارُسه، سواء في البيت أو في المسجد، فهو أعظم الذكر، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ؛ إِلَّا نَزَلَتْ عليهم السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ))؛ صحيح مسلم. ثالثًا: توجيه الأولاد بالاقتران بصحبة صالحة تُعينهم على تعلُّم الأذكار وتدارسها، فالرفاق والأقران من أكثر الناس تأثيرًا في الأولاد. رابعًا: أن يُراعيَ الوالدانِ في تعليمهم للأذكار النَّبويَّة المتنوِّعة مبدأ التَّدرُّج بحيث يبدأ بالأذكار الَّتي تتميَّز بالقِصَر والاختصار. هذا وصلُّوا وسلِّموا عباد الله، على نبيكم؛ استجابة لأمر ربكم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلِّم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ. عِبَادَ اللَّهِ، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]؛ فَاذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |