|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حقوق الانسان (1) د. أمير بن محمد المدري الحمد لله الذي رفع قدر المؤمنين وأعزهم، وأوهى منزلة الكافرين وأذلهم، وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد. وأشهد أنّ سيدنا محمدًا عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله، شرح له صدره وأعلى ذكره، ورفع مقامه في الدنيا والآخرة. صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحابته، ومن سار على سنته واقتفى أثره إلى يوم الدين. وبعد: سلسلة الحقوق سلسلةٌ مباركة الهدف منها أن يعرف المسلم ما له وما عليه. أن يعرف المسلم حقوقه وواجباته. أن يعرف المسلم كيف يتعامل مع غيره وكيف يعبد ربه حق العبادة. وحديثنا اليوم عن حقوق الإنسان في الإسلام. لماذا الحديث عن حقوق الإنسان في الإسلام؟ نقف مع حقوق الإنسان في الإسلام ونحن نرى رقاب الملايين يتحكم فيها أشخاص لا يرقبون في مؤمنٍ إلًا ولا ذمة. نتكلم عن حقوق الإنسان في الإسلام ونحن نسمع منظمات وجمعيات ومؤتمرات تتكلم عن الحقوق، وتتبنى حقوق المرأة، حقوق الطفل، حقوق الإنسان، حقوق الحيوان لكن بلسانٍ غربي وإعلان الغرب هو مصدر هذه الحقوق. نتحدث عن حقوق الإنسان في الإسلام يوم أن ظن بعض الناس أن البشرية لم تعرف الحديث عن حقوقها إلا بعد ما سعت هيئة الأمم المتحدة إلى دراسة هذه الحقوق والإعلان عنها ودعوة الدول إلى الالتزام بها. وقد تناسى أولئك أن الرسل، من آدم ونوح إلى نبينا محمد عليهم جميعًا صلوات الله وسلامه بُعثوا لإعلان الحقوق والواجبات، وأول هذه الحقوق حق الله على العباد. ماهية حقوق الإنسان في الإسلام: إن حقوق الإنسان في الإسلام منحةٌ إلهية منحها الله لخلقه، فهي ليست منحة من مخلوق لمخلوق مثله، يمن بها عليه ويسلبها منه متى شاء، بل هي حقوق قررها الله للإنسان. إن حقوق الإنسان في الإسلام تنبع أصلا من العقيدة، ويُتعبَّد الله بفعلها فهي من عقيدة التوحيد، القائمة على شهادة أن لا إله إلا الله وهي منطلق كل الحقوق والحريات، لأن الله تعالى الواحد الأحد الفرد الصمد خلق الناس أحرارًا، ويريدهم أن يكونوا أحرارا، ويأمرهم بالمحافظة على حقوقهم وحرياتهم ويدافعون عنها. إن عبودية العبيد للعبيد ذل ومهانة، وعبودية العبيد لرب العبيد عزة ورفعة وسمو. حقوق الإنسان في الإسلام مبنية على أن السيادة والحاكمية لله عز وجل القائل: ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ ﴾ [الأنعام: 57]، والقائل: ﴿ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ﴾ [الأنعام: 62]. لقد عانت البشرية - وما زالت تعاني - من ضياع الحقوق، والدول التي وقّعت أول مرة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة( 1948م) كانت هي الدول الاستعمارية التي استعبدت الإنسان وقهرت الشعوب، ومن مهازل التاريخ الحديث أنه في نفس العام الذي تم به الإعلان عن حقوق الإنسان قامت العصابات الصهيونية بطرد شعب من أرضه ووطنه لتؤسس دولة اعترف بها دعاة الحقوق الذين لا يعترفون في الواقع إلا بحقوقهم هم، أين حقوق الإنسان يوم احتلت فرنسا المغرب العربي؟ أين حقوق الإنسان يوم احتلت بريطانيا جنوب اليمن و الشعوب التي كانت تستعمرها، أين حقوق الإنسان يوم احتلت أمريكا العراق، ورمّلت نساءها ويتّمت أطفالها، وحاصرت شعب بأكمله ومنعته من حقوقه الأساسية؟ أيها الأحبة: من خصائص ومميزات الحقوق في الإسلام أنها حقوق شاملة لكل أنواع الحقوق، سواءً الحقوق السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية. كما أن هذه الحقوق عامة لكل الأفراد الخاضعين للنظام الإسلامي دون تمييز بينهم في تلك الحقوق بسبب اللون أو الجنس أو اللغة. [حقوق الإنسان في الإسلام. د. سليمان الحقيل (ص 53)]. إن حقوق الإنسان عند الغربيين ما هي إلا شعارات جوفاء لذلك كان على علماء المسلمين أن يبينوا للناس حقوق الإنسان وواجباته كما بيَّنها الإسلام وطبَّقها الرسول -صلى الله عليه وسلم- وخلفاؤه ليعلم الناس أنهم لن يصلوا إلى حقوقهم كاملة إلا بتطبيق شرع الله وإقامة دينه. لقد أوصى الإسلام في فتوحاته لنشر الدعوة الإسلامية بألا يقتلوا طفلًا ولا امرأةً ولا شيخًا عجوزًا، ولا يقطعوا شجرة، وأن يكونوا رؤوفين بالعباد. حقوق الإنسان لم توضع قط موضع التنفيذ في تاريخ الإنسانية إلا حين حَكمَ الإسلام من لَدُن أول حكومة إسلامية في عصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، واستمرّت منفَّذةً مطبَّقةً مع استمرار هيمنة الحكم الإسلامي. حَكَمنا فكان العدلُ منّا سَجِيَّةً ![]() ولما حكمتم سال بالدم أَبْطُحُ ![]() ![]() ![]() وها هو نبينا عليه الصلاة والسلام يقف في حَجّة الوداع ليُذكّر الناس بحقوقهم وواجباتهم ويعلن أول إعلان لحقوق الإنسان فيقول: « أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم...... » [صحيح البخاري ح (67، 7078)، صحيح مسلم ح (1679)]. إنها خُطبةٌ عصماء أعلن فيها الرسول -صلى الله عليه وسلم- حق الإنسان في الحياة، وفي الملكية، وفصّل حقوق النساء، وواجباتهن، وبين حقوق وواجبات المحكومين والحكام، وأعلن أن من حق كل إنسان أن يعيش في أمن واستقرار، وأعلن أن الله تعالى خالق العباد رحمهم بأن أدى إليهم حقوقهم فهم في خيرٍ ما أدوا هذه الحقوق. مبادئ خالدة لحقوق الإنسان، لا يبلغها منهجٌ وضعي، ولا قانونٌ بشري. لقد خلق الله تعالى الإنسان وكرَّمه، وأوجده في أحسن صورة وأجمل هيئة: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ [البلد: 4]، وميّزه عن سائر المخلوقات الأخرى، فوهبه هذا العقل الذي به يعبد الله تعالى حق العبادة، ويميّز به بين الأشياء، ويعرف الحق والباطل، والحسن والقبيح، والخطأ والصحيح، والنافع والضار، ويسلك الطريق الأمثل والمنهج الأقوم، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 70]. ما استطاع فرعون التحكم في رقاب بني إسرائيل إلا يوم سلَبهم حريتهم، سلَبهم كرامتهم وصارت الأمة خدَمًا وعبيدًا لشخصٍ واحد هو فرعون يسبحون بحمده ليل نهار، والجيوش تحمي شخصًا واحدًا، والميزانية يتحكم فيها شخص فرعون، وصدق الله القائل: ﴿ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴾ [الزخرف: 54]. من سلب الناس حرياتهم فهو ظالم. من سلب الناس كرامتهم فهو ظالم. من كان سببًا في إشعال الحروب وسفك الدماء فهو ظالم. بمناسبة يوم حقوق الإنسان، لم تحتفل الأمم المتحدة بهذا في العام الماضي كعادتها، بل مرّت هذه المناسبة مرورًا عابرًا لماذا؟ لأن الأمم المتحدة قد شعرت بأن ما يُعلن لم يُطبق، وأن ما دوِّن بقي حبرًا على ورق، وأخذ العالم يشكل جمعيات للرفق بالحيوان بعد أن فشل في الرفق بالإنسان، وشعرت أن الأمم المتحدة قد هيمنت عليها أمريكا، فلم تعد هناك أمم متحدة. حق الحياة: لقد حفظ الإسلام للمرء حق العيش والحياة، ووهبه الله تعالى الحياة ليؤدي دوره فيها، وهو الذي يسلبها منه، فليس لأحد أن يعتدي على الإنسان ويسلب منه حياته بغير حق قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93].وقال تعالى: ﴿ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ [المائدة: 32]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم»[سنن الترمذي (1395)، وسنن النسائي (3987)].، وقال أيضًا -صلى الله عليه وسلم-: «كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا رجل يموت مشركًا أو يقتل مؤمنًا متعمدًا»[ أخرجه أحمد (4/99)، والنسائي في تحريم الدم (3984)، والطبراني في الكبير (19/365) عن معاوية رضي الله عنه، وهو مخرج في السلسلة الصحيحة (511)]، فدل ذلك على عظُم جريمة القتل وبشاعتها، وأنها من أكبر الكبائر التي تقشعر الجلود عند سماع نبأ ارتكابها، يقول -صلى الله عليه وسلم-: «لو أن أهل السماء والأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار»[ سنن الترمذي (1398)]. ولذلك كانت عقوبة القاتل في الإسلام بجنس فعله، فيعاقب بمثل ما ارتكب من القتل جزاءً وفاقًا، فكما أنه حَرَمَ المقتولَ من الحياة ورمّل زوجته ويتم أطفاله، فإنه يستحقّ أن يُحرَمَ من الحياة وتُرمّل زوجته ويُيّتم أطفاله جزاء ما اقترفت يداه، ويُطبَّق عليه حكم الله تعالى القائل: ﴿ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ﴾ [المائدة: 45]. ومن هنا كان القصاص جزاءً وفاقا، ومتى نُفّذ حكمُ القصاص في القاتل ارتدع المجرمون، وكفوا عن ترويع الآمنين، فإن قال تعالى: ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 179]، ويترتّب على تنفيذ القصاص، وإقامة الحدود الأخرى، أن يخيم الأمن على المجتمع، ويعيش الناس في استقرار وطمأنينة. قال -صلى الله عليه وسلم-: «لحَدٌّ يُقام في الأرضِ خيرٌ مِن أن تمطَروا أربعينَ خريفًا »[ أخرجه أحمد (2/362، 402)، والنسائي في قطع السارق (4904)، وابن ماجه في الحدود (2538) من حديث أبي هريرة ¢ بنحوه، وصححه ابن الجارود (801)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (231).]. الحق الثاني من حقوق الإنسان في الإسلام: حق العيش بكرامة وعدم اهانة: يا خير أُمة أُخرجت للناس، لقد قرّر ديننا الإسلامي العظيم قبل خمسة عشر قرنًا بأن الإنسان مُكرّم لا مُهان، لقوله عز وجل: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 70]، ونظر الإسلام إلى الإنسان بأنه حُر، وليس عبدا، وتمثل ذلك بقول الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: (متى استعبدتم الناس، وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا)، هذه العبارة الذهبية التي نطق بها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في وجه عمرو بن العاص والي مصر وقتئذ لماذا؟ لأن أحد أبناء عمرو بن العاص قد اعتدى على مصري قبطي دون وجه حق، فأنزل عمر عقابه على المعتدي، فهذه عدالة الإسلام وهذه رعايته للإنسان.واعتبر ديننا الحنيف أن الناس جميعًا متساوون في الحقوق الإنسانية، وأن الأفضلية فيما بين الناس (المسلمين) تعتمد على التقوى، لقوله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]، ولقول رسولنا الأكرم -صلى الله عليه وسلم-: «ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى» [أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/100)، والبيهقي في الشعب (4/289) من طريق أبي قلابة القيسي، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن جابر قال الهيثمي في المجمع (3/266): "رجاله رجال الصحيح"، وصححه الألباني في السلسلة (2700) ] وها هو المصطفى عليه الصلاة والسلام يُعلنها مدوية للعالم أجمع شعارًا للعدل والمساواة يوم جاءوا يشفعون للمرأة المخزومية التي سرقت فقال بأبي وأمي -صلى الله عليه وسلم-، «لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها» [ أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء (3475)، ومسلم في الحدود (1688) عن عائشة رضي الله عنها]، فأين هذه القيم الرفيعة فيما بين المسلمين اليوم. أزمة الأمة اليوم: الأمة اليوم أزمتها أزمة أخلاق وحقوق وحريات ليست أزمتها أزمة عدد فعددنا تجاوز الملياري مسلم. الأمة اليوم أزمتها ليست أزمة مال فهي تملك ثلُث ثروات العالم من البترول والغاز والمعادن إنما أزمتها أزمة استعباد للبشر وضياع للأمانة. الأمة اليوم أزمتها ليست أزمة أسلحة فهي تمتلك أسلحة أكثر من عدد المقاتلين بل أكثر، صفقات الأسلحة يشتريها عرب لا لشيء إلا للاستعراض بها في المناسبات والأعياد الوطنية أولا ولقمع الشعوب ثانيًا إلا من رحم الله. أسدٌ علي وفي الحروب نعامةٌ ![]() فتخاء تفر من صفير الصافر ![]() ![]() ![]() الأمة اليوم أزمتها أزمة أخلاق يوم أصبحنا نذكر الوعد الصادق للغربي ونقول: «وعد نصراني» يوم أخلفنا نحن الوعود، وديننا دين الوفاء بالوعد. الأمة اليوم أزمتها أزمة أخلاق يوم أصبحنا نذكر الصناعة وجودتها وإتقانها عند الغرب واليابانيين وضعف الصناعة والغش عند العرب والمسلمون إلا من رحم الله. الأمة اليوم أزمتها أزمة علم وضعف تعليم يوم تقدّم الغرب علميًا وصناعيًا وأصبحت الشهادات عندنا تُباع وتشترى. الأمة اليوم أزمتها أزمة عدل ومساواة يوم أن نذكر العدل والمساواة في محاكم الغرب، والظلم والرشوة في محاكمنا. الأمة اليوم أزمتها أزمة أمانة وعدل يوم نرى وزراء ومسؤولين غربيين غير مسلمين أفسدوا وارتشوا وتمت محاكمتهم بل والبعض أُعدم بينما عندنا ينالوا ترقيات وترتفع مناصبهم. حُرمة الإنسان: ومن مبادئ حقوق الإنسان في الإسلام أنه لا يجوز أن يؤذى إنسانٌ في حضرته، ولا أن يهان في غيبته، سواءً كان الإيذاء للجسم أو للنفس بالقول أو الفعل، ومن ثم حرّم الإسلام ضرب الآخرين بغير حق، ونهى عن التنابز والهمز واللمز والسخرية والشتم، روى البخاري أن رجلًا حُدّ مرارًا في شرب الخمر، فأُتي به يومًا، فأُمر به فجلد، فقال رجل من القوم: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا تلعنوه، فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله» [ أخرجه البخاري ( 8 /14 )]. ولم يكتفِ الإسلام بحماية الإنسان وتكريمه حال حياته، بل كفل له الاحترام والتكريم بعد مماته، ومن هنا أمر بغسله وتكفينه، والصلاة عليه ودفنه، ونهى عن كسر عظمه أو الاعتداء على جثته وإتلافها، روى البخاري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا» [ صحيح البخاري في كتاب: الجنائز، باب: ما ينهى من سب الأموات (1393)]. أسأل الله أن يوفقنا لطاعته، وأن يجنبنا معصيته، إنه خير مسؤول، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |