سلسلة الأسماء الحسنى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4926 - عددالزوار : 2001849 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4498 - عددالزوار : 1284863 )           »          أذكار المساء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          حرب غزة ومشكلة الشر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          مالك الملك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          العفو عند المقدرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          سِيَرِ أعلام المحدثين من الصحابة والتابعين .....يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 35 )           »          تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 594 - عددالزوار : 135907 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1073 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 5579 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-06-2024, 10:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,371
الدولة : Egypt
افتراضي سلسلة الأسماء الحسنى

سلسلة الأسماء الحسنى (1)

معرفة الله جنة الدنيا

نجلاء جبروني

الله عز وجل له الأسماء الحسنى والصفات العلى، وهو تبارك وتعالى خَلَقَ الخَلْقَ كي يعرفوه ويحبوه، ويخافوه ويرجوه، خَلَقَ الخَلْقَ كي يعبدوه؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما: ﴿ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾: إلا ليوحِّدون.

وهذا التوحيد الذي خلق الله تعالى الخَلْقَ لأجله نوعان: توحيد علمي؛ دل عليه قوله تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ [الطلاق: 12].

وتوحيد عملي؛ دل عليه قوله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]؛ فالله تعالى خلقنا للعلم والعمل؛ للعلم: بأن نعرفه سبحانه بمعرفة أسمائه وصفاته، وللعمل: بأن نوحِّده بالعبادة ونخلص الدين له.

تخيل لو أن إنسانًا عاش في هذه الحياة، وهو لا يعرف أصله، لا يعرف من هو أبوه، ومن هي أمُّه، ولا من هم أهله، كيف سيكون حال هذا الإنسان؟

سيعيش حالةً من الضياع والانهيار النفسي، حالة من التعاسة، فما بالك بمن يعيش في هذه الحياة وهو لا يعرف له ربًّا خلقه وأوجده؟

لا يعرف له إلهًا يتوجَّه إليه ويعبده، يدعوه عند الحاجة، ويلجأ إليه عند الشدة؛ قال تعالى: ﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 28]؛ فقيرًا محتاجًا إلى ربه؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15]، فما أتعس الإنسان حين يَهِيم على وجهه في هذه الحياة بعيدًا عن خالقه ومولاه!

قال أحد السلف: "مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها، وما ذاقوا أطيب ما فيها، قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: معرفة الله ومحبته، والأنس به، والشوق إلى لقائه".

قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "ففي القلب شَعْثٌ لا يلُمُّه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة، لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن لا يُذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه، والفرار منه إليه، وفيه نيران حسرات لا يُطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه، ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه، وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون هو وحده مطلوبه، وفيه فاقة لا يسُدُّها إلا محبته، والإنابة إليه، ودوام ذكره، وصدق الإخلاص له، ولو أُعطِيَ الدنيا وما فيها لم تُسَدَّ تلك الفاقة منه أبدًا"[1].

معرفة الله غذاء الروح، وحياة القلوب، فكما أن البدن يحتاج إلى الطعام والشراب، كذلك القلب يحتاج أن يتعبد لله، يحتاج أن يتصل بخالقه ومولاه؛ حتى يسكن ويطمئن، حتى يصمد أمام هذه الفتن والمنكرات، والشدائد والبلاءات.

يحتاج القلب أن يستنير بنور الله، فيحيا وسط كل هذه الظلمات؛ قال تعالى: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ﴾ [الأنعام: 122].

من عرف الله عز وجل، وآمن به، واتبع شرعه، فقد اهتدى إلى الطريق المستقيم، ومن لم يعرف الله، تخطَّفَتْهُ الشياطين؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 71].

ومعرفة الله عز وجل تكون بمعرفة أسمائه وصفاته.
وأسماء الله تعالى وصفاته ليست محصورة بعدد؛ بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: ((اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك))[2].

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله تسعةً وتسعين اسمًا، مائةً إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة))[3].

ليس بمعنى أنه ليس لله إلا هذه الأسماء، بل بمعنى أن من أسمائه تسعةً وتسعين اسمًا، من أحصاها دخل الجنة، وما معنى أحصاها؟
الإحصاء: ثلاث مراتب: حفظ ألفاظها، فهم معانيها، التعبُّد لله بها.

أول مرتبة من مراتب الإحصاء أن نحفظها لفظًا، ليس حفظ مجرد، ليس الحفظ غاية وإنما هو وسيلة.

ما هي الغاية؟
فهم معانيها، والنظر في آثارها في الأنفس والآفاق؛ لذلك فالإحصاء بمعنى أن تُحصَى المعاني بعد الألفاظ.

وبعد حفظ الألفاظ وفهم المعاني، تأتي المرتبة الثالثة من مراتب الإحصاء؛ وهي أن تتعبد لله بمقتضاها، فكل اسم من أسماء الله له عبودية خاصة.

فإذا علِم العبدُ أن الله هو الرب الذي تفرَّد بالضر والنفع، والعطاء والمنع، توكل عليه، وتعلَّق به.
وإذا علم أنه سميع بصير، راقَبَ أقواله وأفعاله، وحفِظ جوارحه ولسانه.
وإذا علم أنه الحكيم، سلَّم لقَدَرِهِ، ورضيَ بقضائه وحكمه.

وإذا علم أنه الرحمن الرحيم، الكريم الجميل، ازداد حبًّا له وشوقًا إليه... أنواع وأنواع من العبودية، عبودية باطنة، وعبودية ظاهرة، والعبد إذا تعبَّد لله بمقتضى أسمائه وصفاته أحبَّه الله؛ ((وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه))[4]، لا يزال كل يوم يعرف عن الله، يتعلم ويتعبد بمقتضى هذه المعرفة، وهذا العلم، يفعل الواجب ويُتْبِعُه بالمستحب؛ ((فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأُعْطِيَنَّه، ولئن استعاذني لأعيذنه)).

يصير عبدًا موفَّقًا مسدَّدًا، مؤیَّدًا من قِبلِ الله، في كل وقت، في کل حركة، في كل قول وفعل، في كل ما يسمع وما يبصر، في كل ما تمشي إليه رجلاه، أو ما تفعله يداه، مؤيد من الله، قد استقام قلبه، واستقامت جوارحه، يعطيه الله ما سأل، ويُعيذه مما يخاف.

قال عتبة الغلام: "من عرَف الله أحبه، ومن أحب الله أطاعه، ومن أطاع الله أكرمه، ومن أكرمه، أسكنه في جواره، ومن أسكنه في جواره، فطوباه وطوباه، وطوباه وطوباه"[5].

لو أردت أن تعيش حياة السعادة، وأن تذوق طعم الراحة، فعليك بمعرفة الله.

فالله عز وجل خلقنا لنعرفه ونعبده، أرسل الرسل، وأنزل الكتب ليعرفوا الناس به، بكماله وجماله، وجلاله ورحمته، ورأفته وحكمته، وكرمه وجوده، وإنعامه وإحسانه؛ قال مخاطبًا نبيَّه موسى عليه السلام: ﴿ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾ [طه: 13، 14].

قال شیخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إن اللذة والفرحة والسرور وطِيبَ الوقت، والنعيمَ الذي لا يمكن التعبير عنه - إنما هو في معرفة الله سبحانه وتعالى، وتوحيده والإيمان به"[6].

إن في الدنيا جنةً من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة.

[1] مدارج السالكين (3/ 156).

[2] صحيح مسلم (486).

[3] صحيح البخاري (7392).

[4] صحيح البخاري (6502).

[5] مجموع الفتاوى (28/31).

[6] مجموع الفتاوى (28/31).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-07-2025, 12:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,371
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سلسلة الأسماء الحسنى



سلسلة الأسماء الحسنى (2)

اسم (الرَّبّ)

نجلاء جبروني

اللهُ عز وجل هو ربُّ العالمين، قال سبحانه وتعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2].

والعالمين: جمع عالَم، والعالَم: اسم لأجناسِ ما يُعلم، وكلُّ ما سوى اللهِ عَالَم، جميع المخلوقات، عَالَمُ الإنس وعَالَمُ الجنّ وعَالَمُ الطير وعَالَمُ الملائكة وعَالَمُ الحيوان وعَالَمُ البنات، والله -عز وجل- هو ربُّ العالمين.

فمن أسمائِه تعالى "الرَّبّ"، قال صلى الله عليه وسلم: ((فأمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عزَّ وجلَّ))[1].

واسم الرَّبّ يتضمن عدة معاني:
المعنى الأول: الرَّبُّ بمعنى الخالق:
فهو سبحانه الذي خلق الخلق من العدم، وأوجدهم على غير مثال سابق، قال تعالى: ﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ * هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [لقمان: 10، 11]، وقال عز وجل: ﴿ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الحشر: 24].

خلقَ الإنسانَ في أحسنِ صورة، معتدل القامة، بديع الخِلقة.

انظر إلى تناسبِ جوارحِك، ووظائفِ أعضائِك، كيف تعمل وفق نظام عجيب وخلق بديع، قال سبحانه: ﴿ يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾ [الانفطار: 6 - 8].

كيف تُكَذِّبُ بوعده وتعصي أمره وتتجرأ على حُرماتِه؟! وهو الذي خلقك فسوَّاك فعدلك؟!
كيف عبدتَ سواه؟! قال تعالى: ﴿ أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 17]، وقال سبحانه: ﴿ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ [الرعد: 16]، وقال عز جل: ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [غافر: 62].
المعنى الثاني: الرَّبُّ بمعنى الرازق:
فهو سبحانه المتكفِّلُ بأرزاقِ العباد، القائمُ على كلِّ نفسٍ بما يقيمُها من قوتها وغذائها، فيبعثُ إلى كلِّ مخلوقٍ من الرزق ما يُصلحه، حتى النمل في قرارِ الأرض والطير في الهواء والحيتان في الماء، قال تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6].
المعنى الثالث: الرب بمعنى المالك:
فهو سبحانه الذي يملكُ كلَّ ذرَّاتِ الوجود، قال سبحانه: ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 26]، وقال عز وجل: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الملك: 1].
المالك الحقيقي لكلِّ شيء هو الله عز وجل، الذي يملك على الحقيقة هو الله، أمَّا الإنسان وإن قيل إنه يملك شيئًا؛ يملك بيتًا، يملك أرضًا، هو لا يملك شيئًا حقيقةً، وإنما يملك مجازًا؛ لأن الله هو الذي أعطاه هذا الشيء الذي ملَّكه إيَّاه.

كل هذه الأشياء التي قد يملكها الإنسان إنما هي عارية مستردة، فلا أحد يملك ذرة في هذا الكون مع الله.

قال تعالى: ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ﴾ [الزمر: 6].
كيف تصرفون عن عبادته إلى عبادة من لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع ولا يخلق ولا يملك، ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ﴾ [فاطر: 13].
القطمير: هو القشرة التي حول النواة، فلا أحد يملك مع الله أي شيء.

المعنى الرابع: الرب بمعنى المصلح؛ أي: بمعنى المدبر:
ربَّةُ المنزل هي التي تديرُ شئونَ المنزل، ولله المثل الأعلى، الله- عز وجل- يدبِّرُ أمورَ الكونِ كلِّه، يدبِّرُ شئونَ خلقِه، يعطي ويمنع، يضر وينفع، يخفض ويرفع، يعز ويذل، ﴿ يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ﴾ [الرحمن: 29].
كلُّ الخلقِ مفتقرون إليه، يسألونَهُ جميع حوائِجِهِم، لا يستغنون عنه طرفةَ عين ولا أقل من ذلك، كلّ يوم هو في شأن، يغفرُ ذنبًا، يُفرّجُ کربًا، يجبر كسرًا، یُغنِي فقيرًا، يشفي مريضًا، ينصر مظلومًا، يأخذ ظالمًا، يُربِّي صغيرًا، يفكُّ أسيرًا، يرفعُ أقوامًا، ويضعُ آخرين، يعطي أناسًا، ويمنعُ آخرين، لا يشغله شأنٌ عن شأن، ولا سَمْعٌ عن سَمْع، لا تُغلِطُهُ المسائلُ، ولا يُبْرِمُهُ إلحاحُ الملحين، ولا طولُ مسألةِ السائلين.

وهذه الشئونُ هي مقاديرُه وتدابيرُه التي قدَّرَها في الأزل، وقضاها قبل أن يخلق السمواتِ والأرضَ بخمسينَ ألف سنة، لا يزالُ تعالى يُمضِيها ويسُوقها في مواقيتِهَا التي اقتضتها حكمتُه.

هو المتصرفُ في الممالكِ وحده، وتصرُّفُه دائرٌ بين العدلِ والإحسان، والحكمة والرحمة، قال سبحانه: ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ﴾ [يونس: 31، 32].
المعنى الخامس: الرب بمعنى السيد المطاع:
قال تعالی: ﴿ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا ﴾ [يوسف: 41]؛ أي: سيِّده، فكما أنه هو الرَّبُّ المتفردُ بالخلق، إذن فهو الذي له السيادة والحكم والتشريع، قال تعالى: ﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ اللهَ هو الحَكَمُ وإليه الحُكْمُ))[2]، والحَكمُ هوَ الحاكمُ الذي إذا حَكَم لا يُردُّ حُكمُه، وهذهِ الصِّفةُ لا تَليقُ بغيرِ اللهِ تَعالى.

وعلى کلِّ مسلم أن يتحاكم إلى شرع الله- عز وجل- ويترك التحاكم إلى غير ذلك من القوانين الوضعية التي وضعها البشر والتي هي منبثقة عن القوانين الفرنسية والأوربية وغيرها، أو الأعراف القبلية أو العادات والتقاليد وغيرها من أمور الجاهلية، قال تعالى: ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ﴾ [يوسف: 40]، وقال سبحانه: ﴿ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [المائدة: 50].

يجب أن نستشعر آثار أسماء الله وصفاته، ليس فقط في الأنفس وفي الكون من حولنا، وإنما نرى أثرها في التشريعات والأحكام والأوامر والنواهي، فهو الحكيم والرحيم سبحانه في أحكامه القدرية وفي أحكامه الشرعية.

شَرْعُ الله- عز وجل- كلُّه رحمة، وكلُّه عدل، وكلُّه مصلحة؛ لأنه شرعُ العليم الحكيم اللطيف الخبير، ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14].

شَرْعُ الله- عز وجل- فيه العدل والخير والرحمة والتحذير من الشر وتوجيه العباد إلى ما فيه صلاح حياتهم وقلوبهم ودنیاهم وأُخْراهم، فما أمرنا الشرع إلا بخير، وما نهانا إلا عن شر، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90].

شرعُ الله تعالى ليس فيه حرج ولا مشقة، قال تعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286].

فكلُّ شرائع الدين وأحكامه في العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق فيها الخير والمصلحة والرحمة ليس للمسلمين فقط بكل لكل البشر، ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].

آثار الإيمان باسم (الرَّبِّ):
من آمن بربوبية الله رضي بِهِ تعالى ربًّا، رضي بما يأمره به، وبما ينهاه عنه، وبما يقسمُه له، ويقدره عليه، ويعطيه إياه، ويمنعه منه، رضي بحكمه القدري الكوني، وبأمره الديني الشرعي.

قال- صلى الله عليه وسلم–: ((ذاقَ طَعْمَ الإيمانِ من رضيَ باللَّهِ ربًّا وبالإسلامِ دينًا وبمحمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليه وسلم نبيًّا))[3].

وقال– صلى الله عليه وسلم –: ((وإن أصابَك شيءٌ فلا تقلْ لو أني فعلتُ كانَ كذا وكذا، ولكن قلْ قدَّرَ اللهُ وما شاءَ فعلَ، فإن لو تفتحُ عملَ الشيطانِ))[4].


من آمن بأن الله تعالى هو الرب: الخالق الرازق، المالك المدبر، وأنَّ ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنَّه لا تتحرك ذرة في هذا الكون إلا بإذنه، وأن الخلق جميعًا مقهورون تحت سلطانه، فإذا تيقن ذلك لم تتخذ سواه سبحانه إلهًا ومعبودًا؛ لأن الرَّبَّ سبحانه هو المستحقُّ للعبادة، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21].

فإذا كان هو وحده خالقهم ورازقهم وربُّهم ومليكهم، فهو وحده إلههم ومعبودهم، قال تعالى: ﴿ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 60 - 62].

إيمان العبد بأن له ربًّا يستلزم إخلاص العبادة له سبحانه، فلا يصلي إلا لله، لا يركع ولا يسجد إلا لله، لا يركع لسلطان ولا يسجد لقبر أو صنم، ولا يتوكَّل إلا عليه، ولا يلجأ إلا إليه، لا يتعلق بنبي ولا ولي ولا يعلق حلقة ولا صدفة ولا ودعة، لا يذبح تقربًا إلا لله، لا يذبح لجن ولا لقبر ولا لحجر ولا لشجر لا ينذرُ إلا لله، لا ينذر لنبي ولا لولي، بل يعبد الله وحده، ولا يصرف شيئًا من العبادة لغير الله، قال تعالى: ﴿ وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 92].

من علم أن له ربًّا اطمئن إلى رزق الله، كان الحسن البصري-رحمه الله- يقول: "علمتُ أن رزقي لن يأخذه غيري فاطمئن قلبي، عندما تعلم أن الرزق بيد الله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 58]، وأنه لا يملك لك أحد رزقًا ولاضرًّا ولا نفعًا، تطمئن نفسك ولا تتعلق بأحد غيره، لا بمدير ولا بوزير ولا برئيس ولا بأب ولا بزوج، ولا يضطرب قلبك عند حصول أزمات اقتصادية أو عند غلاء الأسعار كبعض الناس قد يصابون بصدمات نفسية وعصبية عند تغير أسعار البورصة مثلًا، وأحيانًا يصل ببعضهم إلى أن يموت من الصدمة أو يقتل نفسه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

لا تخف ولا تحزن إن الله معنا، الله ربنا إذن لن يضيعنا، مثل الطفل الصغير- ولله المثل الأعلى- لا يقلق إذا كان له أب، فكيف بالعبد إذا كان له ربٌّ عظيم.

من أيقن أن له ربًّا قَوِيَ قلبُه بالله في مواجهة المخاوف والمخاطر؛ لأنه يعلم أن أحدًا لا يملك له ضرًّا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا؛ لذلك لا يكون مضطربًا ولا خائفًا كمن يخافون من الظلام أو من الأولياء أو من الجن والشياطين.

الغلام في قصة أصحاب الأخدود، يقول للملك: لستَ بقاتلي، لا تملك أن تقتلني؛ لأنه كان يركن الإنسان إلى ربِّه ويأوي إلى ركن شديد.
من علم أن الله هو الرب المالك، يعلم أن نفسَه وسمعَه وبصرَه وجوارحَه وأعضاءَه هي ملكٌ لله وحده، يعلم أنه عبدٌ لله، مخلوقٌ مربوبٌ لله، فلا يعصي الله- عز وجل- بهذه الأعضاء وهذه الجوارح، ((من كان بالله أعرف كان منه أخوف، وعن معصيته أبعد، ولطاعته أقرب)).


من علم أن الله هو الربُّ السيد الآمر الناهي المُطاع، رضي بأحكامه، وتحاكم إلى شرعه، قال تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].

هذا هو منتهى الانقياد لأحكام الله، ظاهرًا وباطنًا، ألا يكون في النفس منها حرج، أحكام الزواج، أحكام المواريث، الحدود، العبادات، المعاملات وجميع الأحكام.

ربوبية الله- عز وجل- ربوبية عامة لجميع الخلائق، يخلقهم ويرزقهم ويهديهم لما فيه مصالحهم وبقاؤهم في الدنيا، وربوبية خاصة بأوليائه وأصفيائه، يُرَبِّي قلوبَهم بالإيمان، ويوفقهم لكل خير، ويعصمهم من كل شر، يُرَبِّي قلوبهم على محبته وخشيته، على رجائه ومخافته حتى المصائب وأنواع المحن هو تربيةٌ لقلوبنا، يا رب ربِّ قلوبَنا على الإيمان بك والتصديق بوعدِك حتى تطمئن قلوبنا، وتسكن أرواحنا، وتقر أعينُنا، ونعيش حياةً مستقرةً مطمئنة.

ومن آثار الإيمان باسم (الرَّبّ):
استشعار أثر هذا الاسم في كل ما يحصل حولك، وأنا أتحدث إليكم الآن نستشعر أثر اسم (الرَّبّ)، أن الله تعالى خلقنا جميعًا من نفسٍ واحدة وأشباه مختلفة، ورزق كلَّ واحدٍ مِنَّا رزقًا، علَّمنا هذا الاسم العظيم من أسمائه تعالى،ويَسَّرَ لنا هذه الكلمات، وأنه تعالى يُدَبِّرُ لنا كلَّ أمورِنا، عندما نرى السماء التي فوقنا والأرض التي تحتنا، عندما يأتي الليل ويذهب النهار، عندما تشرق الشمس ويختفي ضوء القمر، عندما ينتهي الشتاء ويبدأ الصيف، أستشعر اسم الله الرَّبّ، عندما أرى مولودًا جديدًا أو طفلًا صغيرًا، أو أسمع: (مات فلان، ولِدَ فلان، عُزِل فلان، مَرِضَ فلان، نجا فلان)، أستشعر اسم الله الرب عند طعامي وشرابي، ونومي وکلامي وعباداتي وكلِّ أحوالى، ليس لي ربٌّ سواه.

أيُّها الإنسان، إن لك ربًّا خالقًا بارئًا مصوِّرًا مبدعًا رازقًا مالكًا سيدًا، خلقك من عدم وغمرك بالنعم، كنت ميِّتًا فأحياك، هالكًا فنجَّاك، مبعثرًا فركَّبك، فقيرًا فأغناك، وربَّاك وكفاك، ﴿ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 14].

[1] أخرجه مسلم (479)، من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.
[2] صحيح أبي داود (4955).
[3] صحيح مسلم (34).
[4] صحيح مسلم (2664).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.50 كيلو بايت... تم توفير 2.13 كيلو بايت...بمعدل (2.89%)]