|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
قيمة إسلامية حثَّ عليها القرآن الكريم والسُنَّة النبوية – الجودة الشاملة في مؤسساتنا
قيمة إسلامية حثَّ عليها القرآن الكريم والسُنَّة النبوية – الجودة الشاملة في مؤسساتنا التعليمية
في عالم يشهد تنافسيةً شديدةً في قطاع التعليم، يزداد الاهتمام بمفهوم إدارة الجودة الشاملة بوصفه أداة لتحقيق التميّز التعليمي، ودفع عجلة التحسين المستمر، ومفهوم الجودة يعد مفهومًا أصيلاً في شريعتنا الإسلامية وهو حاضرٌ في كل تعاليم الإسلام بمضامينه؛ حيث يُمثّل قيمة إسلامية حثَّ عليها القرآن الكريم والسنة النبوية، قال الله -تعالى-: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: « إنَّ اللهَ -تعالى- يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ»؛ ولذلك فالمقصد الرئيس من مصطلح الجودة الشاملة في العملية التعليمية يرمي إلى تصحيح المسار التعليمي والتربوي؛ بحيث يتم في غاية من الإتقان وفق معايير تربوية ضرورية لرفع مستوى جودة المنتج التعليمي بأقل جهد وكلفة، محققا الأهداف التربوية التعليمية والمجتمعية. ورغم أن معايير الجودة العالمية ربما تختلف من دولة إلى أخرى وفق آلياتها، إلا أنها تلتقي جميعها في العديد من المواصفات والمقاييس التي لا تحيد عنها المنظومة التعليمية؛ حيث الجميع يهتم بمواصفات الخريجين من المدارس ونتائج تحصيلهم الدراسي عبر مختلف المراحل، والقدرة على تجاوز كل المشكلات والمعوقات التي قد تعترض مسار تجويد العملية التعليمية. أولاً: مفهوم جودة التعليم تمثّل جودة التعليم مقياسًا لتقييم مدى فعّالية وفاعلية العملية التعليمية في تحقيق أهدافها المعرفية والتنموية، يتضمن ذلك: جودة المناهج الدراسية، وكفاءة المعلمين، وطرائق التدريس وتوفير بيئةٍ وموارد تعليميةٍ كافيةٍ مناسبة، مع متابعة أداء المتعلمين وتقييمهم؛ لضمان وصولهم إلى أعلى مستويات التعلّم والتطور الشخصي والأكاديمي. ثانيًا: أهمية الجودة مع استمرار المؤسسات التعليمية في التطور، أصبح من الضروري تنفيذ أنظمةٍ قويةٍ لإدارة الجودة في مؤسساتنا التعليمية، ونذكر هنا عددًا من النقاط التي تبين أهمية هذا الأمر:
ثالثًا: متطلبات تحقيق الجودة (1) الوعي بمفهوم إدارة الجودة الشاملة: من خلال إدراك جميع منتسبي المؤسسة التعليمية بأن الجودة هي معيار لتقديم الخدمات بأفضل أسلوب وأحسن نوعية لتحقيق رضا المستفيد الداخلي (منتسبي المؤسسة التعليمية والطالب)، والمستفيد الخارجي (ولي أمر الطلاب والمجتمع عموما) من خدمات المؤسسة التعليمية. (2) دعم القائد التربوي للمؤسسة التعليمية وقناعته: قناعة القائد التربوي للمؤسسة التعليمية بفلسفة الجودة الشاملة يؤدي إلى دعمه لها من خلال تهيئة المناخ التنظيمي الذي يجعلهم يؤدون أعمالهم وفقًا للمعايير المحددة وبحماس متأثرين بالقائد. (3) الاهتمام بالمستفيدين: يعد إرضاء المستفيد (الداخلي والخارجي) من مرتكزات الجودة الشاملة، ويقاس به نجاح المؤسسة التعليمية أو فشلها، ولتحقيق الجودة ينبغي للمؤسسة التعليمية توفير متطلبات المستفيدين، والتعرف على مدى رضائهم وسعادتهم بالخدمات التي تقدمها المؤسسة التعليمية، مع تطلعاتهم المستقبلية. (4) مشاركة منتسبي المؤسسة التعليمية. (5) تدريب منتسبي المؤسسة التعليمية: يعد التدريب محور التطوير المهم لجميع العمليات، وهو يُمكّن جميع العاملين بالمؤسسة التعليمية من القيام بأعمالهم بنجاح محققين بذلك جودة الخدمة، نظرًا لحاجة العاملين إلى اكتساب المهارات بصفة مستمرة نتيجة للتغيير المطرد في احتياجات العمل والتطور التقني، وينبغي ملاحظة أن يكون التدريب شاملاً لجميع منتسبي المؤسسة التعليمية وفقاً لاحتياجاتهم الفعلية. (6) التحسين المستمر: إنَّ الرضا والاستحسان للخدمة من قبل المستفيدين من الأمور غير الثابتة؛ فالرضا عامل متغير باستمرار، وحتى نحقق مفهوم إرضاء المستفيدين يجب أن نعمل على استمرار تحسين الأداء وتطويره مهما بلغت الكفاءة والفعالية الحالية؛ فالجودة سباق له بداية ولكن ليس له نهاية. (7) التحفيز: المتطلبات السابقة لا يمكن تحقيقها في غياب الحوافز التي تدفع العاملين وتوجههم إلى إدارة الجودة الشاملة، فالحوافز قوى خارجية تؤثر بطريقة أو بأخرى في السلوك الإنساني، وتتبنى إدارة الجودة الشاملة الحافز الجماعي لتأكيد المشاركة والتعاون بين جميع العاملين. رابعًا: عناصر نجاح تطبيق الجودة هناك سبع عناصر في حال توفرها تؤكد نجاح الجودة الشاملة في المؤسسة التعليمية، وتتمثل هذه العناصر بما يلي: 1- «فلسفة» واضحة تؤمن بها المؤسسة التعليمية ومنتسبوها. 2- رؤية محددة ومعلنة تشير إلى الطموح المراد الوصول إليه. 3- خطة استراتيجية تلبي احتياجات المستقبل ويمكن تطبيقها. 4- مهارات العاملين ملبية لاحتياجات العمليات التربوية والتعليمية. 5- موارد مالية وبشرية ملبية للمتطلبات. 6- مكافآت مالية ومعنوية لتحفيز العاملين. 7- تنظيم إداري يحقق متطلبات الجودة الشاملة. خامسًا: معوقات تطبيق الجودة على الرغم من النجاحات التي حققتها بعض المؤسسات التربوية التي تتبنى إدارة الجودة الشاملة، نجد أن هناك مؤسسات تربوية أخرى لم تستفيد من كامل مميزات إدارة الجودة الشاملة، وقد يكون السبب في ذلك ظهور مجموعة من الصعوبات التي أعاقت النجاح ولعل من أبرز تلك المعوقات ما يلي:
سادسًا: توصيات لجودة المؤسسة
آراء المختصين والخبراء أسس تحقيق جودة التعليم وعن أهم الأسس والمقومات التي يمكن من خلالها تحقيق مفهوم الجودة الشاملة في مؤسساتنا التعليمية والتربوية، قال الموجه العام السابق ورئيس جمعية الماهر بالقرآن الشيخ: جاسم المسباح: هناك العديد من النقاط التي يجب تطبيقها حتى نصل إلى الجودة المطلوبة وهي كالتالي:
أهمية التحول الرقمي في جودة التعليم من جانبه أكد الخبير التربوي د.سالم الحسينان أن من أهم الأسس في الارتقاء بالعملية التعليمية وتحقيق الجودة الشاملة فيها، هو تحقيق التحول الرقمي؛ ففي عصر الذكاء الاصطناعي، لم يعد من الممكن الاستغناء عن التكنولوجيات الرقمية في مجال التعليم، لكن الاستفادة المثلى من الطفرة الرقمية يقتضي العمل على تمكين المتعلمين من الاعتماد أكثر فأكثر على أنفسهم، واكتساب مهارات التعلم الذاتي مع الثقة أكثر في استخدام التكنولوجيا الرقمية؛ لذلك فإن التحول الرقمي في التعليم أصبح ضرورة حتمية لمواكبة التطور السريع وتحسين جودة التعليم وتحقيق أهدافه بفعالية. مفهوم التحول الرقمي وأضاف الحسينان، التحول الرقمي في التعليم معناه توفير بيئة تعليمية متطورة ومبتكرة، ويشمل هذا التحول استخدام الأجهزة الذكية، والتطبيقات التعليمية، والمحتوى الرقمي التفاعلي، والتعليم عن بُعد، وتقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، كما يستهدف التحول الرقمي تعزيز مهارات التفكير النقدي والتحليلي لدى الطلاب، وتمكينهم من التعلم بأساليب مبتكرة، تجعل التعليم أكثر متعة وفاعلية. الجودة وانعكاسها على نجاح المؤسسات التعليمية وعن الجودة وأثرها في نجاح المؤسسات التعليمية قالت الاختصاصية النفسية والتربوية د. هيام الجاسم: إننا حين نتكلم عن الجودة الشاملة في المؤسسات التعليمية، فإننا نعني تحسين المنتج والأداء ليحقق الأهداف المرجوة من المؤسسة وفق معايير محددة، وهناك تعريفات ومصطلحات عرّف بها المختصون والباحثون الجودة الشاملة ومعاييرها، التي كانت نشأتها مع بدايات التطور والتحسين في اليابان آنذاك في مجالات الصناعة والاقتصاد، ثم استفادت المؤسسات التعليمية من مفهوم إدارة الجودة الشاملة وصار مسحوبا على كل ما يتصل بنُظُم التعليم ومؤسساته. وأضافت: من أجل نجاح تطبيق إدارة الجودة الشاملة في مؤسساتنا التعليمية لابد من التهيئة المسبقة للبيئة التعليمية وثقافتها وطبيعتها التي سيطبق بها نظاما من نظم الإدارة الحديثة؛ ونتساءل استغرابا هل هي بيئة تعليمية مهيّأة لتطبيق أحد نُظم الإدارة الحديثة في واقعنا التعليمي؟ النموذج الياباني ثم تحدثت الجاسم عن نجاح اليابان في تطبيق إدارة الجودة الشاملة على مختلف مؤسساتها؛ فبينت أنَّ البيئة ذاتها والمحيطة بها، ذات طبيعة مهيّأة، تستقبل نظام إدارة الجودة الشاملة وكذلك تدريب أفرادها والعاملين عليها، وتغيير الثقافات السائدة حول التعلم والتعليم، وتداول معالجة أزماته ومشكلاته، والتفكيك من تعقيداتها قبل البدء بنظام الجودة الشاملة، فقبل البدء بممارسة إدارة الجودة الشاملة وتطبيقاتها في المؤسسات التعليمية يجدر البدء في التهيئة المسبقة والتمهيد للبيئة التعليمية التعلمية وإعداد الفرد القائم على العملية التعليمية ، حتى يتسنى للمسؤولين تعميم إدارة الجودة الشاملة على قطاع التعليم لتتحقق ضمانة نجاح تلك الإدارة وتطبيقاتها في المحيط التعليمي، فكم من نظم تعليم اقتبسناها ممن سبقونا بها ثم إذا بنا نكتشف أنها محطات تجارب ومختبرات يخضع بها الطلاب إلى معالجات! ولكن ومع مرور الزمن نضطر لاستبدالها؛ لأننا اكتشفنا عيوبها وأضرارها! مشكلات المؤسسات التعليمية من ناحية أخرى يجدر التوقف عند قضية ذات أهمية كبرى وتساؤل كبير، هل يا ترى الأزمات والمشكلات في مؤسساتنا التعليمية قد تم تفكيكها والتخلص منها ومعالجتها إلى درجة عالية من المعالجة التي تجعل المؤسسات التعليمية مستعدة لأن تُدار بنظام الجودة الشاملة؟ من الخطأ أن نكون تبعا لغيرنا، كلما ابتكروا نماذج لتحسين الأداء والمخرجات سارعنا للركض خلفهم نستقصد استخدام نماذجهم للتحسين، لعلها تحقق أهداف التعليم! وبعد ذلك نكتشف أننا (لا طبنا ولا غدا الشر)، هذا مثل ويعني: (أن الحالة على ما هي عليه لم تتغير)، إنّ ذلك لا يصح ولا ذاك الركض سينجح، فكيف نرتقي إلى تطبيق نماذج من الإدارات الحديثة من قبل الخلاص من التعقيدات المركبة ذات التراكم السلبي عبر سنين مضت. أزمات التعليم منذ الستينيات أنا عندما أقرأ كتابا عن أزمات التعليم منذ الستينات، وأرقب الواقع الحالي في زماننا هذا، أجدها لا زالت هي هي لم تتغير، مع تطور وتحسّن طفيف لا نضمن معه تحسين المنتج ولا تحسين المخرجات؛ لذلك قبل أن نفكر بتطبيق نظم الإدارة الحديثة ونظرياتها لابد من توفير البيئة المستقبلة لتلك النظم وتهيئة أفرادها على كيفية ممارستها. مفهوم الجودة الشاملة إدارة الجودة الشاملة أسلوب إداري حديث ذو فلسفة واضحة، يعمل على إيجاد بيئة مناسبة لتحسين مهارات العاملين ومراجعة آليات العمل باستمرار باستخدام جملة من الوسائل والعمليات تحقق أعلى درجة ممكنة من الجودة والتميز في الأداء للوصول إلى مخرجات ترضي المستفيدين. أهمية إدارة الجودة الشاملة تأتي أهمية الجودة الشاملة كونها منهجا شاملا للتغيير، أبعد من كونها نظامًا يتبع أساليب مدونة بإجراءات وقرارات؛ لذلك فهي تنظر إلى ما يقدم من خدمات نظرة كاملة؛ بحيث تؤلف الجودة المحصلة النهائية لجهود العاملين، وتسهم في تحسين الروح المعنوية وتنمية روح الفريق والإحساس بالفخر والاعتزاز. التحصيل الأكاديمي والمعرفي العودة للمدارس فرصة ثمينة لتحقيق التحصيل الأكاديمي والمعرفي، وترسيخ القيم والمبادئ الإسلامية، وهي مسؤولية عظيمة تقع على عاتق الآباء والمعلمين والمجتمع كله؛ ولذلك يجب علينا جميعًا أن نعمل من أجل توفير بيئة تعليمية صحية ومحفزة للأبناء، تساعدهم على تحقيق أهدافهم وطموحاتهم، وعلى تنمية شخصياتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وفق أطر منطقية، ومراحل مدروسة تناسب الفئات العمرية المختلفة. جودة التعليم ركيزة أساسية في التقدم يظهر بوضوح أن جودة التعليم تمثل ركيزة أساسية في بناء مجتمعات متقدمة ومستدامة، لذا يجب التأكيد على أهمية استثمار الموارد والجهود في تطوير جودة التعليم وتعزيزها؛ حيث تعد رافدًا حيويا لتحقيق التقدم والنمو الشامل، وتأهيل الأجيال القادمة لمواجهة التحديات وحل المشكلات والتعلم مدى الحياة.اعداد: وائل رمضان
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |