أهمية الشعور بالمسؤولية وتحملها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         خطبة عيد الأضحى 1445هـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          خطبة عيد الأضحى 1436 هـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          طريقة عمل كيك الموز بخطوات ومكونات خفيفة.. حلويات تنفع للعيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 102 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح البشرة قبل عيد الأضحى.. خطوات بسيطة وآمنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 91 )           »          فضائل يومي عرفة والنحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 120 )           »          حكم تغطية وجه المحرم والمحرمة بالكمامات الطبية وعند النوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          الظلال الشرفة في الفضائل العشرين ليوم عرفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          بعض أحكام الأضحية والهدي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 85 )           »          يوم الرحمة والعتق والتجلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 112 )           »          حتى يكون حجنا مبرورا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 113 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-05-2024, 06:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,491
الدولة : Egypt
افتراضي أهمية الشعور بالمسؤولية وتحملها

محاضرات منتدى تراث الرمضاني الرابع – أهمية الشعور بالمسؤولية وتحملها


  • الهواري:
إننا في حاجة لتعلم ديننا لننجح في توريثه بالمفهوم الصحيح للأجيال القادمة لأن الباطل يريد أن يحول بيننا وبين توريثه بمفهوم السلف الصحيـح لهــذا الدين عقيدة وشريعة ومنهاجًا
  • إننا في حاجة لتعلم ديننا لنكون قادرين على الرد على الشبهات التي يلقيها أعداؤه وحاقدوه وحاسدوه لأنهم لن يكفوا عن طرح الشبهات وتضخيمها وتنفير الناس من خلالها
  • الشعور بالمسؤولية هو علم العبد أنه مكلف بواجبات وحقوق هي في مقدوره وفي وسعه منها العينية ومنها الكفائية
  • من أعظم المسؤوليات تجاه الرب سبحانه وتعالى أن تتعرف عليه من خلال أسمائه الحسنى وصفاته ومن خلال معاني ربوبيته لتصل لقدر التعظيم المطلوب له سبحانه وتعالى
  • لن نستطيع تحقيق الشعور بالمسؤولية تجاه الرب تعظيما وإجلالا وتقديسا له سبحانه وتعالى إلا إذا أدركنا مسؤوليتنا تجاه أنفسنا والقيام عليها على نحو صحيح
  • البديل لعدم الشعور بالمسؤولية هو الفوضوية والعشوائية والغفلة وعدم اهتمام بالواجبات سواء العينية أم الكفائية
  • مما يحفزنا على تحمل المسؤولية كما ينبغي حجم الفتن التي لا تخفى علينا وتموج كموج البحر في ظل غلبة الجهل المنتشر بين عموم الناس
  • فارق كبير بين الشعور بالمسؤولية وبين تحملها على وجه الحقيقة فقد يشعر الكثير منا بالمسؤولية
ما زلنا في استعراض محاضرات منتدى تراث الرمضاني الرابع؛ حيث المحاضرة الخامسة من محاضرات المنتدى التي كانت بعنوان: (أهمية الشعور بالمسؤولية وتحملها) التي قدمها الشيخ: شريف الهواري، (عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية في مصر)، الذي أكد -في بداية محاضرته- أن هذا المفهوم لو نجحنا في إعادة معانيه مع تحملها بالمفهوم الصحيح، لكانت سببًا لعودتنا، وارتقائنا أفرادا وأسرا، ومجتمعات وأوطانا وأمة بأسرها بإذن الله -تبارك وتعالى.
ثم بين الهواري أن هناك فارقا كبيرا بين الشعور بالمسؤولية وبين تحملها على وجه الحقيقة؛ فقد يشعر الكثير منا بالمسؤولية، كأن يقول أرى والله حجم التحديات والمخاطر، وعِظَم حجم الفتن، وحجم الأزمات والمؤامرات، وحجم الانحراف والفساد، وحجم الكيد والمكر، ويقول نحن في خطر، والأسرة في خطر، والمجتمع في خطر، والوطن في خطر، والأمة في خطر، هذا قد يكون شعورا لدى كثير من المسلمين، لكن السؤال: من يتحمل المسؤولية ويؤدي دوره على الوجه المطلوب؟ هؤلاء لا شك قلة.
تعريف المسؤولية
ولذلك نحن نُعَرّف الشعور بالمسؤولية مع تحملها معا، بتعريف بسيط ورائع وجميل جدا، باختصار شديد، الشعور بالمسؤولية له تفسير عند السلف، وله معان تطبيقية رائعة وعظيمة، قالوا: الشعور بالمسؤولية علم العبد أنه مكلف بواجبات وحقوق، هي في مقدوره، وفي وسعه، منها العينية ومنها الكفائية، وأنه عنها مسؤول وعليها محاسب بين يدي المولى -تبارك وتعالى-، فيوَلّد هذا لديه طاقة إيجابية، تقوم بمثابة قوة الدفع الذاتية، فيؤدي الأداء المتميز خوفا من اللوم والعتاب والعقاب والعذاب»، هذا معنى الشعور بالمسؤولية. وقالوا: الشعور بالمسؤولية وتحملها من أعظم أسباب الوصول إلى القمة، أي إلى قمة المثالية، والتميز والارتقاء، ومن أقصر الطرق لتحقيق الأهداف، وتحقيق المصلحة والمنفعة، وكذا النجاح والفلاح بالدنيا والآخرة، وعلى الوجه الآخر، عدم الشعور بالمسؤولية، مع تحملها من أعظم أسباب الفشل والسقوط والخيبة والخسران، وضياع الأهداف والمنافع والمصالح، فالبديل لعدم الشعور بالمسؤولية، فوضوية، عشوائية، كسل وغفلة، وتبلد في الأحاسيس والمشاعر، أي لا مبالاة وعدم اهتمام بالواجبات سواء العينية أم الكفائية، ومن ثم خطر عظيم على الجميع.
لماذا الشعور بالمسؤولية؟
نضع هنا معنى تحفيزيا يحفزنا لإدراك قيمة الشعور بالمسؤولية مع تحملها على نحو صحيح، أولا من أمرك بذلك؟ هو المولى -عز وجل-؛ فقد أمرك بأن تشعر بالمسؤولية وبأن تتحمل المسؤولية، ووعدك على أداء ذلك بالأجر العظيم، وبالشرف الكبير، وتوعد على ترك ذلك بالتوبيخ والتأنيب وكذا تعريض الإنسان نفسه للعذاب وللأخذ الشديد؛ لذلك علينا وضع هذه المعاني أمام أعيننا؛ مما يحفزنا على الشعور بالمسؤولية وتحملها.
الأسوة والقدوة
أيضًا أن تعلم أن الأسوة والقدوة التي أمرنا بالتسليم لها وهو النبي - صلى الله عليه وسلم - والسير وفق منهجه الذي ارتضاه -تبارك وتعالى- لنا، فقد أمرنا بالشعور بالمسؤولية، وبأن نتحملها ونؤدي دورنا على أكمل وجه إبراءً لساحتنا وذمتنا، وهذا ما وردت به الأدلة «كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته»، فهكذا نحن مسؤولون مسؤولية كاملة بين يدي المولى -تبارك وتعالى-، وكلنا على ثغر من ثغور الإسلام فليحذر كل منا أن يؤتى الإسلام من قِبله.
الخوف من عدم الاستعمال
قالوا أيضا مما يحفز على تحمل المسؤولية، إن لم تكن مستعملا في هذا الدور على نحو صحيح، فأنت غالبًا مستبعد، والمستبعد حتما سيستبدل ويؤتى بغيره فيؤدي دوره على الوجه الأكمل، فلا تضيّع هذه الفرصة لتنضم لقائمة الشرف العظيمة.
جهود حملة الباطل
قالوا مما يحفز أيضًا على تحمل المسؤولية، أن نوقن بأن حملة الباطل يعملون لنصرة باطلهم، يواصلون الليل بالنهار دون كلل أو ملل، يبذلون الجهود والطاقات والأموال والأوقات وسائر الإمكانيات لنصرة باطلهم الذي لا يخفى عليك أنه باطل، فأنت والله أولى بذلك منهم، أولى بأن تشعر بالمسؤولية وتتحملها للحق الذي تشرف بحمله، وتقوم بنشره وبالدفاع عنه، ولذلك أتذكر قول عمر - رضي الله عنه -: اللهم إني أعوذ بك من جَلَد الفاجر، وعجز الثقة، عجيب أن يكون الفاجر لديه جَلَد يعني مواصلة ومثابرة على نصرة باطله، وأن صاحب الحق يتراخى، أو قل: محبط ومنهزم نفسيا كأنه يرى ألا عودة، وألا قدرة على أداء هذه المسؤوليات، وهذا ولا شك طعن في التشريع؛ لأن الله -عز وجل- أخبر بأنه لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولا تكليف إلا بمقدور كما في القاعدة الشرعية التي نحفظها جميعا؛ لذلك قالوا: يكفيك أن يكون لديك شعور أنك إن لم تؤد هذه المسؤولية على نحو صحيح بتحملها التحمل الصحيح، أنك ستعرّض نفسك للوم والعتاب والعقاب والعذاب، على تركك لمسؤولياتك التي كُلّفت بها، وهذا من الخطر بمكان.
ماذا نعني بالشعور بالمسؤولية؟
المهم عندنا أن ننتبه لهذا المعني وهو ماذا نعني بالشعور بالمسؤولية وتحملها؟
أولا: المسؤولية تجاه الرب -سبحانه وتعالى
من المعاني المهمة جدا في المسؤولية، هي المسؤولية تجاه الرب -سبحانه وتعالى-، فمن أعظم المسؤوليات تجاه الرب -سبحانه وتعالى- أن تتعرف عليه من خلال أسمائه -سبحانه وتعالى- الحسنى وصفاته، ومن خلال معاني ربوبيته، والهدف من ذلك أن تصل لقدر التعظيم المطلوب له -سبحانه وتعالى- وهذا من خلال استعراض كيف خَلَقك وفَضّلك وكرّمَك، وأسبغ عليك النعم الظاهرة والباطنة، وسخر لك ما في كونه، وأخدمك حتى ملائكته، ومنّ عليك بالمثال وبالمنهج، وبيّن لك طبيعة الطريق، وحقيقة الصراع بين الحق والباطل؟
المسؤولية العظمى
فالمسؤولية العظمى أن تسعى أولا أن تكون معظما لربك ومجلا وموقرا ومقدرا له -سبحانه وتعالى- من خلال تفعيل هذه العقيدة في قلبك؛ لأن هذا هو المطلوب، حينما تشعر بهذا المعنى، لا شك ستكون سامعا ومطيعا له -سبحانه وتعالى-، ولا شك ستكون ناشرا لهذا المعتقد فيه، ومعظمًا له بين الناس، ومنافحا ومدافعا عنه؛ لأنه الأهم في هذا الصراع القائم بين الحق والباطل، والمحاولات المتكررة والمستمرة لطمس معالم هذا القدْر الذي يوَلّد التعظيم، ويوَلّد -بعون الله وتوفيقه- الاستجابة، والخضوع، والانقياد، والتسليم التام، وأن تكون -كما قلنا- رهن الإشارة وطوع الأوامر؛ لذلك أين أنت من مسؤولياتك تجاه الرب -سبحانه وتعالى-؟ وكيف تؤدي هذه المسؤولية على الوجه المطلوب؟
المسؤولية تجاه النفس
من الحقائق المهمة أنك لن تستطيع تحقيق الشعور بالمسؤولية تجاه الرب تعظيما وإجلالا وتقديسا له -سبحانه وتعالى-، إلا إذا أدركت هذه المسؤولية تجاه نفسك والقيام عليها على نحو صحيح؛ فالنفس هي التي ستقوم بسائر المسؤوليات الأخرى على نحو صحيح؛ لذلك عليك أن تتعرف على نفسك، المولى -عز وجل- أرشدك أن منها أمّارة ومنها لوّامة ومنها مطمئنة، وأنها تحتاج في كل وقت إلى ترويض، وإلى تزكية، وتصفية، وتخلية، وتحلية، وتحتاج إلى محاسبة، وتحتاج إلى مجاهدة مستمرة بلا انقطاع من خلال هذا المنهج المبارك، تتعرف عليها لتنجح في قيادتها وسياستها.
سياسة النفس
كيف تساس الغرائز التي رُكّبَت فيك؟ كيف تُساس الجوارح التي أنعم بها عليك، المسلم إذا تعلم فن سياسة الغرائز بمنهج من خلقها ونجح في توظيفها التوظيف الصحيح، عادت عليه بالنفع في الدنيا والآخرة، أما إذا أطلق لها العنان، لا شك ستنحرف به وتسقط به في شباك الشيطان وشراكه والعياذ بالله -تعالى-، كذا الجوارح إذا قيدت، أو إذا سيست بمنهج مَن خلقها، كانت بفضل الله -عز وجل- روافد لتقوية الإيمان وتغذيته، وطيب النفس، والارتقاء بها؛ لذلك السلف يقولون: يا مسكين تعلم فن سياسة الغرائز، وفن سياسة الجوارح بمنهج من خلقها وامتن بك عليها لتنجح في أداء سائر المسؤوليات، وأدِّ دورك فيها على النحو الأكمل؛ لذلك إذا نجحنا في تعلم فن سياسة النفوس ستكون فعلا رهن الإشارة، وطوع الأوامر، وستؤدي المسؤوليات كاملة للرب -سبحانه وتعالى-، ولسائر المسؤوليات الأخرى.
ثانيًا: المسؤولية تجاه الدين
أول ما نقدم بعد حق الرب -سبحانه وتعالى- وتأهيل النفس لتؤديه وتؤدي ما بعده، المسؤولية وتحملها تجاه هذا الدين، أولا- نريد أن نتفق أن الدين أعظم شيء في حياة المسلمين، معَظّم ومقَدّر وموَقّر؛ لأن الله ارتضى أن يُعبد به -سبحانه وتعالى-، {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}؛ ولذلك للدين مكانة عظيمة جدا في حياتنا، عقيدة، وشريعة، وكتابا، وسنة وفهما سديدا صحيحا، للكتاب والسنة، أعني به فهم السلف الصالح -رضي الله عنهم وأرضاهم.
المسؤولية تجاه الدين كله
المعنى هنا المسؤولية تجاه الدين كله، عقيدة وشريعة، لابد إذا أردت أن تحقق هذه المسؤولية على نحو صحيح، بتحملها التحمل الصحيح، أن يكون الدين أحب إليك من نفسك وولدك ومالك والناس أجمعين، وأن تدخل في هذا الدين دخولا كليا {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً}، وأن تبذل الغالي والثمين من أجل تعلّم علوم هذا الدين، عقيدة وشريعة، من مصادرها المعتمدة بفهم السلف الصالح -رضي الله عنهم وأرضاهم-، لماذا؟ كي تنجح في تطبيق هذا الدين، أولا على نفسك ودعوة الناس للتطبيق الصحيح له كما ينبغي.
لتكون حارسًا أمينًا عليه
أيضا تتعلم هذا الدين عقيدة وشريعة لتكون حارسا أمينا عليه؛ لأنه مستهدف، والباطل يحاول أن يطعن عليه بقوة، أنت تعلم أن الباطل يعمل جاهدا لتغييب الدين، ولتغريبه، لاختراق الدين، بإلصاق ما ليس به فيه، لتنفير الخليقة منه، حتى لا يكون للدين سلطان ولا قدسية، ولا أمر، ولا نهي، ولا قيادة، ولا سمع ولا طاعة، هذا ما يعمل عليه الباطل الآن، فلابد أن تتعلمه أنت لتكون حارسا أمينا لتنجح في عرضه بالطريقة المثلى الآثرة المؤثرة.
الرد على الشبهات
تتعلّمه لتكون قادرا على الرد على الشبهات التي يلقيها أعداؤه، وحاقدوه، وحاسدوه، وشانئوه؛ لأنهم لن يكفوا عن ذلك بطرح الشبهات وتضخيمها، وتنفير الناس من خلالها، فمن للدين إلا من تعلم الدين، ليستطيع الرد على الشبهات، والتأصيل والتنظير، وإفحام كل خصوم الدين، وبيان عظمة الدين، وأنه من عند رب العالمين -سبحانه وتعالى؟ هذا معنى مهم جدا ينبغي أن يكون حاضرا عندك للوهلة الأولى.
حجم الفتن والمخاطر التي تحيط بالأمة
مما يحفزنا على تحمل المسؤولية كما ينبغي حجم الفتن التي لا تخفى علينا، التي تموج كموج البحر بل كقطع الليل المظلم، في ظل غلبة الجهل بين كثير من المسلمين، وحجم التحديات والمخاطر، وحجم المؤامرات والأزمات، وحجم المكر والكيد لهذه الأمة، من استهداف الأُسَر، واستهداف المجتمعات، واستهداف الأوطان، واستهداف الأمة وهويتها، إلى آخر هذه المعاني، أليست هذه كافية لنغار ونؤدي دورنا على أكمل وجه، وننضم بذلك إلى من ساروا على هذا الطريق من قبلنا من الأنبياء والرسل، ومن سار على دربهم ونهجهم؟ فقد كانوا مثالا يحتذى في الشعور بالمسؤولية مع تحملها وأدائها الأداء الأمثل.
توريث الدين بالمفهوم الصحيح
إننا في حاجة لتعلم الدين لننجح في توريثه بالمفهوم الصحيح لمن بعدنا من الأجيال القادمة؛ لأن الباطل يريد أن يحول بيننا وبين توريث الدين بمفهوم السلف، بالفهم الصحيح لهذا الدين عقيدة وشريعة، ولذلك ينبغي علينا أن نعرف أن هذه المسؤولية من أعظم المسؤوليات بعد حق الرب -سبحانه وتعالى- وتأهيل النفس، فلابد أن يكون للدين مكانة عظيمة في قلوبنا، نتحملها بمصداقية، ونؤديها بأمثل طرائق الأداء؛ لأننا سنسأل بين يدي المولى -تبارك وتعالى- لماذا لم نؤد على النحو الذي أراده لنا -سبحانه وتعالى؟ وهذا من الأهمية بمكان.

اعداد: الفرقان

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 23-05-2024 الساعة 12:24 AM.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30-05-2024, 12:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,491
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أهمية الشعور بالمسؤولية وتحملها

محاضرات منتدى تراث الرمضاني الرابع – أهمية الشعور بالمسؤولية وتحملها – 2


- الهواري:
  • من مسؤولياتنا تجاه السنة النبوية الدفاع عنها وألا نقدم عليها شيئًا وأن نسعى لإبراز مكانتها وبيان أهميتها وأنها طريق العز والنجاة في الدنيا والآخرة
  • مسؤوليتنا تجاه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم يعني اتباع فهمهم للقرآن الكريم والسنة النبوية عقيدة وشريعة
  • الصحابة رضوان الله عليهم هم الذين حملوا الرسالة مع النبي صلى الله عليه وسلم وجاهدوا معه وأنفقوا في سبيل الله كل غالٍ ونفيس في أوقات بالغة الأهمية في تاريخ الأمة الإسلامية
  • الأسرة هي الحصن الأول والمدرسة الأولى التي تُخَرّج لنا اللبنات الصالحة بينما الباطل حريص على اختراقها بالوسائل الممكنة
  • المرأة شريكة حقيقية للرجل وقد كرمها الإسلام ورفع من شأنها وجعل لها دورا مؤثرا في تخريج اللبنات الصالحة فأي تعطيل لهذا الدور تعطيل لإمكانيات وطاقات وجهود عظيمة جدا
  • الباطل يحاول جاهدا تأخير القرآن وعدم إعطائه القدسية اللائقة به وعدم تفعيله بوصفه منهج حياة في واقع الناس
  • الشعور بالمسؤولية تجاه السنة النبوية يلزمنا بحبها وتعظيمها والتسليم لها في جميع شؤون حياتنا
ما زلنا في استعراض المحاضرة الخامسة من محاضرات منتدى تراث الرمضاني الرابع التي كانت بعنوان: (أهمية الشعور بالمسؤولية وتحملها)، التي قدمها الشيخ: شريف الهواري، (عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية في مصر)، وقد ذكرنا تعريف المسؤولية وأهميتها، وماذا نعني بالشعور بالمسؤولية وأقسامها، وذكرنا ان أهم هذه المسؤوليات هي المسؤولية تجاه دين الإسلام الذي ننتمي إليه. واليوم نكمل ما بدأناه.
المسؤولية تجاه الوحيين القرآن والسنة
من خلال الشعور بالمسؤولية تجاه الدين، ينبغي لنا أن نعلم أننا مطالبون بتحمل المسؤولية والأداء الأمثل تجاه الوحيين المباركين القرآن والسنة، إننا أولاً في خاصة أنفسنا، أين نحن من القرآن؟ ما المسافة التي بيننا وبين القرآن؟ هل نحن معظمون ومجلون لكلام الرحمن -سبحانه وتعالى؟ وهل نحن رهن إشارته وطوع أوامره؟ وهل نحن فعلا مقبلون عليه قراءة وحفظًا وتدبرًا وعملاً ودعوة، ومستعدون للصبر والاحتساب في سبيل ما قد يقع من جراء ذلك؟ كثير من الناس لا يؤدون هذا الحق العظيم؛ ولذلك نجد الجفوة والفجوة ما بين كثير من المسلمين وبين كتاب ربهم، ولا شك أن الباطل يحاول جاهدا تأخير القرآن، وعدم إعطائه القدسية اللائقة به، وجرؤوا الناس في الطعن والتشغيب والتشويش عليه، وهذا لا يخفى.
من الذي سيؤدي حق القرآن؟
لكن من الذي سيؤدي حق القرآن؟ إلا من أَحَب القرآن وعظم القرآن وأذعن للقرآن وجعل الحب والكره على القرآن، والولاء والبراء على القرآن، والعطاء والمنع على القرآن، أذعن لكل ما جاء به القرآن، ونفذ كل ما أمر به القرآن، وابتعد عن كل ما نهى عنه القرآن، فجعله إمامه وقائدا له، ولا شك أن هذا سيميزك على الساحة، ستكون إنسانا مثاليا بالتصاقك بكتاب ربك -سبحانه وتعالى- والاستمرارية على ذلك.
المسؤولية تجاه السنة النبوية
وهذا وحده لا يكفيك، بل لابد أيضًا أن تشعر بالمسؤولية وتتحملها تجاه السنة النبوية المباركة التي هي وحي من الله -عز وجل-، وهي الوحي الثاني كما قلنا، ونحن مطالبون أيضا بحبها أكثر من أنفسنا وأموالنا، وبالتسليم لها، وأن نكون رهن إشارتها وطوع أوامرها في جميع شؤوننا ولا سيما أنفسنا، في مظهرنا، وفي بيوتنا، وفي أفراحنا، وفي أحزاننا، وفي معاملاتنا، وفي أخلاقياتنا، وفي سلوكياتنا، وفي الخلافات التي قد تقع بيننا، لابد أن نكون معظمين للسنة؛ لأن هذه أسوتنا وقدوتنا الذي ارتضاه -تبارك وتعالى- لنا {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}.
التسليم التام للسنة
والأدلة التي تأمرنا بالتسليم التام لسنة النبي -[- كثيرة لا مجال لحصرها؛ لأنها التطبيق العملي الذي ارتضاه -تبارك وتعالى-، نموذج نسير عليه في تحقيق الغاية التي من أجلها خلقنا الله -سبحانه وتعالى-، فلا سبيل إلا أن نسلّم له أنفسنا التسليم التام، ونقبل سنته الكريمة القولية والفعلية والتقريرية والتَركية الواجبة المؤكدة المستحبة.
الدفاع عن السنة والغيرة عليها
أن ندافع عن السنة بكل قوة ونغار عليها، ولا نقدم عليها شيئًا؛ لأننا نعرف قدره - صلى الله عليه وسلم - {إن هو إلا وحي يوحى}؛ لذلك علينا أن نعظّم هذا الشعور بالمسؤولية وتحملها تجاه السنة النبوية، وعلينا أن نسعى لإبراز مكانتها وبيان أهميتها، وأنها طريق العز وطريق الشرف، وطريق الخيرية، وطريق النجاة في الدنيا والآخرة، وإلا فحسبنا أن نسمع قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من رغب عن سنتي فليس مني»، «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى؛ فقالوا: من يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى». فالشعور بالمسؤولية تجاه السنة أن تكون مثالا حيا لها، وأن تصبغ حياتك بصبغة السنة، وأن تكون عنوانا لها ودالا عليها، وأن تكون مرغبا ومحببا فيها، لا أن تكون منفرا عنها، وأخشى على نفسي وإخواني «وإنّ منكم لمنفرين» لعدم الفهم الصحيح لهذه السنة.
الشعور بالمسؤولية تجاه الصحابة الكرام
إن الشعور بالمسؤولية تجاه الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- يعني اتباع فهمهم للقرآن الكريم والسنة النبوية، وتفعيلهم لهما عقيدة وشريعة، قال ابن مسعود - رضي الله عنه- واصفًا الصحابة -رضوان الله عليهم-: «من كان منكم متأسيا، فليتأسَّ بأصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأقومها هديا وأحسنها حالا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه -صلى الله عليه وسلم - وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم؛ فإنهم كانوا على الهدى المستقيم».
فضل الصحابة -رضوان الله عليهم
إن الصحابة -رضوان الله عليهم- هم الرعيل الأول الذين حملوا الرسالة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وجاهدوا معه حق الجهاد، وأنفقوا في سبيل الله كل غالٍ ورخيص في أوقات بالغة الأهمية، وفي مرحلة عظيمة القدر مع ضيق الحال وقلة ذات اليد، ومع ذلك فإنهم -رضوان الله عليهم- أجمعين قد تحملوا المشاق وكابدوا المتاعب في سبيل نصرة النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ ولعظيم أثر تلك النصرة وعموم بركتها على سائر الأمة فإن ما أنفقه واحد من أولئك الأصحاب الكرام مهما قل مقداره وحجمه فهو أعظم بركة وأثرًا وثواباً عند الله - تعالى -مما ينفقه من جاء بعدهم مهما عظم حجمه وعظمت كميته، فمد من الطعام أو نصف مد أنفقه واحد من الصحابة الكرام في سبيل الله هو أعظم أثراً وبركة وثواباً عند الله من مثل جبل أحد ذهباً ينفقه من جاء بعدهم.
{رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}
لقد زكاهم المولى -عز وجل-، ورضي عنهم؛ لأنهم رضوا عنه أولا، ثم رضي عنهم -سبحانه وتعالى- لاستجابتهم الفائقة الرائعة، المثالية النادرة، التي من سار عليها، سار على الدرب الصحيح بإذن الله -تبارك وتعالى-، ولذلك تجدون مثلا المولى -عز وجل- يزكي فهم هؤلاء الناس، ويحيل عليهم، {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا}، وقال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}، وحسبنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما شُغّبَ عليه وعلى أصحابه، أنزل الله -تبارك وتعالى- قوله -سبحانه-: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} قالوا هم الصحب الكرام.
العودة لفهم الصحابة
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»، تأمل هذا المعنى العظيم، هؤلاء نالوا هذه التزكية المباركة في القرآن وفي السنة؛ لذلك العودة لفهمهم، العودة لتطبيقاتهم، العودة لحسهم في الشعور بالمسؤولية وتحملها على نحو صحيح، فالتمسك بفهم هؤلاء من أعظم معاني الشعور بالمسؤولية في هذه المرحلة الفارقة؛ لأن عودة الفهم الصحيح للكتاب والسنة، أي فهم الصحابة، ومن سار على دربهم هو الطريق الوحيد للإصلاح. إن الباطل يريد أن يغيب عنا هذا المعنى، وأن يوجد بيننا المناهج المنحرفة التي صنعها على عينه حتى ننحرف عن الفهم الصحيح للدين. إنه لا سبيل لنا للنجاة إلا بالعود الحميد لفهم هؤلاء الكرام لهذا الدين، وكيف يُتلقى؟ وكيف يُعظّم ويُوقّر؟ وكيف يُطبق التطبيق الصحيح؟
المسؤولية تجاه الأسرة
ومن المسؤوليات المهمة الملقاة على عواتقنا، الشعور بالمسؤولية تجاه الأسرة؛ لأنها الحصن الأول، والمدرسة الأولى، التي تُخَرّج لنا اللبنات الصالحة، ونحن لا شك نعلم جيدا أن الباطل حريص على اختراق هذا الحصن المنيع، عن طريق الإعلام المرئي والمقروء والمسموع من خلال محاولات الإبهار والإغراء، أو من خلال محاولة التيئيس والتحبيط والتثبيط وإحداث الهزيمة النفسية.
الأسرة في مرمى النيران
إن الأسرة في مرمى النيران، ومن باب الأمانة والديانة لابد أن نشعر بالمسؤولية تجاه أسرنا لتأمينها من الداخل، لتكون عاملة بما سبق. لابد أن تقف -أخي الحبيب- مع نفسك، كيف حال أسرتك؟ ولعلك تشتكي كما نشتكي، إلا من رحم ربي، لذلك نريد أن نحدد هذه المسؤوليات، وندعو لتحملها كما ينبغي.
بئس الفهم والله!
الزوجة مثلا، كيف حالها عندك؟ هل هي فقط لشهواتك وطعامك وشرابك وتربية أبنائك، وانتهت القضية؟ هذا بئس الفهم والله! إن المرأة هي شريكة حقيقية لك، هي ملكة في بيتها، الإسلام كرمها ورفع من شأنها، وجعل لها دورا، وجعل لها تأثيرا، وجعل لها مسؤولية عظيمة في تخريج اللبنات الصالحة، لتكون لبنات في بناء هذه الأمة، فأي اعتداء عليها بتأخير دورها، بتقزيمها، بالطعن عليها وعلى أهليتها، هذا خطر عظيم جدا، أول الشقاق أن يتعالى الرجل على المرأة، وأن يقلل من قيمتها، وأن يأخذ الأمور السطحية التي قد تقال هنا أو هناك، ومن ثم يُعطل كم عظيم جدا من الإمكانيات والطاقات والجهود التي لو وُظّفت في خدمة المجتمع والوطن والأمة بأسرها لكان لنا شأن آخر.
خيركم خيركم لأهله
النبي - صلى الله عليه وسلم - إمامنا وقدوتنا قال: «خيرُكُم خَيرُكُم لأَهْلِهِ وأَنا خيرُكُم لأَهْلي»، لابد أن نعرف كيف كان يتعامل - صلى الله عليه وسلم - مع أهله وأزواجه برفق وبلين وبشفقة وبحب وبتغافل، وكيف كان -صلى الله عليه وسلم - في خدمة أهله، كيف كان يشاركهم إذا دخل عليهم فيما هم فيه؟ من باب أسر القلوب، ومن باب زيادة الود والمحبة، حتى إذا كانت الواجبات والحقوق كان لا يعرفنا ولا نعرفه، كالصلاة مثلا.
ما دورك مع زوجتك؟
وأنا أريد أن أسأل -إخواني الشباب-، ما دورك الآن مع زوجك؟ هل أنت توظف طاقاتها التوظيف الصحيح؟ أكيد لها طاقات، أكيد لديها عقل ومعرفة، وأكيد لم تعدم عندها خيرا، رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في الحديبية لما وقّع صلح الحديبية وأراد أن يتحلل الناس وأن ينزعوا الإحرام بالحلق والنحر إلى آخره، لهول الصدمة لم يتحرك أحد! فدخل إلى خيمته حزينا على ردة الفعل هذه، فكانت مشورة أم سلمة بأن اخرج فاحلق وانحر دون أن تكلم أحدا، فخرج ففعل، ففعلوا جميعا -رضي الله عنهم وأرضاهم-، وهذه كانت مشورة أم سلمة -رضي الله عنها وأرضاها-؛ لذلك لا تُحَقّروا دور المرأة؛ لأنك إن خسرتها في إعداد الأسرة من الداخل كانت ثلمة خطيرة جدا.
أبناؤك أمانة
أبناؤك وبناتك على السواء أليسوا أمانة في عنقك؟ أليس هؤلاء هم رأس مال الأمة القريب؟ أليس هؤلاء ملكا لأمتك؟ تقول هؤلاء أبنائي فلذة كبدي! نعم، الله -عز وجل- أعطاهم لك ووهبهم لك ليكونوا في خدمة الأمة، في خدمة الدين (العقيدة والشريعة)، فحين تفرّط في تربيتهم وتأهيلهم وإعدادهم، لا شك أن هذا سيكون خطرا كبيرا؛ لأنك ستضيّع طاقات وجهودا وإمكانيات.
المرأة الصالحة أحد الركائز الأساسية في المجتمع
تُعد المرأة الصالحة أحد الركائز الأساسية لأي مجتمع ما؛ فهي أساس النهضة، والنواة الأولى لقيام المجتمعات القوية المتماسكة، من خلال دورها العظيم في تربية الأبناء وتنشئتهم، ومساعدة الزوج في أعماله؛ لذلك فإن الأم هي عمود البيت ومؤسسة تربوية شاملة، يقع على كاهلها مسؤولية تربية الأبناء، والواقع الذي نعيشه؛ لذلك فإن الباطل حريص كل الحرص عن إبعادها وتغييبها عن هذا الدور المهم والفاعل.
احذر التفريط في تربية الأبناء!
التفريط في تربية الأبناء وفي ربطهم بمسؤوليات الدين ومسؤوليات القرآن والسنة ومسؤوليات النفوس وتأهيلها وإعدادها، خيانة عظمى! خيانة أولا لنفسك، ولهم، وللأسرة، وللمجتمع، وللوطن، وللأمة بأسرها، قال ابن القيم -رحمه الله-: «فمَن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى: فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبَل الآباء، وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه».
اعداد: الفرقان







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-06-2024, 01:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,491
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أهمية الشعور بالمسؤولية وتحملها

محاضرات منتدى تراث الرمضاني الرابع – أهمية الشعور بالمسؤولية وتحملها – 3



  • الهواري:
الكويت بلدةٌ طيبة نحبها لله وهي أمانة في أعناقكم ينبغي أن تحافظوا على أمنها واستقرارها ووحدتها ولحمتها وقوتها حتى تكون متميزة قوية لا يطمع فيها الأعداء
  • وصل الإسلام لأرجاء المعمورة بجهد أولئك الرجال لا لشيء إلا لعظيم شعورهم بالمسؤولية وتحملهم لها وترك الدنيا والزهد فيها
  • من المسؤوليات التي يجب أن نتحملها كما ينبغي المسؤولية تجاه هوية الأمة عقيدة وشريعة والحفاظ عليها وتثبيتها وترسيخها
  • أعظم من حقق الشعور بالمسؤولية بكل معاني الكلمة هو النبي صلى الله عليه وسلم الذي ربّى أصحابه الكرام تربية فريدة نموذجية رائعة راقية لا نظير لها
ما زلنا في استعراض المحاضرة الخامسة من محاضرات منتدى تراث الرمضاني الرابع التي كانت بعنوان: (أهمية الشعور بالمسؤولية وتحملها)، التي قدمها الشيخ: شريف الهواري (عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية في مصر)، وقد ذكرنا تعريف المسؤولية وأهميتها، وماذا نعني بالشعور بالمسؤولية وأقسامها، وذكرنا أن أهم هذه المسؤوليات هو المسؤولية تجاه دين الإسلام الذي ننتمي إليه، ثم تحدثنا عن المسؤولة تجاه الوحيين القرآن الكريم والسنة النبوية، ثم المسؤولية تجاه الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم-، ثم المسؤولية تجاه الأسرة، واليوم نكمل ما بدأناه.
من أعظم معاني الشعور بالمسؤولية وتحملها المسؤولية تجاه المجتمع بمكوناته، ونعلم يقينا أنه مستهدف في أمنه واستقراره، وفي لُحمته، وفي قوته، وفي تركيبته، وفي الداخل إقليميا وعالميا؛ لأن المجتمع إذا كان مجتمعًا مثاليا، لُحمة واحدة، وقوة عظيمة جدًا، تعطي هيبة وقوة بفضل الله -تبارك وتعالى-؛ لذلك الباطل حريص أن تكون المجتمعات متناطحة، ومتحاربة، وتكون هناك عرقيات وعصبية جاهلية، وأمور أخرى مدمرة، مفسدة للمجتمع؛ وذلك نتيجة أننا جميعا قصّرنا في حق المجتمع علينا، ولو أن كلا منا تحمّل المسؤولية كما ينبغي تجاه المجتمع، لحافظنا عليه قويا، والله سنسأل عن مجتمعاتنا لماذا أهملناها؟ لماذا لم نؤمنها؟ لماذا لم نحصنها؟
المسؤولة تجاه الأوطان
ومن أعظم المسؤوليات التي نشير إليها إشارات عابرة لأهميتها، الشعور بالمسؤولية وتحملها تجاه الأوطان، أوطاننا العربية المسلمة في الحقيقة معرضة لهجمات شرسة لتذوب، وتضيع هويتها، فالحفاظ على الأوطان على ولحمتها وقوتها وأمنها واستقرارها، رسالة وديانة؛ فالباطل -لو تدققون النظر- حريص أن يجعل لكل وطن من يتحرش به، ومن يختلق له الأزمات، ومن يحيك له المؤامرات، ومن يمكر به ويكيد له، ليكون دائما مضطربا، يملؤه التناحر والضعف، ومن ثم يظل في حاجة وعِوَز لهؤلاء أو أولئك.
الأوطان أمانة في أعناقنا
إنَّ الأوطان أمانة في أعناقنا وإذا ضربنا مثلاً بما نحن فيه، الكويت الوطن الإسلامي الذي نحبه لله أمانة في أعناقكم، ينبغي أن تحافظوا على أمنه واستقراره ووحدته ولحمته وقوته، وأن يكون متميزا في هذا الإطار ليكون وطنا قويا لا يطمع فيه الأعداء، كذلك نحن نقول هذا لأبنائنا من المصريين ومن سائر الدول العربية والإسلامية، وطنك أمانة في عنقك، حافظ على أمنه واستقراره؛ لأن الباطل نجح في تصدير مناهج منحرفة؛ لتكون سببا لتمزيق الأوطان، وتكفير أهلها وحكامها وجيوشها وشرطتها، حتى تكون هدفا، لذلك احرصوا على الحفاظ على الأوطان، فوالله إنها نعمة. الوطن الآمن المستقر محل صالح للدعوة إلى الله -عز وجل-، ونشر هذه المفاهيم التي نتكلم فيها.
المسؤولية تجاه الأمة
من الشعور بالمسؤولية التي يجب أن نتحملها كما ينبغي، الشعور بالمسؤولية تجاه الأمة، تجاه هويتها من خلال العقيدة والشريعة والحفاظ عليها وتثبيتها وترسيخها وتأكيدها، والحفاظ على اللحمة، وتحقيق مفهوم الجسد الواحد كالبنيان المرصوص، تلك المعاني التي دُعينا إليها {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} {إنما المؤمنون إخوة}، «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، لابد أن نكون مستوعبين هذه القضية. لابد أن نفرح لفرح إخواننا في مشارق الأرض ومغاربها، ونحزن لحزنهم، ونتألم لآلامهم، ونتفاعل مع قضاياهم ومع ما يعانون كحال إخواننا في غزة، والله وتالله إنا لنتألم، وإننا نشعر بالحزن والأسى على نجاح الباطل في نبذ الفرقة بيننا حتى لا نتلاحم، وحتى لا نؤدي دورنا على أكمل وجه، لكن أقول ينبغي أن ندرك ما فاتنا ولننتبه من غفلتنا، وألا نكون كمن قيل: «أكلت يوم أكل الثور الأبيض». وقد يقول قائل: ماذا أقدم لأهل غزة وليس بيدي شيء؟ بيدك أشياء كثيرة جدا، منها الدعاء والتضرع والمناجاة كأنك في وسطهم، ومنها بذل المال الذي تستطيع أن توصله عن طريق آمن، ومنها أن تبدأ في إصلاح نفسك وأسرتك، وأن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر لتحقيق الإصلاح والتغيير، وأن تنادي في وسط أرحامك وأسرتك وجيرانك وزملائك وأصدقائك ومجتمعك ووطنك، بأن أعظم أسباب تسليط هؤلاء علينا الذنوب والمعاصي والانحراف عن الجادة، وعدم أداء المسؤولية الكبرى للرب -سبحانه وتعالى- ولدينه إلى آخر المعاني التي نتكلم فيها. لابد أن ننشر هذه الثقافة.
المسؤولية تجاه غير المسلمين
من المسؤوليات المهمة جدا التي ينبغي أن نتعلمها ونتحملها، الشعور بالمسؤولية تجاه غير المسلمين، وهل هذا في ديننا؟! إي والله، هؤلاء القوم سمعوا عنا ولم يسمعوا منا، هؤلاء القوم يُحذَّرون منا، نحن فزّاعة لهم، لكن لو اجتهدنا وصدقنا في هذا، وتحركنا لدعوتهم وبيان عظمة هذا الدين، وكيف أنه آثِرٌ بعون الله وتوفيقه، إذا قُدّم بين أيديهم المثال الراقي الآثر.
النموذج الأمثل للشعور بالمسؤولية
أعظم من حقق الشعور بالمسؤولية بكل معاني الكلمة هو النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلقد أخذ النبي -صلى الله عليه وسلم - جانب العزلة والخلوة والتفكر والاعتبار في ملكوت الله وفي آياته فيما كانت فيه البشرية وفيما هي فيه، فيما هي مقبلة عليه، فكأنها كانت مرحلة تأهيل مبكر له. ثم تأملوا كيف بدأ الوحي المبارك؟ عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: «أَوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم - الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ جَاءَهُ المَلَكُ، فَقالَ: {اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسَانَ مِن عَلَقٍ (2) اقْرَأْ ورَبُّكَ الأكْرَمُ الذي عَلَّمَ بالقَلَمِ}».
الطريق الأمثل للتأهيل
فانظر إلى التأهيل الذي بُدِئ به مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، إنه هو الطريق الأمثل للتأهيل على طول الطريق وحتى نلقى الله -عزوجل-، البداية لابد أن تكون بالعلم، فهذه الدعوة وهذه الرسالة الخاتمة لن يحافظ عليها بصفائها ونقائها إلا بالعلم، نحن سنعلمك، وعليك أن تهتم بتعليم أصحابك الذين سينضمون إليك؛ لأنكم بالعلم للعقيدة والشريعة والتطبيق الصحيح ستوجدون المثال الآثر المؤثر بعون الله وتوفيقه.
إنه بناء متكامل
البناء العلمي ومعه البناء الفكري وبجانبهما مباشرة البناء الإيماني والبناء التربوي والبناء الأخلاقي والسلوكي، والبناء المؤسسي للعمل الجماعي بروح الفريق الواحد، سيحقق الأهداف وتُحصل المصالح والمنافع للعمل بقوة بإذن الله -تبارك وتعالى.
من ينافح عن الدين اليوم؟
لا ينافح عن الدين إلا من تعلم علوم هذا الدين من مظانه الشرعية المعتمدة بفهم السلف الذي أكدناه؛ لذلك نريد أن نعلم الناس هذه الحقيقة ونرسخها لديهم، وهي أن العلم هو أساس الصلاح والإصلاح.
العلم مع العمل
ثم عاد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بيته، إلى خديجة قائلا: زملوني، مفزوعا ومرعوبا من هذا المشهد الذي لم يره، فزملته -رضي الله عنها- وطمأنته وخففت عنه، ولكن الأمر في الحقيقة شديد عليه، فماذا كان؟ {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا}، الآن وقت العمل، ليس مجرد أن تعلم فقط، لابد أن تطبق وتُفَعّل هذا العلم؛ لأنك تحتاج إلى زادك من العبادات الخاصة لتتقوى، انظر في الآية نفسها وفي الآيات التي تليها {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}. لماذا كل هذا؟ {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا}. قيل: أعباء الدعوة ومسؤولياتها؛ فلن تقوم بها إلا بقيامك في الليل والناس نيام، إلا بخلوتك مع ربك -سبحانه وتعالى-، نفهم من هذا إخواني أنَّ العلم وحده لا يكفي، لابد من التفعيل والتطبيق.
رصيدك من العبادات الخاصة
فلا غنى لك عن رصيدك من العبادات الخاصة، أن يكون لك ورد من القيام، وورد من التهجد، وورد من الذكر، وورد من الدعاء، وورد من التفكر، وورد من الخلوة؛ حتى تتقوى على أداء دورك، ويكون لك زاد يقويك على أن تصبر، وأن تتحمل، وأن تواصل، وأن تستمر، وألا تنقطع. ولننظر إلى شعور النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمسؤولية تجاه هذا الأمر، وكيف طبقه مع ربه؟ كيف كان معظما لربه -سبحانه وتعالى؟ لقد كان قمة في التعظيم للرب -سبحانه وتعالى-، فقد كان - صلى الله عليه وسلم - يعمل على تزكية نفسه ليل نهار، حسبك يا رسول الله، تورمت قدماه، عائشة -رضي الله عنها- مشفقة عليه، أما غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: ألا أكون عبدا شكورا؟ هكذا النفس الزكية تشكر نعم الله عليها، وتزيد في طاعته وفي القرب منه، لو قلنا انظروا إلى شعوره صلى الله عليه وسلم بالمسؤولية وتحمله تجاه القرآن، كيف كان يعظم كلام الرب -سبحانه وتعالى؟ كيف كان يُفَعّله؟ كيف كان يطبقه؟ كيف كان مع أهله -عليه الصلاة والسلام؟ كيف كان مع أزواجه؟ كيف كان مع أبنائه؟ كيف كان مع أرحامه؟ كيف كان مع جيرانه؟ كيف كان مع عموم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؟ كيف كان مع غير المسلمين؟ يعود الشاب اليهودي، يطرح عليه الإسلام فيسلم في الرمق الأخير، فيموت، يخرج باكيا من عنده، يقول الحمد لله الذي أنقذ بي نفسا من النار. مَن؟ رسول الله - صلى الله عليه وسلم .
الأسوة الحسنة
لو نظرنا إلى شعور النبي صلى الله عليه وسلم بالمسؤولية وتحمله لها تجاه الوطن، وتجاه المجتمعات، شيء عجيب لو ذكرنا مثالا على كل واحدة من ذلك ما وسع المقام في الحقيقة، لكن حسبنا أن نقرأ {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}، في أي مضمار وفي أي ميدان، على أي اتجاه، في أي أمر تريد هو مثالك وأسوتك وقدوتك في هذا الباب، فبشعوره المسؤولية وتحمله لها على النحو الصحيح، ما الذي حدث؟ ربّى الصحب الكرام تربية فريدة نموذجية رائعة راقية لا نظير لها؛ ففتحوا البلاد والعباد، ووصل الإسلام لأرجاء المعمورة بجهد أولئك الرجال لا لشيء إلا لعظيم شعورهم بالمسؤولية من بعده وتحملهم لها، وترك الدنيا والزهد فيها، والانطلاق لتقديم المثال والأسوة والقدرة؛ لأنهم علموا أنهم النموذج العملي لتطبيق هذا الدين؛ كونهم عاصروا النبي ونزول الوحي المبارك، وكانوا قد اختيروا لهذه المهمة فأدوها على الوجه الأكمل.


اعداد: الفرقان





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 95.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 92.38 كيلو بايت... تم توفير 2.62 كيلو بايت...بمعدل (2.76%)]