الشرق والغرب منطلقات العلاقات ومحدداتها - الصفحة 5 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أول خطبة بعد رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أرجى آيات القرآن (7) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          البدر الأتم في فضائل الأم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أمك ثم أمك ثم أمك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          صلاة الوتر: فضائل وأحكام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          نعمة الاصطفاء: تاج الفضل ووسام الكرامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          وقفات ومشاهد من سورة الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أوصاف القرآن الكريم (17) {كتابا متشابها مثاني} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          القرآن وتعدد النيات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4813 - عددالزوار : 1650314 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #41  
قديم 22-01-2025, 10:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 149,598
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الشرق والغرب منطلقات العلاقات ومحدداتها

الشرق والغرب
منطلقات العلاقات ومحدداتها
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


(العلمنة - الجذور الدينية)


يرجع جورج قرم في كتابه "الشرخ الأسطوري" ما هو قائم الآن بين الشرق والغرب من فجوة إلى جذور دينية، مهما ادعت الدول الغربية علمانيتها، التي يرى أنها زعمٌ أكثر من كونها حقيقة،أدت هذه الجذور إلى بذر طفل الأنبوب في نقطة الالتقاء بين آسيا وإفريقيا قلب العالم الإسلامي والعربي.

ويكرر جورج قرم هذا الأمر في مجمل كتابه، فكلما ذهب في نقاشه حول العلاقة بين الشرق والغرب عاد مرةً أخرى إلى الأسلوب الذي أُوجِدت فيه دولةٌ لليهود وطنًا قوميًّا لهم في فلسطين المحتلة.

ويؤكد في ذلك جورج قرم على أن "العلمانية" في البلدان البروتستانتية نسبية، ولا تقوم على الفصل بين الدنيوي الاجتماعي والديني الذي طورته البلدان الكاثوليكية، بل أعطت الحرية في إنشاء الكنائس ودور العبادة، التي طالبت بها البروتستانتية في مواجهة الكنيسة الكاثوليكية الأحادية النمط"[1]،ويذكر أن الغربيين، لا سيما البروتستانتيين، "يحبذون دومًا إدخال الدين ضمن رؤية العالم، وتنظيم الحياة الاجتماعية، لا بل أكثر من ذلك، يستطيع سكان الولايات المتحدة تأكيد أصولهم العرقية أو تميزهم الديني من دون أن يكون ذلك مزعجًا أو محرجًا لإدارتهم"[2].

ويضيف جورج قرم القول: "وليست العلمانية في الولايات المتحدة قيمةً سياسيةً أساسًا، بل تقوم فقط على حرية الممارسة الدينية، وليس على فصل الأمور الدينية عن الأمور الزمنية"[3].

وبهذا يؤكد بعض النافذين أن المجتمع الأمريكي يبذل "قصارى جهده لكي تسير الحرية والإيمان جنبًا إلى جنب، ولكي يعلي كل منهما من شأن الآخر"[4]،ويؤكدون كذلك في وثيقة في مطلع عام 2002م (1422هـ) أن "نظامنا علماني - رؤساؤنا ليسوا رجال دين - لكن مجتمعنا هو الأكثر تدينًا في العالم الغربي"[5].

ولذلك ولتمسُّك الغرب بوجود إسرائيل في قلب العالم العربي والإسلامي تفقد العلمانية أي مصداقية في الخطاب الغربي، مما يزيد من عمق هذا الشرخ في العلاقة بين الشرق والغرب "ولا سيما أن قيم العدالة والإنصاف التي يدَّعي الغرب تبنِّيَها تسقط كلما تعلق الأمر بدولة إسرائيل، وتفقد العلمانية أية مصداقية في الخطاب الغربي"[6].

ورغم التضييق على التعبير بحرية عن هذه الوجهة في المجتمع الغربي وترجمة هذا التعبير إلى تعاطف مع الفلسطينيين والعرب والمسلمين، فإننا نجد أصواتًا، وإن كانت خافتة، قادمة من الغرب وكأنها تتحدث في خطابها بلغة الشرق، حتى لقد داست الدبابة الإسرائيلية على فتاة جاءت من الغرب إلى أرض الميعاد مناصرة الشرق، فكان مصيرها الموت الذي تبعه قدر من الصمت المطبق حتى على المستوى القانوني، ناهيكم عن المستوى السياسي،يوحي هذا بأن هناك نقمة على هذه الشرذمة،هذه النقمة لم تعد ناتجةً عن الشرق فقط، ولكنها لا تفتأ تنبت في المجتمع الغربي، ولكن هل هناك من يجرؤ على الخطاب؟![7].

إن من يتحدث اليوم عن تعميق هذا الشرخ هو الذي يلقى رواجًا في الأوساط السياسية والإعلامية، وليس بالضرورة في الأوساط الثقافية والفكرية؛فالضجة التي أحدثها السموءل (صموئيل) هنتجنتون (ت 2008م)، في العقد الأول من القرن الخامس عشر الهجري/ العقد التاسع من القرن العشرين الميلادي[8]، لم تكن في نظر مفكري الغرب سوى عمل هزيل؛ حيث يصف المؤلِّفُ المقرَّبُ من أوساط الحكم وبطريقة سطحية "سيناريو لا يمت إلى الواقع بصلة عن مواجهة دينية بين الإسلام (الذي يصوره متحالفًا مع البوذية)(!) والغرب المسيحي"[9].

يقول جورج قرم عن الكتاب الهزيل صدام الحضارات: "لا يسعنا أن نفهم الذي حصده هذا الكتاب المعبر عن فوضى فكرية عارمة، وتشيع فيه ضحالة في التحليل قل نظيرها، إلا إذا أدركنا أنه يستغل إلى أقصى الحدود وجود الشرخ المتخيل بين الشرق والغرب، الذي هو صنيع الظروف الجيوسياسية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي"[10].

الذي يظهر أن العرب قد أعطوا الكاتب السموءل هنتنجتون والكتاب صدام الحضارات قيمة علمية وإستراتيجية أكثر مما يستحقها، لا سيما إذا لوحظ أن أصل الكتاب تقرير مقدم إلى جهات سياسية استخبارية، فتطور التقرير إلى مقالة صدرت عام 1414هـ/ 1993م في مجلة الشؤون الخارجية Foregin Afiatrs، ثم طورت المقالة إلى كتاب، فسارع الناشرون العرب، لا سيما المتكسِّبون ماديًّا إلى ترجمته ترجمة مطولةً، وتباروا في ذلك،ولعل ما كتب عنه لدى العرب أكثر مما كتب عنه لدى غير العرب.

والذي يظهر أيضًا أن المهللين للكتاب لدى الساحة الإعلامية العربية أكثر من القادحين لأفكاره في الأوساط العلمية الفكرية العربية وغير العربية،على أننا لسنا في هذا الوقت وفي غيره بحاجة إلى تعميق الهوة وتوسيع الفجوة بين الشرق والغرب لأي سبب وبأي ظرف، بل إن الوقت الآن يؤكد على الحاجة الملحة إلى تجسير الفجوة، وإغفال هذا الشرخ المصطنع؛ ذلك لأن مصلحة العالم، وليس العرب والمسلمين فقط، تؤيد، وبشدة، انتشار روح السماحة، وتقبُّل الآخر، وتوسيع هامش الحوار الإيجابي[11].

[1] انظر: جورج قرم،شرق وغرب: الشرخ الأسطوري - مرجع سابق - ص 119.

[2] انظر: جورج قرم،شرق وغرب: الشرخ الأسطوري - المرجع السابق،ص 119.

[3] انظر: جورج قرم،شرق وغرب: الشرخ الأسطوري - المرجع السابق - ص 119.

[4] انظر: جورج قرم،شرق وغرب: الشرخ الأسطوري - المرجع السابق - ص 119.

[5] انظر: جورج قرم،شرق وغرب: الشرخ الأسطوري - المرجع السابق - ص 121،وانظر كذلك: يوسف الحسن،البُعد الديني في السياسة الأمريكية تجاه الصراع العربي - الصهيوني: دراسة في الحركة المسيحية الأصولية الأمريكية - مرجع سابق - ص 222.

[6] انظر: جورج قرم،شرق وغرب: الشرخ الأسطوري - مرجع سابق - ص 152.

[7] انظر: بول فندلي،من يجرؤ على الكلام: الشعب والمؤسسات في مواجهة اللوبي الإسرائيلي - مرجع سابق - ص 622.

[8] انظر: صامويل هنتجنتون،صدام الحضارات: إعادة صنع النظام العالمي/ ترجمة طلعت الشايب، تقدم صلاح قانصوه - ط 2،القاهرة: سطور، 1999م - 225 + الهوامش،وانظر إلى طبعة أخرى في: صموئيل هتنجنتون،صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي/ ترجمة مالك عبيد أبو شهيوة ومحمود محمد خلف - مصراتة (ليبيا): الدار الجماهيرية، 1999م - ص 390.

[9] انظر: جورج قرم،شرق وغرب: الشرخ الأسطوري - مرجع سابق - ص 118.

[10] انظر: جورج قرم،شرق وغرب: الشرخ الأسطوري - المرجع السابق - ص 118.

[11] انظر: علي بن إبراهيم النملة،صناعة الكراهية بين الثقافات وأثر الاستشراق في افتعالها - دمشق: دار الفكر، 1429هـ/ 2009م - ص 171 - (سلسلة نقد العقل المعاصر).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #42  
قديم 22-01-2025, 10:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 149,598
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الشرق والغرب منطلقات العلاقات ومحدداتها

الشرق والغرب
منطلقات العلاقات ومحدداتها
أ. د. علي بن إبراهيم النملة



(العلمنة - الإفلاس)


في ضوء الحديث عن العلمنة محدِّدًا من محددات العلاقة بين الشرق والغرب وكون العلمنة نبتت في الغرب، وجرت محاولات تصديرها إلى الشرق والعالم على أنها من معطيات الحضارة الغربية، هناك من يتحدث عن قرب إفلاس الحضارة الغربية، ويرى أنها مسألة متحققة، من دون أن تكون هناك قدرةٌ على التوقيت، فوقت الإفلاس ليست مسألة قابلة للتخمين، رغم أن هناك من يعطي عقدًا من الزمان يتحقق فيه ذلك.

سبب التأكد من تحقق الإفلاس أن هذه الحضارة قامت على المادة على حساب المُثل، والإنسان مُثُل ومبادئُ قبل أن يكون مادة،وأن الإنسان يتحقق بالمثل والمبادئ أولًا ثم تتحقق الماديات، فليس هناك إغفال للماديات، ولكن المؤسف أن المادة هي التي طغت، مما يؤذِن بالإفلاس،وفي تضاؤل المثل والمبادئ في المجتمع الغربي وفي أي مجتمع تهون النفس، ويهون الشرف، ويهون العِرض، وتختلط الأنساب، وتفشو الأمراض، وتتصدع الأسر، وتخرب البيوت، ويضيع المجتمع؛ فيضيع الناس؛ فيفسد الكون.

هو ضياع غير معلن وغير معترف به مباشرة، وإنما هو مسوغٌ بالحرية الفردية، بما في ذلك الحرية في التحايل على الحصول على الذرية، واحتدامها مع القوانين الموضوعة، رغم أن هناك صرخاتٍ مدويةً من المربين والمفكرين، ولكنها صرخاتٌ غير مسموعة إلا من قلة قليلة من الناس ضئيلة التأثير؛ ذلك أن صرخاتهم تخاطب العقل، بينما الشهوة تخاطب القلب والعاطفة،وعلينا أن ندرك أن الفطرة مولودة مع الإنسان، وأنه ميالٌ إليها، باحث عنها، مستعد للتخلص مما ينافيها ويناقضها.

في سبيل ذلك تقع المسؤولية على الذين يدركون هذه الفطرة ويسيرون عليها ويوجهونها التوجيه الصحيح،فليس من المصلحة التفرج على هذا الإفلاس في الحضارة الغربية من دون تقديم البديل المناسب، الذي نعتقد أنه يمكن أن يحقق التناسب بين المثل والمبادئ والماديات، ويوازن بين طلبات العقول وطلبات القلوب، فلا يهمل بعضها على حساب بعض، ولا يسلط بعضها على بعض.

يتحقق ذلك في الإسلام الذي يحتاج من أهله إلى التطبيق الصحيح عقيدة وعملًا وممارسات أولًا، ومن ثم يقدم للآخر بالحكمة عن طريق القدوة أولًا، ثم عن طريق وسائل التقديم الأخرى،ومن دون إبراز مفهوم الحكمة والقدوة لا يمكن تقديمه للآخر؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

من وسائل القدوة أن تنتشر الدعوة ومراكز الفكر ومؤسسات العناية بمصادر التشريع الإسلامي المتمثلة بالقرآن الكريم والسنة النبوية والمصادر الأخرى المعروفة لدى ذوي الشأن ومدارسها في طول البلاد الإسلامية وغير الإسلامية وعرضها، وتقوم هيئات القطاع الثالث المعنية بهذا الشأن، ويشرف عليها هيئة علمية عالية عرفت بخدمتها للإسلام وعلومه واستمرارها في الرغبة في رعاية هذه المؤسسات والهيئات؛ إذ كان الجامع الأزهر وجامعته بمصر وجامعة الزيتونة بتونس وجامعة القرويين بالمغرب والجامعة الإسلامية وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمملكة العربية السعودية وغيرها من الجامعات في الهند وباكستان ومدارس ومراكز إسلامية في الشرق والغرب، تقوم بهذه المسؤولية على خير وجه، وترعاها الدولة ويتابعها مديروها والمسؤولون فيها.

من وسائل الحكمة والقدوة أن يقيض في الأمة من يتابع أبناءها ويشجعهم على الإسهام في ترسيخ مفهوم الذكر المحفوظ؛ فقد أراد الله تعالى له أن يحفظ نصًّا وروحًا خاليًا من التحريف والعبث الذي أراده الله تعالى للكتب السماوية السابقة عليه.

ليس أجمل من أن تتآزر المؤسسات العلمية الأكاديمية شرق المعمورة وغربها وشَمالها وجنوبها مع المؤسسة التي أنيطت بها العناية بالشؤون الإسلامية في هذه الدنيا؛ تتآزر على العناية بشؤون الإسلام بالطاقات العملية، وبالقرار الإداري، وبالدعم المستمر من القيادات السياسية، ومن الموسِرين،ويتطلَّب هذا قدرًا من الإرادة والاقتناع.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #43  
قديم 22-01-2025, 10:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 149,598
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الشرق والغرب منطلقات العلاقات ومحدداتها

الشرق والغرب
منطلقات العلاقات ومحدداتها
أ. د. علي بن إبراهيم النملة

(العلمنة -النظام التربوي)



كانت الوقفة السابقة عن إفلاس الحضارة الغربية صدًى لما يجري الآن في الاحتيال على جلب الأطفال إلى الدنيا، باستخدام الاكتشافات العلمية في مجالات (هندسة الجينات)، أو في مجالات أخرى قد لا تخضع للعلمية، بقدر ما هي في ميزاننا نحن، ميزان الفطرة، منافيةٌ للخلق، مثل استئجار امرأة تحمل لعائلة surregate mother لا تستطيع الزوجة فيها الحمل، أو ربما لا تهوى هي الحمل؛ لرغبتها في مواصلة طموحاتها العملية خارج المنزل، وبعيدًا عن هموم الحمل والولادة والرضاعة.

ومثل إتيان الأب ابنته أو الولد أخته أو الابن أمه للشكوك في أن يكونوا كذلك في نسبتهم لبعضهم البعض، ومثل زواج المثليين،هي صورٌ وحالاتٌ كانت شاذةً، ولكنها - مع الأسف - شاعت بشكل يقشعر لها البدن، ولكنه واقع، ووقوعه ليس بحالات فردية؛ إذ الحالات الفردية قد تقع في أي مجتمع، حتى ذلك المجتمع الذي يَعُدُّ نفسه متحضرًا أخلاقيًّا، بفعل المنهج الرباني الذي يسير عليه، فإن مسببات زوال العقل مؤقتًا موجودة، مثل الخمور والمخدِّرات والانفصام، وبزوال العقل تمارس بعض الأفعال المنافية للفطرة والعقل السليم، وبالتالي فهي منافية للدين.

والإفلاس الحضاري يأتي من تسيب النظام التربوي أولًا، ثم النظم الاجتماعية، بما فيها العقوبات والحدود ونحوها، فقد بلغت الحضارة الغربية مبلغًا في هذا التسيب، أدى إلى بروز هذه الظاهرات بشكل مخيف يدعو إلى إعادة النظر في كل أساليب الحياة، ومنها المناهج التربوية التي ظهرت لها صيحة تحت عنوان: أمة معرضة للخطر[1]، كما ظهر كتاب الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر بعنوان: قيمنا المعرضة للخطر[2]، قيل فيها: إنه لو فرضت هذه المناهج على الولايات المتحدة الأمريكية من بلاد أخرى متسلطة عليها، لطلب من حكومة هذه البلاد التصرف عقابيًّا، وبسرعة، على هذه البلاد الفارضة، وبكل قسوة.

والحرية الفردية المفرطة والحرية الفكرية المفرطة قد تكون من مسببات هذا الإفلاس الحضاري،ولا يعجب المرء أن يأخذ بعض الحوادث ليدلل بها على نتيجة يريد أن يصل إليها.

ولا يريد المرء الإفلاس لأي أمة من البشر، ولكنه رد الفعل أحيانًا، لتنبيه بعض المتأثرين بحضارة الآخر، المنبهرين بما حققته وتحققه من إنجاز مادي نال الإعجاب من كل المنصفين،ورد الفعل هذا لا يسعى إلى أن ترفض الحضارة الغربية بحسناتها وسيئاتها، ولكنه يسعى لأن يؤخذ من هذه الحضارة الحسنات، وتترك السيئات،إلا أن الواقع أن هناك خلطًا بين الحسنات والسيئات، كما أن هناك ميلًا إلى تصدير السيئات، ومحاولة الإبقاء على الحسنات.

ومنا من يعيش في الغرب أيامًا أو شهورًا أو سنواتٍ، ولكنه لا يتعمق في الحياة، ولا يعايش المجتمع، ولا يظهر له إلا ما هو منجز ماديًّا، وتخفاه العلاقات الأسرية والاجتماعية والزوجية، ولا يتعرض لها إلا بالقدر الذي ينشره الإعلام عنها، والإعلام الترفيهي لا يعكس الصورة الحقيقية عن المجتمع الغربي، فيأتي العائد من الغرب متغربًا طالبًا تطبيق ذلك النموذج على الحياة في محيطه الذي عاد ليخدم فيه ظانًّا أن هذا النمط هو الذي أوصل تلك الأمة إلى ما وصلت إليه، وأن عدم تطبيق هذا النمط هو الذي أوصل أمته إلى ما وصلت إليه من سوء.

إنها بهذه السطحية وبهذه البساطة تتخلل حياتنا شيئًا فشيئًا؛ فالنموذج لا يطبق بين يوم وليلة، ولا توضع له خطة زمنية، ولكنها المؤثرات التي تدخل المجتمع خطوة خطوة، حتى يضيِّع المجتمع ما لديه من مُثُل ومبادئ، في الوقت الذي لن يوفق فيه في تبني مُثُل الآخر ومبادئه؛ لأنهم هم صدَّروها رغبة عنها لا رغبة في تحضير الآخرين بها،ومن هنا يأتي الموقف السلبي من الإفلاس الحضاري، بغض النظر عن الوجهة التي جاء منها.

لا بد من التوكيد هنا على الابتعاد عن الشماتة، وضرورة العيش في مستوى المسؤولية التي يحملها المجتمع المسلم لكل المجتمعات الأخرى، بعد أن يبدأ هذا المجتمع بنفسه، ليملك حينئذٍ ما يستطيع تقديمه للآخر، وقد قيل من قبل: إن فاقد الشيء لا يعطيه.

[1] انظر: مكتب التربية العربي لدول الخليج،أمة معرضة للخطر - الرياض: المكتب، 1404هـ/ 1984م - ص 70.

[2] انظر: جيمي كارتر،قيمنا المعرضة للخطر: أزمة أمريكا الأخلاقية/ نقله إلى العربية محمد محمود التوبة - الرياض: مكتبة العبيكان، 1422هـ/ 2007م - ص 224.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #44  
قديم 05-03-2025, 12:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 149,598
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الشرق والغرب منطلقات العلاقات ومحدداتها

الشرق والغرب
منطلقات العلاقات ومحدداتها
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


(العولمة -عولمة الدين)


يكتب أستاذ الفلسفة ومدير أبحاث في المركز الوطني للبحوث العلمية في فرنسا الأستاذ الزائر بجامعة برنستون بالولايات المتحدة الأمريكية أوليفييه روا باللغة الفرنسية عن عولمة الإسلام، وتترجمه إلى اللغة العربية رولا معلوف[1]، ويركز فيه على حال المسلمين الاجتماعية والسياسية والدينية في الغرب بعامة، وفي فرنسا بخاصة، إلا أنه يربط ذلك بما يدور في العالم الإسلامي من حركات وحوارات ومتغيرات في التوجهات داخل المجتمع المسلم، ويحاول أن يربط بين هذا وذاك باسم علمنة الإسلام، أو عولمة الإسلام[2].

انطلق أوليفييه روا من أفغانستان منذ سنة 1405هـ/ 1985م، عندما أصدر كتابه: أفغانستان: إسلام وعصرية سياسية، ثم أصدر كتابًا بعنوان: تجربة الإسلام السياسي[3]، وتلاه كتابه عن أحداث 22/ 6/ 1422هـ، الموافق 11/ 9/ 2001م[4].

ورغم تركيز المؤلف على الجاليات المسلمة في أوروبا، فإن لديه معلومات محدثة عن الوضع في البلاد العربية والإسلامية، مما يوحي بأن أوليفييه روا مشروع مستشرق جديد ينطلق في عصر العولمة، إلا أنه يعتمد في معلوماته، بالإضافة إلى التقارير والصحف، على خلفية كثير من الأوروبيين والغربيين عمومًا عن الإسلام والمسلمين، تلك الخلفية القائمة على عدد من المحددات للعلاقة بين الشرق والغرب، لا يستطيع المتحدث عن هذه العلاقة إغفالها أو التغاضي عنها، وإن كانت هناك رغبة في تناسي بعضها؛ كالحروب الصليبية التي امتدت في تسع حملات لأكثر من مائتي سنة، لكنها لم تحقق الأهداف التي انطلقت من أجلها.

كما لا يُغفل أوليفييه روا بعض المحددات الأخرى؛ كالتنصير الذي لا يزال قائمًا ومنطلقًا في المجتمعات المسلمة وغير المسلمة، ومن خلال الأساليب المعروفة لهذه الحملات التنصيرية.

ثم من المحددات كذلك الاستشراق الذي يُعَدُّ المؤلِّفُ مشروعًا جديدًا من مشروعاته، مما يستدعي العناية به، ودعوته إلى مزيد من الحوار والنقاش؛ إذ إنه من خلال قراءة كتابه: عولمة الإسلام، رغم ما ورد فيه من أفكار تستحق النقاش والرد، فإن القارئ يرى فيه مشروع مستشرق منصِف، يصف الحال كما هي عليه، وإن أدخل على هذه الحال أو تلك قدرًا من التحليل كما يراه هو، لا كما هو الواقع بالضرورة.

مهما يكن، فإن العولمة تعد أحد المحددات للعلاقة بين الشرق والغرب[5]، بالإضافة إلى محددات أخرى غير ما ذُكر سبق التطرق لها في وقفات سابقة؛ كالاستشراق الذي لا يتوقع له أن ينقشع في ضوء بزوغ نجم العولمة،وإذا كان الأمر كذلك فإنه من المهم العناية بهذا المحدد من منطلق الحوار مع الآخر، الذي كان وسيظل ركنًا من أركان التفاعل مع الثقافات الأخرى.

وما الكتاب الذي جرى ذكره هنا إلا وسيلة من وسائل هذا الحوار المطلوب على مختلف الصعد؛ لبيان الحق، وإيضاح ما دخل في حيز الأوهام لدى أولئك الذين يُقبلون بقوة على الحديث عن هذا الدين الحنيف من خلال ممارسات بعض المنتمين إليه أحيانًا، مما يؤدي إلى الحكم عليه من خلال هذه الممارسات أو تلك.

[1] انظر: أوليفييه روا،عولمة الإسلام/ ترجمة: رولا معلوف - بيروت: دار الساقي، 1424هـ/ 2003م - ص 222.

[2] انظر: محمد أركون،العلمنة والدين/ ترجمة: هاشم صالح - بيروت: دار الساقي، 1996م - ص 136.

[3] انظر: أوليفييه روا،تجربة الإسلام السياسي/ ترجمة: نصير مورة - ط 2 - بيروت: دار الساقي، 1996م - ص 213.

[4] انظر: أوليفييه روا،أوهام 11 أيلول: المناظرة الإستراتيجية في مواجهة الإرهاب/ ترجمة: حسن شامي - بيروت: دار الفارابي، 2003م - ص 118.

[5] انظر في مجال الحديث عن العولمة: نعوم تشومسكي، وآخرون،العولمة والإرهاب: حرب أمريكا على العالم، السياسة الخارجية الأمريكية وإسرائيل/ ترجمة حمزة المزيني - القاهرة: مكتبة مدبولي، 2003م - ص 276،ونعوم تشومسكي،الهيمنة أم البقاء؟ السعي الأمريكي إلى السيطرة على العالم/ ترجمة سامي الكعكي - بيروت: دار الكتاب العربي، 2004م - ص 310،ومحاضير محمد،العولمة والواقع الجديد/ تحرير هاشم مقر الدين - دار الإحسان: مكتب رئيس الوزراء الماليزي، 1423هـ/ 2002م - ص 251،وعلي بن إبراهيم الحمد النملة،العولمة وتهيئة الموارد البشرية في منطقة الخليج العربية - ط 2 - الرياض: المؤلف، 1430هـ/ 2009م - ص 176،لا سيما قائمة المراجع من هذا العمل وغير ذلك كثير.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #45  
قديم 05-03-2025, 12:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 149,598
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الشرق والغرب منطلقات العلاقات ومحدداتها

الشرق والغرب
منطلقات العلاقات ومحدداتها
أ. د. علي بن إبراهيم النملة



(العولمة - الالتفات)


بدا في الوقفة السابقة أن أوليفييه روا مشروع مستشرق، وأنه ينبغي العناية به؛ رغبةً في الإسهام في تصحيح الصورة عن الإسلام والمسلمين؛ ذلك أن هذا المستشرق المنتظر يتسم بالسعة في الاطلاع، وإن كانت معظم معلوماته في كتابه هذا "عولمة الإسلام" معلومات إعلامية طغى عليها البعد السياسي مع التركيز القوي على ضواحي باريس، ومن يسكنها من مسلمين ينتمون إلى الطبقة البرجوازية، وتكثر بينهم المشكلات، وكأنهم - على حد عرضه - يعيشون على هامش المجتمع الباريسي[1].

على أي حال، فلا بد من التعاطي مع جميع المستشرقين والإعلاميين الذين يتناولون قضايا المنطقة من بعد، بناءً على عدد من الانطباعات المستقاة من قراءات أترابهم، دون أن تطأ أقدامهم بالضرورة الأرض التي يتحدثون عنها والناس الذين هم مناط الحديث،وهذا ديدن أولئك الذين كثرت كتاباتهم أخيرًا عن المنطقة خاصة، وعن العالم الإسلامي عامة،وقليل منهم من يعايش موقعًا من المواقع التي يتحدث عنها، وإذا عايش موقعًا خرج منه بانطباعات بنى عليها أحكامًا تعميمية لا تصدُقُ بالضرورة على جميع المجتمعات، وخلط فيه بين السلوكيات الاجتماعية المتوارثة والممارسات الدينية التي تعود إلى أصل شرعي.

مهما يكن من أمرٍ، فإن الإسراع في تبني هذه الفئة والإقبال عليها بالدعوة لها لمعايشة الواقع والالتقاء بالعلماء والمفكرين قمِينٌ بأن يعطي صورة أكثر وضوحًا، كما أنه حري بأن يقطع الطريق على أولئك الذين يتسارعون في الإفادة من هذه الفئة في ترسيخ العداوة للإسلام والمسلمين، كما عملوا مع المستشرق البريطاني الأصل الأمريكي الجنسية والإقامة الدكتور/ برنارد لويس، الذي أعلن صراحة صهيونيته ويهوديته حالما حط الرحال في جامعه برنستون في ولاية نيوجرسي في الشرق الأمريكي.

مما يؤخذ على المنتديات والمؤسسات الفكرية العربية والإسلامية محدودية الالتفاف على هذه الفئة والتأخر في ذلك.

ومما يذكر هنا أن المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) في المملكة العربية السعودية قد تنبه لهذه الفئة، فاستدعى عددًا ممن كانت لهم إسهامات فكرية سلبية ضد الإسلام والمسلمين من المستشرقين والإعلاميين الغربيين، فكان أن دعا فرد هاليداي والسموءل هنتجنتون وفوكوياما وغيرهم، كما فعل قبل ذلك الملتقى الفكري الإسلامي الذي كان يعقد في الجزائر سنويًّا؛ إذ كان يدعو رهطًا من المستشرقين يحاورهم علماء المسلمين ويحاورونهم، مما نتج عنه تفاعل علمي وفكري أسهم في تقديم صورة معتدلة عن هذا الدين القويم.

وعليه، فإن الحماس لأوليفييه روا لا يأتي من منطلق أنه مشروع مستشرق منصف فحسب، بل لأن مثل هؤلاء يستقطبون، وإلا فكتابُه فيه مغالطات صريحة وواضحة يمكن الوقوف عليها بسهولة، وكذلك نزوعه إلى المعلومة الإعلامية السريعة - كما مر ذكره.

وقد أسهمت المترجمة لارا معلوف في شيء من الغموض في ذكرها للمصطلحات والشخصيات الإسلامية، فبالرغم من أن جهدها في الترجمة جهدٌ رائعٌ في مدة محدودة؛ إذ صدر الكتاب سنة 2002م/ 1422هـ بالفرنسية وانتهت من ترجمته ونشره سنة 1423هـ/ 2003م، إلا أنها لم توفق في معرفة المصطلحات الشرعية، مثل فرض العين وفرض الكفاية؛ إذ تعبر عن ذلك بأنه فرض فردي أو واجب جماعي، وجامع مكة، والمراد الحرم المكي الشريف، ودار الأرقام؛ أي: دار الأرقم بن أبي الأرقم، وجزر المولوك؛ أي: جزر الملوك، والشنكيتي؛ أي: الشنقيطي، والبراق؛ أي: البراك، وكون نصر الدين الألباني سعوديًّا دون التعليق في الهامش، والعقلة؛ أي: العقلا، وهذه كلها أسماء معروفة.

كان يمكن أن يتأكد منها بالسؤال لأهل الذكر، ومع هذه الملحوظة المنهجية تظل الترجمة سلسة أسلوبًا، صحيحة لغة، أعانت على الاسترسال في القراءة،ولا يتسع المجال لمزيد من الوقوف على أفكار الكتاب بما فيه العنوان، "عولمة الإسلام"؛ إذ إن لتلك وقفاتٍ تطول، بما في ذلك الاسترسال في الحديث عن العولمة وارتباطاتها الثقافية والاقتصادية التي لم تركز عليها هذه الوقفات، على اعتبار أنها محدد قوي من محددات العلاقة بين الشرق والغرب، وإنما جاء ذلك عرضًا في ثنايا الحديث عن المحددات كلها، ومما حفلت به المكتبة العربية من إنتاج عربي أصيل أو مترجم.

[1] انظر: أوليفييه روا،عولمة الإسلام - مرجع سابق - ص 222.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 98.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 94.89 كيلو بايت... تم توفير 3.55 كيلو بايت...بمعدل (3.60%)]