التعريف بالسنن والمراد بإحيائها، والفضل الوارد فيه، واهتمام العلماء به - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 234 - عددالزوار : 28006 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4478 - عددالزوار : 984488 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4014 - عددالزوار : 502948 )           »          عيد أضحى مبارك ، كل عام وانتم بخير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 131 )           »          سفرة إفطار عيد الأضحى.. كبدة مشوية بخطوات سهلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 105 )           »          9 نصائح لمطبخ نظيف خلال عزومات عيد الأضحى.. التهوية أساسية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 97 )           »          فتياتنا وبناء الذات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          إضاءات سلفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 79 )           »          ابن أبي الدنيا وكتابه “العيال” (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          خطبة عيد الأضحى المبارك 1445هـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-05-2024, 01:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,504
الدولة : Egypt
افتراضي التعريف بالسنن والمراد بإحيائها، والفضل الوارد فيه، واهتمام العلماء به

التعريف بالسنن والمراد بإحيائها، والفضل الوارد فيه، واهتمام العلماء به

مشاري بن عبدالرحمن بن سعد العثمان

التمهيد:
أولا: تمهيد:

من فضل الله وتوفيقه لعبده؛ أن ييسر له سبيلا من سبل الخير؛ يهتدي إليه، ويدل الناس عليه، ولا شك أن من أعظم التوفيق أن يسخر الله الإنسان لنشر سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وتذكير الناس بها، والسعي إلى إحياء ما أماته الناس منها، فهذا العمل من أحق ما ينبغي أن يسعى له طلاب العلم، لا سيما في هذا الزمن الذي فترت فيه الهمم، وضعفت فيه العزائم، عن التمسك بالسنة النبوية في الأقوال والأعمال، "فإن ‌إحياء ‌السنن من الخير الذي يحيا ولا يموت"[1]، وإن مراعاة ‌السنن ‌النبوية في الأقوال والأعمال في جميع العبادات والعادات؛ هو كمال الصراط المستقيم[2].

ثانيا: تعريف السنن:

‌أ- السنن لغة:
السنن في اللغة: ‌جمع ‌سنة، وهي الوجهة، والطريقة الطريقة حسنة كانت أو سيئة. والمراد بها هنا: الطريقة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم في عبادته وتعامله[3].

ب- السنن اصطلاحا:
السنة في الاصطلاح، ما بيَّنه النبيُّ من أمور الدين، وتطلق على ما يقابل البدعة، ولها تعريفات متنوعة عند الفقهاء والأصوليين والمحدثين، ويمكن أن نعرفها هنا بأنها: وهو ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ونهى عنه وندب إليه قولا وفعلا مما لم ينطق به الكتاب العزيز[4].

ثالثا: أهمية إحياء السُّنَن والفضل الوارد في ذلك

المراد بإحياء السُّنَنِ أمران:
الأول: فعلها.
الثاني: تعليم الناس لها ونشرها بينهم.


وكلَّما بعد الناس عن عصر النبوة، كلما قل العمل بالسُّنَن، وإذا قل العمل بالسُّنَن؛ ظهرت البدع.


قال ابن عباس رضي الله عنه: «ما أتى على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا فيه سنة، حتى تحيا البدع وتموت السُّنَن»[5].


وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على عظيم الثواب وجزيل الأجر لمن أحيا السُّنَن، فقد جاء عن بلال بن الحارث رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي قَدْ أُمِيتَتْ بَعْدِي فَإِنَّ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلَ مَنْ عَمِلَ بِهَا، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيءٌ»[6].

قال الإمام ابن عبد البر رضي الله عنه [7]: «حديث هذا الباب أبلغ شيء في فضائل تعليم العلم اليوم، والدعاء إليه وإلى جميع سبل البر والخير؛ لأن الميت منها كثير جدًّا»[8].


وقد ضرب الجيل الأول من قدوات هذه الأمة أروع الأمثلة في حرصهم على اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلمواقتفاء أثره فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «أنه جاء إلى الحجر فَقَبَّلَهُ وقال: إِنِّي لَأُقَبِّلُكَ وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَنْفَعُ وَلَا تَضُرُّ، وَلَكِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُكَ»[9].


وعن أبي سعيد رضي الله عنه، قال: «بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ إِذْ خَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ أَلْقَوْا نِعَالَهُمْ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَلَاتَهُ، قَالَ: مَا حَمَلَكُمْ عَلَى إِلْقَائِكُمْ نِعَالَكُمْ؟ قَالُوا: رَأَيْنَاكَ أَلْقَيْتَ فَأَلْقَيْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا قَذَرًا، أَوْ أَذًى فَإِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيَنْظُرْ فَإِنْ رَأَى فِي نَعْلِهِ قَذَرًا فَلْيَمْسَحْهُ، ثُمَّ لِيُصَلِّ فِيهِ»[10].


وعن ابن عمر رضي الله عنهما: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اصْطَنَعَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، وَكَانَ يَلْبَسُهُ فَيَجْعَلُ فَصَّهُ فِي بَاطِنِ كَفِّهِ، فَصَنَعَ النَّاسُ ثُمَّ إِنَّهُ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَنَزَعَهُ، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَلْبَسُ هَذَا الْخَاتَمَ، وَأَجْعَلُ فَصَّهُ مِنْ دَاخِلٍ. فَرَمَى بِهِ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ لَا أَلْبَسُهُ أَبَدًا. فَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ»[11].


والأمثلة على شدة اتباعهم كثيرة، وليس مرادنا هنا الحصر والاستقصاء، فله بابه، وإنما لنبين حرص الجيل الأول على الحرص على كل قول أو فعل صدر من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتبعوه.


وقد جمعتُ، والحمد لله في هذه الورقات جملة من السُّنَن والفضائل والآداب التي هجرها عامة الناس والتي في فعلها الهدى والنور.


وما كان يحتاج إلى شرح أو تبيين بينت ذلك في موضعه أو في الحاشية، وما كان واضحًا بَيَّنّا اكتفيت بإيراد النص النبوي كما هو بدون شرح أو إيضاح، والغالب على النصوص النبوية الوضوح وعدم الغموض؛ لأنها نصوصٌ عامَّة؛ يفهمها كل من سمعها.


وإني لأرجو الله جل جلاله أن أدخل في عِداد الداعين إلى الهدى والخير، وأن يكتبني في زمرة المحيين للسنن، وأن يثيبني ثوابهم.

[1] أبو يوسف القاضي، الخراج (ص15)، بدون طبعة، بدون تاريخ، الناشر: المكتبة الأزهرية للتراث.

[2] انظر: ابن تيمية، مجموع الفتاوى (18/ 287)، الطبعة الثانية، 1425 هـ - 2004 م، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف - المدينة المنورة - السعودية.

[3] زين الدين الرازي، مختار الصحاح، مادة (س ن ن) (ص317)، الطبعة: الخامسة، 1420هـ / 1999م، المكتبة العصرية - الدار النموذجية، بيروت – صيدا.

[4] انظر: مظهر الدين الزيداني، المفاتيح في شرح المصابيح (1/ 22)، بدون طبعة، بدون تاريخ، البدر الفيومي، فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب (4/ 185)، الطبعة: الأولى، 1439 هـ - 2018 م، مكتبة دار السلام، الرياض - المملكة العربية السعودية.

[5] المعجم الكبير للطبراني (10/ 262)، حديث رقم (10610)، كتاب أحاديث عبد الله بن عباس، باب ومن مناقب عبد الله بن عباس وأخباره، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: «رجاله موثقون». مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1/ 188).

[6] سنن الترمذي (5/ 45) حديث رقم (2677)، كتاب أبواب العلم، ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع، سنن ابن ماجه (1/ 76) حديث رقم (209)، باب من أحيا سنة قد أميتت، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن».

[7]محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد البر التجيبي، الأندلسي، القرطبي، أبو عبد الله. توفي بالشام بطرابلس، في سنة إحدى وأربعين وثلاث مائة. له: (الاستذكار)، (الاستيعاب في معرفة الأصحاب). انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (12/ 81)، بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس للضبي (ص: 90).

[8] ابن عبد البر، التمهيد (16/ 272)، الطبعة: الأولى، 1439 هـ - 2017 م، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي – لندن.

[9] صحيح البخاري (2/ 149) حديث رقم (1597)، كتاب الحج، باب: ما ذكر في الحجر الأسود، صحيح مسلم (4/ 66) حديث رقم (1270)، كتاب الحج، باب استحباب تقبيل الحجر الأسود في الطواف.

[10] سنن أبي داود (1/ 247) حديث رقم (786)، كتاب الصلاة، ‌‌باب الصلاة في النعل، وصححه النووي في المجموع (3/ 132).

[11] صحيح البخاري (8/ 133) حديث رقم، (6651)، كتاب اللباس، باب: خاتم الفضة، صحيح مسلم (3/ 1655)، حديث رقم (2091)، كتاب اللباس، باب: تحريم خاتم الذهب على الرجال، ونسخ ما كان من إباحته في أول الإسلام.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.85 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]