خطبة العيد فرح وعبادة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب (مختصر كتاب إظهار الحق) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          إلى الشباب... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          شاب نشأ في عبادة الله... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          العلاقات التركية الصومالية وأثرها في القرن الإفريقي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الغفلة .. السلاح الفتاك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الهدي النبوي في التعامل مع حر الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          قراءة في أسباب وتداعيات الاعتراف الأوروبي بفلسطين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          اسم الله العزيز معناه وأثره الإيماني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          نسويات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-06-2024, 10:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,841
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة العيد فرح وعبادة

خطبة (العيد فرح وعبادة)

الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل

الخطبة الأولى
الحَمْدُ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُه ُ وَنَسْتَهْدِيْه ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيك له شهادةً نرجو بها النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله عبده المصطفى ونبيه المجتبى، فاللهم صلِ وسلم عليه، وعلى آله، وأصحابه، ومن سلف من إخوانه من المرسلين، وسلّم اللهم تسليمًا، أما بعدُ:-

عباد الله! فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.

أَيُّهَا المؤمنون! إن خير أيام الله عَزَّ وَجَلَّ ستة أيام؛ يوم الفطر ويوم الأضحى ويوم عرفة، وثلاثة أيام التشريق.

فأما يوم الفطر ويوم الأضحى وأيام التشريق فيحرم صومها على المسلمين، إلا أيام التشريق فإنه يجوز بالخصوص صيامها للحاج المتمتع والقارن الذي لم يجد دم الهدي، وأما يوم عرفة فصيامه لعموم المسلمين من أفضل الأعمال كما دلَّ عليه حديث أبي قتادة الأنصاري رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أن رجلًا سأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن صيام يوم عرفة قال: «أحتسبُ على الله أن يكفِّر السنتين الماضية والباقية»[1]، ولكن يُكره صيام يوم عرفة لمن كان حاجًا، لأن نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي ندب أمته لصوم يوم عرفة لم يصمه في حجته؛ حجة الوداع.

إذا علمنا هذا يا عباد الله فثمة عند الناس اعتقاداتٌ خاطئة منشؤها إما من الجهل، أو من تقليد بعضهم بعضًا؛ من ذلك اعتقادهم أن أيام الفطر ثلاثة أيام، ويوم الفطر يومٌ واحد هو الأول من شوال، وأما اليوم الثاني وما بعده فليس لها أحكام الفطر، ولهذا بالإجماع يصح صيام اليوم الثاني من شوال، لأنه ليس من أيام العيد، ولو كان من أيام العيد لم يصح صومها كما سبق التنبيه إليه من نهيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن صيام يوم الفطر ويوم الأضحى.

ومن ذلك -أي من اعتقادات الناس الباطلة- أنه في يوم الفطر يصح التوسع بكل أمرٍ محرم، ومن ذلك المعازف، ومن ذلك آلات اللهو، وهذا خطأٌ بيّنٌ بالغ، وإنما يصح في يوم الفطر فقط الضرب بالدف، سواءٌ كان ذلك للرجال أو للنساء، للصغار أو للكبار.

في الصحيحين[2] أن أبا بكرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ دخل على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في يوم الفطر؛ أي في يوم عيد الفطر، وعند عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْها جاريتان من الأنصار تدفان بالدف تغنيان بما كان من يوم بُعاث، فقال أبو بكرٍ والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مضطجعٌ ملقي هؤلاء ظهره، قال: "أبمزمار الشيطان؟"، وفي رواية: "أبمزمور الشيطان في بيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟"؛ يشير إلى الدف والضرب به، فالتفت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليه مصححًا وموجهًا فقال: «يا ابن أبي قحافة إنه يومُ عيد»، فقد رخَّص عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام في يوم العيد في الضرب بالدف فقط، لا بالطبل، ولا بالزير، ولا بالتوسع بآلات المعازف والملاهي.

اعلموا ذلك -عباد الله- لتعلموا أن في ديننا فسحة، وأن يوم النحر يوم فرحٍ وسرور، لا يوم تقطيبٍ ولا يوم تجهم، ولكن لا يُتوسع في الفرح والسرور إلى الوقوع في معاصي الله.

ثم اعلموا -عباد الله- أن يوم العيد يوم الجوائز، من لم يكن فائزًا بجائزة الرحمن فإنه الخاسر ولو ادَّعى بذلك فرحًا يدَّعيه ويستجلبه بمعاصي الله، ولا يُستجلب الفرح بمعصية الله عَزَّ وَجَلَّ.

نفعني الله وَإِيَّاكُمْ بالقرآن العظيم، وما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه كان غفارا.

الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إعظامًا لشانه، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن سلف من إخوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا أبدًا إلى يوم رضوانه، أما بعد؛ عباد الله:
إن أيام العيد أيام فرح، وأيام أنس، وأيام تواصل، فيهنئ المسلمون بعضهم بعضًا بهذا العيد، ويتواصل أولو الأرحام بعضهم مع بعض وذلك بحدود الشرع، وبحدود ما يسنه ولي الأمر من أنظمة تسوس الناس في صلاح دينهم ودنياهم.

واعلموا -عباد الله- أنه ليس من شكر هذه النعمة؛ نعمة العيد بعد نعمة الصيام في أداء الفرض، ليس من شكرها تضييع الفرائض، فكم نرى من مخالفات الناس العامة، وها هو اليوم يوم الجمعة لم يمتلئ المسجد؛ لأن من الناس من اعتاد على سهر الليالي وعلى نوم النهار، فربما جمع الظهر مع العصر، ولا شك أن هذه مخالفةٌ عظيمة، ووقوعٌ في نهيٍ كبير، حيث لم يهتم بأعظم فرائض الدين بعد توحيد رب العالمين؛ ألا وهو إقامة الصلاة في وقتها. نعم يا عباد الله؛ الدنيا تُطوع لأجل فرائض الله، ولا تُطوع فرائض الله لأجل ملهياتنا ومشتهياتنا، هذا الواجب على المؤمنين شكرًا لله على نعمه، وحمدًا له على إفضاله، وأداءً له جَلَّ وَعَلا بحقه وواجبه.

ثُمَّ اعلموا عباد الله! أنَّ أصدق الحديث كلام الله، وَخِيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثة بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وعليكم عباد الله بالجماعة؛ فإنَّ يد الله عَلَىٰ الجماعة، ومن شذَّ؛ شذَّ في النَّار، ولا يأكل الذئب إِلَّا من الغنم القاصية.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي العَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ وارضَ عن الأربعة الخلفاء، وعن المهاجرين والأنصار، وعن التابع لهم بإحسانٍ إِلَىٰ يَومِ الدِّيْنِ، وعنَّا معهم بمنِّك ورحمتك يا أرحم الراحمين، اللَّهُمَّ عِزًّا تعزّ به الإسلام وأهله، وذِلًّا تذلّ به الكفر وأهله، اللَّهُمَّ أبرِم لهٰذِه الأُمَّة أمرًا رشدًا، يُعزُّ فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللَّهُمَّ اجعل ولاياتنا والمسلمين فيمن خافك واتقاك يا رب العالمين، اللَّهُمَّ وفِّق ولي أمرنا بتوفيقك، اللَّهُمَّ خُذ بناصيته للبر وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ اجعله رحمةً عَلَىٰ أوليائك، واجعله سخطًا ومقتًا عَلَىٰ أعدائك يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ انصر به دينك، اللَّهُمَّ ارفع به كلمتك، اللَّهُمَّ اجعله إمامًا للمسلمين أَجْمَعِيْنَ يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ أنت الله لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، سحًّا طبقًا مجللًّا، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، اللَّهُمَّ سُقيا رحمة، لا سُقيا عذابٍ، ولا هدمٍ، ولا غرقٍ، ولا نَصَبٍ، اللَّهُمَّ أغث بلادنا بالأمطار والأمن والخيرات، وأغث قلوبنا بمخافتك وتعظيمك وتوحيدك يا ذا الجلال والإكرام، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، عباد الله! إنَّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون، اذكروا الله يذكركم، واشكروه عَلَىٰ نعمه يزدكم، ولذكر اللَّه أَكْبَر، والله يعلم ما تصنعون.

[1] أخرجه مسلم (1162) بنحوه.

[2] أخرجه البخاري (949)، ومسلم (892) بنحوه.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 18-06-2024 الساعة 11:10 AM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.27 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]