كلمــــــات عـــــــن الإجـــــــازة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         (صلاة الجمعة) من بلوغ المرام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          وأذن في الناس بالحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الخيانة والجريمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          كيف نتجاوز كدر الحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          آيات تنسف الإلحاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          { ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          سبل استغلال الوقت بالإجازة الصيفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الإيمان بالقدر والقضاء.. وجوبه وثمرته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          مراقبة الله عز وجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          الاستعداد للحج بالتوبة ورد المظالم والديون لأصحابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-05-2024, 02:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,829
الدولة : Egypt
افتراضي كلمــــــات عـــــــن الإجـــــــازة

كلمــــــات عـــــــن الإجـــــــازة



أيّها المسلمون، تجمُل الراحةُ بعد عناء، وتحلو العُطلة بعد تعبٍ وإعياء، ويحسنُ رخاءُ البال وفراغُ القلب بعد كدٍّ ومشقَّةٍ وجَهد، ولا بأس بلهوٍ مباح يُروِّح عن النفس، ويُجِمُّ الخاطر، ويدفعُ الكآبة، ويطرُدُ السآمة، ويُجدِّد العزمَ والهمَّة؛ فإن المُنبَتَّ لا أرضًا قطَع، ولا ظهرًا أبقى. ومَن فعل ذلك بنيَّةٍ صالحةٍ أُجِر، قال عمر بن عبد العزيز لابنه: «يا بنيّ، إن نفسي مطيَّتي، وإن حملتُ عليها فوق الجَهد قطعتُها»، وقال أحد السلف: «إني لأُجِمُّ قلبي باللهو المُباح ليكون أقوى لي على الحق»، وقال آخر: «أريحوا القلوب؛ فإن القلب إذا أُكرِه عمِي».
ودوام الذكر والفكر في أمر الآخرة فضيلةٌ عظيمة، ولا يعني ذلك حرمانَ النفس نصيبَها من الدنيا؛ فعن حنظلة الأُسيديرضي الله عنه- وكان من كُتَّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - أنه قال: دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلتُ: نافَقَ حنظلةُ يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «وما ذاك؟!» قلتُ: يا رسول الله، نكون عندك تُذكِّرنا بالجنة والنار حتى كأنَّا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافَسنا الأزواجَ والأولاد والضَّيْعات نسينا كثيرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «والذي نفسي بيده، لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافَحتكم الملائكةُ على فُرشكم وفي طرقكم، ولكن -يا حنظلةُ- ساعةً وساعة» أخرجه مسلم. وآخى النبيُّ صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء رضي الله عنهما، وكان أبو الدرداء يقوم الليل ويصوم النهار، فقال سلمان لأبي الدرداء: إن لربك عليك حقًّا، وإن لنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «صدق سلمان» أخرجه البخاري.
ويقبُح بالمسلم استمهالُ الراحة، واستيطاء الدَّعة، واستدامةُ الغفلة، واستِمرارُ اللهو، وإطلاقُ العَنان للمُتعة والشهوة، وتجاوُز حدود الشرع في الترفيه والترويح.
أيها المسلمون، وفراغُ اليد وبَطالةُ البدن ودوام الفراغ ومُحالفة النوم لِقاحُ الفقر والفساد والضياع، ودوامُ الجُثوم على أجهزة التسلية والترفيه يقتُل النبوغ، ويحُدُّ من الفِطنة والذَّكاء، ويشغَلُ الأذهان بما حقُر وهان، ويُهدِرُ الوقت، ويُعقِبُ العِلَل، ويُورِثُ الكسل، ويجلِبُ الفشل.
وما الحقُّ أن تهوَى فتُشغَفَ بالذي
هوِيتَ إلى ما كان ليس بأجملِ
أيها الشَّبَبة، سارِعوا إلى قصَبات التقدُّم وشُرفات العلو، وافترِعوا (ابتدئوا) الشَّعَث (الأمور) السوامِي (العالية)، وتوقَّلوا (اصعدوا) إلى التلال والروابي، وشمِّروا للعلم والمعرفة، وأوغِلوا في ميادين العمل والتكسُّب المُباح، أتقِنوا حِرفة، وتعلَّموا صنعة، واكتسِبوا مهارة، وشارِكوا في البناء والنَّماء، واعلموا أن أحصَنَ موئِل وأمنع معقِل وأكرمَ مقِيل وأهدى سبيل لزوم الكتاب والسنة وتعلُّمهما، والتفقُّه في الدين، وقراءةُ سيرة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ، والتأسِّي به في أفعاله وأقواله وأحواله صلى الله عليه وسلم .
أيها الشَّبَبة، كونوا ممن يأتي السنيَّة، ويأبى الدنيَّة، كونوا أتقياء برَرة، واحذروا الأشقياء والفجَرة، والعُصاة والفسَقة المكَرة، أصحابَ السوء والفتنة الذين يُضيِّعون الصلوات، ويتَّبعون الشهوات، ويأتون المنكرات والمُحرمات، ويتعاطَون الدخانَ والشيشةَ والمُسكِرات والمُخدِّرات، ويُديمون السهرَ على المُوبِقات والمُهلِكات والفضائيات، احذروهم احذروهم؛ فإنهم السمُّ الناقع والبلاء الواقع.
أيها المسلمون، وفي الإجازة تكثُر السافرةُ بالأمصار، والسفر يُسفِرُ عن وجوه المُسافرين وأخلاقهم، ويُظهِرُ منهم ما كان خافيًا، ومن سافر سفرَ طاعةٍ أُجِر وغنِم، ومن سافرَ سفرًا مُباحًا نجا وسلِم، ومَن تسربَلَ بالدنيَّة واختار النقيصة وتقنَّع بالسوءة وسافر سفرَ معصية وساحَ سياحةً محرمة فقد دنَّس عِرضَه، ولطَّخَ شرفَه، وأتى خِزايةً لا تخفى، وعارًا لا يُنسى.
اليـــــوم تفعـــلُ مـــــا تشـــــاءُ وتشتـــــهِـــــي
وغـــــدًا تموتُ وتُرفعُ الأقـــــلامُ
إذا المرءُ أعطى نفسَه كل ما اشتهَت
ولم ينهَها تاقَت إلى كلّ باطِل
وســـــاقَت إليـــــه الإثمَ والعـــــارَ الــــــذي
دعَتْه إليـــــه من حلاوةِ عـاجلِ
والمؤمنُ عَيوفٌ للخَنا والمنكر، ودواعِي الهوى طالبةٌ، والنفسُ أمَّارةٌ بالسوء، والشيطانُ يُزيِّنُ ويُوسوِسُ، والهوى يُعمِي ويُصِمّ، والهوى مطيَّةُ الفتنة، والدنيا دارُ المحنة، ومُدَّة اللهو تنقطِع، وعارُ الإثم لا يرتَفع، إلا مَن تاب لربه ورجع عن خطئه وذنبه.
فقُودوا أنفسَكم بالحَزم، وتنبَّهوا أيها الآباء والأولياء، ولا يفتننَّكم الشيطان، {فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} (لقمان:33)، {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ . إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} (الزمر: 54-55).
وفي الإجازةِ تتوالى الأفراح، وتكثُر عقود النكاح. وأوثقُ العقود بدءًا وأدومُها أُلفة وأحمدُها عاقبةً ما بُنِي على الشرع القويم والهدي المستقيم.
أيّها المسلمون، لقد تمادَى الناسُ اليومَ في المُغالاة في المهور، وتسابَقوا في إظهار البَذَخ والإسراف والتكلُّف والتبذير في حفلاتِ الزواج، وتجاوزوا الحدودَ في الولائمِ والذبائح والقصورِ والألبِسة والثيابِ تفاخُرًا وتكاثُرًا، وتعالِيًا وتمادِيًا في الباطِل، ولربما صاحبَ بعضَ الأفراحِ فاحِشُ القولِ وعظيمُ المنكر، وتفسُّخٌ في الأخلاق، واختلاطُ الرجال بالنساء، ودخول الرجال على النساء وهنَّ سافراتٌ كاشِفات قد لبِسنَ الفاتِنَ والقصير والضيِّق والشفَّاف، إلى غير ذلك من الأفعال الشائنة التي هي وبَالٌ وسفالٌ على فاعليها، مما لا يرضاه الغَيارى، ويأباه أهل الإيمان والتقوى.
وتجاوز آخرون المشروعَ والمُباح من الضّرب بالدُّفِّ للنساء خاصّةً لإعلان النكاح إلى ما حُرِّم عليهم؛ من استئجار المُطربين والمُطرِبات الّذين يتغنَّون بالكلام الفاحِش البذِيء، وآلاتِ اللهو والطرَب والمعازِف، ودفع المبالغ الكبيرة في مثلِ هذه الأمور.
فاتّقوا الله أيّها المسلمون، وعودوا إلى هديِ الشرع، ولا تغلِبنَّكم أهواؤكم، ولا تَستهوِينَّكم عاداتٌ ذميمة دخيلةٌ على مجتمعاتكم.



اعداد: فضيلة الشيخ صالح بن محمد البدير





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.59 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]