مشكلة بطء الاستيعاب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         عشرون درسا من قصة آدم وحواء في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          {إن هذا لهو القصص الحق} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فوائد القصص القرآني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 371 )           »          {يا عيسى إني متوفيك} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          وقفات ودروس من سورة البقرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 1125 )           »          كتاب (ماذا يعني إنتمائي للدعوة ؟ ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          نبذة مختصرة عن الإمام الحافظ أبي بكر البيهقي وكتابه "السنن الكبير" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الاعتذار الخلق الذي نفتقده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          عشرة دروس تربوية من الهدي النبوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          دور المرأة في الدعوة إلى الله وإصلاح المجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-06-2024, 02:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,912
الدولة : Egypt
افتراضي مشكلة بطء الاستيعاب

مشكلة بطء الاستيعاب
أ. رضا الجنيدي

السؤال:

الملخص:
فتاة تعاني مِن ضَعفٍ في الاستيعاب حسب كلام الناس حولها، وكذلك عدم التمتُّع بالتفكير المنطقي، وهي تحاول التخلص من هذه المشكلة وتطويرَ نفسِها.

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا فتاة في بداية العقد الثالث من عمري، أعاني من مشكلة جعلتني حبيسة القلق والاكتئاب، وهي أني ضعيفة الاستيعاب، ولا أتمتَّع بالتفكير المنطقي، فأنا أصدِّق كل ما يقال لي ولو كان خياليًّا لا يُمكن للعقلاء تصديقه.


وأعاني من اضطراب في التفكير يتجلَّى في حديثي مع الآخرين، كما لو أن هناك شخصين مختلفي الآراء بداخلي، قد أتناقض في جملةٍ واحدة أقولها، وتناقضي هذا يدل على نقص في الذكاء، وليس ذلك التناقض الذي يصدُر بسبب نفاقٍ أو غيره، إنما هو اضطراب في التفكير، حاولت سابقًا أن أطوِّر نفسي، وأزيد من ذكائي، لكن هناك معلومة قرأتها حولتْني إلى جسد بروح هشَّة، لا تطيق الحياة وتهرب من الواقع بالنوم المتواصل، وهي أن الغباء لا يمكن علاجُه مهما حاول الغبي التعلُّمَ، فهل هذا صحيح؟ هل سأبقى هكذا، وتبقى فُرَصي محدودة في الحياة، ولا أحد يتقبَّلني، أم أن كل ما أعانيه أنا المسؤولة عنه وهناك فرصة للتطوير؟ أرجو المساعدة وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
الابنة الفاضلة، أهلًا بك معنا، لقد سجلتِ في نموذج المراسلة أن مستوى دراستك ممتاز، ولكن تقولين في سؤالك إنك بطيئة الاستيعاب، وتعتقدين في نفسك الغباء، ثم أكدتِ لنا أنك بالفعل تحصلين على معدل ممتاز، وأنك جيدة في الحفظ، ولكن الآخرين هم الذين يصفونك بأنك بطيئة الاستيعاب.

فدعينا يا بنتي نحلل الأمر بشكل منطقي:
هل بطيء الاستيعاب ومن يتَّسم بالغباء كما تعتقدين في نفسك - وهو اعتقاد خاطئ تمامًا - هل مثل هذا الشخص يمكنه أن يحقق هذه المعدلات؟! هل مثل هذا الشخص يمكنه أن يكون مستوى حفظه جيدًا؟! بالطبع لا، إذًا لماذا تعتقدين في نفسك الغباء هكذا؟

أنا أخبرك لماذا: لأنك تصدقين كل ما يُقال لك - كما ذكرتِ في رسالتك - وبالتالي أصبحت تستمدين نظرتك عن ذاتك من كلام الآخرين عنك، وكلام الآخرين ربما يكون مملوءًا بالإحباط والمعاني السلبية، مع مَن يعاني من بعض الظروف الخاصة، وأنت تمرين ببعض الظروف التي تتمثل كما ذكرتِ في الرد على أسئلتي التي وجَّهتُها لك بأنك تعانين من التأتأة.

للأسف كثير من الناس لا يُجيدون التعامل مع مثل هذا الظرف لدى مَن حولهم، ومِن ثَمَّ يُمطرونهم بوابلٍ من الكلمات السلبية، والانتقاد والاتهامات المدمرة للذات؛ مثل: بُطء الفَهم والاستيعاب.

عندما تتكرر هذه الكلمات على مدار سنوات، تترسخ في الذهن صورة سلبية عن الذات، حتى تتحول إلى حقيقة، بل تتحول إلى شبح مخيف يعكِّر على المرء صفوَ حياته، وهذا ما حدث معك بالفعل.

أريد يا بنتي أن أخبرك أن المعلومة التي وردت إليك معلومة خاطئة تمامًا، فاطرديها من عقلك فورًا؛ فهناك دراسات تؤكد أن عقل الإنسان في مراحل حياته المختلفة يتعرض للنمو والذبول، وفقًا للطريقة التي يتعامل بها الفرد مع عقله والخبرات التي يعرِّضه لها، وهذا ما أكَّدته الدكتورة ماريان ديوماند في كتابها (العقل وأشجاره السحرية)؛ فلا تظني في نفسك الغباء، ولا تظني أنك غير قادرة على تطوير عقلك، بالعكس أنت قادرة على ذلك، وإليك بعض الطرق المفيدة:
أكثري من القراءة، فكل كتاب تقومين بقراءته يعمل على اتساع خبراتك وزيادة مهاراتك، وتطوير قدرات عقلك.

ناقشي ما قمتِ بقراءته مع بعض صديقاتك، فهذا النقاش يقوِّي شخصيتك ويمنحك الثقة بالذات تدريجيًّا، ويساعدك على علاج التأتأة بمرور الوقت، كما أن هذه الطريقة تزيد من معدل تذكُّرك للمعلومات وطلاقتك في التعبير عنها.

استمعي للمحاضرات التطويرية التي تساعد على تطوير الذات، ورفع التقدير الذاتي للإنسان؛ لأنه من الواضح أنك تعانين من انخفاض شديدٍ في منسوب التقدير الذاتي، وبعد سماعك هذه المحاضرات، قومي بتطبيق ما فيها مما يناسب ظروفك وشخصيتك، ويتَّسق مع تعاليم ديننا، ثم حاولي مناقشته أيضًا مع صديقاتك أو أخواتك لنفس الأسباب التي ذكرتُها لك سابقًا.

لا تحدِّثي نفسك أحاديثَ سلبية عن نفسك، بل قدِّري ذاتك حقَّ التقدير، وانظري إلى ما حققتِه من معدلات نجاح في دراستك، واستمري على هذا المعدل الجميل، بل حاولي الارتقاء أكثر، فأنت قادرة على ذلك بإذن الله.

اكتُبي كثيرًا وعبِّري عما يجول في خاطرك بالورقة والقلم، فلديك لغة سليمة يمكنك أن تستثمريها في التعبير عن أفكارك، ونفع الآخرين بما تكتبينه مع الوقت.

أما بخصوص عدم اتساق الكلام، فهذا نوع من اضطراب الفكر، وقد ذكرتِ في أثناء رسالتك ذلك، ولا أدري إن كنتِ تعاملتِ مع أحد المتخصصين بشأنه أم لا، ولكن على أية حال عليك أن تعلمي أن القلق والتوتر والخوف، وانتظار ردود فعل الآخرين على كلامنا، وتوقُّع الخطأ عند الكلام - كل هذه الأمور ضغوط نفسية قوية تساعد على اتساع حِدَّة هذا الأمر، فعوِّدي نفسك على عدم التفكير في ردود أفعال الآخرين تجاه كلامك، وأكثري من ذكر الله قبل بَدء الكلام، وأكثري كذلك من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله.

كذلك يُمكنك تدريب نفسك بنفسك، من خلال إنشاء حوارات قصيرة جدًّا مع ذاتك، والتدريب على إدارة حوار ثنائي مع نفسك، وتسجيل ذلك، ثم تحليل الجمل التي يحدث فيها عدمُ اتساق، ثم إعادة الحوار نفسه مرة أخرى، ولكن بعد تصحيح هذه الجمل.

كرِّري هذا مع ذاتك، ثم انتقلي بالتدريب مع إحدى الأخوات أو الصديقات المقربات والإيجابيات، واطلُبي منها أن تلاحظ الجمل غير المتسقة مع الكلام، أو المتناقضة في الآراء، ثم إرشادك إلى تصحيحها.

تدرَّبي على هذا كثيرًا، وكل فترة أَطيلي مدة الحوار، وإن لم تجدي تحسنًا ملحوظًا مع الوقت، فباشري الأمر مع متخصص بشكل مباشر، لإرشادك إلى علاج هذا الأمر وفقًا لما تقتضيه حالتك.

أخيرًا يا بنتي، ثقي في نفسك، ولا تهتمي بكلام المُحبطين، وكوني بإرادتك الإيجابية دليلًا لهم على أنك مميزة حقًّا، وفَّقك الله لكل خير.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.12 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]