نصائح وضوابط إصلاحية - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أخلاق على وشك الانقراض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          قالوا ربنا الله ... ثم استقاموا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حدث في الرابع عشر من رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حدث في الثالث عشر من رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          تأخر نبض الجنين,ما هي أسباب تأخر نبض الجنين,متي يظهر نبض الجنين,نصائح وارشادات للحامل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أعراض يجب ألا تتجاهليها لدى حديثى الولادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          بعض الطرق لعلاج نزلات البرد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          حكم المواطنة في القرآن والسنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          رسالة إلي الباحثين عن السعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 17 )           »          طريقة أهل الكفر والعناد في معارضة الأنبياء وأتباعهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 3091 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 16-10-2024, 04:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 142,290
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نصائح وضوابط إصلاحية

نصائح وضوابط إصلاحية (11)




كتبه/ سامح بسيوني
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فمن الشبهات المثارة حول مشروعية العمل الجماعي المؤسسي التعاوني:
الشبهة الثالثة: البعض ينهى عن العمل داخل الكيانات الإصلاحية؛ بدعوى أنه لا يجوز التسمي باسم غير اسم الإسلام، وأن العمل في كيانات يستلزم التسمي والانتساب؛ واستدلوا بقول الله -تعالى-: (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ) (الحج: 78).
وللرد على هذه الشبهة نقول:
أولًا: إطلاق الأسماء ابتداءً على أي حقيقة أو كيان لا ضرر منه مطلقًا؛ سواء في الشرعيات أو المباحات، والاسم ما دام لا يشتمل على باطل فليس ممنوعًا شرعًا، وقد سمَّى النبي -صلى الله عليه وسلم- بعض المسلمين بالمهاجرين -من أجل الهجرة-، وسمَّى البعض الأخر بالأنصار -من أجل النصرة-، وسُمي مَن جاء بعدهم بالتابعين -لاتباعهم مَن سبقهم من المهاجرين والأنصار-، بل كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخص بعضهم بخطاب لهم -وهو موجَّه لكل المسلمين- فيقول: "يا معشر المهاجرين"، وما زال المسلمون يتخذون الأسماء والألقاب التي تميِّز منهجهم أو مذهبهم على مرِّ العصور: كالأحناف، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، والظاهرية، وغيرها.
فما الضير إذًا في تسمي أي كيان باسم مميز له ما دام الاسم لا يحتوي على مخالفة شرعية؟!
ثانيًا: التسمية لأي كيان ليس معناها التعصب لاسم الكيان، أو أن تكون الموالاة والمعادة على مجرد الانضمام للكيان أو المفارقة له، بل الأصل أن كل مسلم يشهد الشهادتين ويعمل حسب استطاعته بمقتضاهما يجب أن يُحَب ويُعَان على طاعته، ويُوالَى على حبِّه لله ورسوله، ولا ينصر من انتمي لكيان ما إن كان مبطلًا ولو كان عدوه كافرًا، ولا يوالى المنتمي لكيان ما في الظلم مهما كان، فالمولاة تكون لكل مسلم حسب دينه واعتقاده وإيمانه، وحسب قربه وبعده مما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، وليس على مجرد الاسم الذى ينتسب إليه.
ومع هذا فلا بد أن نعي أن التعصب الذي قد يقع من البعض على الأسماء وارد جدًّا، وقد وقع ذلك بين الصحابة من التعصب لتلك الأسماء التي تنادوا بها: "يا للمهاجرين - يا للأنصار"، ما كادوا أن يقتتلوا عليه، ومع هذا لم ينههم النبي -صلى الله عليه وسلم- عن التسمي بتلك الأسماء، بل نهاهم عن التعصب لها فقط؛ فقال: (‌مَا ‌بَالُ ‌دَعْوَى ‌الْجَاهِلِيَّةِ؟! دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ) (متفق عليه).
وقد وقع أيضًا من التعصب بين طلبة المدارس الفقهية لمذاهبهم عبر الزمان ما لا يكاد العقل أن يصدقه؛ فهل نهى أهل العلم عن التسمي بهذه الأسماء المذهبية أم أن النهي كان واقعًا على التعصب لها؟!
والإجابة الواضحة: أنه لم ينهَ أهل العلم قطعًا عن التسمي بأسماء المدارس الفقهية، لكن النهي كان واقعًا على التعصب.
ونكمل في المقال القادم -بإذن الله-.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 16-10-2024, 04:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 142,290
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نصائح وضوابط إصلاحية

نصائح وضوابط إصلاحية (12)




كتبه/ سامح بسيوني
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فمن الشبهات المثارة حول مشروعية العمل الجماعي المؤسسي التعاوني:
الشبهة الرابعة:
قالوا: أهل الإسلام ينبغي أن يكونوا حزبًا واحدًا، وليسوا أحزابًا متعددة، واستدلوا بقول الله -تعالى-: (أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (المجادلة: 22)، فالله ذكر حزبًا واحدًا ولم يذكر احزابًا أو كيانات متعددة؛ فلماذا نعدد الكيانات والأحزاب؟!
وللرد على هذه الشبهة نقول:
لقد قال الله عن اهل الكفر: (أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (المجادلة: 19)، فهل معنى ذلك أن الشيطان له حزب واحد؟! و ها نحن نرى اختلاف أهل الكفر فرقًا وأحزابًا كثيرة، كاليهود والنصارى والمجوس، وعبدة البقر، والملحدين، والبهائيين، وغيرهم من الأحزاب التي يُكفر بعضها بعضًا، لكنهم جميعًا داخلون تحت مسمَّى: حزب الشيطان؛ لأنهم اشتركوا في الصفة الجامعة لأصل الحزب، وهي طاعة الشيطان والكفر بالرحمن؛ كذلك نقول في الكيانات الدعوية الإصلاحية التي تعمل وَفْق منهج واحد -منهج أهل السنة والجماعة-، وتحت راية واحدة، وهي راية الإسلام. فهم جميعًا داخلون تحت مسمى حزب الله؛ لأنهم اشتركوا في الصفة الجامعة لأصل هذا الحزب وهي طاعة الرحمن والكفر بالشيطان.
الشبهة الخامسة:
قالوا: تعدد الكيانات الإصلاحية سبب في التعصب والتباغض، ودفع المفسدة مقدَّم على جلب المصلحة.
وللرد على هذه الشبهة نقول:
وهل الحل أن نلغي هذه الكيانات الإصلاحية بأكملها، ونحرم الأمة من الخيرات العظيمة والفوائد الكبيرة الناتجة عن وجود هذ الكيانات الإصلاحية التي يظهر لكل منصف أن فوائدها أكبر بكثير من مفاسدها أم أن الحل هو أن نُعلِّم أفراد هذه الكيانات الإصلاحية فقه الخلاف، وأدب الحوار، ونعلمهم أن الولاء والبراء يكون على الكتاب والسنة، وأن الحب والبغض لا يكون إلا في الله؟!
وهل العقل والممارسة الحياتية التي نمارسها تستلزم منا أن لا نتعامل إلا إن وجد النموذج الكامل أم أن الواقع والعقل والشرع دائمًا يفرِّق بين الممكن والمتاح، وبين المرجو والمأمول، ويوازن بين خير الخيرين وشر الشرين.
فعلى سبيل المثال: الجميع يعلم فضل صلة الأرحام؛ فلو فرضنا أن هناك خلافًا بين بعض العائلات أو القبائل الكبيرة التي بينها صلات نسب، وأن هذا الخلاف أدى إلى تباغض بعض أفراد هذه العائلات تعصبًا للعائلة أو القبيلة؛ فهل نقول لهم: إن صلة الارحام والنسب بالنسبة لكم حرام؟! أم نقول بإلغاء هذه القبائل والعائلات ونفتي بحرمة الانتساب إليها؟!
أم ننهاهم عن التعصب والتباغض ونذكِّرهم بفضل صلة الرحم مع بقاء الانتساب للعائلة والقبيلة؟!
لا شك أن الأخير هو الواجب.
وللحديث بقية -إن شاء الله-.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 16-10-2024, 04:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 142,290
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نصائح وضوابط إصلاحية

نصائح وضوابط إصلاحية (13)



كتبه/ سامح بسيوني
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فمن الشبهات المثارة حول مشروعية العمل الجماعي المؤسسي التعاوني:
الشبهة السادسة:
قالوا: لم تكن هذه الجماعات موجودة على أيام النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة -رضوان الله عليهم-؟
وللرد على هذه الشبهة نقول:
القاعدة: أن "الأصل في الأشياء الإباحة"، فإذا لم يرد دليل على تحريم الاجتماع على الأعمال الدعوية؛ وطالما أنه ثبت مشروعيتها بالكتاب والسنة -كما تقدم-؛ فلا يضر أنها لم تكن موجودة على أيام النبي -صلى الله عليه وسلم- أو الصحابة، بل تعد من جنس المصالح المرسلة التي تحقق مقاصد الشريعة؛ كما جمع الصحابة القرآن في المصحف، ولم يكن ذلك موجودًا على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكما جمع التابعون السنة في الكتب ولم يكن ذلك موجودًا على أيام الصحابة!
والعجيب في هذه الشبهة: أنك ترى مَن يطرح تلك الشبهة يتناقض مع نفسه، ومع قوله هذا؛ كونه يتعامل ويقر بمشروعية أمور كثيرة تحقق مقاصد الشريعة لم تكن موجودة على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو عهد الصحابة: كالجامعات والمدارس، والفضائيات الدعوية، والأكاديميات العلمية، والبرامج الفضائية، والجمعيات الدعوية!
ومن المناسب هنا أن نوضح: أنه لا يوجد فرق جوهري بين طريقة عمل الجمعيات الدعوية -التي ينغمس في العمل فيها الكثير من مانعي العمل الجماعي الدعوي-، وطريقة عمل الكيان الدعوي أو الحزبي الذي يلقون الشبهات في وجه مشروعيته.
مقارنة بين الجمعية الدعوية الخيرية والكيان الإصلاحي المؤسسي:
من العجائب: أن الذين قالوا بحرمة العمل الإصلاحي الجماعي المؤسسي -سواء الدعوي أو الحزبي-؛ أجازوا تأسيس الجمعيات الدعوية، مع أنه لا يوجد فرق جوهري بين طريقة عمل الجمعيات الدعوية وطريقة عمل الكيان الدعوي أو الحزبي!
فالجمعية: لها اسم، ولها رئيس، ولها مجلس إدارة، ولها فروع، ولها منهج أيديولوجي تحمله، وعندها وسائل تأثيرية متعددة، كالكيان الدعوي أو الحزبي تمامًا.
لكنهم قد يقولون: الجمعية يدعى إليها كل الناس.
فنقول: وكذلك الكيان الدعوي أو الحزبي الإصلاحي يدعى إليه كل الناس بشرط أن يتم الالتزام بشروطه؛ كالجمعية تمامًا، وهل يتصور أحدٌ أن تقبل الجمعية بفرد لا يلتزم بشروط العضوية التي وضعتها الجمعية؟!
ويقولون: الجمعية تعمل بعد حصولها على ترخيص من السلطات.
فنقول: إذًا الحاكم ابتداءً ليس شرطًا في القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومع هذا فإن عامة الكيانات الدعوية الإصلاحية والأحزاب السياسية تعمل الآن تحت سمع وبصر السلطات، وتحصل على موافقات منها بذلك؛ فهل بعد هذا سيجيز الطارحون لهذه الشبهات إقامة هذه الكيانات المؤسسية الإصلاحية للقيام بالأعمال الإصلاحية المطلوبة أم سيظلون على مسارهم التابع لأهوائهم أو أهواء مَن يؤثرون عليهم؟!
وللحديث بقية -إن شاء الله-.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 27-10-2024, 05:59 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 142,290
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نصائح وضوابط إصلاحية

نصائح وضوابط إصلاحية (14)



كتبه/ سامح بسيوني
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فما زلنا مع الشبهات المثارة حول مشروعية العمل الجماعي المؤسسي التعاوني، والرد على شبهة: أن الجماعات السلفية الإصلاحية لم تكن موجودة على أيام النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة -رضوان الله عليهم-.
خامسًا: قالوا: بعض الآفات قد تظهر في العمل الإصلاحي التعاوني المؤسسي.
فنقول: العمل الجماعي المؤسسي التعاوني تجمع بشري ينتابه بلا شك بعض الآفات التي تنتاب أي عمل بشري، ومن هذه الآفات التي يجب الانتباه إليها لعلاجها وضبط البوصلة فيها:
1- من أعظم الآفات التي قد تكون سبب في هلاك المجتمعين في أي كيان: انحراف الفكر، أو ضلال المنهج الذي يجتمع عليه الأفراد.
2- التفلت من الالتزام الجماعي عند البعض، وعدم تحمل مسئولية وتبعات القرارات الجماعية المؤسسية طبقًا للرؤى الشخصية أو النزعات العاطفية؛ مما يضعف أثر العمل المؤسسي.
3- التنافس المذموم والتطلع إلى المكانة بين الأفراد العاملين داخل فرق العمل العاملة في الكيان المؤسسي.
4- قد يظهر نوع من التكاسل والتواكل والاعتماد على الآخرين؛ بسبب عدم وضوح المهام وعدم وجود توصيف وظيفي واضح.
5- قد يظهر نوع من التعصب والتحزب الممقوت للكيان، أو النظر إلى من هو خارج الكيان بعين العداوة والانتقاص.
6- قد يحدث تقوقع وتحوصل داخلي من أفراد الكيان والانكفاء على أنفسهم؛ مما يتسبب في حدوث عزلة سلبية عن البيئة المحيطة.
7- قد يحدث تماهي مع البيئة المحيطة، والتأثر بضغط الواقع؛ مما يؤثر على تميز الكيان الإصلاحي وفقده للبوصلة المميزة له.
8- قد يهمل الفرد نفسه فيقصر في بنائها ويهمل الجانب التعبدي أو العلمي؛ اعتمادًا على التكامل داخل فرق عمل الكيان.
9- قد يحدث نوع من الاستعلاء والنظر لأعمال الآخرين بشيء من الاستهانة والتحقير.
10- قد يستبطئ البعض النتائج المرجوة؛ فيصاب بالإحباط؛ نظرًا لأن العمل المؤسسي الإصلاحي يحتاج إلى وقت لتحقيق نتائج ملموسة، عكس العمل الفردي والذي قد تكون نتائجه أسرع.
وبناءً على هذه الآفات التي يتوقع حدوثها بحكم بشرية الأفراد واختلاف الطبائع بينهم داخل أي كيان إصلاحي، فإنه لا بد من بيان المرتكزات والضوابط اللازمة كعوامل لعلاج الآفات، وضمان النجاح في أي عمل تعاوني مؤسسي إصلاحي، وذلك حتى يعي الجميع الواجبات التي عليه ويحرص الجميع على علاج الآفات، واستكمال مرتكزات النجاح في الكيان ليتحقق الإصلاح المنشود بنجاح، وهذا ما سنفرد له المحور الثالث في المقال القادم -بإذن الله-.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 27-10-2024, 06:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 142,290
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نصائح وضوابط إصلاحية

نصائح وضوابط إصلاحية (15)



كتبه/ سامح بسيوني

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

المحور الثالث: مرتكزات وعوامل نجاح أي عمل تعاوني مؤسسي إصلاحي:

تتمثل منظومة النجاح في العمل المؤسسي على وجود مثلث الإصلاح الذي ترتكز قاعدته على (صحة المنهج)، ويقوم ضلعاه الباقيان على (الثقافة التنظيمية) وعلى (منظومة العلاقات البشرية).

هذه المنظومة الثلاثية تتمثل في:

أولًا: صحة المنهج الذي يتبناه الكيان الإصلاحي أو المؤسسة؛ أي ما يسمى بـ"الأيدولوجية".

ثانيًا: الثقافة والضوابط التنظيمية اللازمة للعمل داخل الكيان أو المؤسسة.

ثالثًا: ضوابط العلاقات البشرية (الداخلية بين الأفراد داخل الكيان أو المؤسسة، والخارجية بين الكيان أو المؤسسة وبين المجتمع من حوله).

أولًا: صحة المنهج الذي يتبناه الكيان الإصلاحي أو المؤسسة (الأيدلوجية):

إن من قواعد الحكم على أي كيان مؤسسي دعوي يدعي أنه إصلاحي أن يتم النظر إلى منهجه الفكري وأيدولوجيته التي يتبناها، فهناك كيانات تنظيمية كثيرة جدًّا تتبنى العمل المؤسسي، ويلتزم أفرادها بضوابطه وتدعي الإصلاح، وهي أبعد ما تكون عن ذلك؛ نظرًا لانحرافها الفكري؛ فهناك العديد من التنظيمات التكفيرية التي تتبنى المواجهات المسلحة مع عموم المخالفين لها من عموم المسلمين الذين لا ينتمون لها أو مع الحكومات الإسلامية التي يتواجدون تحت حكمها تحت دعوى التكفير لهم بلا بينات، ومن ثم يتم استحلال الدماء المحرمة وتدمير المجتمع وهدمه؛ وهذا في حقيقته عمل مؤسسي تدميري وليس إصلاحيًّا.

وهناك أيضًا العديد من التنظيمات التي تتبنى الأفكار العالمانية أو الروحية الخرافية التي تهدم أصول التوحيد والعقيدة، وتميع الدين، وتدفع الناس في المجتمع الى التحلل من كل واجبات الشريعة؛ بما يحقق لأعداء الدين الفرص الذهبية للسيطرة على عقول أبناء الأمة، وبما يساهم في احتلال الأوطان والبلدان الإسلامية فكريًّا، ثم بعد ذلك واقعيًّا؛ طبقًا لصراع الحضارات المحرك للمنظومة العالمية.

لذلك فالحكم على تجمع دعوي مؤسسي معين بأنه تجمع إصلاحي لا بد فيه من مراعاة الأمور الآتية:

1- مدى التزامه العقدي والفكري بمنهج أهل السنة والجماعة المبني على اتباع فهم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وطريقتهم في العلم والعمل والدعوة إلى الله، ومَن تبعهم بإحسان مِن السلف الكرام عبر العصور والعقود المتتابعة.

2- وضوح أهدافه الإصلاحية التي يعمل عليها، والتي تُخدم على منهجية التغيير الاصلاحية اللازمة لتحقق العبودية المنشودة، والتي تتمثل على سبيل المثال في:

- حفظ الهوية والمرجعية الإسلامية في المجتمعات، والسعي في تفعيلها، ونشر مفاهيم العبودية الخالصة لله بين الناس.

- حفظ استقرار الأوطان، وتحقيق التماسك المجتمعي بين أفراده بإعلاء مفاهيم الشريعة والقيم والأخلاق والسلوكيات الحميدة.

- التعبد إلى الله بالإحسان إلى الناس، وحمل همومهم الحياتية وتيسيرها عليهم قدر المستطاع؛ لأن الله يحب المحسنين، ورحمة الله قريب من المحسنين.

3- الاهتمام بمعالم البناء المنهجي المتكامل داخل الكيان، واستكمال سمات الشخصية المسلمة المتكاملة للأفراد فيه من خلال (البناء الايماني التعبدي - البناء السلوكي الأخلاقي - البناء العقدي الفكري - البناء العلمي المعرفي).

4- نبذ نعرات التعصب داخل الكيان إلا للحق، والحرص على الالتزام فيه بالتعاون على البر والتقوى مع أي أحد، ولو كان ليس من أفراد الكيان طالما سيؤدي الأمر إلى إرضاء الله وتحقيق الصالح العام، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَسْأَلُونِي ‌خُطَّةً ‌يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا) (رواه البخاري)؛ وهذا كان مع المشركين؛ فما بال أهل الإسلام؟! فهم أولى بذلك قطعًا، وكذلك عدم التعاون على الإثم والعدوان مع أي أحد؛ ولو كان من رؤوس كيانه، وذلك كما أمر الله -عز وجل- في قوله -تعالى-: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب) (المائدة: 2).

5- مراعاته للمصالح العامة للأمة وحرصه على دفع المفسدة التي تضر بالأمة، مع تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة؛ فالكيانات الإسلامية الإصلاحية المعاصرة ليست خلافة في ذاتها، وكذلك ليست كلها فرقًا نارية، وإنما هي مرحلة متوسطة تهدف إلي إقامة مصالح جماعة المسلمين عن طريق القيام بما تقدر عليه من فروض الكفاية.

6- الحرص في أدبيات الكيان على الموازنة الدائمة بين خير الخيرين، وشر الشرين طبقًا لقواعد المصالح والمفاسد الشرعية.

7- الإيجابية والمرونة المنضبطة في التعامل مع الممكن من صور الخير المتاحة؛ للوصول إلى المرجو والمأمول من الصورة التامة، وعدم تبني المعادلات الصفرية المحبطة أو المدمرة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 27-10-2024, 06:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 142,290
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نصائح وضوابط إصلاحية

نصائح وضوابط إصلاحية (16)



كتبه/ سامح بسيوني
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فما زال حديثنا موصولًا حول صحة المنهج الذي يتبناه الكيان الإصلاحي أو المؤسسة (الأيدلوجية)؛ إذ يعد الانضباط الفكري والعقدي عند الكيانات أحد أعظم عوامل صلاحها ونجاحها الإصلاحي، وبالعكس؛ فأي انحراف فكري أو عقدي يعد من أعظم أسباب ضياع الكيانات وتشتتها وفشلها في الدنيا، واستحقاقها للوعيد ودخول النار في الآخرة، بل يعد هذا المرتكز ركنًا رئيسًا في الحكم على أي كيان كونه إصلاحيًّا أم لا -مهما بُذل من جهد في استكمال باقي المرتكزات-.
وليس أوضح من ذلك مما نبَّه عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- في أمر الخوارج حين قال في وصفهم: (يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَنْظُرُ الرَّامِي فِي الْنَّصْلِ فَلَا يَرَى شَيْئًا، وَيَنْظُرُ فِي الْقِدْحِ فَلَا يَرَى شَيْئًا، وَيَنْظُرُ فِي الرِّيشِ فَلَا يَرَى شَيْئًا، وَيَتَمَارَى فِي الْفُوقِ ‌هَلْ ‌عَلِقَ ‌بِهِ ‌مِنَ ‌الدَّمِ ‌شَيْءٌ) (متفق عليه)، وما هذا إلا بسبب الخلل الحادث في البناء الفكري والعقدي لهم، والذي جرأهم على تكفير أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-.
لذلك فإننا نجد أن الله -عز وجل- قد نبَّه على ضرورة انضباط أي تجمع بالضابط الفكري والعقدي؛ كما جاء في سورة أل عمران -قبل أن يأمر بإيجاد الطائفة من المسلمين التي تقوم بواجب الإصلاح من الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قوله: (‌وَلْتَكُنْ ‌مِنْكُمْ ‌أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران: 104) -كما تقدم-؛ فقد قال -سبحانه وتعالى-: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (آل عمران: 103)، أي: تمسكوا بدين الله وَكتابه؛ كما قال ابن عباس -رضي الله عنهما-.
وقال أيضًا -عز وجل- بعد ذات الآية في سورة آل عمران: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ . يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ . وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (آل عمران: 105-107). أي: تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة؛ قاله ابن عباس -رضي الله عنهما-.
قال ابن عاشور -رحمه الله-: "وَقَوْلُهُ: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا) مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ)، وَهُوَ يَرْجِعُ إِلَى قَوْلِهِ -قَبْلُ-: (وَلا تَفَرَّقُوا)؛ لِمَا فِيهِ مِنْ تَمْثِيلِ حَالِ التَّفَرُّقِ فِي أَبْشَعِ صُوَرِهِ الْمَعْرُوفَةِ لَدَيْهِمْ من مطالعة أَحْوَال الْيَهُودِ... وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الِاخْتِلَافَ الْمَذْمُومَ وَالَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الِافْتِرَاقِ؛ وَهُوَ: الِاخْتِلَافُ فِي أُصُولِ الدِّيَانَةِ الَّذِي يُفْضِي إِلَى تَكْفِيرِ بَعْضِ الْأُمَّةِ بَعْضًا، أَوْ تَفْسِيقِهِ، دُونَ الِاخْتِلَافِ فِي الْفُرُوعِ الْمَبْنِيَّةِ عَلَى اخْتِلَافِ مَصَالِحِ الْأُمَّةِ فِي الْأَقْطَارِ والإعصار، وَهُوَ الْمُعَبِّرُ عَنْهُ بِالِاجْتِهَادِ. وَنَحْنُ إِذَا تَقَصَّيْنَا تَارِيخَ الْمَذَاهِبِ الْإِسْلَامِيَّةِ لَا نَجِدُ افْتِرَاقًا نَشَأَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا عَنِ اخْتِلَافٍ فِي الْعَقَائِدِ وَالْأُصُولِ، دُونَ الِاخْتِلَافِ فِي الِاجْتِهَادِ فِي فُرُوعِ الشَّرِيعَةِ" (التحرير والتنوير).
لذلك فمن أخطر ما قد يتسبب في انحراف الكيانات الإصلاحية منهجيًّا، المداهنة في الأمور العقدية تحت مزاعم: (النظام العالمي الجديد، والتعايش، وقبول الآخر، والتنوير- إلخ)؛ فقد حذَّر الله -عز وجل- من ذلك.
ونكمل الحديث عن ذلك في المقال القادم -بإذن الله-.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 04-11-2024, 11:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 142,290
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نصائح وضوابط إصلاحية

نصائح وضوابط إصلاحية (17)



كتبه/ سامح بسيوني
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فنستكمل في هذا المقال حديثنا عن أخطر ما قد يتسبب في انحراف الكيانات الإصلاحية منهجيًّا، وهي المداهنة في الأمور العقدية تحت مزاعم: (النظام العالمي الجديد، والتعايش، وقبول الآخر، والتنوير، إلخ).
والله -تبارك وتعالى- قد حذَّر من ذلك؛ فقال -عز وجل-: (‌وَدُّوا ‌لَوْ ‌تُدْهِنُ ‌فَيُدْهِنُونَ) (القلم: 9)؛ فهذه العبارات -التي يضغط بها الغرب- علينا أفرادًا وجماعات ودول ومؤسسات؛ ما هي إلا عبارات زائفة حيث يزعمون أن التمسك بالأصول العقدية الإسلامية الثابتة يخالفها ويؤدي إلى توتر العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين في المجتمع الواحد، وكذبوا في ذلك!
فالحقيقة أن الوضوح في أمر العقيدة لا يخالِف المعاملة الحسنة التي أمر الله بها لغير المسلمين، كما قال -سبحانه وتعالى-: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة: 8).
فالإحسان إلى غير المسلمين والبر بهم لا يتعارض مع تمسك المسلم بعقيدته، والجمع بين إقرار صحة عقيدة المسلمين والتمسك بها والمنافحة عنها، وبين إحسان المعاملة مع غير المسلمين من المسالمين، هو منهج واضح عملي للنبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة الكرام وجموع المسلمين من بعده عبر أربعة عشر قرنًا مِن الزمان؛ بخلاف تلك المناهج المشوِّهة والمضيعة للإسلام.
أعني بها:
- تلك المناهج التكفيرية التي لا تراعي حقوق المسلمين بحجة عدم موالاتهم لهم، أو حقوق غير المسلمين بحجة كفرهم، بل تظلمهم وتستحل دماءهم جميعًا (مسلمين وغير مسلمين) بغير حق!
- وتلك المناهج الليبرالية والعالمانية التي تريد أن ينسلخ المسلمون من عقيدتهم بحجة التعايش المجتمعي وقبول الآخر.
- وتلك المناهج الفلسفية الخرافية التي تدعو إلى وحدة الأديان تحت مسميات الدين الإبراهيمي المزعوم.
وقد حسم الإسلام الأمر بين هذا وذاك، وبيَّن أسس التعايش بين المسلمين، وبيْن غيرهم بوضوح جلى وإلزام شرعي، طبقًا لما فرضه الله -عز وجل- على المسلمين من حقوقٍ لغيرهم، وطبقًا لما طبقه النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة والتابعين -رضوان الله عليهم- عبر العصور مع غير المسلمين تبعًا لأنواع العهود والعقود المختلفة التي جاءت بها الشريعة مراعاة لأحوال المسلمين وأحوال غير المسلمين حولهم وفي بلادهم؛ مثل: (العقد الدائم، والعقد المطلق، والعقد المؤقت، وعقد الأمان).
لهذا يجب أن نعي تمامًا أن هذ المنهج النبوي الوسطي العقدي؛ أعني منهج اهل السنة والجماعة، هو أصل في صحة الوجود عند أي تجمع أو كيان إصلاحي، ويجب أن نحذر من الانحراف عنه يمنة أو يسره تحت ضغط الواقع أو الانبهار بالحضارة الغربية أو الخرافات والشطحات أو الجهل بتطبيق قواعد السياسة الشرعية.
وفي ختام هذا المرتكز الرئيس:
يجب أن ننتبه إلى مكر أعداء هذه الأمة بأصحاب المناهج الإصلاحية، حيث يعملون ليل نهار إلى إبعادهم عن مصدر قوتهم الذي يتمثل في (ثباتهم المنهجي مع مرونتهم الحركية ودوام إحسانهم المجتمعي)، كما قال أحدهم يومًا واصفًا مشكلة الغرب في تعامله مع التيارات السلفية الإصلاحية في وصف إنجليزي مختصر:
They are as a box; rigid outside, flexible inside, This is a big problem with him.
كون أن هذا النموذج يستطيع التعايش والتعامل مع الواقع العالمي المحيط، وتحسين صورة الإسلام بين المجتمعات غير المسلمة (مرونة تعامل)، وفي ذات الوقت لا يفرط في ثوابت الإسلام ولا يميع شعائره (ثبات عقدي)، وهذا عين ما لا يريده الغرب؛ فالغرب يركز في أعماله الإعلامية والسياسية، بل والعسكرية إلى دفع أبناء هذه الكيانات الإصلاحية إما إلى الانحراف عنها يمنة أو يسرة، وإما بالوصول إلى تميع الدين المضيع لكينونته أو إلى الصدام المشوه له، وذلك عبر دفعهم إما إلى:
- المسار الليبرالي بخطوات هادئة بداية من الليبروسلفية أو الصوفية الفلسفية، وصولًا إلى المفاهيم الليبرالية والعلمانية، والتي تهدم أصول الدين تمامًا.
- أو المسار الثوري الصدامي، وذلك عبر دعم التيارات التكفيرية -ولو بدا الأمر ظاهريًّا غير هذا؛ بعلم هذه التيارات أم لا- سواء منها التيارات الممهدة لذلك المسار فكريًّا عن طريق تكفير المجتمعات والحكام، أو التوقف في الحكم على المسلمين، أو تكفيرهم بترك جنس الأعمال الصالحة (أو) التيارات المباشرة لهذا المسار بالقتال كداعش، وغيرها، والتي تستخدم لتفتيت الأوطان الإسلامية وتدميرها وتشويه الإسلام كله عند المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية.
- أو بإفساح المجال الإسلامي للمناهج الخرافية كالشيعة والصوفية الفلسفية الخرافية، عبر دعمهم وفرض تواجدهم المجتمعي والمؤسسي تحت غطاء ومبررات من العواطف والروحانيات والمسارات العلمية، حتى يتم استغلال هذه المناهج بعد ذلك في توجيه المجتمعات الإسلامية للخضوع التام للمفاهيم الغربية الكاملة، بل والعمل على تطبيقها بأسماء إسلامية.
وللحديث بقية -إن شاء الله-.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 04-11-2024, 11:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 142,290
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نصائح وضوابط إصلاحية

نصائح وضوابط إصلاحية (18)



كتبه/ سامح بسيوني
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
ثانيًا: الثقافة والضوابط التنظيمية اللازمة للعمل داخل الكيان أو المؤسسة:
تعد الثقافة التنظيمية والضوابط الحاكمة للعمل داخل الكيانات الإصلاحية أحد أهم عوامل نجاح تلك الكيانات في تحقيق الإصلاح المنشود، وتتمثل بعض هذه الضوابط في عدة عناصر مهمة؛ منها:
1- استشعار النعمة والتحلي بالمسئولية الإصلاحية عند الأفراد العاملين.
2- وضوح آلية اتخاذ القرار داخل المؤسسة، والحرص على أخذها بطريقة صحيحة.
3- ضبط علاقة الفرد بالمجموع في العمل الجماعي المؤسسي.
4- التوازن بين المسارات البنائية والانتشارية.
5- تحقيق الشمولية والحرص على التكاملية.
6- ضمان الاستمرارية.
العنصر الأول: استشعار النعمة والتحلي بالمسئولية الإصلاحية:
أولًا: استشعار النعمة:
المسئولية الإصلاحية أمانة عظيمة، ومِنَّة مِن الله يمنُّ بها على مَن يشاء مِن عباده الذين اصطفاهم لحمل ميثاق العبودية، ونشره بين الخلق؛ فهي من أَجَلِّ النِّعَم التي تستوجب الشكر لله؛ لذلك لما أمر -تعالى- عباده المؤمنين بالوفاء بعهده وميثاقه الذي أخذه عليهم على لسان عبده ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأمرهم بالقيام بالحق والشهادة بالعدل، وذكَّرهم نعَمَه عليهم الظاهرة والباطنة فيما هداهم له من الحق والهدى، وقد أخذ عليهم العهد في ذلك والميثاق على متابعة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- ومناصرته، ومؤازرته، والقيام بدينه وإبلاغه عنه، كما جاء ذكر ذلك في أوائل سورة المائدة في قوله -تعالى-: (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ‌وَمِيثَاقَهُ ‌الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (المائدة: 7)، شرع يبيِّن لهم كيف أخذ العهود والمواثيق على مَن كان قبلهم مِن أهل الكتابين -اليهود والنصارى- في حمل هذا الميثاق حيث قال تعالى: (وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا) (المائدة: 12).
يعني بجعل عُرَفاء منهم -أي: أمناء ضامنون على القوم، مسئولون عن حمل الأمر لمن خلفهم- على قبائلهم بالسمع والطاعة لله ولرسوله ولكتابه، بما يتضمن تحقيق ميثاق العبودية في الخلق.
وعلى هذا فاستشعار النعمة بالتواجد في العمل الإصلاحي المحقق لميثاق العبودية، وتحمل تلك المسئولية الإصلاحية من كافة الأفراد في الكيان الإصلاحي يعد من أول مبادئ الثقافة الإصلاحية، وهو حجر الأساس في تحقيق النجاح المنشود للفرد والمجموع.
وللحديث بقية -إن شاء الله-.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 04-11-2024, 11:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 142,290
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نصائح وضوابط إصلاحية

نصائح وضوابط إصلاحية (19)



كتبه/ سامح بسيوني
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
الفرق بين الصالح والمصلح:
نعمة أن يكون العبد صالحًا مصلحًا يعمل في جماعية إصلاحية؛ هي نعمة كبيرة يترتب عليها أجور عظيمة للعبد في آخرته، وتضبط له تصوراته وترشد له أفعاله في حياته، والفرق بين الصالح فقط وبين المصلح فرق كبير في الأجر، وفي طريقة التعامل مع الناس وفي رد الفعل عند التعامل مع الأخطاء التي قد تقع منهم، وفي حسن استثمار أفعالهم لاستخراج الخير منهم ودعمهم في تحقيق العبودية.
فالصالح: لا يهتم غالبًا بغيره وإن كان حريصًا على نفع نفسه، فلا يتعدى خيره لغيره.
بينما المصلح: حريص على صلاح نفسه، عاملا على إصلاح غيره؛ فخيره متعدٍّ لغيره.
الصالح: أجره يتوقف على ما يفعله هو بذاته من خير.
والمصلح: أجره ممتد لأبعد من أفعاله الذاتية؛ فلا يتوقف أجره فقط على جهده الذاتي، بل يُضاف إليه أجور أفعال من دلهم على الخير، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (‌مَنْ ‌دَعَا ‌إِلَى ‌هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا) (رواه مسلم).
الصالح: غالبًا ما يُقَيم أفعال الناس أو يحكم عليهم طبقًا لحاله هو، أو لمعاير أفعاله الصالحة في نفسه، وقد يقع بذلك في تنفير الناس أو ‌تأييسهم من أنفسهم.
بينما المصلح: غالبًا ما ينظر إلى بذور الخير فيمن حوله وإلى الواقع المحيط به، ويحاول أن ينميها ويستثمرها في إصلاحه، وبث الأمل فيه ليقربه من تحقيق العبودية التي ترضي ربه ويزداد بها خيره.
ولننظر في ذلك -مثلًا- إلى حديث قصة القاتل مائة نفس، كيف تعامل معه العابد الصالح وكيف تعامل معه العالم المصلح، وكيف تباينت النتيجة بين هذا وذاك، فعن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدْرِي -رضي الله عنه- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، ‌فَسَأَلَ ‌عَنْ ‌أَعْلَمِ ‌أَهْلِ ‌الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: لَا، فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً. ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ، فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ، انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللهَ فَاعْبُدِ اللهَ مَعَهُمْ، وَلَا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ: جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إِلَى اللهِ، وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ: إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ، فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ، فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ الْأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ، فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ) (رواه مسلم).
لذلك فلا عجب من هذا الفرق الرهيب بين أجر العابد الصالح، وبين أجر العالم المصلح الذي بيَّنه النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ ففي الحديث عن أبي أُمَامة الباهلي -رضي الله عنه- قال: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلَانِ؛ أَحَدُهُمَا: عَابِدٌ، وَالْآخَرُ: عَالِمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (‌فَضْلُ ‌الْعَالِمِ ‌عَلَى ‌الْعَابِدِ ‌كَفَضْلِي ‌عَلَى ‌أَدْنَاكُمْ). ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
لذلك نجد دائمًا أن مَن استشعر نعمة العمل الإصلاحي هو أكثر الناس تحملًا للمسؤولية، وهو أكثر الناس حرصًا على استكمال مقومات تلك المسؤولية.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 0 والزوار 12)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 123.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 117.96 كيلو بايت... تم توفير 5.40 كيلو بايت...بمعدل (4.37%)]