«عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله - الصفحة 38 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سلسلة مقالات بين الشعائر والمشاعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 71 )           »          فضائل عشر ذي الحجة (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          5 أطعمة تساعد على زيادة الوزن بشكل آمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 96 )           »          طريقة عمل القرنبيط المشوي بالجبن.. لذيذ والأطفال هتحبه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 114 )           »          4 لمسات تضفي طابع الديكور البوهيمي لغرفة نوم ابنتك المراهقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 105 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من قشرة الرأس.. من زيت جوز الهند للزيوت العطرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 118 )           »          5 عناصر يمكن تخزينها أسفل حوض الحمام للتحكم فى الفوضى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 92 )           »          طريقة عمل شوربة الخضار بالفراخ.. صحية ومناسبة للدايت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 123 )           »          وصفات طبيعية لتقشير الشفاه.. تخلصى من خلايا الجلد الميتة بخطوات بسيطة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 106 )           »          اليوم العالمي للحليب.. اعرفى استخداماته لجمال بشرتك ونضارتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 108 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #371  
قديم 09-06-2024, 07:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,332
الدولة : Egypt
افتراضي رد: «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله

«عون الرحمن في تفسير القرآن»


الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم



تفسير قوله تعالى:﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ....﴾



قوله تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 215].

قوله تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ ﴾ الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وفيه تشريفٌ وتكريم له صلى الله عليه وسلم، والسائلون هم الصحابة رضي الله عنهم.

﴿ مَاذَا يُنْفِقُونَ ﴾: «ماذا» اسم استفهام، مبني على السكون، في محل نصب، مفعول مقدّم لـ«ينفقون»، أي: يسألونك، أيَّ شيء ينفقون؟ أو «ما» اسم استفهام، في محل رفع مبتدأ، و«ذا» اسم موصول، مبني على السكون، في محل رفع خبر، و«ينفقون» صلته، والعائد محذوف، أي: ما الذي ينفقونه؟ والجملة في محل نصب مفعول ثانٍ لـ«يسألونك»، والمعنى: ماذا ينفقون من أموالهم جنسًا وقدرًا وكيفًا.

والإنفاق: إخراج المال وصرفه في سائر وجوه الإنفاق، والمراد به في الشرع: إخراجه في وجوهه المشروعة؛ الواجبة، والمستحبة، والمباحة.

﴿ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ﴾: الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم، و«ما»: شرطية، و«أنفقتم»: فعل الشرط، وقوله: ﴿ فَلِلْوَالِدَيْنِ﴾: جواب الشرط، وقرن بالفاء؛ لأنه جملة اسمية.

﴿ مِنْ خَيْرٍ﴾ «من»: لبيان الجنس، أي: ما أنفقتم من خير، من أيِّ جنس، وأي قدر. والخير: المال.

وقد تضمن قوله: ﴿ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ﴾ جواب سؤالهم، وزيادة. فقد سألوا ﴿ مَاذَا يُنْفِقُونَ﴾، فأجيبوا بقوله تعالى: ﴿ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ ﴾ الآية.

ففي قوله: ﴿ مِنْ خَيْرٍ ﴾ جواب سؤالهم، وهو أن الإنفاق يكون من أيّ أنواع الخير والمال، من غير تحديد جنس المال؛ ولا قدر المنفق منه، وكيفيته.

وفيه إشارة واضحة إلى أن المصلحة عدم تحديد جنس وقدر المنفق تيسيرًا عليهم، ودفعًا للحرج عنهم، ويؤيد هذا قوله تعالى بعد ذلك: ﴿ قُلِ الْعَفْوَ ﴾ [البقرة: 219].

كما أن فيه إشارة إلى أن النفقة تقع موقعها أيًّا كانت جنسًا وقدرًا، وفي الحديث: «أفضلُ الصدقة جهدُ المقل»[1].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سبق درهم مائة ألف درهم»، قالوا: وكيف؟ قال: «كان لرجل درهمان تصدق بأحدهما، وانطلق رجل إلى عرض ماله، فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق بها»[2].

وأما الزيادة في الإجابة على سؤالهم فهي قوله تعالى: ﴿ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ﴾، وهو بيان محل ومصرف النفقة، وقد انصب الجواب على هذا حتى إنه ليبدو أنهم إنما أجيبوا عنه دون المنْفَق.

ولعل من الحكمة في هذا - والله أعلم - التنبيه إلى أن معرفة محل النفقة ومصرفها أهم من معرفة المنفَق، وذلك لعِظم حقِّ مَن ذُكروا وفضل النفقة عليهم، من بين سائر وجوه النفقة التي لا تحصى، المشروع منها وغيره، فكأنه قيل لهم: ليس المهم معرفة المنفَق، فهو من الخير والمال أيًّا كان جنسًا وقدرًا، وإنما المهم معرفة المنفَق عليهم، وأن تقع النفقة موقعها، كما قال الشاعر:
إن الصنيعة لا تكون صنيعة
حتى يصاب بها طريق المصنع[3]




قوله: ﴿ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ﴾؛ أي: فينبغي أن يعطى ما أنفق من خير، ويصرف للوالدين والأقربين، واليتامى والمساكين وابن السبيل.

والوالدان هما الأب والأم، والجد والجدة، وإن علوا.

﴿ وَالْأَقْرَبِينَ ﴾ معطوف على «الوالدين» من عطف العام على الخاص؛ لأن الوالدين من الأقربين، وإنما خصهما بالذكر، وقدمهما لفضلهما، وعلو منزلتهما وعظيم حقهما.

﴿ وَالْأَقْرَبِينَ ﴾: جمع أقرب على وزن «أفعل» فالأولى بالنفقة من الأقارب الأقرب فالأقرب منهم، كما هو الحال في الميراث؛ عن طارق المحاربي رضي الله عنه قال: قدمنا المدينة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر يخطب الناس، وهو يقول: «يد المعطي العليا، وابدأ بمن تعول أمك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك»[4]، وقال صلى الله عليه وسلم في المواريث: «ألحقوا الفرائض بأهلها، فما بقي فلأولى رجل ذكر»[5].

ويدخل في «الأقربين» الأولاد وإن نزلوا، والإخوة والأعمام وبنوهم وإن نزلوا، وغيرهم.

والنفقة على الأقارب أفضل من غيرها؛ لأنها كما قال صلى الله عليه وسلم: «صدقة وصلة»[6].

﴿ وَالْيَتَامَى ﴾ جمع يتيم ويتيمة، وهو من فقد أباه دون البلوغ، لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يتم بعد احتلام»[7]، مشتق من اليتم وهو الانفراد، ومنه سميت «الدرة اليتيمة».

وخص اليتامى من بين الأطفال؛ لأنهم فقدوا كاسبهم وكافلهم- بعد الله- عز وجل- وهو والدهم، مما يوجب على المسلمين تعويضهم عن فقد أبيهم، والعطف عليهم، ورعايتهم، والإنفاق عليهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى، وفرّج بينهما شيئًا»[8].

﴿ وَالْمَسَاكِينِ ﴾ جمع مسكين، وهو من لا يجد كفايته، أو لا يجد شيئًا، مأخوذ من السكون، وهو عدم الحركة، واللصوق بالأرض، من شدة الحاجة والفقر، كما قال تعالى: ﴿ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ﴾ [البلد: 16].

وسمي مسكينًا؛ لأن الفقر أسكنه وأذله، فإن تكلم لم يُسمع له، وإن سُمع لم يُصدق.

والمسكين إذا أفرد شمل الفقير، كما أن الفقير إذا أفرد شمل المسكين، وإذا ذكرا معًا، فالمسكين أحسن حالًا من الفقير، وقيل العكس[9].

﴿ وَابْنِ السَّبِيلِ ﴾ هو المسافر الذي انقطع به السفر، فيُنْفَق ويُتصدق عليه، بل ويعطى من الزكاة الواجبة، ولو كان غنيًّا في بلده، وسُمِّي المسافر: ابن السبيل لملازمته السبيل، أي: الطريق.

﴿ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ في هذا ترغيب في فعل الخير عمومًا من الإنفاق وغيره.

الواو: عاطفة، و«ما»: شرطية، و«تفعلوا»: فعل الشرط، وجوابه جملة: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾؛ أي: وما تفعلوا من خير أيًّا كان بذلًا أو قولًا أو فعلًا، قليلًا كان أو كثيرًا، صغيرًا كان أو كبيرًا.

﴿ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾؛ أي: فإن الله بالذي تفعلونه من الخير ذو علم تام، محيط به، ولن يضيع عنده، بل سيجازيكم عليه أعظم الجزاء، في الدنيا والآخرة، وفي هذا أعظم الوعد لمن فعل الخير، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المزمل: 20]، وقال تعالى: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [البقرة: 110]، وقال تعالى: ﴿ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الحج: 77].

وقد أحسن القائل[10]:
من يفعل الخير لا يُعدم جوازيه
لا يذهب العرفُ بين الله والناس




وقال الآخر[11]:
يدُ المعروف غنمٌ حيث كانت
تحملها كفور أم شكور
ففي شكر الشكور لها جزاءٌ
وعند الله ما كفر الكفور


[1] أخرجه أبوداود في الصلاة (1449)، والنسائي في الزكاة (2526)، من حديث عبدالله بن حبشي رضي الله عنه.

[2] أخرجه النسائي في الزكاة (2527).

[3] البيت ينسب لحسان بن ثابت رضي الله عنه, ولغيره. انظر: «ربيع الأبرار» (5/280).

[4] أخرجه النسائي في الزكاة (2532).

[5] أخرجه البخاري في الفرائض - ميراث الجد مع الأب والإخوة (6737)، ومسلم في الفرائض- ألحقوا الفرائض بأهلها، فما بقي فلأولى رجل ذكر (4141)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

[6] أخرجه النسائي في الزكاة (2582)، والترمذي في الزكاة (658)، وابن ماجه في الزكاة (1699)، من حديث سلمان بن عامر رضي الله عنه ، وقال الترمذي: «حديث حسن».

[7] أخرجه أبوداود في الوصايا (2873)، من حديث علي رضي الله عنه.

[8] أخرجه البخاري في الطلاق (5304)، وأبو داود في الأدب (5150)، والترمذي في البر والصلة (1918)، من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه.

[9] انظر تفصيل الكلام في الفرق بين الفقير والمسكين عند تفسير قول الله تعالى: ﴿ وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾ [النساء: 8].

[10] البيت للحطيئة؛ انظر: «ديوانه» (ص51).

[11] البيتان لابن عائشة؛ انظر: «المحاسن والأضداد» للجاحظ (ص25)، «الجامع لأحكام القرآن» (5/ 384).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #372  
قديم 09-06-2024, 07:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,332
الدولة : Egypt
افتراضي رد: «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله

«عون الرحمن في تفسير القرآن»


الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم





فوائد وأحكام من قوله تعالى:﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ... ﴾

قوله تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 215].

1- حرص الصحابة رضي الله عنهم على السؤال عمّا يحتاجون إليه، وينفعهم في أمر دينهم ودنياهم، من النفقة ووجوه صرفها وغير ذلك؛ لقوله تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ ﴾.

دون ما لا حاجة لهم به، ولهذا كانت أسئلتهم رضي الله عنهم معدودة محدودة؛ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «ما رأيت قومًا خيرًا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ما سألوه إلا عن ثلاث عشرة مسألة حتى قبض، كلهن في القرآن»[1].

2- توجُّه الصحابة رضي الله عنهم بأسئلتهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه المبلِّغ عن الله عز وجل، وهو أعلم الخلق، وهكذا ينبغي التوجه في السؤال بعده إلى أهل العلم والذكر، كما قال عز وجل: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43].

3- أن من كمال وحسن الإجابة الزيادة في الجواب عن السؤال، إذا كان الأمر يحتاج إلى ذلك، كأن يكون فيه تنبيهٌ لما هو أهم من ذلك؛ لقوله تعالى: ﴿ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ﴾.

4- الترغيب في الإنفاق من الخير والمال، من أي جنس، وبأي قدر، وعلى أي كيفية؛ لقوله تعالى: ﴿ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ ﴾ الآية.

5- التيسير على العباد، ورفع الحرج عنهم في عدم تحديد جنس وقدر المنفَق، وأن المهم معرفة المنفَق عليهم؛ لقوله تعالى: ﴿ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ﴾.

6- أن النفقة تقع موقعها من أي جنس كانت من المال، وبأي قدر وعلى أي كيفية؛ لقوله تعالى: ﴿ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ ﴾.

فلا ينبغي أن يحقر الإنسان شيئًا من ذلك، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة»[2]، وقال صلى الله عليه وسلم: «اتقوا النار ولو بشقِّ تمرة»[3].

7- أن من أهم وأعظم وجوه الإنفاق النفقة على الوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل؛ لقوله تعالى: ﴿ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ﴾.

8- عظم منزلة الوالدين ووجوب الإنفاق عليهما، لهذا خصَّهما بالذكر من بين الأقارب، وقد قال صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال له: مَن أحق الناس بحُسن الصحبة؟ قال صلى الله عليه وسلم: «أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك، ثم أدناك أدناك»[4].

9- فضل النفقة على الأقارب، فالنفقة عليهم صدقة وصلة، وأن الأَولى منهم بالنفقة الأقرب فالأقرب؛ لقوله تعالى: ﴿ وَالْأَقْرَبِينَ ﴾.

وعن زينب زوجة عبدالله بن مسعود رضي الله عنهما أنها قالت لبلال: سل النبي صلى الله عليه وسلم: أيجزئ عني أن أنفق على زوجي وأيتام لي في حجري؟ قال: «نعم، لها أجران، أجر القرابة، وأجر الصدقة»[5].

وفي حديث أبي سعيد رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: «زوجك وولدك أحق مَن تصدَّقت عليهم»[6].

10- عناية الإسلام باليتامى والمساكين وأبناء السبيل، وحثه على الإنفاق عليهم؛ لضعف اليتامى بفقدهم من يعولهم، ولفقر المساكين وشدة حاجتهم، ولحاجة أبناء السبيل غالبًا في سفرهم إلى المساعدة؛ لقوله تعالى: ﴿ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ﴾.

11- أن الدين الإسلامي هو دين التكافل الاجتماعي بأسمى معانيه.

12- علم الله- عز وجل- بكل ما يعمله العباد من خير، ووعده - عز وجل - بالمجازاة على ذلك أعظم الجزاء؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾.

13- الترغيب في فعل الخير مطلقًا، قولًا وفعلًا وبذلًا، قليلًا كان أو كثيرًا؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾.


[1] انظر: «الجامع لأحكام القرآن» (6/ 333).

[2] أخرجه البخاري في الهبة وفضلها والتحريض عليها (2566)، ومسلم في الزكاة (1030)، والترمذي في الولاء والهبة (2130)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[3] أخرجه البخاري في الزكاة (1417)، ومسلم في الزكاة (1016)، والنسائي في الزكاة (2552)، من حديث عدي ابن حاتم رضي الله عنه.

[4] أخرجه مسلم في البر والصلة (2548)، وابن ماجه في الأدب (3658)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[5] أخرجه البخاري في الزكاة (1466)، ومسلم في الزكاة (1000)، والنسائي في الزكاة (2583)، وابن ماجه في الزكاة (1834).

[6] أخرجه البخاري في الزكاة (1462).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 80.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 78.52 كيلو بايت... تم توفير 2.17 كيلو بايت...بمعدل (2.69%)]