الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13105 - عددالزوار : 347625 )           »          معركة شذونة.. وادي لكة.. وادي برباط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 96 )           »          أخــــــــــلاق إسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 475 )           »          إضاءات سلفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 2490 )           »          من أساليب التربية في القرآن الكريم ، أسلوب الحكيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 136 )           »          موقظة في تعريف عقد البيع في الفقه الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          الوجيز في أحكام التداولات المالية المعاصرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 107 )           »          حكم التورق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 77 )           »          حكم التلفيق بين أقوال المذاهب الفقهية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 116 )           »          فائدة في كفارة اليمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 139 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-09-2024, 10:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,227
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة

الحكمــــة ضالـــة المؤمـــــن(99)

- المسجد بيت كل تقي



يشغل المسجد مكانا كبيرا في حياة المسلمين، ولهذا تهفو أرواحهم له كلما خرجوا منه حتى يعودوا إليه، ويحرص المغتربون في بلاد غير المسلمين على بناء المساجد أو تخصيص الأماكن المناسبة واتخاذها مساجد لتكون المحضن الرباني لإقامة الشعائر، والحفاظ على هويتهم الإسلامية من الضياع والذوبان؛ كبارا وصغارا؛ رجالا ونساء.
فالمسجد مؤسسة كبيرة في المجتمع المسلم، لها وظائف عديدة، ولهذا كان من أول الأعمال التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة هو بناء المسجد ليكون نواة المجتمع، ومنه تنطلق كل أنشطة المسلمين.
والمسجد في الشرع له إطلاقان:
- الإطلاق العام: وهو أن المسجد كل موضع طاهر من الأرض لقوله صلى الله عليه وسلم : «وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا»، وهذا من خصائص الأمة الإسلامية.
- الإطلاق الخاص: وهو أن المسجد هو المكان المهيأ للصلوات الخمس، وبذلك فهو يختلف عن المصلى المعد في الصحراء لصلاة العيد والاستسقاء.
وقد وردت نصوص عديدة في الحث على بناء المساجد وصيانتها: قال الله تعالى:{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}(النور: 36)، قال الزركشي:«أي تبنى»، وقال ابن عباس: «المساجد بيوت الله، تضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض».
وقال عز وجل: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}(التوبة: 18).
وعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «مَنْ بَنَى للهِ مَسْجِدًا مِنْ مَالِهِ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ». أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني .
وعَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ بَنَى للهِ مَسْجِدًا صَغِيرًا كَانَ أَوْ كَبِيرًا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ». أخرجه التِّرْمِذِي.
وهذا الأجر يحصل ولو كان مقدار البناء صغيرا أو كان نصيب الفرد من مجموع البناء يسيرا، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا وَلَوْ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ لِبَيْضِهَا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا في الْجَنَّةِ». أخرجه أحمد، ومفحص القطاة: الموضع الذي تزيل عنه التراب لتضع بيضها فيه، قال الشوكاني: «والتنكير في مسجد للشيوع؛ فيدخل فيه الكبير والصغير».
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور، وأن تنظف وتطيب»، وعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ:« أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَتَّخِذَ الْمَسَاجِدَ فِي دِيَارِنَا وَأَمَرَنَا أَنْ نُنَظِّفَهَا» أخرجهما أحمد.
ولما بال الأعرابي في المسجد أمر صلى الله عليه وسلم بذنوب من ماء ـ أي دلو ـ فأهريق عليه وقال للأعرابي: «إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، وإنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن». أخرجه مسلم.
عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «عُرِضَتْ عَلَيَّ أُجُورُ أُمَّتِي، حَتَّى الْقَذَاةِ يُخْرِجُهَا الرَّجُلُ مِنَ الْمَسْجِدِ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي، فَلَمْ أَرَ ذَنْبًا أَعْظَمَ مِنْ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ، أَوْ آيَةٍ، أُوتِيَهَا رَجُلٌ ثُمَّ نَسِيَهَا». أخرجه أبو داود والتِّرْمِذِيّ.
وعدّ البصاق في المسجد خطيئة فقال صلى الله عليه وسلم : «البزاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها».أخرجه البخاري.
عَنْ أَبِي ذَرٍّأن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «عُرِضَتْ عَلَىَّ أَعْمَالُ أُمَّتِي، حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا، فَوَجَدْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا، الأَذَى يُمَاطُ عَنِ الطَّرِيقِ، وَوَجَدْتُ فِي مَسَاوِئِ أَعْمَالِهَا، النُّخَاعَةَ تَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ لاَ تُدْفَنُ». أخرجه مسلم.
وروى سعيد بن منصور عن أبي عبيدة بن الجراح أنه تنخم في المسجد ليلة فنسي أن يدفنها حتى رجع إلى منزله، فأخذ شعلة من نار ثم جاء فطلبها حتى دفنها، ثم قال: الحمد لله الذي لم يكتب عليَّ خطيئة الليلة.
وقد رغب الشرع في لزوم المساجد وعمارتها بالطاعات، فقال صلى الله عليه وسلم : «أحب البلاد إلى الله ـ أي المواضع ـ مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها» أخرجه مسلم.
وعن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «المسجد بيت كل تقي، وتكفل الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة، والجواز على الصراط إلى رضوان الله إلى الجنة» أخرجه الطبراني وصححه الألباني.
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما توطن رجل المساجد للصلاة والذكر، إلا تبشبش الله تعالى إليه، كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم» أخرجه ابن ماجه.
وقال صلى الله عليه وسلم : «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: - فذكر منهم - ورجل قلبه معلق في المساجد».
وعمار المساجد هم جيران الله تبارك وتعالى فعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله لينادي يوم القيامة: أين جيراني؟ أين جيراني؟ قال: فتقول الملائكة: ربنا ومن ينبغي أن يجاورك؟ فيقول: أين عمار المساجد؟». (السلسلة الصحيحة 6/512 رقم 2728).
و ضمن الله تعالى لمن عَمَرَ مساجد الله إن عاشوا رُزِقوا وكُفوا، وإن ماتوا أدخلهم الله الجنة، فعن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ثلاثة كلهم ضامن على الله إن عاش رزق وكفي، وإن مات أدخله الله الجنة: من دخل بيته فسلَم, فهو ضامن على الله، ومن خرج إلى المسجد فهو ضامن على الله، ومن خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله».
والمسجد مرفق مهم في حياة المسلمين، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وكانت مواضع الأئمة، ومجامع الأمة(المساجد)، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أسس مسجده المبارك على التقوى، ففيه الصلاة والقراءة والذكر، وتعليم العلم والخطب، وفيه السياسة وعقد الألوية والرايات، تأمير الأمراء وتعريف العرفاء، وفيه يجتمع المسلمون عنده لما أهمهم من أمر دينهم ودنياهم».
وللمسجد وظيفة دينية وتربوية، فهو مكان العبادة كصلاة الجمعة والجماعة كما قال تعالى: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ}(البقرة: 43)، وهم الجماعة، وقال عن يوم الجمعة:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ}(الجمعة: 9)، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بحضور صلاة الجماعة فقال: «من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر»، وهمّ بتحريق بيوت المتخلفين عن صلاة الجمعة والجماعة لما للصلاة من أهمية كبرى في حياة المسلم.
وللمسجد وظيفة علمية ثقافية، فهو مكان العلم والتعليم، فالمسجد كان أول مدرسة لتعليم الكبار والصغار؛ حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه أصول الدين وفروعه في خطب الجمعة والعيد والاستسقاء والكسوف والخسوف، قال ابن مسعود: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الناس كل خميس، فجعل لهم أياما معلومة لبعض المواعظ.
وكان يسهر أحيانا معهم في طلب العلم في المسجد، فعن ابن عمر قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء في آخر حياته، فلما سلم قام فقال: «أرأيتكم ليلتكم هذه فإن رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحدا» أخرجه البخاري.
وحث الناس على الذهاب للمسجد للتعلم فقال: «من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان له كأجر حاج تاما حجته»، وقال: «من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو بمنزلة الماجهدين في سبيل الله» أخرجه ابن ماجه.
وللمسجد وظيفة اجتماعية، فهو مكان يجتمع فيه المسلمون خمس مرات في اليوم، يتعارفون، ويتآلفون، ويقومون بحق بعضهم بعضا من عيادة المريض وإجابة الدعوة واتباع الجنائز ومساعدة المحتاج.
ولهذ فإن السعي إلى المسجد قربة عظيمة قال صلى الله عليه وسلم : «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة؛ فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط».
والمكث في المساجد من الأعمال المحببة إلى الله تعالى، فعن عبدالله بن عمرو قال: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب، فرجع من رجع، وعقب من عقب، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرعًا قد حفزه النفس، وقد حسر عن ركبتيه، فقال: «أبشروا، هذا ربكم قد فتح بابًا من أبواب السماء يباهي بكم الملائكة، يقول: انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضة، وهم ينتظرون أخرى».
فعلى المسلم أن يحرص على عمارة المساجد بالصلاة والدعاء والذكر وطلب العلم، ولا يتركها مهجورة، فهي خير البقاع وأحبها إلى الله تعالى، وهي أولى من بقية المجالس الدنيوية، والأسواق الملهية، والسعيد من وفقه الله تعالى للطاعة وثبته عليها.


اعداد: د.وليد خالد الربيع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.70 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.61%)]