|
ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
المسجد الأقصى وفلسطين في حياة الصحابة
المسجد الأقصى وفلسطين في حياة الصحابة (١)
لا شك أن مدينة القدس كانت محطة محورية للصحابة -رضوان الله عليهم-؛ فقد قصدوها مجاهدين وفاتحين، أو معلمين وعبّادا، وقد تجلت أهميتها لديهم في العصر الإسلامي الأول، واستمرت بالتزايد مع تطور الحضارة الإسلامية، وانتشار العلوم الإسلامية، وظهور العديد من العلماء في مختلف الأقطار الإسلامية. مرتكزات ثلاثة رئيسة ويستمد بيت المقدس مكانته في الإسلام من مرتكزات ثلاثة رئيسة:
من ارتبط بفلسطين من الصحابة الصحابة الذين توافدوا على الشام زمن الفتوح وما بعدها كثيرون، ولا يكادون يحصون، ويمكن القول للاستدلال على ذلك مثالاً: إن كثيراً ممن شارك في معركة اليرموك دخلوا أرض فلسطين؛ ولاسيما أنه شهد اليرموك، -وهي على حدود فلسطين الشمالية الشرقية- ألف من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفيهم نحو من مائة من أهل بدر. ومما يدل على كثرة من شهد فتوح بيت المقدس مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ما ورد: أنه لما فرغ عمر من كتاب الصلح بينه وبين أهل بيت المقدس قال لبطريقها: دُلّني على مسجد داود، قال: نعم، وخرج عمر مقلّداً بسيفه في أربعة آلاف من الصحابة الذين قدموا معه متقلدين بسيوفهم وطائفة ممن كان عليها ليس عليهم من السلاح إلا السيوف. ومن الشواهد الجامعة التي تؤكد كثرة من وفد إلى فلسطين من الصحابة بعد الفتح ما رواه أبو داود بسنده عن يعلى بن شداد بن أوس قال: شهدت مع معاوية بيت المقدس، فجمّع بنا فنظرت فإِذا جُلُّ مَنْ في المسجد أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فرأيتهم محتبين والإِمام يخطب، ومن الشواهد على سكن الصحابة في بعض مدن فلسطين ما ذكره ياقوت الحموي من أن عسقلان نزلها جماعة من الصحابة والتابعين، وعند البحث لا نكاد نجد سوى اسمين أو ثلاثة ممن نزلوها؛ ما يدل على غياب أسماء عديدين ممن نزل هذه المدينة. أسباب ارتباط الصحابة بفلسطين إن المكانة الرفيعة لفلسطين في قلوب الصحابة رضي الله عنهم - باعتبارها جزءاً من معتقدهم الديني الوثيق- جعل هذه البقعة المباركة مهوى أفئدتهم ومطمع نفوسهم؛ فهي القبلة الأولى للمسلمين؛ حيث توجه لها النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه نحواً من ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، كما شهدت تلك البقعة معراج النبي - صلى الله عليه وسلم -إلى السموات العلا، كما ارتبطت بأعظم فرائض الإسلام وشعائره، ألا وهي الصلاة، التي يزداد أجر من صلاها في المسجد الأقصى، ولا تعدّ كغيرها من الصلوات في المساجد الأخرى، خلا البيت الحرام والمسجد النبوي، كما أنها شهدت إعلان وراثة هذا الدين للأديان السابقة من خلال إمامة النبي -صلى الله عليه وسلم - بالأنبياء في المسجد الأقصى. كما ارتبطت بالخليفة الراشد عمر بن الخطاب الذي شهد فتح بيت المقدس بنفسه مع كبار أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، بعد معارك طاحنة صعبة مع الإمبراطورية الرومانية وحلفائها العرب وغيرهم، وقد أفاض العلماء في سرد مكانة هذه البقعة في مؤلفات ضخمة كثيرة جرى الاصطلاح على تسميتها بكتب الفضائل، التي ازداد الاهتمام بها مع الغزو الصليبي الإفرنجي لبلاد الشام وفلسطين. مجالات ارتباط الصحابة بفلسطين يقول مؤرخ بيت المقدس مجير الدين الحنبلي العُليمي عمن دخل بيت المقدس من الصحابة: «هم خلق كثير لا يحصيهم إلا الله»، ومن دوافع الارتباط بأرض فلسطين: أولاً: الجهاد كان الجهاد أحد أهم بواعث التطلّع تلقاء بيت المقدس في فلسطين، وقد روت دماء كثير من الصحابة أرض فلسطين في معارك أجنادين وفِحْل بيسان وقيسارية، وقد خصصنا لذلك فصلاً خاصا، وقد عقد كبار الأئمة العلماء فصولاً في كتبهم تتحدث عن بشائر النبي - صلى الله عليه وسلم - بافتتاح بيت المقدس خاصة؛ حيث عقد الحافظ ابن حبان البُستي باباً في ذكر الإخبار عن فتح المسلمين بيت المقدس بعده -صلى الله عليه وسلم - ثم روى الحديث المشهور: عن عوف بن مالك الأشجعي قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك وهو في خِباء من أَدَم فجلست في فناء الخباء فسلمتُ فردّ، ثم قال: «يا عوف، احفظ خِلالاً ستاً بين يدي الساعة: ... ثم قال: فتح بيت المقدس....»، لذلك لا نجد الأمر مستغرباً عندما يندفع الصحابة لتحقيق نبوءة النبي -صلى الله عليه وسلم - بفتح بيت المقدس، والرغبة في أن يكونوا في جيش الفتح. ومما يدل على شدة تعلقهم بهذه البقعة وتلهفهم إلى فتحها وضمها إلى رقعة الدولة الإسلامية ما ذكره ابن المرجّى بإسناده عن عروة، أنه كان في كتاب أبي بكر إلى خالد بن الوليد وهو بالعراق:»أن اعجَلْ إلى إخوانكم بالشام، فوالله لقريةٌ من قرى بيت المقدس يفتتحها الله أحب إلّي من رستاق عظيم من رساتيق العراق». ثانيًا: الإقامة كان بعض الصحابة الذين وفدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندما انتشر الدين وتوسع نفوذ الدولة الإسلامية الوليدة إلى الشمال وقبيل فتح فلسطين وبيت المقدس- كانوا من أرض فلسطين كوفد الداريين تميم بن أوس وإخوته وأبناء عمومته، وبعض الجذاميين، وكان بعضهم ممن طاب لهم المقام في أرض فلسطين بعد استقرار الأوضاع الإدارية والأمنية عند انتهاء حروب الفتح، إما لأنهم كُلفوا بمناصب إدارية أو سياسية أو تعليمية، كعبادة بن الصامت وعبد الله بن عمرو بن العاص، أو أنهم استطابوا العيش هناك كأبي قرصافة الذي عاش في فلسطين أكثر من عشرين عاماً وله فيها ذرية متعلمة ولاسيما من بناته، أو أنهم استقروا هناك ضمن سياسة توطين المسلمين المقاتلين في الثغور ومناطق الفتح في هذه المناطق. قال مؤرخ فلسطين موسى بن سهل النيسابوري الرملي: أسامي أصحاب رسول الله -[- الذين كانوا بأرض فلسطين ممن سكنها - منهم من أعقب ومنهم من لم يعقب - الذين كانوا ببيت المقدس: عبادة بن الصامت، وشداد بن أوس، وأبو أبيّ ابن أم حرام، وشمعون حليف حضرموت، وأبو ريحانة، وسلامة بن قيصر، وفيروز الديلمي، وذو الأصابع، وأبو محمد النجّاري، هؤلاء من أهل بيت المقدس ماتوا بها؛ والذين أعقب منهم: عبادة بن الصامت، وشداد بن أوس، وسلامة بن قيصر، وفيروز الديلمي، هؤلاء أعقبوا وأولادهم ببيت المقدس وقبورهم بها، والذين لم يعقبوا: أبو ريحانة، وذو الأصابع، وأبو محمد النجاري. ثالثًا: التعبّد ثَبَتَ فيِ الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلاَّ إلىَ ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحْرَامِ وَالمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَمَسْجِدِي هَذَا»، وَهُوَ حَدِيثٌ مُسْتَفِيضٌ مُتَلَقًّى بِالْقَبُولِ، أَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى صِحَّتِهِ وَتَلَقِّيه بِالْقَبُولِ وَالتَّصْدِيقِ، وَاتَّفَقَ عُلَمَاءُ المُسْلِمِينَ عَلَى اسْتِحْبَابِ السَّفَرِ إلىَ بَيْتِ المَقْدِسِ لِلْعِبَادَةِ المْشْرُوعَةِ فِيهِ: كَالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ وَالذِّكْرِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَالاعْتِكَافِ، والتعبد يكون بقصد الصلاة بها، كما سنرى في عرضنا للصحابة المقيمين بأرض بيت المقدس كأبي جمعة الذي قدم إلى بيت المقدس ليصلي بها، وشداد بن أوس وعبادة بن الصامت وعبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم. اعداد: عيسى القدومي
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: المسجد الأقصى وفلسطين في حياة الصحابة
المسجد الأقصى وفلسطين في حياة الصحابة (٢) ما زال حديثنا مستمرا عن المسجد الأقصى وفلسطين في حياة الصحابة؛ حيث ذكرنا أن مدينة القدس كانت محطة محورية للصحابة -رضوان الله عليهم- وهم الذين قصدوها مجاهدين وفاتحين، ومعلمين وعبّادا، وقد تجلت أهميتها لديهم في العصر الإسلامي الأول، واستمرت بالتزايد مع تطور الحضارة الإسلامية، وانتشار العلوم الإسلامية، وظهور العديد من العلماء في مختلف الأقطار الإسلامية، وذكرنا من ارتبط بفلسطين من الصحابة، وأسباب ارتباط الصحابة بفلسطين، وذكرنا مجالات ارتباط الصحابة بفلسطين، ومنها: الجهاد، والإقامة، والتعبّد، ونكمل في هذه الحلقة ذكر هذه المجالات. رابعاً: الحكم والسياسة عندما استقر الأمر للفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بعد فتح بيت المقدس جعل على المدينة المفتوحة وعلى أنحاء فلسطين ثلةً من الحكام الإداريين والولاة لتصريف أمورها، ومنهم علقمة بن حكيم الفراسي وعلقمة بن مجُزِّز المُدْلِجِيِّ، ثم كان بعدهما في غير خلافة عمر بن الخطاب تميم بن أوس الداري وغيره، وكان معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - يجتمع بكبار أصحاب رسول الله في مقر خلافته وفي بيت المقدس. خامساً: التعليم كان من ثمرات إقامة كثير من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في فلسطين أنهم كانوا يحدثون بأخبار رسول الله وأحاديثه، ويأتيهم الناس ليسمعوا عنهم كما سنرى في مواضع كثيرة من تراجمنا لساكني فلسطين من الصحابة. سادسًا: التجارة كان لبعض كبار الصحابة قبل الفتح علاقة تجارية قديمة بفلسطين، وهو ما كان من أمر عمر بن الخطاب وأبي سفيان بن حرب وعمرو بن العاص وغيرهم -رضي الله عنهم- جميعا، ومن النصوص الأولى التي تتحدث عن العلاقة التجارية لقريش بأرض فلسطين في تجارتها: عنْ عِكْرِمَة - رضي الله عنه - قَالَ: «كَانَتْ قُرَيْشٌ تَتَّجِرُ شِتَاءً وَصَيْفًا، فَتَأْخُذُ فيِ الشِّتَاءِ عَلَى طَرِيقِ الْبَحْرِ وَأَيلَةَ إِلىَ فِلَسْطِين يَلْتَمِسُونَ الدِّفَاءَ، وَأَمَّا الصَّيْفُ فَيَأْخُذُونَ قِبَلَ بُصْرَى وَأَذْرِعَاتِ، يَلْتَمِسُونَ الْبَرْدَ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: «إِيلافِهِمْ»، كانت لقريش في كل عام رحلتان - والرحلة السفرة، لما يعاني فيها من الرحيل والنزول- رحلة في الصيف ورحلة في الشتاء طلباً للتجارة والكسب. واختلف في رحلتي الشتاء والصيف على قولين، أحدهما: أن كلتا الرحلتين إلى فلسطين، لكن رحلة الشتاء في البحر وأيلة طلباً للدفء، ورحلة الصيف إلى بُصرى وأذرعات، طلباً للهواء، قاله عكرمة. والثاني: أن رحلة الشتاء إلى اليمن؛ لأنها بلاد حامية، ورحلة الصيف إلى الشام؛ لأنها بلاد باردة، وكان هاشم بن عبد مناف جدّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قد خرج في تجارة من قريش أربعين من بني عبد مناف ومخزوم وسهم وعامر بن لؤي، فاشتكى بغزة، فأقاموا عليه حتى مات بها، فدفنوه هناك. وهذا الغرض تقلّص كثيراً بعد فتح فلسطين لكثرة من وفد إلى الشام من الصحابة والمسلمين الجدد، وأصبحت الإقامة والمعاش والتعبّد هي الأغراض الأبرز في دخول فلسطين. عدد الصحابة في بيت المقدس وفلسطين بلغ جملة عدد الصحابة المذكورين في (موسوعة الصحابة على أرض فلسطين) 221 (واحداً وعشرين ومائتي صحابي)، ويبلغ عدد الصحابيات المذكورات في الموسوعة سبعًا وهن: أم المؤمنين صفية بنت حييّ، وأم المؤمنين ميمونة بنت الحارث، وأمّ أبان بنت عتبة بن ربيعة، وأم حكيم بنت الحارث بن هشام، وأم حرام بنت ملحان، وفاختة بن قرظة النوفلية القرشية، وسبيعة الأسلمية. اعداد: عيسى القدومي
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
رد: المسجد الأقصى وفلسطين في حياة الصحابة
المسجد الأقصى وفلسطين في حياة الصحابة (3) استفهامات الصحابة حول المسجد الأقصى
ما زال حديثنا مستمرا عن المسجد الأقصى وفلسطين في حياة الصحابة؛ حيث ذكرنا من ارتبط بفلسطين من الصحابة، وأسباب ارتباط الصحابة بفلسطين، وذكرنا مجالات ارتباط الصحابة بفلسطين، ومنها: الجهاد، والإقامة، والتعبّد، والحكم والسياسة، والتعليم، والتجارة، كما ذكرنا عدد الصحابة في بيت المقدس وفلسطين، ونكمل في هذه الحلقة الكلام عن سؤالات الصحابة -رضوان الله عليهم- عن المسجد الأقصى.. كان المسجد الأقصى موضع سؤال الصحابة في مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما يذكر لنا الصحابي الجليل أبو ذر تدارس الصحابة -رضوان الله عليهم- فيما بينهم، أيُّهما أفضل: مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم مسجد بيت المقدس؟ فكان الحديث جواباً لسؤالهم في نص الحديث. أولاً: سؤال أَبِي ذَرٍّ الغفَارِيِّ: عن أول المساجد وضعاً في الأرض عنْ أَبِي ذَرٍّ الغفَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلُ؟ قَالَ: الْمـَسْجِدُ الْحـَرَامُ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: ثُمَّ الْمـَسْجِدُ الأَقْصَى، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ، ثُمَّ قَالَ: حَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلاَةُ فَصَلِّ، وَالأَرْضُ لَكَ مَسْجِدٌ». يدلُّ الحديث على فضيلةٍ ومنقبةٍ فريدةٍ لأرض (فلسطين)، فهو يبيِّن أنَّ فيها ثاني مسجدٍ بُنِيَ في الأرض بعد المسجد الحرام في مكَّة المكرَّمة، فاختصاص (فلسطين) بثاني المساجد المبنيَّة في الأرض في تاريخ البشريَّة يدلُّ على شرف (فلسطين) ومكانتها الدينيَّة، واصطفاء الله لها من بين جميع بلاد الدُّنيا، فإنَّ فيها أقدم مسجدٍ - بعد المسجد الحرام - مبنيٍّ على الأرض في تاريخ الإنسانيَّة، فلولا ما دلَّت عليه النُّصوص الأخرى من تفضيل المسجد النَّبويِّ، لكان الفضل في الأقدميَّة للمسجد الأقصى. ثانياً: سؤال الصحابة عن فضل الصَّلاة في المسجد الأقصى عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: تَذَاكَرْنَا وَنَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟ مَسْجِدُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، أَوْ مَسْجِدُ بَيْتِ الْمـَقْدِسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ فِيهِ، وَلَنِعْمَ الْمـُصَلَّى، وَلَيُوشِكَنَّ أَنْ يَكُونَ لِلرَّجُلِ مِثْلُ شَطَنِ فَرَسِهِ مِنَ الْأَرْضِ، حَيْثُ يَرَى مِنْهُ بَيْتَ الْمـَقْدِسِ، خَيْرٌ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا - أَوْ قَالَ: خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا -»، وهذا الحديث يبيِّن فضيلة الصَّلاة في المسجد الأقصى في (فلسطين)، وأنَّها مضاعفةٌ عمّا سواها من المساجد؛ سوى المسجد الحرام ومسجد النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم . وإذا تأمَّلنا في دوافع بحث الصَّحابة -رضوان الله عليهم- فيما بينهم إلى تفضيل المسجد الأقصى أو تفضيل المسجد النَّبويِّ، فذلك لمِاَ علموه من أنَّ المسجد الأقصى بُني بعد المسجد الحرام، وأنَّه القبلة الأولى للمسلمين، وغير ذلك من الخصائص الواردة بشأنه، فكان هذا البحث قائماً بينهم، وهذا الحديث من أعلام النُّبوَّة، حيث فيه البشارة بفتح (فلسطين) وبيت المقدس، وأداء الصَّلاة فيه، في الوقت الذي كان الإسلام لا يتجاوز المدينة أو الحجاز، أو الجزيرة العربيَّة؛ بل كان بيت المقدس و(فلسطين) والشام تخضع للسَّيطرة النصرانيَّة البيزنطيَّة. مشقة الإقامة في القدس كما يشير هذا الحديث أيضاً إلى مجيء زمان بعده سوف يشقُّ فيه على المسلمين الإقامة في القدس والمسجد الأقصى أو مجاورتهما، وتسير الأحداث هذه الأيَّام لتدلَّ على صحَّة ذلك ووقوعه؛ فالمتتبَّع لأحوال القدس والمسجد الأقصى خصوصًا و(فلسطين) عموما -في ظلِّ الاحتلال اليهوديِّ الحاقد، والممارسات الإسرائيليَّة الصهيونيَّة- تؤكِّد معنى هذا الحديث؛ حيث يتمنّى المسلم معها أن يكون له ولو موضعٌ صغيرٌ من الأرض، ولو كانت هذه الأرض بقدر طول الحبل الذي تربط به الدَّابَّة لتأكل طعامها؛ بحيث يرى منه المسجد الأقصى، وها هم أولاء اليهود يسعوْن بكلِّ الطرائق الممكنة لهم، ويدبِّرون الحيل، ليُفرِّغوا القدس كلَّها من المسلمين. ثالثاً: حرص الصحابة -رضوان الله عليهم على شد الرحال إلى المسجد الأقصى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمـَسْجِدِ الْحـَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى». هذا الحديث وغيره ممَّا جاء في الحثِّ على زيارة المسجد الأقصى في (فلسطين) - مع كون المسجد كان تحت السَّيطرة الدولة البيزنطيَّة النصرانيَّة - يشير للصَّحابة بأنَّه يجب عليهم العمل على فتحه وتحريره من حكم النصارى، الّذين انحرفوا عن رسالة عيسى -عليه السلام-، فأشركوا بالله تعالى، ولم يعرفوا للمسجد قدسيَّته ومكانته، بل ملؤوه بالأوثان والصّور. عمل الصَّحابة -رضوان الله عليهم- بتوجيهات النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى فتح الله عليهم بلاد الشَّام و(فلسطين)، وحرّروا المسجد الأقصى عام ستَّة عشر للهجرة، وقاموا بشدِّ الرِّحال إلى المسجد الأقصى، وعلى رأسهم الخليفة أمير المؤمنين عمر بن الخطَّاب، ودخل بيت المقدس من الصحابة -رضي الله عنهم- جمع كثير، شدوا الرحال إليه، وقصدوه بالسكن والعبادة والوعظ والإرشاد، نذكر منهم: - أبو عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه -: وكان القائد العام لجيوش الفتح في الشام . - بلال بن رباح - رضي الله عنه -: شهد فتح بيت المقدس مع عمر بن الخطاب، وأذن في المسجد الأقصى. - معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: استخلفه أبو عبيدة على الناس بعد موته، فمات أيضاً بالطاعون. - عياض بن غنم - رضي الله عنه -: دخل بيت المقدس، وبنى فيها حماماً، وله رواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم . - خالد بن الوليد - رضي الله عنه -: سيف الله المسلول شهد فتح بيت المقدس. - عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: أول من ولي قضاء فلسطين سكن بيت المقدس ودفن فيها. قال الأوزاعي: أول من ولي قضاء فلسطين: عبادة بن الصامت، وعن أبي سلام الأسود قال: كنت إذا قدمت بيت المقدس نزلت على عبادة بن الصامت، وقبر عبادة بن الصامت ببيت المقدس. - تميم بن أوس الداري - رضي الله عنه -: وهو من أهل فلسطين في الجاهلية، أسلم وصحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأقطعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ديار الخليل، وكان أميراً على بيت المقدس. - عبدالله بن سلام - رضي الله عنه -: قدم بيت المقدس، وشهد فتحها، وهو من المشهود لهم بالجنة. - أبو هريرة عبدالرحمن بن صخر - رضي الله عنه -: قدم بيت المقدس وشهد فتحه، وهو من رواة حديث «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد». - معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما-: قدم بيت المقدس، قال الليث: (بويع معاوية بإيلياء، وتلك بيعة أهل الشام له. - عبدالله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-: قدم بيت المقدس، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وكان ابن عمر -رضي الله عنهما- يأتي إليه فيصلي فيه، ولا يشرب فيه ماء لتصيبه دعوة سليمان لقوله: -لا يريد إلا الصلاة فيه. - أبو ريحانة - رضي الله عنه -: سكن بيت المقدس، وكان يعِظ في المسجد الأقصى. - شدّاد بن أوس - رضي الله عنه -: سكن بيت المقدس، ومات بها في أيام معاوية، وقبره في مقبرة باب الرحمة بالقرب من سور -المسجد الأقصى. - سلامة بن قيصر - رضي الله عنه -: قيل له صحبة، وكان إمام المسلمين في الصلاة بعد الفتح والياً لمعاوية على بيت المقدس، ومات ببيت المقدس وقُبر فيها. - أبو جمعة الأنصاري -رضي الله عنه-: واسمه جندب بن سباع، قدم بيت المقدس ليصلي فيه، ويُعَدّ من الشاميين. - عوف بن مالك الأشجعي -رضي الله عنه -: شهد فتح بيت المقدس، ونزل بحمص، وهو صحابي جليل. - عمرو بن العاص - رضي الله عنه-: قدم بيت المقدس، وشهد الفتح، وتوفي في خلافة معاوية. - أبو أبيّ عبدالله بن عمرو الأنصاري - رضي الله عنه -: ربيب عبادة بن الصامت، وهو ممن صلى إلى القبلتين، وسكن بيت المقدس، ويُعَد في الشاميين، وهو آخر من مات من الصحابة ببيت المقدس -رضي الله عنهم. - فيروز الديلمي أو الحِميري: من فُرس اليمن، سكن بيت المقدس، ويقال إنه مات بها وقبره بها. - أبو محمد النجاري: سكن بيت المقدس، قيل إنه شهد صفين مع علي - رضي الله عنه- وهؤلاء بعض من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ممن عرفتهم القدس منهم تسعة دفنوا في أرضها. اعداد: عيسى القدومي
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
رد: المسجد الأقصى وفلسطين في حياة الصحابة
المسجد الأقصى وفلسطين في حياة الصحابة (4) قبور الصحابة وأوقافهم في فلسطين يضم السور الشرقي للمسجد الأقصى الواقع ضمن مقبرة باب الرحمة عددًا من قبور الصحابة وأهمها الصحابيان الجليلان عبادة بن الصامت وشداد بن أوس رضي الله عنهما حرص صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على وقف الدور والآبار والبساتين وذلك اقتداء بفعل النبي صلى الله عليه وسلم وسنته وامتثالاً لتوجيهه وإرشاده أوَّل من جدد بناء المسجد الأقصى في الإسلام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه والمقصود بالمسجد المصلَّى المسقوف في صدر المسجد الأقصى من جهة القِبلة ما زال حديثنا مستمرا عن المسجد الأقصى وفلسطين في حياة الصحابة؛ حيث ذكرنا من ارتبط من الصحابة بفلسطين، وأسباب هذا الارتباط، وذكرنا منها: الجهاد، والإقامة، والتعبّد، والحكم والسياسة، والتعليم، والتجارة، ثم تكلمنا عن استفهامات الصحابة عن فلسطين والمسجد الأقصى، واليوم موضوعنا عن قبور الصحابة في فلسطين. تضم مقابر القدس عددًا من الصحابة الذين استقروا في فلسطين؛ إذ يضم السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، الواقع ضمن مقبرة باب الرحمة، عددًا من قبور الصحابة الذين أوردنا ذكرهم، وأهمهم الصحابيان الجليلان عبادة بن الصامت وشداد بن أوس -رضي الله عنهما-، ومن الصحابة الذين دفنوا في مقابر القدس، نذكر منهم: عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: من الصحابة الذين أرسلهم عمر بن الخطاب بعد فتح الشام لتعليم الناس القرآن، توفي عام 34هـ، ودفن في مقبرة باب الرحمة قرب أسوار المسجد الأقصى.شداد بن أوس بن المنذر الأنصاري - رضي الله عنه -: من الصحابة الذين سكنوا في مدينة القدس، كان كثير الورع والعبادة، توفي عام 58هـ، دفن في مقبرة باب الرحمة على مقربة من سور المسجد الأقصى. أبو ريحانة الأزدي - رضي الله عنه -: كان من زهاد الصحابة، شارك في فتح بلاد الشام، وسكن في مدينة القدس، وكان يقضي للناس في المسجد الأقصى، وتوفي في القدس ودفن فيها. أبو أبيّ بن أم حرام - رضي الله عنه -: عبدالله بن عمرو بن قيس الأنصاري، أمّه أم حرَام بنت مِلحَان، زوجة عبادة بن الصامت -رضي الله عنهما-، وهو آخر من مات من الصحابة في فلسطين. مسعود بن أوس الأنصاري الخزرجي - رضي الله عنه -: أبو محمد النجاري، من الصحابة الذين سكنوا بيت المقدس، توفي في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، ودفن في مدينة القدس. ذُو الأَصابِع الجُهَنِي - رضي الله عنه -: وقيل التَّميمي والخُزَاعِي، من الصحابة الذين سكنوا القدس، ودفن فيها. سلامة بن قيصر الحَضْرمِي - رضي الله عنه -: وقيل اسمه سلمة، سكن مصر، ثم وَلِي على القدس ومات بها. عبدالله بن أبي الجَدْعَاء - رضي الله عنه -: عبدالله بن أبي الجَدْعَاء التَّمِيمِيّ، له صحبة سكن بيت المقدس. فيروز الدَّيْلَمِيّ - رضي الله عنه -: اليَمَانِي الحِمْيَرِيّ، يعود أصله إلى فارس، قاتل الأسود العَنْسِيّ الكذاب الذي ادعى النبوة، سكن مصر، ثم تحول إلى بيت القدس ومات بها. واثِلَة بن الأَسْقَع - رضي الله عنه -: بن كعب بن عامر اللَّيثِيّ، أسلم سنة تسع، شارك في فتوح الشام، سكن قرب دمشق ثم تحول إلى القدس ومات فيها، وتوفى في سنة 83هـ وهو ابن مائة وخمس سنين. أوقاف الصحابة في بيت المقدس سار الصحابة -رضوان الله عليهم- على درب رسولهم الكريم - صلى الله عليه وسلم -، ورغم معاناة كثير منهم الفقر والحرمان إلا إن جمهور الصحابة قد أوقفوا الأوقاف النافعة التي تفي بحاجة المسلمين في زمنهم كوقف عثمان - رضي الله عنه - بئر رومة، وسعد بن عبادة وعمر بن الخطاب وغيرهم من الصحابة - رضوان الله عليهم - التي صرفت على وجوه الخير والبر. كما حرص صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حبس الدور ووقفها، والآبار، والبساتين، وذلك اقتداء بفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - وسنته، وامتثالاً لتوجيهه وإرشاده، حينما علموا أن الوقف مما يدوم نفعه ويستمر أجره، وقد تنافس فيه كل من كان ذا مقدرة من الآل والأصحاب. عبارة جامعة وفي عبارة جامعة لخّص الصحابي الجليل جابر بن عبدالله الأنصاري - رضي الله عنه - اهتمام الصحابة في الوقف؛ حيث نقل لنا ما بذله صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مالهم الخاص في البر والإحسان والوقف على وجه الخصوص، قال جابر - رضي الله عنه -: «لم يكن أحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ذا مقدرة إلا وقف»، وللدلالة على وفرة أوقاف الصحابة، قال الشافعي -رحمه الله-: «بلغني أن ثمانين صحابيّاً من الأنصار تصدّقوا بصدقات محرمات»، والشافعي -رحمه الله- يسمي الأوقاف: «الصدقات المحرمات»، وقال ابن حزم -رحمه الله- : «وسائر الصحابة جملة صدقاتهم بالمدينة أشهر من الشمس، لا يجهلها أحد»، فقد تنافس صحابة رسول الله رضوان الله عليهم على وقف بعض أملاكهم ابتغاء ما عند الله من الأجر والثّواب؛ لأن الوقف عبادة ظاهرة معلومة عند الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- حرصوا عليها، وكانوا بذلك قدوة لمن بعدهم من المسلمين. أوّل الأوقاف المقدسيّة في الإسلام وقْف أمير المؤمنين عثمان بن عفّان - رضي الله عنه - لـ(عين سلوان): لم نقف على نصّ مؤكّد حول أوّل وقفٍ أحدثَه المسلمون في مدينة القدس، لكن من أقدم ما تمّ رصدُه، وقْف أمير المؤمنين عثمان بن عفّان - رضي الله عنه - لـ (عين سلوان) على فقراء البلد وضَعَفَتِه، وهي عينٌ قديمةٌ تعلّقت بها رواياتٌ تلموديّةٌ وإنجيليّةٌ، وصفها الرّحّالةُ والمؤرّخون، كما نقلوا ما كان يُحكى عنها من أنّ المسيحَ -عليه السلام- كان يُبرِئُ الأكمه من مائِهَا إلى غير ذلك ممّا لا سبيل إلى ثبوته، والله أعلم. تجديد بناء المسجد الأقصى أوَّل من جدد بناء المسجد الأقصى في الإسلام الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: والمقصود بالمسجد: المصلَّى المسقوف في صدر المسجد الأقصى من جهة القِبلة، ويسمَّى اليوم بالجامع القِبْلي، فإنَّ أوَّل من بناه في الإسلام الخليفة الرَّاشد عمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه -، وذلك بعد أن يسَّر الله -تعالى- للمسلمين فتح (بيت المقدس) عام ستَّة عشر من الهجرة، فإنَّ جمهور المؤرِّخين على أنَّ عمر بن الخطَّاب قد أقام مسجداً صغيراً محاذياً لسور المسجد من جهة القبلة، وبناه من عروقٍ خشبيَّةٍ ضخمةٍ، تتَّسع لثلاثة آلاف مصلٍّ في وقتٍ واحدٍ. وقف تميم الداري يُعَدُّ هذا الإقطاع من الخصائص النبوية، فليس لأحد من الأئمة بعد النبي -[- أن يقطع أحداً من الرعية شيئاً لم يدخل في ملك المسلمين، وهو أيضاً من المعجزات النبوية وبشرى من الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأن هذه الأرض المباركة ستؤول إلى المسلمين، فما من ذرة من ترابها إلا أوقفت وقفاً إسلامياً صحيحاً من رأس الناقورة شمالاً إلى أم الرشراش (أَيْلَةَ) جنوباً، وتؤكد ذلك وثائق سجلت في المحاكم الشرعية في فلسطين وتشهد عليه. وبلغتنا قصة الإنطاء النبوي الشريف بروايات عدة ذات قيمة علمية وتاريخية، وتتقارب الروايات كلها في المضمون والشكل مع شيء من الاختلاف الذي لا يؤدي إلى التعارض، وسأذكر نصوص بعضها بحسب رواية أصحابها بغير ذكر أسانيدها تجنباً للإطالة على القراء الكرام، وسأقتصر على روايتين، ومن أراد التَّوَثُّقَ فيمكنه الرجوعُ إلى مصادرها: حمّام عياض بن غنم في القدس أقدمُ حمّام بني في الإسلام حمّام الصحابي الجليل: عياض بن غنم في القدس، لتلبية احتياجات سكان المدينة، الذين ليس بمقدورهم بناء حمّامات خاصة في بيوتهم؛ بسبب التكلفة المرتفعة في إنشاء هذا الحمام داخل البيوت، فضلا عن صعوبة عملية إيصال المياه إلى البيوت، فأوقف حماماً ليستفيد منه أهل القدس.اعداد: عيسى القدومي
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |