سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مقاصـد الـرسْـم القـرآنــي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          التواب الحكيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          التنجيم بين الحقيقة والتضليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          الرقمية والخلافات الزوجية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          فمن يَعِظُ العاصينَ بعد محمدٍ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          حال المُحِبّ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4472 - عددالزوار : 950672 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4007 - عددالزوار : 474735 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12905 - عددالزوار : 252150 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 371 - عددالزوار : 36475 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-05-2024, 07:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,204
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين


سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل


13: سيرة أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي الأزدي (ت:59هـ)


صفاته وشمائله

كان أبو هريرة رجلاً جسيماً آدم، برّاق الثنايا، هيّناً ليّناً، سخيّاً بالعلم متواضعاً محبوباً، عظيم النصيحة للمسلمين، حريصاً على نشر العلم، صبوراً متعفّفاً، يقبل الهدية ولا يسأل ولو كان به خصاصة، بل ربما صُرع من الجوع ولا يسأل.
- قال أبو الوليد الطيالسي: حدثنا عكرمة بن عمار قال: حدثني ضمضم بن جوس قال: دخلت مسجداً لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإذا أنا بشيخ يضفّر رأسه برّاق الثنايا.
قلت: من أنت رحمك الله؟
قال: (أنا أبو هريرة). رواه ابن سعد في الطبقات.
- وقال داود بن عبد الرحمن العطار: حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عبد الرحمن بن لبينة الطائفي أنه قال: أتيت أبا هريرة وهو في المسجد؛ فقال ابن خثيم لعبد الرحمن: صِفْهُ لي.
فقال: (رجلٌ آدم، بعيد ما بين المنكبين، ذو ضفيرتين، أفرق الثنيتين). رواه ابن سعد، وابن عساكر.
- وقال قرة بن خالد السدوسي: قلت لمحمد بن سيرين: أكان أبو هريرة مخشوشناً؟
قال: (لا، بل كان ليناً).
قلت: فما كان ثوبه؟
قال: (كان أبيض).
قلت: هل كان يخضب؟
قال: (نعم، نحو ما ترى).
قال: وأهوى محمد بيده إلى لحيته، وهي حمراء.
قلت: فما كان لباسه؟
قال: (نحو ما ترى).
قال: وعلى محمد ثوبان ممشقان من كتان.
قال: (وتمخَّط يوماً فقال: بخ بخ!! أبو هريرة يتمخط في الكتان). رواه ابن سعد، وابن عساكر.
وروى ابن أبي شيبة بعضه من طريق وكيع عن قرة.
- وقال روح بن عبادة القيسي: حدثنا حبيب بن الشهيد، عن محمد بن سيرين أنه كان يخضب بالحناء قال: فقبض يوماً على لحيته؛ فقال: (كأنّ خضابي خضاب أبي هريرة، ولحيتي مثل لحيته، وشعري مثل شعره، وثيابي مثل ثيابه)
وعليه ممصران. رواه ابن سعد في الطبقات.
- وقال حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع قال: كان مروان ربما استخلف أبا هريرة على المدينة، فيركب حماراً قد شدَّه عليه قرطاطاً، وخطامه من ليف، وكان يقول: (الطريق قد جاء الأمير، الطريق قد جاء الأمير).
وكان ربما أتى الصبيان بالليل وهم يلعبون لعبة الغراب، فيجيء حتى يقع بينهم، ويضرب بيديه ورجليه الأرض؛ فيذعرون، ويذهبون.
قال: وربما دعاني إلى عَشائه بالليل؛ فيقول: دَعْ للأمير العُراق، فأذهبُ فأطلبُ، فلا أجد شيئاً، إنما هي ثريدة بزيت). رواه ابن سعد في الطبقات، وأبو عروبة الحراني في الطبقات.
- وقال يحيى بن أبي بكير: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع أنَّ أبا هريرة قال: (ما من أحدٍ من الناس يُهدي إليَّ بهديّة إلا قبلتها، فأمَّا المسألة فإني لم أكن أسأل). رواه البيهقي في السنن الكبرى، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال عمرو بن زرارة: أخبرنا عبد الوهاب، سمع محمد بن فروخ أبا سهل صاحب الساج، عن محمد بن زياد قال: كان أبو هريرة إذا استثقل رجلاً قال: (اللهم اغفر لنا وله، وأرحنا منه).رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال عبد الواحد بن زياد البصري، عن الحجاج [بن أرطأة]، عن عطاء [بن أبي رباح] قال: (رأيت أبا هريرة لحيته صفراء).رواه ابن أبي خيثمة.

مرضه ووفاته
مرض أبو هريرة رضي الله عنه في آخر حياته مرضاً اشتدّ عليه حتى مات منه، وكان يحبّ أن يموت قبل وقوع فتن عظيمة أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد روي من طرق فيها ضعف أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي هريرة وأبي محذورة وسمرة بن جندب وجماعة معهم: ((آخركم موتاً في النار)).
- قال معاذ بن معاذ العنبري: حدثنا شعبة، عن أبي مسلمة، عن أبي نضرة، عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعشرة من أصحابه: ((آخركم موتاً في النار)).
فيهم سمرة بن جندب.
قال أبو نضرة: (فكان سمرة آخرهم موتًا). رواه يعقوب بن سفيان، وقد أعلّت رواية أبي نضرة عن أبي هريرة بالانقطاع.
- وقال حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أوس بن خالد قال: كنتُ إذا قدمتُ على أبي محذورة سألني عن سمرة، وإذا قدمت على سمرة سألني عن أبي محذورة، فقلت لأبي محذورة: مالك إذا قدمت عليك تسألني عن سمرة، وإذا قدمت على سمرة سألني عنك؟
فقال: اني كنت أنا وسمرة وأبو هريرة في بيتٍ فجاء النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال: ((آخركم موتا في النار)).
قال: (فمات أبو هريرة، ثم مات أبو محذورة، ثم مات سمرة). رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، والبخاري في التاريخ الصغير، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ، والطبراني في المعجم الكبير.
قلت: علي بن زيد بن جدعان ضعيف الحديث، وشيخه أوس مجهول.
وروي في هذا أخبار واهية لا تصحّ من جهة الإسناد، وقد كان آخرهم موتاً سمرة بن جندب رضي الله عنه؛ أخذته شدّة البرد في مرضه الذي مات فيه؛ فأوقد له كانون عن يمينه، وآخر عن شماله، وآخر بين يديه، وآخر من خلفه؛ فلم تنفعه؛ فكان يُغلى له ماء في قدرٍ يتعالج بالقعود على سريرٍ فوقه فيخفّ عنه ما به، ثمّ إنه سقط مرّة في القدر وهي مملوءة ماء حاراً فمات فيه.
- قال ابن حجر العسقلاني: (فكان ذلك تصديقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم له ولأبي هريرة ولأبي محذورة: «آخركم موتا في النار»).
- وقال الذهبي: (إن صحّ هذا فيكون إن شاء الله قوله عليه السلام ((آخركم موتا في النار)) متعلقاً بموته في النار لا بذاته).
محبته للموت - قال روح بن عبادة: حدثنا الربيع بن صبيح قال: أخبرنا حبيب بن أبي فضالة أنَّ أبا هريرة ذكر الموت؛ فكأنه تمنّاه؛ فقال بعض أصحابه: وكيف تمنى الموت بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «ليس لأحد أن يتمنى الموت، لا برّ ولا فاجر، أمّا بر فيزداد برا، وأما فاجر فيستعتب»؟
فقال: وكيف لا أتمنى الموت وأنا أخاف أن تدركني ستة: التهاون بالدم، وبيع الحكم، وتقاطع الأرحام، وكثرة الشرط، و[فشو] الخمر، ويتخذون القرآن مزامير). رواه ابن سعد.
- وقال روح بن عبادة: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، أنه قال: في كيسي هذا حديث لو حدثتكموه لرجمتموني، ثم قال: «اللهم لا أبلغنَّ رأس الستين».
قالوا: وما رأس الستين؟
قال: «إمارة الصبيان، وبيع الحكم، وكثرة الشرط، والشهادة بالمعرفة، ويتخذون الأمانة غنيمة والصدقة مغرماً، ونشوٌ يتخذون القرآن مزامير».
قال حماد: وأظنه قال: «والتهاون بالدم». رواه الطبراني في المعجم الأوسط.
- وقال محمد بن منصور الطوسي: حدثنا الحسن بن موسى قال: حدثنا حاتم بن راشد، عن عطاء، قال: قال أبو هريرة: (إذا رأيتم ستاً، فإن كانت نفس أحدكم في يده فليرسلها، فلذلك أتمنى الموت أخاف أن تدركني: إذا أمّرت السفهاء، وبيع الحكم، وتهون بالدم، وقطعت الأرحام، و[كثرت] الجلاوزة، ونشأ نشء يتخذون القرآن مزامير). رواه أبو نعيم في الحلية، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال أبو مسهر الغساني: حدثني صدقة بن خالد عن ابن جابر عن عمير بن هانئ قال: كان أبو هريرة يقول: (تشبّثوا بصدغي معاوية، اللهم لا تدركني سنة ستين).رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخ دمشق.
- قال معاذ بن معاذ العنبري، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، قال: دخلت على أبي هريرة وهو مريض فاحتضنته من خلفه وقلت: اللهم اشف أبا هريرة، فقال: «اللهم اشدد». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال أبو عمرو الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، قال: عدتُ أبا هريرة فسندته إلى صدري، ثم قلت: اللهم اشف أبا هريرة، فقال: «اللهم لا ترجعها».
ثم قال: «إن استطعتَ يا أبا سلمة أن تموت فمت».
فقلت: يا أبا هريرة! إنا لنحب الحياة.
فقال: « والذي نفس أبي هريرة بيده ليأتين على العلماء زمان الموت أحب إلى أحدهم من الذهب الأحمر، ليأتين أحدكم قبر أخيه فيقول: ليتني مكانه». رواه الحاكم في المستدرك.
ورواه أبو نعيم في الحلية من طريق أيوب السختياني عن يحيى بن أبي كثير بنحوه.
- وقال بشر بن بكر التنيسي: حدثني الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، قال: عدت أبا هريرة فسندته إلى صدري، ثم قلت: اللهم اشف أبا هريرة، فقال: «اللهم لا ترجعها».
ثم قال: «إن استطعت يا أبا سلمة أن تموت فمت».
فقلت: يا أبا هريرة! إنا لنحب الحياة.
فقال: (والذي نفس أبي هريرة بيده ليأتين على العلماء زمان الموت أحب إلى أحدهم من الذهب الأحمر، ليأتين أحدكم قبر أخيه فيقول: ليتني مكانه). رواه الحاكم في المستدرك.
- وقال عبد الله بن شوذب، عن همام، قال: لما حضر أبا هريرة الموت جعل يبكي، قيل له: ما يبكيك يا أبا هريرة؟
قال: (قلة الزاد، وبعد القفار، وعقبة إما الجنة وإما النار).رواه أبو العباس الأصم، وأبو سليمان الربعي في وصايا العلماء عند الموت، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال يزيد بن هارون: أخبرنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن عبد الرحمن بن مهران، أن أبا هريرة، قال: حين حضره الموت: (لا تضربوا عليَّ فسطاطاً، ولا تتبعوني بمجمر، وأسرعوا بي، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا وضع الرجل الصالح على سريره قال: قدموني قدموني، وإذا وضع الرجل السوء على سريره قال: يا ويله أين تذهبون بي؟)).رواه أحمد، والبيهقي.
- وقال ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن عبد الرحمن بن مهران، أنَّ مروان جاء يعود أبا هريرة؛ فوجده في غميّة؛ فقال: عافاك الله، فرفع أبو هريرة رأسه، وقال: (اللهم اشدد واجدد).
فخرج مروان؛ فأدركه إنسانٌ عند أصحاب القطا؛ فقال: (قد قضى أبو هريرة). رواه ابن سعد في الطبقات.
- وقال معن بن عيسى القزاز: حدثنا مالك بن أنس، عن المقبري، عن أبي هريرة أنَّ مروان دخل عليه في شكوه الذي مات فيه؛ فقال: شفاك الله يا أبا هريرة، فقال أبو هريرة: (اللهم إني أحبّ لقاءك فأحب لقائي).
قال: (فما بلغ مروان أصحاب القطا حتى مات أبو هريرة). رواه ابن سعد في الطبقات، وابن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وابن الجوزي في الثبات عند الممات.
تاريخ وفاته اختلف في سنة وفاته على أقوال:
القول الأول: مات سنة 59هـ ، وهو قول ابن إسحاق، والواقدي، وأبي عبيد القاسم بن سلام، وابن نمير، وأبي حفص الفلاس، وأبي عمر الضرير.
- قال ابن إسحاق: (مات سنة تسع وخمسين). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال الواقدي: (توفي أبو هريرة سنة تسع وخمسين، وله ثمان وسبعون سنة، وهو الذي صلى على عائشة في رمضان سنة ثماني وخمسين).
- وقال أبو حفص الفلاس: (مات أبو هريرة سنة تسع وخمسين).
- قال ابن عساكر: (وقال عمرو بن علي، والواقدي مات سنة تسع وخمسين، زاد الواقدي: وهو ابن ثمان وسبعين، وقال في ذي الحجة).
- وقال ابن عساكر: (وقال ابن نمير: مات سنة تسع وخمسين).
- وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: (سنة تسع وخمسين فيها توفي أبو هريرة الدوسي بالمدينة، وصلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان).
القول الثاني: مات سنة 58هـ، وهو قول أبي معشر المدني، وعبد الرحمن بن مغراء الدوسي، وضمرة بن ربيعة الفلسطيني، والهيثم بن عدي الطائي، ويحيى بن بكير، وأبي عيسى الترمذي، ورواية ابن أبي خيثمة عن المدائني.
- قال حجاج بن محمد الأعور: قال أبو معشر: (هلك أبو هريرة في خلافة معاوية سنة ثمان وخمسين). رواه ابن عساكر.
- وقال محمد بن إسحاق ابن خزيمة: سمعت يوسف بن موسى [القطان] يقول: سمعت عبد الرحمن بن مغراء الدوسي يقول: (مات أبو هريرة سنة ثمان وخمسين).رواه ابن عساكر.
- وقال الحسن عن ضمرة: (مات سنة ثمان وخمسين).رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال هارون بن معروف: أخبرنا ضمرة قال: (مات أبو هريرة سنة ثمان وخمسين، وعائشة فيها، يعني سنة ثمان وخمسين). رواه ابن عساكر.
- وقال ابن أبي خيثمة عن المدائني قال: (مات أبو هريرة سنة ثمان وخمسين).رواه ابن عساكر.
- وقال أبو العباس أحمد بن يحيى الرَّقي: سمعت يحيى بن بكير يقول: (مات أبو هريرة سنة ثمان وخمسين). رواه ابن عساكر.
- وقال ابن عساكر: (وقال أبو عيسى: مات سنة ثمان وخمسين، وقال الهيثم مثل أبي عيسى).
القول الثالث: مات سنة 57هـ، وهو قول هشام بن عروة، وعلي بن المديني، وخليفة بن خياط، ورواية عن المدائني.
- قال أحمد بن حنبل، عن علي بن المديني، عن سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة قال: (مات أبو هريرة وعائشة سنة سبع وخمسين).
- وقال أحمد بن أبي الطيب عن ابن عيينة عن هشام بن عروة قال: (مات أبو هريرة وعائشة رضي الله عنهما سنة سبع وخمسين). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال علي بن المديني: مات أبو هريرة سنة سبع وخمسين.
- وقال خليفة بن خياط: (وفيها - يعني سنة سبع وخمسين – ماتت أم المؤمنين عائشة وأبو هريرة).

مواعظه ووصاياه

- قال أبو غياث أصرم بن غياث: حدثني أبو سنان، عن هارون بن عميرة، قال: قال أبو هريرة: (إنَّ هذا العلم دين؛ فانظروا ممن تأخذونه). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال عمران بن زائدة بن نشيط الكوفي، عن أبيه، عن أبي خالد الوالبي، عن أبي هريرة قال: (إن الله يقول: يا ابن آدم، تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنى، وأسدّ فقرك، وإلا تفعل أملأ يديك شغلاً، ولا أسدّ فقرك)). رواه أحمد وابن أبي شيبة، والترمذي، وابن ماجة، وابن حبان.
- وقال أبو مالك الأشجعي، عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة، قال: (لا يقبض المؤمن حتى يرى البشرى، فإذا قبض نادى؛ فليس في الدار دابّة صغيرة ولا كبيرة إلا هي تسمع صوته إلا الثقلين الجن والإنس: "تعجّلوا به إلى أرحم الراحمين"، فإذا وضع على سريره قال: ما أبطأ ما تمشون، فإذا أدخل في لحده أقعد، فأري مقعده من الجنة وما أعد الله له، وملئ قبره من روح وريحان ومسك قال: فيقول: يا رب! قدّمني.
قال: فيقال: لم يأنِ لك، إنَّ لك إخوةً وأخواتِ لما يلحقون، ولكن نم قرير العين.
قال أبو هريرة: « فوالذي نفسي بيده ما نام نائمٌ شابٌّ طاعم ناعم، ولا فتاة في الدنيا نومةً بأقصرَ ولا أحلى من نومته حتى يرفع رأسه إلى البشرى يوم القيامة».رواه ابن أبي شيبة.
- وقال مسعر بن كدام: حدثنا محمد بن عبد الرحمن مولى طلحة، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة، قال: «لا تطعم النارُ رجلاً بكى من خشية الله أبداً حتى يردّ اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبارُ في سبيل الله ودخان جهنم في منخري رجلٍ مسلمٍ أبداً».رواه ابن أبي شيبة، وروى أحمد في الزهد الجملة الأولى منه.
- وقال أبو مالك الأشجعي، عن أبي حازم، قال: مررت مع أبي هريرة على قبر دفن حديثاً، فقال: «لركعتان خفيفتان مما تحتقرون هنا أحب إليَّ من دنياكم». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: (إذا مات الميّت تقول الملائكة: ما قدَّم؟ ويقول الناس: ما ترك؟). رواه ابن أبي شيبة.
- وقال هدبة بن خالد القيسي: حدثنا همام قال: حدثنا قتادة، عن أنس عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (ألا أدلكم على غنيمة باردة؟
قالوا: ماذا يا أبا هريرة؟
قال: (الصوم في الشتاء). رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب الزهد لأبيه، وأبو نعيم في الحلية،
- وقال كثير بن هشام الكلابي: حدثنا جعفر [بن برقان] قال: حدثنا يزيد بن الأصم قال: سمعت أبا هريرة يقول: (المكثرون في النار إلا من قال هكذا وهكذا، وأشار بكفيه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله).
ثم قال: (وقليل ما هم).
قال يزيد: (إن لم أكن سمعته من أبي هريرة - وأشار بإصبعيه إلى أذنيه - وإلا فصمتا).رواه أحمد في الزهد.
- وقال يزيد بن هارون، عن العوام بن حوشب، عن أبي حازم الأشجعي قال: قال أبو هريرة: «من كسا خَلَقاً كساه الله به حريراً، ومن كسا جديداً كساه الله به إستبرقا». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال أبو شيبة العلاء بن خالد البصري: حدثنا عطاء بن أبي رباح قال: رأيتُ أبا هريرة رضي الله عنه يطوف بهذا البيت ينادي: (لا صدقةَ إلا عن فضلِ العيال). رواه مسدد بن مسرهد كما في المطالب العالية، وابن المبارك في البر والصلة.
- وقال عمرو بن عاصم الكلابي: حدثنا إياس بن أبي تميمة قال: حدثنا عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (ما وَجَعٌ أحبّ إليَّ من الحمى؛ لأنها تعطي كل مفصل قسطه من الوجع، وإن الله يعطي كل مفصل قسطه من الأجر). رواه ابن سعد.
- وقال مسكين بن بكير الحراني، عن جعفر بن برقان الكلابي، عن يزيد بن الأصم قال: سمعت أبا هريرة يقول: (يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه، وينسى الجذل - أو الجذع - في عين نفسه). رواه البخاري في الأدب المفرد موقوفاً، ورواه ابن حبان والبيهقي في شعب الإيمان من طريق محمد بن حِميَر القضاعي عن جعفر بن برقان بنحوه مرفوعاً، والموقوف أصحّ إسناداً.

الردّ على الطاعنين في أبي هريرة رضي الله عنه

- قال ابن أبي شيبة: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي زين؛ أنه رأى أبا هريرة يضرب بيده ثم يقول: (يا أهل العراق! تزعمون أني أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون لكم المهنأ وعليَّ المأثم؟!!).رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري في المستدرك: (وإنما يتكلم في أبي هريرة لدفع أخباره من قد أعمى الله قلوبهم فلا يفهمون معاني الأخبار، إما معطل جهمي يسمع أخباره التي يرونها خلاف مذهبهم الذي هو كفر، فيشتمون أبا هريرة، ويرمونه بما الله تعالى قد نزهه عنه تمويها على الرعاء والسفل، أن أخباره لا تثبت بها الحجة، وإما خارجي يرى السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يرى طاعة خليفة، ولا إمام إذا سمع أخبار أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف مذهبهم الذي هو ضلال، لم يجد حيلة في دفع أخباره بحجة وبرهان كان مفزعه الوقيعة في أبي هريرة، أو قدري اعتزل الإسلام وأهله وكفر أهل الإسلام الذين يتبعون الأقدار الماضية التي قدرها الله تعالى، وقضاها قبل كسب العباد لها إذا نظر إلى أخبار أبي هريرة التي قد رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم في إثبات القدر لم يجد بحجة يريد صحة مقالته التي هي كفر وشرك، كانت حجته عند نفسه أن أخبار أبي هريرة لا يجوز الاحتجاج بها، أو جاهل يتعاطى الفقه ويطلبه من غير مظانه إذا سمع أخبار أبي هريرة فيما يخالف مذهب من قد اجتبى مذهبه، وأخباره تقليدا بلا حجة ولا برهان كلم في أبي هريرة، ودفع أخباره التي تخالف مذهبه، ويحتج بأخباره على مخالفته إذا كانت أخباره موافقة لمذهبه، وقد أنكر بعض هذه الفرق على أبي هريرة أخبارا لم يفهموا معناها).

رواة القراءة والتفسير عن أبي هريرة رضي الله عنه
قرأ أبو هريرة على أبيّ بن كعب رضي الله عنهما، وقرأ عليه عبد الرحمن بن هرمز الأعرج.
وأما الحديث فقد روى عنه خلق كثير من الصحابة والتابعين حتى روى عنه بعض كبار الصحابة.
- قال سعيد بن سفيان الجحدري: حدثنا شعبة، عن أشعث بن أبي الشعثاء، قال: سمعت أبي يحدث، قال: قدمت المدينة، فإذا أبو أيوب يحدث عن أبي هريرة رضي الله عنه، فقلت: تحدث عن أبي هريرة، وأنت صاحب منزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «لأن أحدّث عن أبي هريرة أحبُّ إليَّ من أن أحدّث عن النبي صلى الله عليه وسلم». رواه الحاكم في المستدرك.
- وقال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري: (بلغ عدد من روى عن أبي هريرة من الصحابة ثمانية وعشرين رجلاً، فأمّا التابعون فليس فيهم أجلّ ولا أشهر وأشرف وأعلم من أصحاب أبي هريرة).
وروى عنه في التفسير خلق كثير:
من الصحابة: ثوبان بن بجدد، وأنس بن مالك، وابن عباس.
ومن التابعين: سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، والقاسم بن محمد، وأبو صالح ذكوان بن عبد الله السمان، ومرة بن شراحيل الهمداني، وأبو عثمان النهدي، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وطاووس بن كيسان، وعطاء بن أبي رباح، وهمام بن منبه، ومحمد بن سيرين، وسعيد المقبري، والقاسم بن محمد، وأبو العلاء عبد الرحمن بن يعقوب الجهني، وعامر بن شراحيل الشعبي، وعبد الله بن رافع، وأبو زرعة بن عمرو البجلي، ومجاهد بن جبر، ومحمد بن كعب القرظي، وعكرمة مولى ابن عباس، وأبو أيوب يحيى بن مالك المراغي، وعبد الرحمن بن حجيرة.
وأرسل عنه: الحسن البصري، ومحمد بن قيس بن مخرمة، وأبو حازم سلمة بن دينار، ومكحول الدمشقي، وسالم بن أبي الجعد، ويحيى بن أبي كثير، وابن شهاب الزهري، ومحمد بن المنكدر، وأبو قلابة الجرمي، وقتادة السدوسي.

مما روي عنه في التفسير:
- قال سليمان التيمي، عن أبي صالح البصري، عن أبي هريرة، قال: «الصلاة الوسطى صلاة العصر». رواه سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن جرير.
- وقال معمر، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عبد الرحمن بن لبيبة الطائفي قال: جئت إلى أبي هريرة وهو جالس في المسجد الحرام، قلت: أخبرني عن الصلاة الوسطى.
قال: (أما سمعت الله يقول: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر} الآية، {ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم} فذكر الصلوات كلها، ثم قال: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} ألا وهي العصر، ألا وهي العصر). رواه عبد الرزاق في مصنفه، والطحاوي في شرح معاني الآثار.
- وقال سليمان بن بلال المدني: حدّثني معاوية بن أبي مزرّدٍ، عن سعيد بن يسارٍ، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ((خلق اللّه الخلق، فلمّا فرغ منه قامت الرّحم، فأخذت بحقو الرّحمن، فقال له: مه.
قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة.
قال: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك، قالت: بلى يا ربّ.
قال: فذاك.
قال أبو هريرة: (اقرءوا إن شئتم: {فهل عسيتم إن تولّيتم أن تفسدوا في الأرض وتقطّعوا أرحامكم}). رواه البخاري.
- وقال شيبان، عن يحيى، قال: أخبرني أبو سلمة، قال: جاء رجلٌ إلى ابن عبّاسٍ وأبو هريرة جالسٌ عنده، فقال: أفتني في امرأةٍ ولدت بعد زوجها بأربعين ليلةً؟
فقال ابن عبّاسٍ: آخر الأجلين.
قلت أنا: {وأولات الأحمال أجلهنّ أن يضعن حملهنّ}.
قال أبو هريرة: أنا مع ابن أخي - يعني أبا سلمة - فأرسل ابن عبّاسٍ غلامَه كريبًا إلى أمّ سلمة يسألها.
فقالت: «قُتل زوج سبيعة الأسلميّة وهي حبلى، فوضعت بعد موته بأربعين ليلةً، فخطبت فأنكحها رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، وكان أبو السّنابل فيمن خطبها». رواه البخاري.
- وقال محمد بن إسحاق: أخبرني سعيد بن يسار، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا جمع الله العباد في صعيد واحد، نادى مناد: ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، فيلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، ويبقى الناس على حالهم، فيأتيهم فيقول: ما بال الناس ذهبوا وأنتم ها هنا؟ فيقولون: ننتظر إلهنا، فيقول: هل تعرفونه؟ فيقولون: إذا تعرف إلينا، عرفناه، فيكشف لهم عن ساقه فيقعون سجودا، فذلك قول الله تعالى: {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون}يبقى كل منافق فلا يستطيع أن يسجد، ثم يقودهم إلى الجنة). رواه الدارمي.
- وقال أبو كريب: حدثنا وكيع، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي هريرة، {فرت من قسورة} قال: (هو الأسد). رواه ابن جرير، وعلّقه البخاري في صحيحه.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 93.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 91.54 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (1.84%)]