عرض مشاركة واحدة
  #31  
قديم 21-05-2011, 03:46 AM
الصورة الرمزية الدكتور مؤمن
الدكتور مؤمن الدكتور مؤمن غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
مكان الإقامة: مصراوى
الجنس :
المشاركات: 895
الدولة : Egypt
Arrow الحديث رقم 30



سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث
محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى


الحديث رقم 30

" بينما كلب يطيف بركية قد كاد يقتله العطش , إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها , فاستقت له به فسقته إياه , فغفر لها به "

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 35 :
رواه البخاري ( 2 / 376 طبع أوربا ) ومسلم ( 7 / 45 ) وأحمد ( 2 / 507 ) من حديث محمد بن سيرين عن " أبي هريرة " مرفوعا . وتابعه أنس بن سيرين عن أبي هريرة نحوه . ورواه أحمد ( 2 / 510 ) وسنده صحيح أيضا . ( الركية ) : بئر لم تطو أو طويت .
و من الآثار في الرفق بالحيوان :
أ - عن المسيب بن دار قال : رأيت عمر بن الخطاب ضرب جمالا , وقال : لم تحمل على بعيرك مالا يطيق ?! رواه ابن سعد في " الطبقات " ( 7 / 127 ) وسنده صحيح إلى المسيب ابن دار , ولكني لم أعرف المسيب هذا . ثم تبين لي أن الصواب في اسم أبيه ( دارم ) , هكذا ورد في سند هذا الأثر عند أبي الحسن الأخميمي في " حديثه " ( ق 62 / 2 ) , وهكذا أورده ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ( 4 / 1 / 294 ) وقال : " مات سنة ست و ثمانين " ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا , وأما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 1 / 227 ) وكناه بأبي صالح .
ب - عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب : أن رجلا حد شفرة وأخذ شاة ليذبحها , فضربه عمر بالدرة وقال أتعذب الروح ?!ألا فعلت هذا قبل أن تأخذها ? ! رواه البيهقي ( 9 / 280 - 281 ) .
ج - عن محمد بن سيرين : أن عمر رضي الله عنه رأى رجلا يجر شاة ليذبحها فضربه بالدرة وقال : سقها - لا أم لك - إلى الموت سوقا جميلا . رواه البيهقي أيضا .
د - عن وهب بن كيسان : أن ابن عمر رأى راعي غنم في مكان قبيح , وقد رأى ابن عمر مكانا أمثل منه , فقال ابن عمر : ويحك يا راعي حولها , فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " كل راع مسؤول عن رعيته " . رواه أحمد ( رقم 5869 ) و سنده حسن .
هـ - عن معاوية بن قرة قال :
كان لأبي الدرداء جمل يقال له : ( دمون ) , فكان إذا استعاروه منه قال : لا تحملوا عليه إلا كذا و كذا , فإنه لا يطيق أكثر من ذلك , فلما حضرته الوفاة قال: يا دمون لا تخاصمني غدا عند ربي , فإني لم أكن أحمل عليك إلا ما تطيق . رواه أبو الحسن الأخميمي في " حديثه " ( 63 / 1 ) .
و - عن أبي عثمان الثقفي قال :
كان لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه غلام يعمل على بغل له يأتيه بدرهم كل يوم فجاء يوما بدرهم ونصف , فقال : أما بدا لك ? قال : نفقت السوق , قال : لا ولكنك أتعبت البغل ! أجمه ثلاثة أيام . رواه أحمد في " الزهد " ( 19 / 59 / 1 ) بسند صحيح إلى أبي عثمان , وأما هذا فلم أجد له ترجمة .
تلك هي بعض الآثار التي وقفت عليها حتى الآن
وهي تدل على مبلغ تأثر المسلمين الأولين بتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم في الرفق بالحيوان , وهي في الحقيقة قل من جل ونقطة من بحر , وفي ذلك بيان واضح أن الإسلام هو الذى وضع للناس مبدأ ( الرفق بالحيوان ) , خلافا لما يظنه بعض الجهال بالإسلام أنه من وضع الكفار الأوربيين , بل ذلك من الآداب التي تلقوها عن المسلمين الأولين , ثم توسعوا فيها , ونظموها تنظيما دقيقا , وتبنتها دولهم حتى صار الرفق بالحيوان من مزاياهم اليوم , حتى توهم الجهال أنه من خصوصياتهم ! وغرهم في ذلك أنه لا يكاد يرى هذا النظام مطبقا في دولة من دول الإسلام , وكانوا هم أحق بها وأهلها ! ولقد بلغ الرفق بالحيوان في بعض البلاد الأوربية درجة لا تخلو من المغالاة , ومن الأمثلة على ذلك ما قرأته في " مجلة الهلال " ( مجلد 27 ج 9 ص 126 ) تحت عنوان : " الحيوان و الإنسان " : " إن محطة السكك الحديدية في كوبنهاجن كان يتعشعش فيها الخفاش زهاء نصف قرن , فلما تقرر هدمها وإعادة بنائها أنشأت البلدية برجا كلفته عشرات الألوف من الجنيهات , منعا من تشرد الخفاش " . وحدث منذ ثلاث سنوات أن سقط كلب صغير في شق صغير بين صخرتين في إحدى قرى إنكلترا , فجند له أولو الأمر مائة من رجال المطافئ لقطع الصخور وإنقاذ الكلب ! وثار الرأي العام في بعض البلاد أخيرا عندما اتخذ الحيوان وسيلة لدراسة الظواهر الطبيعية , حين أرسلت روسيا كلبا في صاروخها , وأرسلت أمريكا قردا .



يتبع
الحديث التالي إن شاء الله تعالى
__________________






رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.14 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]