عرض مشاركة واحدة
  #83  
قديم 27-09-2020, 06:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: "فقه السنة" محقق للشيخ الألباني وغيره ....للقراءة ---------متجدد

"فقه السنة" محقق للشيخ الألباني وغيره

(80)

"قراءةُ الفاتحة"

قراءةُ الفاتحةِ في كلِّ ركعةٍ من ركعات الفرْضِ، والنفْلِ: قد صحت الأحاديث في افتراض قراءة الفاتحة، في كل ركعة، وما دامت الأحاديث في ذلك صحيحة صريحة، فلا مجال للخلاف، ولا موضع له، ونحن نذكرها فيما يلي:
- 1-عن عبادة بن الصامت - رضي اللّه عنه - أن النبي قال: "لا صلاة، لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب"(1). رواه الجماعة.
- 2- وعن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه : "من صلى صلاة، لم يقرأ فيها بأم القرآن - وفي رواية: بفاتحة الكتاب - فهي خداج(2)، هي خداج، هي خداج غير تمام"(3). رواه أحمد، والشيخان.
- 3- وعنه، قال: قال رسول اللّه : "لا تجزئ صلاة، لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب"(4). رواه ابن خزيمة بإسناد صحيح، ورواه ابن حبان، وأبو حاتم.
- 4- وعند الدارقطني بإسناد صحيح: "لا تجزئ صلاة، لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب"(5).
- 5- وعن أبي سعيد: أمرنا أن نقرأ بفاتحة الكتاب، وما تيسر(‏6). رواه أبو داود، وقال الحافظ، وابن سيد الناس: إسناده صحيح.
- 6- وفي بعض طرق حديث المسيء في صلاته: "ثم اقرأ بأم القرآن". إلى أن قال له: "ثم افعل ذلك في كل ركعة".
- 7- ثم الثابت، أن النبي كان يقرأ الفاتحة في كل ركعة من ركعات الفرض والنفل، ولم يثبت عنه خلاف ذلك، ومدار الأمر في العبادة على الاتباع؛ فقد قال : "صلوا، كما رأيتموني أصلي"(7). رواه البخاري.

"البسملة"
اتفق العلماء على أن البسملة بعض آية في سورة النمل، واختلفوا في البسملة الواقعة في أول السور، إلى ثلاثة مذاهب مشهورة:

الأول، أنها آية من الفاتحة، ومن كل سورة، وعلى هذا فقراءتها واجبة في الفاتحة، وحكمها حكم الفاتحة في السر والجهر. وأقوى دليل لهذا المذهب حديث نعيم المجمِّر، قال: صليت وراء أبي هريرة، فقرأ: بسم اللّه الرحمن الرحيم. ثم قرأ بأم القرآن. الحديث، وفي آخره، قال: والذي نفسي بيده، إني لأشبهكم صلاة برسول اللّه (8). رواه النسائي، وابن خزيمة، وابن حبان.
قال الحافظ في "الفتح": وهو أصح حديث ورد في الجهر بالبسملة.

الثاني، أنها آية مستقلة، أُنزلت للتيمن، والفصل بين السور، وأن قراءتها في الفاتحة جائزة، بل مستحبة، ولا يسن الجهر بها؛ لحديث أنس قال: صليت خلف رسول اللّه ، وخلف أبي بكر، وعمر، وعثمان، وكانوا لا يجهرون ببسم اللّه الرحمن الرحيم(9). رواه النسائى، وابن حبان، والطحاوي بإسناد على شرط الصحيحين.

الثالث، أنها ليست بآية من الفاتحة، ولا من غيرها، وأن قراءتها مكروهة، سرًّا وجهراً، في الفرض دون النافلة. وهذا المذهب ليس بالقوي.
وقد جمع ابن القيم بين المذهب الأول والثاني، فقال: كان النبي يجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم تارة، ويخفيها أكثر مما يجهر بها، ولا ريب، أنه لم يجهر بها دائماً، في كل يوم وليلة خمس مرات أبداً، حضراً وسفراً، ويخفى ذلك على خلفائه الراشدين، وعلى جمهور أصحابه، وأهل بلده في الأعصار الفاضلة.


"مَنْ لم يحسن فرْضَ القراءةِ"
قال الخطابي: الأصل، أن الصلاة لا تجزئ، إلا بقراءة فاتحة الكتاب، ومعقول أن قراءة فاتحة الكتاب على من أحسنها، دون من لا يحسنها، فإذا كان المصلي لا يحسنها، ويحسن غيرها من القرآن، كان عليه أن يقرأ منه قدر سبع آيات؛ لأن أولى الذكر بعد الفاتحة ما كان مثلها من القرآن، وإن كان ليس في وسعه، أن يتعلم شيئاً من القرآن؛ لعجز في طبعه، أو سوء في حفظه، أو عجمة في لسانه، أو عاهة تعرض له، كان أولى الذكر بعد القرآن ما علمه النبي ، من التسبيح، والتحميد، والتهليل.
وقد روي عنه ، أنه قال: "أفضل الذكر بعد كلام اللّه، سبحان اللّه، والحمد اللّه، ولا إله إلا اللّه، واللّه أكبر"(10). انتهي.
ويؤيده، ما ذكره الخطابي، من حديث رفاعة بن رافع، أن النبي علم رجلاً الصلاة، فقال: "إن كان معك قرآن، فاقرأ، وإلا فاحمده، وكبره، وهلله، ثم اركع"(11). رواه أبو داود، والترمذي وحسنه، والنسائي، والبيهقي.

__________________

- (1) البخاري: كتاب الصلاة - باب وجوب القراءة للإمام والمأموم (1 / 192)، ومسلم: كتاب الصلاة - باب وجوب قراءة الفاتحة (1 / 295)، رقم (34)، وأبو داود: كتاب الصلاة - باب من ترك القراء ة في صلا ته بفاتحة الكتاب (1 / 189)، والنسائي (1 / 145)، والترمذي (2 / 25) - أبواب الصلاة - باب ما جاء في، لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب، حديث رقم (247)، وابن ماجه (837)، وانظر: الإرواء (2 / 10).

- (2) "خداج" قال الخطابي: هي خداج، ناقصة نقص بطلان وفساد.

- (3) مسلم: كتاب الصلاة - باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة (1 / 297)، وأبو داود: كتاب الصلاة - باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب (1 / 188)، وقال الترمذي: قال علي بن أبي طالب:كل صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب، فهي خداج، غير تمام (2 / 26)، وابن ماجه: إقامة الصلاة - باب القراءة خلف الإمام (1 / 273) رقم (838)، ومسند أحمد (2 / 285).

- (4) صحيح ابن خزيمة (1 / 248) رقم (490)، وانظر: نصب الراية (1 / 366)، وفتح الباري (2 / 241)، وانظر الترمذي (2 / 26)، رقم (247).

- (‏5) الدارقطني (1 / 322) وقال هذا إسناد صحيح، وانظر: صحيح ابن خزيمة (1 / 246) الحديث رقم (488)، بلفظ: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " وهذا الحديث متفق عليه، وفي نصب الراية: والحديث في صحيح ابن حبان بهذا اللفظ، ورواه ابن خزيمة في صحيحه، قاله النووي في الخلاصة. ونصب الراية (1 / 366).

- (6) أبو داود: كتاب الصلاة - باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب (1 / 511) رقم (818)، ومسند أحمد (3 / 3).

- (7) البخاري (1 / 162، 8 / 11، 9 / 107).

- (8) النسائي: كتاب الافتتاح - باب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم (2 / 134) برقم (905)، وموارد الظمآن ص (125)، برقم (450)، وصحيح ابن خزيمة (1 / 251)، برقم (499)، والحديث ضعيف، انظر: تمام المنة (168).

- (9) النسائي: كتاب الافتتاح - باب ترك الجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم (2 / 135)، برقم (907)، ومعاني الأثار للطحاوي (1 / 202)، و الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (3 / 144)، برقم (1796).

- (10) مسند أحمد (5 / 20)، وبلفظ: "أفضل الكلام بعد القرآن أربع، وهن من القرآن، لا يضرك بأيهن بدأت؛ سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر".

- (11) أبو داود: كتاب الصلاة - باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود (1 / 538) برقم (861)، والنسائي: كتاب التطبيق - باب الرخصة في ترك الذكر في السجود (2 / 225)، والترمذي: أبواب الصلاة - باب ما جاء في وصف الصلاة (2 / 102)، رقم (302)، والبيهقي (2 / 380)، وانظر: تلخيص الحبير (1 / 231)، وصححه الألباني، في: صحيح أبي داود (807).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.16 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.76%)]