عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-02-2019, 04:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,105
الدولة : Egypt
افتراضي مقدمة يسيرة حول سر الله في النمل

مقدمة يسيرة حول سر الله في النمل









حامد شاكر العاني




الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحابته والتابعين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.
وبعد:
فالقرآن الكريم في حقيقته كتاب هداية ومنهج للحياة بكل أشكالها وجوانبها، فلم يدع شاردة ولا واردة إلاَّ أحصاها وعدَّ لها ميزاناً يتناسب معها، وبهذا الميزان تسعد الأرض ويسعد ساكنوها.
والقرآن لا يمكن أن نجعله دائرة للتجارب العلمية، ولا أن نخضعه لكي يناسب هذه النظرية أو يخالفها، بل من الحقائق التي يجب أن يهتم بها جميع الباحثين أن كل ما في القرآن صحيح، لا يعتريه الخطأ ولا الشك، وليس القرآن أيضاً محط اجتهاد المجتهدين.
بل كل ما يتوصل إليه العلم الحديث من حقائق علمية هي في الحقيقة موجودة في كتاب الله عز وجل.
ولا يجوز أن نقول بشيء وننسبه للقرآن وهو ليس منه، فقد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: (أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني إن تكلمت في كتاب الله ما لا أعلم)[1]، وكذلك ليس من غايته معالجة قضايا العلم التجريبي التفصيلية، أو حتى تتبع القوانين الطبيعية في الحياة والكون.
مثال ذلك قوله تعالى: ﴿ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ﴾[2] فإنه لم يكن في حسبان العرب الأوائل حينما نزلت عليهم هذه الآية، وليس بمقدورهم أن يتوصلوا إلى سر هذه الآية، ولكن لما جاء العلم الحديث، وبفضل تطور آلة البحث توصلوا إلى أن البصمات تختلف من شخص إلى آخر، بل إن بصمات اليد الواحدة تختلف من أصبع إلى آخر، واستفاد من هذا البحث الباحثون في مجال القانون وغيره إلى ما يتم به كشف كثير من الجرائم الغامضة.
إذن فالحقيقة القرآنية موجودة ثابتة، لأن القرآن كلام الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولكن البحث العلمي كشف لنا هذه الحقيقة التي لم يتوصل إليها السابقون.
فالحقائق التي تم اكتشافها والتي هي في متناول أيدينا كثيرة، ولا يزال الكثير من الحقائق في طور البحث لم يستطع العلم الحديث التوصل إلى معرفتها رغم التطور الكبير في وسائل العلم والمعرفة، وذلك لتبقى حقيقة الإعجاز القرآني قائمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، قال تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾[3].
ومن الحقائق العلمية الأخرى التي تم التوصل إليها من خلال البحوث والتنقيبات مملكة النمل وما يدور في أروقتها من أمور خارقة قل نظيرها والتي بهرت عقول العلماء والباحثين.
يقول الدكتور الكحيل:
(يقول العلماء حسب آخر الأبحاث إن النملة تنشأ لا تعلم شيئاً ثم تتعلم جميع المهام الواجب القيام بها وفق برنامج شديد التعقيد يهديها إلى الطريق الصحيح، والسؤال: أليس هذا هو مـا تعنيه الآية ﴿ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾[4])[5].
لهذا كان بحثنا يتركز على مملكة النملة للتوصل إلى سر الله في هذا العالم العجيب، فقد بحث في هذا الكائن الحي باحثون متخصصون حتى توصلوا جلياً إلى أن في هذا المخلوق أسراراً عجيبة يجب أن يعرفها الإنسان، ليعلم حقيقة لا شك فيها أن هذا القرآن هو من عند الله تقدست أسماؤه وصفاته وليس من صنع البشر، وقد ضمنته مطالب وفقرات، معتمداً في بحثي هذا على مجموعة بحوث علمية اختصت بهذا العلم تم الحصول عليها من مواقع الانترنت، ومن المؤلفات التي تناولت هذا المخلوق البسيط في ظاهره، المعقد في تركيبه، العجيب في تكوينه.
سائلاً المولى عز وجل أن ينفع به آمين، والحمد لله رب العالمين


[1] مصنف ابن أبي شيبة : 6/136 رقم الحديث (30103).
[2] سورة القيامة الآية (4).
[3] سورة فصلت الآية (53).
[4] سورة طه الآية (50).
[5] ينظر: موقع عبد الدائم الكحيل للإعجاز العلمي في القرآن والسنة - أسرار عالم النمل ص 8.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.65 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]