الأحاديث الضعيفة والموضوعة في فضائل الإمام علي رضي الله عنه (1)
بكر البعداني
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذه سلسلة من المقالات جمعت فيها الكثير[1] من الأحاديث المروية في فضائل الإمام علي رضي الله عنه، التي لم تصح أسانيدها عند أهل العلم، رحمهم الله أجمعين، وهي مع اشتهارها على ألسنة الكثير، إلا أنها لا تصح، لا من قِبل أسانيدها، وكثير منها حتى من جهة متنها، وقد أحلْتُ إلى بعض كتب أهل العلم التي تناولَتْها لمن أراد الاستزادة، وهذه هي الحلقة الأولى.
وإلى ما أردنا، فنقول وبالله التوفيق:
ومنها:
1- ((خُلِقْتُ أنا وهارون بن عمران ويحيى بن زكريا وعلي بن أبي طالب من طينة واحدة))؛ انظر: الموضوعات (ص:339) لابن الجوزي، والفوائد المجموعة (ص:342) للشوكاني، والطليعة في الرد على غلاة الشيعة (ص:166 - رياض الجنة) لشيخنا مقبل الوادعي.
2- ((خلقت أنا وعلي من نور، وكنا على يمين العرش قبل أن يُخلق آدم بألفَيْ عام، ثم خَلق الله آدمَ؛ فانقلبنا في أصلاب الرجال، ثم جُعلنا في صلب عبدالمطلب، ثم شَقَّ أسماءنا من اسمه، فالله محمود وأنا محمد، والله الأعلى وعليٌّ عليٌّ))؛ انظر: الموضوعات (ص:340) لابن الجوزي، والفوائد المجموعة (ص:342) للشوكاني، والطليعة في الرد على غلاة الشيعة (ص:166 - رياض الجنة) لشيخنا مقبل الوادعي.
3- ((لقد صلَّت الملائكة علَيَّ وعلَى علِيٍّ سبعَ سنين؛ وذلك أنه لم يُصَلِّ معي رجل غيرُه))؛ انظر: الفوائد المجموعة (ص:343) للشوكاني، والطليعة في الرد على غلاة الشيعة (ص:166 - رياض الجنة) لشيخنا مقبل الوادعي، وانظر ما قاله هناك في ما يدل على كذبه.
4- ((أنا عبد الله وأخو رسول الله، أنا الصدِّيق الأكبر، لا يقولها بعدي إلا كاذب؛ صليتُ قبل الناس بسبع سنين))؛ انظر: الموضوعات (ص:340) لابن الجوزي، ومنهاج السنة النبوية (12/111) لابن تيمية، والفوائد المجموعة (ص:344) للشوكاني، وظلال الجنة، وضعيف سنن ابن ماجه للألباني، والطليعة في الرد على غلاة الشيعة (ص:167 - رياض الجنة) لشيخنا مقبل الوادعي.
5- ((عُرِضت علَيَّ أُمَّتي في الميثاق في صور الذَّرِّ بأسمائهم وأسماء آبائهم، وكان أولَ من آمن بي وصدقني عليُّ بنُ أبي طالب عليه السلام، فكان أولَ من آمن بي وصدَّقني حين بُعثتُ؛ فهذا الصديق الأكبر))؛ انظر: الموضوعات (ص:342) لابن الجوزي، والطليعة في الرد على غلاة الشيعة (ص:167 - رياض الجنة) لشيخنا مقبل الوادعي.
6- ((يا عليُّ، أَخْصِمُك بالنبوة، ولا نبوة بعدي، وتخصم الناس بسبع لا يُحَاجُّك فيها أحد من قريش: أوَّلُهم إيمانًا بالله، وأوْفَاهم بعهد الله، وأقْوَمُهم بأمر الله، وأقْسَمهم بالسوية، وأعْدَلُهم في الرعية، وأبْصَرُهم في القضية، وأعْظَمُهم عند الله مزيةً))؛ انظر: الموضوعات (ص:343) لابن الجوزي، والفوائد المجموعة (ص:344) للشوكاني، وسلسلة الأحاديث الضعيفة رقم: (4912)، والطليعة في الرد على غلاة الشيعة (ص:167 - رياض الجنة) لشيخنا مقبل الوادعي.
7- ((أنت أول من آمن بي، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق؛ تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكفار))؛ انظر:الموضوعات (ص:343) لابن الجوزي، ومنهاج السنة (7/ 448) لابن تيمة، والفوائد المجموعة (ص:344 - 345) للشوكاني، والطليعة في الرد على غلاة الشيعة (ص:168 - رياض الجنة) لشيخنا مقبل الوادعي. وانظر: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9/102) للهيتمي.
8- ((أمَا والذي نفسي بيده، لئن أطاعوه - يعني: عليًّا - ليَدخُلُنَّ الجنة أجمعين أكتعين))؛ انظر: تفسير ابن كثير (4/201)، وتنزيه الشريعة المرفوعة (ص:377) للكناني، والفوائد المجموعة (ص:345) للشوكاني، والطليعة في الرد على غلاة الشيعة (ص:169 - رياض الجنة) لشيخنا مقبل الوادعي. وانظر: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (5/185) للهيتمي.
9- ((إن أخي ووزيري وخليفتي من أهلي وخيرَ من أتركُ بعدي، يقضي ديني وينجز موعدي - عليٌّ))؛ انظر: الموضوعات (ص:347) لابن الجوزي، والفوائد المجموعة (ص:346) للشوكاني، وسلسلة الأحاديث الضعيفة تحت الحديث رقم: (4944) للألباني، والطليعة في الرد على غلاة الشيعة (ص:169 - رياض الجنة) لشيخنا مقبل الوادعي.
10- ((أوَّلُكم ورودًا على الحوض، أوَّلُكم إسلامًا: عليُّ بنُ أبي طالب))؛ انظر: الفوائد المجموعة (ص:346) للشوكاني، وسلسلة الأحاديث الضعيفة رقم: (6336) للألباني، والطليعة في الرد على غلاة الشيعة (ص:169 - رياض الجنة) لشيخنا مقبل الوادعي.
11- ((من لم يقل: "علِيٌّ خير الناس"، فقد كفر))؛ انظر: الموضوعات (ص:347) لابن الجوزي، والفوائد المجموعة (ص:347) للشوكاني، والطليعة في الرد على غلاة الشيعة (ص:169 - رياض الجنة) لشيخنا مقبل الوادعي.
12- ((عليٌّ خير البرية))؛ انظر: الموضوعات (ص:349) لابن الجوزي، والفوائد المجموعة (ص:348) للشوكاني، وسلسلة الأحاديث الضعيفة رقم: (5593) للألباني، والطليعة في الرد على غلاة الشيعة (ص:170 - رياض الجنة) لشيخنا مقبل الوادعي.
13- ((أنا دارُ الحِكْمة، وعليٌّ بابُها))؛ انظر: الموضوعات (ص:349) لابن الجوزي، والفوائد المجموعة (ص:348) للشوكاني، وعلل الترمذي الكبير، وضعيف سنن الترمذي رقم: (3723) للألباني، والطليعة في الرد على غلاة الشيعة (ص:170 - رياض الجنة) لشيخنا مقبل الوادعي.
14- ((أنا مدينةُ العلم، وعليٌّ بابُها؛ فمن أراد العلم، فليأتِ الباب))؛ انظر: مجموع الفتاوى (18/ 377)، ومنهاج السنة (7/ 515 ـ 522) لابن تيمية، والفوائد المجموعة (ص:348 - 349) للشوكاني، وسلسلة الأحاديث الضعيفة رقم: (2955) للألباني، والطليعة في الرد على غلاة الشيعة (ص:170 - رياض الجنة) لشيخنا مقبل الوادعي.
15- "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوحَى إليه ورأسه في حجر عليٍّ، فلم يصلِّ العصرَ حتى غربت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صليتَ؟))، قال: "لا"؛ قال: ((اللهم إن كان في طاعتك وطاعة رسولك، فاردُدْ عليه الشمس))، فقالت أسماء: "فرأيتها غَرَبَت ثم رأيتُها طَلَعَت بعدما غربت"؛ انظر: الموضوعات (ص:355) لابن الجوزي، ومنهاج السنة (8/ 165) لابن تيمية، والفوائد المجموعة (ص:350) للشوكاني، وسلسلة الأحاديث الضعيفة رقم: (971) للألباني، والطليعة في الرد على غلاة الشيعة (ص:172 - رياض الجنة) لشيخنا مقبل الوادعي.
[1] قال ابن القيم رحمه الله في المنار المنيف (ص: 116): "وأما ما وضعه الرافضة في فضائل عليٍّ، فأكثرُ من أن يُعَدَّ، قال الحافظ أبو يعلى الخليلي في كتاب الإرشاد: "وضَعت الرافضة في فضائل عليٍّ رضي الله عنه وأهل البيت نحو ثلاثمائة ألف حديث"، ولا تستبعد هذا؛ فإنك لو تتبعت ما عندهم من ذلك، لوجدت الأمر كما قال".