عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-10-2021, 10:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,579
الدولة : Egypt
افتراضي بعث الروح الإسلامية في أمم الشرق عند محمد إقبال

بعث الروح الإسلامية في أمم الشرق عند محمد إقبال


أ. د. حامد طاهر








سلسلة أبحاث جامعية محكمة يشرف على إصدارها الدكتور حامد طاهر










بالتعاون مع مركز اللغات الأجنبية والترجمة بجامعة القاهرة



دراسات عربية وإسلامية





بعث الروح الإسلامية في أمم الشرق



عند محمد إقبال



أ.د حامد طاهر[1]







سبق أن كتبت عن (منهج) محمد إقبال في دراسة الفلسفة الإسلامية، مستخلصًا إياه من كتابه الذي تُرجم إلى اللغة العربية بعنوان: "تجديد التفكير الدِّيني في الإسلام"، وقد قارنتُه بالمنهج عند كلٍّ من الشيخ مصطفى عبدالرازق، والدكتور إبراهيم مدكور، والثلاثة يعتبرون من روَّاد دراسة الفلسفة الإسلامية الذين دَرسوها بمنهج حديث في النصف الأول من القرن العشرين، وقد سار على مناهجهم معظم دارسي الفلسفة الإسلامية، الذين أصبَحوا فيما بعدُ أساتذةً في الجامعات المِصْريَّة والعربيَّة، وصار لهم عشراتُ التَّلاميذ الذين يَسيرون على خُطاهم حتَّى اليوم.







وفي هذا البحث سأُحاول أن أرصد وأُحلِّل بعض أشعار محمد إقبال التي كتَبَها بالفارسيَّة مِن خلال ديوانٍ بعنوان: "والآن ماذا ينبغي أن نفعل يا أُمَم الشَّرق؟"، الَّذي قام بترجمته إلى العربيَّة زميلي وصديقي الأستاذ الدكتور يوسف عبدالفتاح، والذي يبذل جهودًا مشكورة في ترجمة مؤلَّفات إقبال إلى العربيَّة، فجزاه الله عن قُرَّائها خير الجزاء.







يَحْتوي الديوان على ثلاث عشرة قصيدةً، وتَشِيع فيه روحٌ إسلاميَّة صادقة، حاول محمد إقبال أن ينفثها في نُفوس المسلمين في الشَّرق؛ لكي يُدرِكوا ذاتهم، ويتعرَّفوا على حقيقتهم، ويتخلَّصوا من تبعيَّتِهم الخانعة للغرب.







وفي البداية يؤكِّد إقبال على أهَميَّة العقل في حياة المؤمن، ولكنَّه يحذِّر في نفس الوقت من (بَغْي العقل):



"أريد أن أُرسِلَ جيشًا جديدًا من ولاية العِشْق؛ لِدَفْع خطر بغي العَقْل على الحرم".







ثم يستدرك قائلاً:



"لا تَظننَّ أن العقل لا وزن له ولا حساب، إنَّ نظر العبد المؤمن يقوم على العقل".







وهو يتحدَّث في "التَّمهيد" عن الشيخ الرُّومي، ومن الواضح أنَّه يَقْصد جلال الدين الرومي صاحب المثنوي، الذي يقول على لسانه:



"إنَّ الأرواح صارَتْ حرم الأسرار، واستيقظَ الشَّرق من النَّوم العميق".







وهو في رأيه الذي:



"منح جَذْبة جديدة، فحطَّمَت القيود القديمة".







ثم يُخاطبه - وهو في الواقع كأنَّما يشير إلى نفسه - قائلاً:



"أيُّها العالِمُ: لا يَعْرف أسرارَ الإفرنج سواك، ولا يستطيع الخوضَ في نارهم إلاَّ أنت"!







بَعْث الروح الإسلامية عند إقبال يعتمد على عدَّة ركائز أساسيَّة:



أوَّلُها: الإيمان الصَّادق المُمتَزِج بدقَّات القلب.



وثانيها: العقل المُدْرِك لحقائق الشَّريعة الإسلامية، والواعي بِمَاضي العالم الإسلامي وحاضره.



وثالثها: التنبُّه لخطورة المتربِّصين بالإسلام والمسلمين، وعلى رأسهم الغَرْب، الذي لا يدرك أسرارَ الرُّوح، وفِكْرُه متعلِّق فقط بالجسَدِ المكوَّن من الماء والطين!







ثم إنَّ هذه الرَّكائز الثلاثة تكتسي بعنصُرَين يمدَّانها بالحرارة والحيويَّة، وهما: العنصر الصُّوفي، وعنصر الخيال الشِّعري.







يقول إقبال:



"إنَّ حياة الأمم لا تَكون إلاَّ بجذبات القلب، الذي يَحْسبه قصيرُ النَّظر جنونًا، ولَم تفعل أيَّة أمَّةٍ شيئًا تحت قبَّة السماء اللازوردية بدون (الجنون فنون)!".







وبالطَّبْع لا ينبغي أن يُفْهَم من ذلك أن محمد إقبال يدْعو إلى الخروج من إطار العقل، وإنَّما هو يدعو بكلِّ قوة إلى استخدام الخيال المبدِع، الذي يكتشف غوامض الكَوْن، ويخترع الأساليبَ والأدواتِ التي تساعده على تسخيره، والإفادة الكاملة منه.







كذلك فإنَّ "المؤمن الحقَّ" لدى إقبال ليس هو الإنسان الضَّعيف المُتواكل؛ وإنَّما:



"المؤمن قاهرٌ بالعزم والتوكُّل، وهو الذي يميِّز الخير من الشر، ويتزلزَلُ العالم من نظرتِه، وتتهَشَّم الجبال من ضربته، ويَخْتفي آلاف الثُّوار في طيَّات جيبه"!







وبالنِّسبة إلى أهل الدُّنيا وعُشَّاقها، والمُنغَمِسين في ظاهرها الحِسِّي، فإنَّ محمد إقبال يؤكد:



"إنَّ أهل الدنيا لا خيال لهم ولا قياس، ولا يميِّزون بين الحصير والحرير"!







ويدعو إقبال الشاعر الإسلامي الحقيقيّ إلى أن:



"يوضِّح معنى السِّياسة والدين لأهل الحقِّ، وأن يُعيد التوضيح لهاتين الحكمتين"!







وفي قصيدته "خطاب إلى الشَّمس المضيئة" يَقول:



"أنتِ ضياء الصُّبح، وأنا غروبُ اليوم، فأشعِلي سراجًا في ضميري، وأَنِيري ظلمة تُرابي، واستُريه في تجلياتك؛ حتى أُحيل لَيل أفكار الشَّرق نهارًا، وأُشعل صدور أحرار الشَّرق، وأَصوغ النَّغمات من خام الطَّبْع، وأفتح الأيام دورةً أخرى؛ كي يتحرَّر فِكْرُ الشَّرق من الإفرنج، ويكتسب من شعري مياهًا جديدة، ولونًا آخَر".







الهدف إذًا واضح، وهو "إحالة ليل أفكار الشَّرق إلى نهار، وإشعالُ الجَذْوة في صدور أحرار الشَّرق"، وهنا تظهر أهميَّة عمل العقل، وتَحْريك الفِكْر الرَّاكد:



حينما يتعطَّل فِكْر شعب، تتحوَّل الفضَّة النقيَّة في يده إلى فضَّة مزيَّفة، ويموت القلب السليم في الصَّدْر، ويبدو في نظَرِه الشيءُ المستقيم معوجًّا!







ويلجأ محمد إقبال إلى الفِكْرة الَّتي أَطْلق عليها صوفيَّةُ المسلمين مصطلحَ "التَّخْلية قبل التحلية"، ويَقْصدون بها أن يَبْدأ المريد بتطهير نفسه أوَّلاً من كلِّ العلائق والشوائب التي تَرْبِطه بالمادَّة، وبملذَّات الحياة الدنيويَّة؛ تمهيدًا لملئها، وإعادة ملئها بكلِّ الأخلاق المرضيَّة، التي تقرِّبه من الله تعالى؛ يقول إقبال:



"إذًا فلا بدَّ - بدايةً - من (تَطْهير الفِكْر)، وبعد ذلك يُصبِح (تعمير الفِكْر) سهلاً".







وفي قصيدةٍ أخرى بعنوان: "حكمة الكليم" يؤكِّد إقبال أنه:



"عندما يَفْنى المؤمنُ في رضا الحقِّ، يصبح هو قضاء الحق، ويَخْرج من ضميره الطَّاهر: عالم جديدٌ له جهات أربع، فضاؤه أزرَق"!







ونحن عندما نقرأ هذه الأبيات نَسْتحضر على الفور قولَ الله تعالى في حديثٍ قدسي: ((ما يَزال عبدي يتقرَّب إلَيَّ بالنوافل حتَّى أُحِبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعه الذي يَسْمع به، وبصرَه الذي يبصر به، ويدَه التي يبطش بها، وقدمَه التي يَمْشي عليها)).







وفي مقابل حكمة أهل الحقِّ والدِّين، يُخص إقبال قصيدةً لأضدادهم - أهل الحِقْد والمَكْر والخداع - بعنوان: "الحكمة الفرعونيَّة" التي تقوم على تخريب الرُّوح وإعمار الجسَد، كما تبتعد تَمامًا عن الدين، وتُحوِّل التعليم إلى رسومٍ ومَظاهرَ ونظامٍ يَجْعل السَّادة عبيدًا في التفكير، ويجعل شُيوخ الدِّين يُؤوِّلونه ليخدم مرادَ الحُكَّام، وهم بذلك يشطرون وَحْدة الأُمَّة، وفي مثل هذه الحالة تُصبِح الأُمَّة محرومةً من الصادقين الغيورين، ويتحوَّل الجميعُ إلى شخوصٍ ذوي أرواح ميتة في أجسادها؛ كالموتى في قبورهم؛ الكبار منهم غَرُباء عن الحياة، والشَّباب مشغولون بالجسَد مثل النِّساء:



"الآمال مُضْطربة في قلوبهم، وُلِدوا موتى من بطون الأُمَّهات، بنَاتُهم أسيراتُ طرتِهن وزينتِها، لا حياءَ عندهن، مُعجَبات بأنفسهنَّ، منتَقِدات للغير، مُتصنِّعات، مُخْتالات، مائلات، حواجبهن مُرقَّقات كالسيفَيْن، سواعِدُهن الفضيَّة قُوت الأنظار، صدورهنَّ باديةٌ للعيون كالأسماك تحت الماء!







شَعْبهم صار رمادًا بلا شرر، وصار صُبحُهم أحلك سوادًا من اللَّيل، عمَلُه وفِكْره رغبةٌ في العيش، وخوفٌ من الموت، أغنياؤه بُخَلاء، عاشقون للحياة، غافِلون عن الجوهر، مَشْغولون بالقشر والعرَض.







معبودهم فرمان المَلِك، ونفعهم ورِبْحهم في خسران الدِّين والإيمان، لَم يتجاوز فِكْرُهم حدودَ اللَّحظة الراهنة، وليس لهم تصوُّر للغد في زمانه.







لديهم كتبٌ يَعْيا بحملها البعيرُ من أيَّام أجدادهم، فآهٍ من قومٍ غافلةٍ قلوبُهم، ماتوا ولَم يَعْلموا بموتهم"!







إنَّ هذا الوصف التفصيليَّ لهؤلاء الأضداد، المُخاصمين للحقِّ، والبعيدين عن إطار الدِّين هو ما يجعل محمد إقبال يندفع بكلِّ قوَّة وجرأةٍ لِبَعث الرُّوح في نفوس الأمَّة الإسلاميَّة، التي تمتلك - وحْدَها - كلمة التَّوحيد "لا إله إلا الله"، وهي التي تُعدُّ: "ميزان حياة الكائنات، وبِها فتح باب تسخيرها".







وهو يرى: "أنَّ أمَّةً لا تُضيء حياتها بكلمة التوحيد، لا تستطيع تجديد حياتها.







إنَّ ضربات كلمة التوحيد - كما يقول إقبال - حرَّرَت العالم كلَّه من اللاَّت ومناة، وبها تحطَّمَت كلُّ أبنية الطواغيت القديمة، وهلَكَ بسببها كِسْرى وقيصر، وقد كانت كلمةُ التوحيد أحيانًا كالبَرْق والأمطار تغزو الصَّحراء، وأحيانًا أخرى كالطُّوفان تغزو البحر، لقد أضاءت العالَم الذي كان كديرٍ قديم، حتَّى بدا عالَمًا جديدًا، ولقد طهَّر أهلُها لوحَ القلب من عبادة غَيْر الله، وحرَّروا الإنسانَ مِن التعدُّدية.







إنَّ الحياة لا تستقرُّ عند مقام (لا)، وإنَّما تَسير نحو (إلاَّ)؛ فبِـ (لا.. وإلاَّ) يستقرُّ أمر الأمم، ولكن النَّفي فقط بلا إثبات موتُ الأمم، وأخيرًا فإنَّ كل من كان في يده سيف "لا إله إلا الله"، فإنَّ جميع الموجودات تأتمر بأمره".







وفي قصيدة بعنوان: "الفَقْر" يحمل بكلِّ قوَّة على الزُّهاد والصوفيَّة المُتخاذلين، مبيِّنًا لهم أنَّ الفقر ليس هو انعِدام المال، أو الزُّهد في الدنيا؛ وإنَّما هو:



"نظرةٌ ثاقبة وقلب حيٌّ، إنَّه عبارة عن تدبُّر أحوالك، والطَّواف حول "لا إله".







الفقر هو الَّذي فتح خَيْبر مع خبز الشَّعيرة، الفقر ذَوْق وشَوق، وتسليمٌ ورِضا، ونحن أُمَناء على ميراث المصطفى هذا.







الفقر يُعْطي الخاملين ذَوْق الطَّيَران، ويعطي البعوضة قوَّة النسر.







الفقر يجعل الفقير يناقش السَّلاطين، وتتزلزَلُ عروشهم من عظمة حصيرته، ويُثير كامن الجنون في الأُمَّة، ويُخلِّصها من قيود الجَبْر والقهر.







قلب الفقير مليءٌ بالقوَّة والجذب، وصيحتُه أمام السُّلطان: لا ملوك!







والنتيجة:



إنَّه لا تَهْلك أمَّة ما دام فيها فقيرٌ واحد"!







إنَّ هذا الفقير الذي يتحدَّث عنه إقبال هو الإنسانُ المسلم، الَّذي يتجرَّد من قيود الدُّنيا الزائلة؛ ليتمسَّك بقوة الحق واليقين، ويُواجه أعتى الصِّعاب معتمِدًا على إيمانه القويِّ بالله تعالى، إنَّ قُوَّة الدِّين في عِزِّ الفقر، وإذا كان الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد أرشَدَنا إلى أنَّ وجه الأرض كلِّها مسجد، فأي مأساةٍ تلك التي أوقعَت المسلمين في أيدي الآخرين؟!







وعلى ذلك؛ يُصبِح المؤمن الطَّاهرُ هو الذي يبذل قصارى جهدِه؛ لكي يُخلِّص مسجد مولاه من الأَسْر.







ويُخاطب إقبال المتزهِّدين الَّذين يدَّعون تَرْك الدُّنيا، قائلاً لهم: "إنَّ تَرْكَها هو تَسخيرُها، وليس تَدْميرها، الدُّنيا هي صيد المؤمن، فهل يمكن أن يُقال للصَّقر البازي: اتْرُك صيدك؟!".







ويؤكد إقبال أنَّ الفقر هو ما يقرُّه القرآن الكريم، وليس كما هو شائعٌ في رَقْص وسُكْر، وشِعْر وربابات، وإذا سُئِلت عن فقرِ المؤمن، فَقُل: إنَّه تسخير الجهات، ويصير العبد المؤمنُ مولًى لجميع الصِّفات!







وإذا تساءَلْنا: ماذا حدث للأُمَّة الإسلاميَّة؟ يجيب إقبال:



"منذ ثلاثة قرون، وهذه الأُمَّة مسكينةٌ ذَليلة، تَحْيا بلا سُرورٍ ولا حرقة قلب، أصبح الفِكْر خسيسًا، والذَّوق أعمى، فحُرِم مُعلِّموها الشَّوق، وحُرِمت مَدارِسُها منه، لدرجة أنَّه لَم يَعُد الإنسانُ فيها يعلم شيئًا عن مقامه ومَنْزلته، ومات ذوق الثَّورة في قلبه، صار طبْعُه بلا صحبةٍ لِمُرشدٍ خبير، سقيمًا لا يقبل الحقَّ.







حتَّى إنه جعل العبد المفلس الماكِرَ السَّافل مولاه ليس لدَيْه المال الَّذي يأخذه السُّلطان، ولا نور القلب الذي يَنْزعه الشيطان!







هو مريدٌ لشيخه اللُّورد الإفرنجي، وإنْ تغنَّى بمقام (بايزيد)"!







ويُناشد إقبال الإنسانَ المسلم، التَّائه عن مقامه ومكانة وطنه، قائلاً بأعلى الصوت:



"كن نَفْسَك: رجُلاً لِلَحْظة، وكُنْ أجنبيًّا مع الأجنبي، أيُّها الجاهل عن اللَّحن والصَّوت، اعرف جنسَك، ولا تَطِرْ مع الغربان"!







ثم يختم القصيدة بقوله:



"خُذْ حظَّك من فقري، فلن يأتي بعد الآن فقيرٌ مثلي"!







أمَّا قصيدة "الرَّجل الحر"، فهي تَصِفُ ملامح المسلم الجديد الَّذي يريده محمد إقبال؛ لكي ينهض بالأمَّة الإسلامية، وتنهض به:



"الرجل الحرُّ رأسه في كفِّه عند النِّزال، وليست في جيبه مثلنا، ضَميره منيرٌ بـ "لا إله إلاَّ الله"، فلا يصير عبدًا لسلطانٍ ولا لأمير.







إنَّه يحمل الأثقالَ كالإبل، ويأكل الحسك، يضَعُ قدمَه في كلِّ موضعٍ بحساب وقوَّة، ويكاد يقفز وريدُه من شدَّة نبضه، روحُه تَخْلد بالموت أكثرَ من الحياة، ولَحْن تكبيره خارجٌ عن إطار العُرْف والصَّوت.







نحن نعرف سرَّ الدِّين بالخبَر، ويعرفه هو بالنَّظَر، هو في الدَّار، ونحن خارجَ الباب، هو عبدُ الله، ونحن جميعًا عبيد الإفرنج!







فكرنا دائمًا في الدُّنيا، ونهايتنا ليست سوى الموت، أمَّا هو فثابتٌ في الدنيا المُتأرجِحة، وموتُه إحدى مقامات الحياة!







هو في يوم الصُّلح كنَسيم الرَّبيع على المرج الأخضر، أمَّا في يوم الحَرْب، فيَحفِر قبره بسيفِه.







ليس لك في هذا العالَم سوى أن تتعلَّق بأذيال هذا الرَّجُل وأمثالِه الأحرار"!


يتبع





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 32.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 31.77 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.94%)]