عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 13-03-2024, 12:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,680
الدولة : Egypt
افتراضي رد: اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان


اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي:

عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين (3)


الجزيرة نت






عثمان بن عفان صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، رابع من أسلم، ومن أكثر المنفقين في سبيل الله، بشره الرسول صلى الله عليه سلم بالجنة، وعرف بتواضعه وعفته ورقته ولينه، تولى الخلافة بعد عمر بن الخطاب، ونهض بالاقتصاد الإسلامي وجمع القرآن على نسخة واحدة، قتل على يد أهل الفتنة في بيته في المدينة سنة 35 للهجرة ودفن بالبقيع.
اسمه ونسبه

هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهو قرشي أموي يجتمع نسبه مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الجد الخامس من جهة أبيه (عبد مناف).
لقب بـ"ذي النورين" لزواجه من ابنتي رسول الله رقية وأم كلثوم التي تزوجها بعد وفاة رقية، وكني بأبي عبد الله وأبي عمرو، وهو ثالث الخلفاء الراشدين بعد أبي بكر وعمر بن الخطاب، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين إلى الإسلام، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب عندما توفي للتشاور في أمر الخلافة من بعده.
أبوه عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، ابن عم الصحابي الجليل أبي سفيان بن حرب، تُعرف قبيلته بأنها أهل شرف ومال وكرم وجود، وهي من أغنى قبائل قريش إذ كانوا أهل تجارة. توفي في الصيف في إحدى رحلاته إلى الشام، وخلف من بعده مالا عظيما لأسرته، فنشأ عثمان -رضي الله عنه- تاجرا وغنيا.
أمه الصحابية الجليلة أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
وهي ابنة عمة النبي صلى الله عليه وسلم، فأمها هي البيضاء بنت عبد المطلب عمة الرسول، ولها ولدان من زوجها عفان: عثمان وأخته آمنة، وبعد وفاة زوجها عفان تزوجت عقبة بن أبي معيط، وأنجبت منه 3 أبناء وبنتا هم الوليد وخالد وعمرو وأم كلثوم، وتوفيت في فترة خلافة ابنها ودفنت بالبقيع.
المولد والنشأة

ولد الصحابي الجليل عثمان بن عفان سنة 576 م، في الطائف بعد عام الفيل بـ6 سنين على الصحيح، أي بعد مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- بـ6 سنوات.
نشأ في قريش على النبل والشهامة والسخاء، وكان يلقب بأنه "أنسب قريش لقريش"، أما أصدقاؤه المقربون فهم أبو بكر وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن الزبير بن العوام، وكان مجلسهم في دار أبي بكر الصديق، وكانت مجالس لأصحاب مال وتواضع وخلق.
تزوج عثمان بن عفان رضي الله عنه 9 زوجات أنجبن له 9 ذكور و6 إناث، ومن زوجاته رقية وأم كلثوم بنتا النبي صلى الله عليه وسلم.

صفاته الخلقية والخُلقية

كان حسن الشكل مليح الوجه، مربوع القامة كثيف شعر الرأس يكسو ذراعيه، غزير اللحية، وكان رقيق البشرة، أنفه أقنى، وأبيض اللون، ضخم الساقيين أروح الرجلين (لديه انفراج في قدميه)، عندما كبر وشابت لحيته بات يصبغها لتصبح صفراء، ولما أوشكت أسنانه على السقوط كان يشدها بالذهب.
عُرِف عثمان بن عفان بأخلاقه الحميدة، وشدة حيائه وكرمه وحكمته وعقلانيته، وعفّته، وكثرة إنفاقه في سبيل الله، وتقاه وطيب معاملته ولين معشره.
وكان في الجاهلية سيد قومه ووجيههم محبوبا فيهم، متواضعا رغم ترعرعه في بيئة مترفة، من أعلم أهل قريش بالأنساب، وأعلم قريش بما كان فيها من خير وشر، وأفضلهم رأيا فكانوا يقصدونه في مشاكلهم ويأنسون برأيه.
لم يقترف فاحشة قط ولم يشرب خمرا ولم يسجد لصنم ولم يقتل أحدا ولم يأكل ميتة، عفيف اللسان، عاش في رفاهية في الجاهلية والإسلام. وكان سمحا بالبيع والشراء يقنع بالربح القليل، يبغض الاحتكار واستغلال الناس، يعين الفقير ويساعد التجار الصغار.
صورة تعبيرية عن الحياة في الجاهلية (مواقع التواصل الاجتماعي)



قصة إسلامه

أسلم عثمان وهو في الـ34 من عمره على يد أبي بكر الصديق، عندما قال له "ويحك يا عثمان، واللَّه إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل، هذه الأوثان التي يعبدها قومك، أليست حجارة صماء لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع‏؟‏".
فقال‏‏ "بلى واللَّه إنها كذلك". قال أبو بكر‏‏ "هذا محمد بن عبد الله قد بعثه اللَّه برسالته إلى جميع خلقه، فهل لك أن تأتيه وتسمع منه‏؟"‏ فقال‏‏ "نعم"‏. وفي الحال مرَّ رسول اللَّه فقال‏‏ "‏‏يا عثمان أجب اللَّه إلى جنته فإني رسول اللَّه إليك وإلى جميع خلقه"‏‏.‏ قال‏‏ "فواللَّه ما ملكت حين سمعت قوله أن أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمدا عبد الله ورسوله"، وكان عثمان بن عفان رابع من أسلم من الصحابة.
لم يستطيع أحد أن يمسه في جسده بعد إسلامه سوى عمه الحكم بن أبي العاص بن أمية، فكانوا يؤذونه بالكلام في بعض الأحيان، وفي تجارته، لكن عمه جمع مجموعة من عبيده فأمسكوا بعثمان وربطوه بالسلاسل، وصرخ في وجهه قائلا "أترغب عن ملة آبائك إلى دينٍ مُحْدَث! والله لا أحُلّك أبدا حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين"، فقال "والله لا أدعه أبدا"، فلما رأى الحكم تمسكه وصلابته في دينه تركه، فلم يعذب عثمان إلا في هذا الموقف، وقد حاولت أمه أن تقنعه بترك هذا الدين لكنها لم تستطع.
هجرته

عدّ عثمان أول من هاجر إلى الحبشة مع زوجته رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم ثم تبعه 10 رجال، و4 نساء بقيادة عثمان بن مظعون رضي الله عنه، ومن ثم تتابعت الهجرة إلى الحبشة حتى وصل عدد المهاجرين إلى 33 شخصا.
وحين انتشرت إشاعة إسلام قريش ووصلت إلى الحبشة، فرح المهاجرون هناك ورجعوا إلى مكة، لكنهم اكتشفوا حقيقة الأمر حال عودتهم، فمنهم من بقي ومنهم من عاد إلى الحبشة، وظل عثمان في مكة مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة المنورة، تاركا تجارته وأمواله، ونزل ضيفا عند أوس بن ثابت، أخ حسان بن ثابت شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أوس رضي الله عنهما. وبدأ عثمان تجارته في المدينة المنورة منذ وصوله إليها.

تجهيز جيش العسرة

عرف عثمان بن عفان بسخائه وإنفاقه في سبيل الله في المواقف كلها، إلا أن أعظم إنفاق له كان تجهيز جيش العسرة، وهو جيش غزوة تبوك التي حدثت في السنة التاسعة للهجرة، وسميت بذلك نسبة لعين ماء تبوك في منطقة بين المدينة ودمشق، كما سميت بغزوة العسرة لأنها حدثت في وقت يمر فيه الناس بعسرة، وحر شديد، وبعد في المكان، وقلة في التجهيزات اللازمة للحرب.
فحث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على الإنفاق وتجهيز الجيش فقال "من جهز جيش العسرة فله الجنة" فتسابق الصحابة للتجهيز، فأنفق أبو بكر الصديق 4 آلاف درهم، وأنفق عمر بن الخطاب نصف ماله، وعبد الرحمن بن عوف نصف ماله، وجهز عثمان بن عفان 300 بعير بأحلاسها وأقتابها، ثم أتى بألف دينار وضعها في حجر رسول الله ففرح عليه الصلاة والسلام وقال "ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم"، فكان إنفاقه أعظم إنفاق وساهم على نحو كبير بتجهيز جيش العسرة.
توليه الخلافة ومنجزاته فيها

لما شعر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- باقتراب موته بعد تعرضه للطعن، رشح 6 من الصحابة للخلافة من بعده وهم: عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، رضي الله عنهم جميعا، وكان يرى أن أكثرهم تأهيلا للخلافة عثمان وعلي، وقدم عليا على عثمان لأنه من بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنه ترك الأمر لاختيار المسلمين.
خاف الصحابة من اختلاف المسلمين وانشقاق الأمة فاقترح بعضهم على عمر بن الخطاب توريث الخلافة لابنه عبد الله، لكنه رفض وحرص على إبعادها عن أهله وأقاربه.
وحدد عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3 أيام كحد أقصى لإنهاء الأمر، فأمرهم بالتشاور بينهم والاتفاق على اسم بالترجيح بينهم، وإن تساوت الأصوات يعرض الأمر على عبد الله بن عمر ليفصل في المسألة، والفريق الذي يختاره يكون من بينهم الخليفة، فإن لم يرضوا بحكم عبد الله بن عمر، أمرهم بأن يكونوا مع الصف الذي منهم عبد الرحمن بن عوف.
ثم طلب عمر بن الخطاب من أبي طلحة -رضي الله عنه- بأن يختار 50 مقاتلا من الأنصار لكي يحرسوا هذه المسألة ويحفوها، حتى لا يتوسع الخلاف إن حدث، وجعل المقداد بن الأسود مسؤولا عن عقد الاجتماع، ومات الفاروق رضي الله عنه.
عقد الاجتماع في حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها، وقرر عبد الرحمن بن عوف أن يدير الاجتماع لتجنب حدوث خلافات، فبدأ بالكلام واقترح بأن يكون الأمر إلى 3 منهم، فوقع الاختيار على علي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، واقترح عبد الرحمن بن عوف أن يعزل نفسه على أن يكون الاختيار إليه، ويأخذ تفويضا من البقية بالقرار، فعزل نفسه من الخلافة وسعى 3 أيام بلياليها من أجل أن يشارك كافة الناس في هذه الانتخابات.
ولما كانت الليلة التي يسفر صباحها عن اليوم الرابع من موت عمر بن الخطاب، وعندما أشرفت المدة على الانتهاء، ذهب عبد الرحمن بن عوف إلى منزل ابن اخته المسول بن مخرمة، فطلب منه أن يدعو سعدا والزبير ليشاورهما، وبعدما عرف رأي جميع الأمة، طلب من المسول أن يدعو عليا، فناجاه حتى منتصف الليل، ولما خرج علي طلب من المسول أن يدعو عثمان فناجاه حتى فرّق بينهم المؤذن للفجر، وبعد ذلك تبين لعبد الرحمن بن عوف أن الأمة انقسمت بالتساوي، وأن عليه أن يقرر.


فخرج عبد الرحمن بن عوف إلى صلاة الفجر، وأمر بأن يحضر الجميع، فامتلأ المسجد، ولم يبق لعثمان مكان وجلس في آخر المسجد لأنه تأخر قليلا، وصعد عبد الرحمن بن عوف منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوقف وقوفا طويلا، ودعا دعاء طويلا بينه وبين نفسه، ثم طلب من علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يصعد إلى المنبر فأخذ بيده، وسأله بأن يبايعه على أن يسير على كتاب الله، وسنة نبيه، وفعلِ أبي بكر وعمر، فجر علي يده ورضي أن يبايعه على أن يسير على كتاب الله، وسنة نبيه، لكنه سيجتهد بطاقته كما اجتهد أبو بكر وعمر، لكنه قد لا يلتزم، فرفض عبد الرحمن، وجاء بعثمان وسأله ذات السؤال فوافق عثمان رضي الله عنه، فرفع عبد الرحمن رأسه إلى سقف المسجد ويده بيد عثمان وقال "اللهم اسمع واشهد، اللهم اسمع واشهد، اللهم اسمع واشهد، اللهم إني جعلت ما في رقبتي من ذلك في رقبة عثمان".
عثمان بن عفان لقب بـ"ذي النورين" وجهز جيوش المسلمين (الجزيرة) ومد عبد الرحمن بن عوف يده وبايع عثمان على أنه أمير المؤمنين، وكان أول من بايع بعد عبد الرحمن بن عوف هو علي بن أبي طالب، ثم بايعه المهاجرون والأنصار وعامة الناس وازدحموا عليه ولم يتخلف أحد عن البيعة، وصار عثمان بن عفان رضي الله عنه ثالث الخلفاء الراشدين، وهو في الـ68 من عمره.

أبرز ما فعله عثمان بن عفان -رضي الله عنه- في خلافته:

  • انتهاج سياسة الاتباع والتفويض: حيث سار عثمان على كتاب الله تعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والتزم بكل قرارات الخلفاء من قبله واجتهاداتهم، واتبع ما اتفق عليه أهل الشورى، ولم يتدخل في شؤون الشعب، إلا في حال حدوث جريمة أو انتهاك حد من الحدود يستوجب تدخل الحاكم.
  • تثبيت مجلس الشورى: ثبت عثمان في زمنه مجلس الشورى، وهو مجلس مكون من مجموعة من الصحابة يساعدونه في إدارة الدولة، وهم علي بن أبي طالب، وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن عمر وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم أجمعين.
  • بناء المحكمة: يعدّ عثمان بن عفان رضي الله عنه أول من بنى المحكمة، ومن أشهر القضاة الذين كانوا في عهده: زيد بن ثابت على المدينة المنورة، وأبو الدرداء على دمشق، وكعب بن سور على البصرة، وشريح على الكوفة، ويعلى بن أمية على اليمن، وثمامة على صنعاء، وعثمان بن قيس على مصر.
  • إدارة الولايات: أعاد عثمان ترتيب الولايات وحكامها ولم يتركها كما كانت في زمن عمر بن الخطاب، وكان يديرها بالتشاور مع كبار الصحابة.
  • ضم بعض الولايات إلى بعضها البعض لما يراه في مصلحة المسلمين، فضم ولايات الشام إلى بعضها، وضم البحرين إلى البصرة.
كما كان دائم النصح لولاته بأن يكونوا رعاة للأمة وليسوا سادة عليها، وكان يأمرهم بالعدل والرحمة وإعطاء الحقوق لأهلها، ومطالبتهم بما عليهم من واجبات، وأوصاهم بالذمة وقيادة الجيوش، والشورى والتشاور وأمرهم باتباع منهج أبي بكر وعمر، والعمل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والابتعاد عن البدع، فضلا عن الاهتمام باللغة العربية، والمحافظة على القرآن وقراءته.
نهوض عثمان بالاقتصاد الإسلامي

اتبع عثمان السياسة المالية لعمر بن الخطاب نفسها، وكان عهده عهد رخاء على المسلمين، وقد اتبع بعض الأسس في سياسته المالية أهمها:
  • تطبيق سياسة مالية عامة إسلامية.
  • عدم إخلال الجباية بالرعاية.
  • إعطاء المسلمين ما لهم من بيت مال المسلمين.
  • أخذ ما على المسلمين بالحق لبيت مال المسلمين.
  • اختيار عمال الخراج من المتخلقين بالأمانة والوفاء.
  • أخذ ما على أهل الذمة لبيت مال المسلمين بالحق وإعطاؤهم ما لهم وعدم ظلمهم.
  • تفادي أي انحرافات مالية.

جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان

قرر عثمان إعادة توحيد المسلمين على قرآن واحد، وهو ما سُمِّي لاحقا بمصحف عثمان أو المصحف الإمام، وذلك لانتشار الكثير من النسخ المكتوبة والمنقولة على نحو خاطئ، مما أدى إلى وقوع خلافات بين الناس على المصحف الصحيح.
وجمع عثمان المسلمين على لغة قريش، أي لهجة قريش، وكتبت 6 نسخ ووزعت نسخة لكل ولاية، فكانت النسخ في العراق ومصر وبلاد فارس وأفريقيا والشام ونسخة بقيت مع عثمان بن عفان. وقد أمر عثمان بحرق جميع النسخ الأخرى التي بيد الناس من أجل التأكد من عدم وجود أي نسخ خاطئة من القرآن الكريم.
فتوحات عثمان بن عفان

من أهم أعمال عثمان توسيع الدولة الإسلامية، ففي أيام خلافته فتحت مصر والإسكندرية وأرمينية وقبرص وأفريقيا (تونس حاليا) وكرمان وخراسان والقوقاز وسجستان، وقد أنشأ أول أسطول بحري لحماية الشواطئ الإسلامية من هجمات البيزنطيين وفي عهده تمت توسعة المسجد النبوي.
قسّم عثمان الجبهات العسكرية إلى 3 أقسام:
  • الجبهة الشمالية: مركز هذه الجبهة دمشق ومنها انطلق المسلمون لقتال الروم، وحدث بها كثير من الفتوحات، مثل فتوحات حبيب بن مسلمة الفهري وغزو القبرص.
  • الجبهة الشرقية: قُسِّمت هذه الجبهة إلى معسكرين، هما الكوفة والبصرة، وقام بها عدد من الفتوحات وغزا منها سعيد بن العاص منطقة طبرستان.
  • الجبهة الغربية: مركز هذه الجبهة مدينة الفسطاط التي بنيت على يد عمرو بن العاص، وهي مصر حاليا، من الفتوحات التي حدثت فيها: فتح أفريقيا، وبلاد النوبة.
الفتنة الكبرى

افترى جماعة من أهل الفتنة تصرفات باطلة على عثمان رضي الله عنه، وهاجموا ولاته في الأمصار، وطعنوا بمصداقيتهم، وقد كبرت الفتنة على يد عبد الله بن سبأ اليهودي، المعروف باسم ابن السوداء، وكان يدعي الإسلام، وقد توجه إلى البصرة وحاول أن يحدث فتنة فيها، فاجتمع عليه نفر سمعوا له، لكنه أخرج منها، وقصد الكوفة ففعل فيها مثل ما فعل في البصرة، وأخرج منها، فاستقر في مصر، وبقي على تواصل مع أهل الفتنة من البصرة والكوفة.
وكان جُلّ حديث عبد الله بن سبأ عن التشنيع بولاة عثمان، والطعن بهم، ومهاجمتهم، ثم تجرأ حتى أصبح يهاجم الخليفة نفسه. وكانوا يخططون للقدوم إلى مكة في موسم الحج والخروج على أمير المؤمنين وعصيانه علنا.
وقد وصل خبر لعثمان عما يخططه أهل الفتنة في البصرة والكوفة من رجلين شهدا التخطيط والتدبير، فأرسل إلى الكوفيين والبصريين ونادى: الصلاة جامعة! فأقبل الرجلان، وشهدا بما علما؛ فقال المسلمون جميعا: اقتلهم؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "مَن دعا إلى نفسه، أو إلى أحد وعلى الناس إمام، فعليه لعنة الله فاقتلوه".
فقال عثمان "بل نعفو ونقبل، ونبصرهم بجهدنا، ولا نحادّ أحدا حتى يركب حدّا، أو يُبدي كفرا". ثم أخذ أمير المؤمنين يرد عليهم مزاعمهم وافتراءاتهم، ويؤيده المهاجرون والأنصار، حتى أفحم أهل الفتنة، فرجعوا إلى بلادهم وعزموا على العودة في موسم الحج لاقتحام المدينة.
وفي موسم الحج اجتمع أهل الفتنة في المدينة بشكل منظم متفق عليه مسبقا، وحاصروا دار الخليفة، وضيقوا عليه، وشارك بالفتنة كثير ممن غُرِّر بهم.


وواجهوا عثمان باتهاماتهم، فرد عليهم كل اتهاماتهم الباطلة، لكنهم أبوا السماع له، وبقوا مصرين على موقفهم وخيروه بين عزل نفسه أو قتله فرفض رضي الله عنه.
فحاصروه واشتد عليه الحصار، فأرسل إلى علي وطلحة والزبير فحضروا، ثم أشرف عليهم عثمان وقال "يا أيها الناس، اجلسوا. فجلسوا المحارب والمسالم. فقال لهم: يا أهل المدينة، أستودعكم الله، وأسأله أن يحسن عليكم الخلافة من بعدي.
ثم قال: أنشدكم بالله، هل تعلمون أنكم دعوتم الله عند مصاب عمر أن يختار لكم، ويجمعكم على خيركم؟ أتقولون: إن الله لم يستجب لكم وهنتم عليه وأنتم أهل حقه؟ أم تقولون: هان على الله دينه فلم يبالِ من وَلِي والدين لم يتفرق أهله يومئذ؟ أم تقولون: لم يكن أخذٌ عن مشورة إنما كان مكابرة، فوكل الله الأمة إذا عصته ولم يشاوروا في الإمامة؟ أم تقولون: إن الله لم يعلم عاقبة أمري!".
وأخذ يبين لهم حرمة نية قتله وعقاب القتل عند الله، وقال لهم "أنشدكم بالله أتعلمون لي من سابقة خير وقدم خير قدمه الله لي ما يوجب على كل من جاء بعدي أن يعرفوا لي فضلها! فمهلا لا تقتلوني؛ فإنه لا يحل إلا قتل ثلاثة: رجل زنى بعد إحصانه، أو كفر بعد إيمانه، أو قتل نفسا بغير حق؛ فإنكم إذا قتلتموني وضعتم السيف على رقابكم، ثم لم يرفع الله عنكم الاختلاف أبدا".
ثم لزم داره وأمر أهل المدينة بالرجوع، فرجعوا باستثناء نفر من الصحابة، وبعد 18 ليلة من الحصار سمعوا بجنود من الأمصار تهيؤوا لنصرة عثمان، فشددوا الحصار عليه ومنعوه من كل شيء حتى الماء. وبقي نفر من الصحابة وأبنائهم يدافعون عنه، وأهل الفتنة يزدادون فجرا وإصرارا على الباطل.
وأمر الخليفة الصحابة بالانصراف وترك الدفاع عنه، ويروي عبد الله بن عامر بن ربيعة ما حدث فيقول "كنت مع عثمان في الدار فقال: أعزم على كل من رأى أن عليه سمعا وطاعة إلا كف يده وسلاحه. ثم قال: قم يا ابن عمر -وعلى ابن عمر سيفه متقلدا- فأخبر به الناس. فخرج ابن عمر والحسن بن علي. وجاء زيد بن ثابت فقال له: إن هؤلاء الأنصار بالباب يقولون: إن شئت كنا أنصار الله، مرتين. قال عثمان: لا حاجة بي في ذلك، كُفُّوا".
وقال له أبو هريرة "اليوم طاب الضرب معك. قال: عزمت عليك لتخرجَنَّ. وكان الحسن بن علي آخر من خرج من عنده، فإنه جاء الحسن والحسين وابن عمر وابن الزبير ومروان، فعزم عليهم في وضع سلاحهم وخروجهم، ولزوم بيوتهم. لأنه لا يريد للفتنة أن تكبر ويحدث قتال بين الصحابة وأهل الفتنة.
وقيل إن مدة هذا الحصار استمرت ما بين 20 -40 يوما، وفي آخره لم يسمحوا له حتى بالذهاب إلى الصلاة.
صورة طبق الأصل من مصحف كتب في عهد عثمان بن عفان من دون تنقيط أو تشكيل (الجزيرة)

استشهاد عثمان بن عفان

ذُكرت عدة روايات في استشهاد عثمان:
  • فعن ريطة مولاة أسامة قالت "كنت في الدّار، إذ دخلوا عليه وجاء رجل من خلف عثمان بسعفة رطبة فضرب بها جبهته فرأيت الدم يسيل وجاء آخر فضربه بالسيف على صدره فأقعصه وتعاوروه بأسيافهم فرأيتهم ينتهبون بيته".
  • وقال مجالد عن الشعبي "جاء رجل من "تجيب" من المصريين والناس حول عثمان فاستل سيفه ثم قال: أفرجوا ففرجوا له، فوضع ذباب سيفه في بطن عثمان فأمسكت نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان السيف لتمنع عنه، فحزّ السيف أصابعها.
    وقيل: الذي قتله رجل يقال له حمار".
  • وقال عبد الرّحمن بن عبد العزيز "سمعت ابن أبي عون يقول: ضرب كنانة بن بشر جبينه بعمود حديد وضربه سودان المراديّ فقتله، ووثب عليه عمرو بن الحمق، وبه رمق وطعنه تسع طعناتٍ وقال: ثلاث للّه وستٌّ لما في نفسي عليه".
  • وعن المغيرة قال "حاصروه اثنين وعشرين يوما، ثمّ أحرقوا الباب فخرج من في الدّار".
  • وعن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال "فتح عثمان الباب ووضع المصحف بين يديه، فدخل عليه رجلٌ فقال: بيني وبينك كتاب اللّه، فخرج وتركه، ثمّ دخل عليه آخر، فقال: بيني وبينك كتاب اللّه، فأهوى إليه بالسّيف، فاتّقاه بيده فقطعها، فقال: أما واللّه إنّها لأوّل كفٍّ خطّت المفصّل، ودخل عليه رجلٌ يقال له الموت الأسود، فخنقه قبل أن يضرب بالسّيف، قال: فو الله ما رأيت شيئا ألين من حلقه، لقد خنقته حتّى رأيت نفسه مثل الجان تردّد في جسده".
استشهد رضي الله عنه في شهر ذي الحجة سنة 35 للهجرة بعد اتمامه 12 عاما من الخلافة، ودفن بالبقيع.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 37.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 36.76 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.68%)]