عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 01-08-2010, 07:44 PM
الصورة الرمزية ابو هاله
ابو هاله ابو هاله غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 1,783
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كنوز الصلاه وما ادراك ما كنوز الصلاه

3- الخشوع:
الخشوع هو روح الصلاة ويترتب عليه مقدار الأجر في الصلاة وإليك فوائد الخشوع:
أ) الفلاح [الفوز بالجنة (الفردوس) والنجاة من النار]: قال تعالى:
}قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ{ إلى قوله تعالى: }أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{
[المؤمنون: 1-11].
ب) محبة الله:
قال تعالى:
}وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ{ [الأنبياء: 90].
فالخشوع صفة مدح لعباد الله المؤمنين ويدل على حب الله لأهل الخشوع.
ج) يظله الله في ظله يوم القيامة:
قال الرسول r: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ...» وذكر منهم: «ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه»([1]).
ووجه الدلالة من الحديث: أن الخاشع في صلاته يغلب على حاله البكاء في الخلوة أكثر من غيرها فكان بذلك ممن يظلهم الله في ظله يوم القيامة.

([1]) متفق عليه.
د) الخشوع يزيد من أجر الصلاة:
قال r: «إن العبد ليصلي الصلاة ما يكتب له منها إلا عشرها، تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها»([1]).
هـ) مغفرة الذنوب والأجر العظيم:
قال تعالى: }وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ{ إلى قوله تعالى: }أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا{ [الأحزاب: 35].
4- ذكر الاستفتاح: (فتحٌ لأبواب السماء):
وأذكار الاستفتاح كثيرة، أذكر منها هذا الذكر: «الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً» على سبيل المثال لا الحصر متأملاً في فضله الكبير؟! أتدرون ما هو هذا الفضل؟ لقد فتحت له أبواب السماء.
عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: بينما نحن – نصلي – مع رسول الله r إذ قال رجلٌ من القوم: الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرةً وأصيلاً. فقال رسول الله r: «من القائل كلمة كذا كذا» فقال رجلٌ من القوم: أنا يا رسول الله، قال: «عجبت لها فتحت لها أبواب السماء»([2]).
قال ابن عمر فما تركتهن منذ سمعت رسول الله r يقول ذلك.

([1]) رواه الإمام أحمد (4/321) وصححه ابن حبان (5/211).

([2]) رواه مسلم.
5- قراءة الفاتحة:
أ) أعظم سورة في القرآن:
ألا تعلم أنك بقراءتك لسورة الفاتحة فإنك تكون قد قرأت أعظم سورة في القرآن الكريم.
تأمل معي هذا الحديث، عن أبي سعيد بن المعلى – رضي الله عنه – قال: كنت أصلي بالمسجد فدعاني رسول الله r فلم أجبه ثم أتيته فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي، فقال: «ألم يقل الله تعالى: }اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ{ ثم قال: لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد» فأخذ بيدي فلما أردنا أن نخرج قلت: يا رسول الله إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قال: «هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته»([1]).
ب) ثناء ودعاء:
كما أن قراءة سورة الفاتحة مقسومة على نصفين بين الله – سبحانه وتعالى – وبين العبد، فنصفها الأول ثناء على الله تعالى وتعظيم لجلالته ونصفها دعاء ومسألة من العبد.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله r يقول: «قال الله تعالى: قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد: }الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{ قال: مجدني

([1]) رواه البخاري (8/156).
عبدي، وإذا قال: }إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ{ قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: }اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ{ قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل»([1]).
6- التأمين:
أبشر – أخي المصلي – فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة فقد غُفر له ما تقدم من ذنبه.
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله r قال: «إذا قال الإمام: }غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ{ فقالوا آمين فإنه من وافق قوله قول الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه».
وفي رواية: «إذا قال أحدكم: آمين، وقالت الملائكة في السماء آمين، فوافقت إحداهما الأخرى غُفر له ما تقدم من ذنبه»([2]).
7- الركوع:
ومن فوائده تساقط الذنوب، قال r: «إن العبد إذا قام يصلي أتى بذنوبه كلها فوضعت على رأسه وعاتقيه فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه»([3]).
8- الذكر بعد الرفع من الركوع:


([1]) رواه مسلم (1/296).

([2]) رواه البخاري (2/266) ومسلم (1/307).

([3]) رواه البيهقي في السنن الكبرى (3/10) وهو في صحيح الجامع.
إن للذكر بعد الرفع من الركوع فضل كبير وأجر عظيم.
أ) من وافق قوله: «اللهم ربنا لك الحمد/ ربنا ولك الحمد» قول الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه.
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله r قال: «إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإن من وافق قوله قول الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه»([1]). وفي رواية: «فقولوا ربنا ولك الحمد».
ب) إسراع الملائكة في كتابة من قال: «ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه»:
عن رفاعة بن رافع الزرقي – رضي الله عنه – قال: كنا نصلي وراء النبي r، فلما رفع رأسه من الركعة قال: «سمع الله لمن حمده» قال رجل من ورائه: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، فلمَّا انصرف، قال: «من المتكلم» قال: أنا، قال: «رأيت بضعة وثلاثين ملكًا يبتدرونها أيهم يكتبها»([2]).
9- السجود:
إن السجود من أعظم أجزاء الصلاة لأن فيها كمال الإذلال والخضوع لله – سبحانه وتعالى – لذا جاء السجود محملاً بالأجور والثواب ... تأملوا معي ذلكم الثواب العظيم:


([1]) رواه البخاري (2/282) ومسلم (1/310).

([2]) رواه البخاري (2/284).
أ) الفلاح (الفوز بالجنة والنجاة من النار):
قال تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{ [الحج: 77].
قال أبو بكر الجزائري في تفسيره ([1]): }لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{ أي لتتأهلوا بذلك للفلاح الذي هو الفوز بالجنة بعد النجاة من النار.
ب) فضل الله ورضوانه والنور يوم القيامة:
قال تعالى: }مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ{ [الفتح: 2].
قال السعدي في تفسيره ([2]): }سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ{ أي قد أثرت العبادة من كثرتها وحسنها في وجوههم حتى استنارت كما استنارت بالصلاة بواطنهم، استنارت بالجلال ظواهرهم.
ج) رفع درجة وحط خطيئة:
قال الرسول r: «عليكم بكثرة السجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة»([3]).
د) مرافقة الرسول r:


([1]) أيسر التفاسير لكلام العلي القدير.

([2]) تيسير الكريم الرحمان في تفسير كلام المنان، عبد الرحمن السعدي.

([3]) رواه مسلم (1/253).
عن ربيعة بن كعب – رضي الله عنه – قال: كنت أبيت مع رسول الله r، فآتيه بوضوئه وحاجته، فقال لي: «سلني» فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: «أو غير ذلك؟» قلت: هو ذلك. قال: «فأعني على نفسك بكثرة السجود»([1]).
هـ) موضع إجابة الدعاء:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله r: « أقرب ما يكون العبد من ربه – عزَّ وجلَّ – وهو ساجد فأكثروا الدعاء»([2]).
وقال r: « وأما السجود فأكثروا من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم»([3]).
قمن: جدير وحري.
قال النبي r: « إن العبد إذا قام يصلي أتى بذنوبه كلها فوضعت على رأسه وعاتقيه، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه»([4]).
ز) لا تأكل النار أعضاء السجود:
قال الرسول r: «إن الله حرم على النار أن تأكل أعضاء


([1]) رواه مسلم (1/253).

([2]) رواه مسلم (1/350).

([3]) رواه مسلم (208/479) (207/479).

([4]) رواه البيهقي في السنن الكبرى (3/10) وهو في صحيح الجامع.
السجود»([1]).
لأن أعضاء المؤمنين إذا لم يتب الله عليهم ولم يكن لهم حسنات ترجح على سيئاتهم فإنهم يعذبون بالنار بقدر ذنوبهم لكن أعضاء السجود محترمة لا تأكلها النار ولا تؤثر فيها ([2]).
10- التشهد الأول: أجرٌ بعدد عباد الله في السماء والأرض:
ويتجلى في التشهد الأول فضل عظيم من خلال جملة دعائية «السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين» وسط هذا التشهد فتأمل معي ذلك:
عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: علمني رسول الله r التشهد – كفي بين كفيه – كما يعلمني السورة من القرآن: «التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين» فإنكم إذا قلتموها أصابت كل عبد لله صالح في السماء والأرض «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله»([3]).
إن الدعاء بالسلامة من النقائص ومن كل آفة لنا ولكل عباد الله الصالحين في السماء والأرض حيهم أو ميتهم من الآدميين والملائكة والجن. فانظر إلى كرم الله عليك حيث يؤتيك الأجر بكل من سلمت عليه من عباد الله الصالحين.

([1]) رواه البخاري (806) ومسلم (182).

([2]) الشرح الممتع على زاد المستقنع ج3 شرح الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله -.

([3]) رواه البخاري (831).


11- التشهد الأخير (الصلاة على النبي r):
للصلاة على النبي محمد r أجور كثيرة وحسنات مضاعفة منها:
أ) الاقتداء بالله وملائكته:
قال تعالى: }إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا{ [الأحزاب: 56].
ب) مضاعفة الأجر إلى عشرة أضعاف:
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله r قال: «من صلى صلاة واحدة صلى الله عليه عشرًا»([1]).
ج) كتابة عشر حسنات + محو عشر سيئات (خطيئات):
قال r: «من صلى علي مرة واحدة كتب الله له عشر حسنات»([2]). وفي لفظ:«ومحا عنه عشر سيئات». وفي رواية: «وحط عنه عشر خطيئات»([3]).
12- الدعاء قبل السلام:
لو لم يكن من فضل الدعاء قبل السلام إلا كونه موطن إجابة لكفانا ذلك لأنَّ المصلي مقبل على ربه ويناجيه فدعاؤه أولى بالاستجابة لكونه ما زال في صلاته.


([1]) رواه مسلم (408) وأبو داود (1530).
([2]) رواه الترمذي وابن حبان.

([3]) أخرجه أحمد والنسائي وابن حبان والحاكم وصححه.













__________________
قال ابن عقيل رحمه الله:

"إذا أردت أن تعلم محلَّ الإسلام من أهل الزمان ، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ،
ولا ضجيجهم بلبيك على عرصات عرفات .ـ
وإنما انظر على مواطأتهم أعداء الشريعه
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 44.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.22 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.40%)]