عرض مشاركة واحدة
  #1163  
قديم 22-11-2013, 07:56 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

معجزة التركيب الضوئي في النبات

لاحظ جان بابتيستا فان هيلمونت الفيزيائي البلجيكي في القرن السابع عشر نمو شجرة الصفصاف وأخذ بعض القياسات في إحدى تجاربه العلمية وفي البداية قام بوزن الشجرة ثم وزنها مرة ثانية بعد مرور خمس سنوات فوجد أن وزنها زاد 75 كيلوغراماً، مع أن التربة في الوعاء الذي نما فيه النبات لم تنقص سوى بضعة غرامات خلال هذه المدة وكشف الفيزيائي فان هيلمونت في هذه التجربة أن التربة في الوعاء لم تكن السبب الوحيد في نمو شجرة الصفصاف بما أن النبات قد استخدم كمية صغيرة جداً من التربة لينمو إذن يجب أن يكون قد تلقى تغذية من مكان آخر (1)لا تستخدم النباتات التربة فقط عند إنتاج غذائها؛ فهي تستخدم -إلى جانب المعادن في التربة -الماء وثاني أكسيد الكربون من الجو وتأخذ المعادن الرئيسية وتحولها بواسطة معامل مصغرة في أوراقها وبذلك تقوم بعملية التركيب الضوئي وقبل تفحص المراحل المتعددة للتركيب الضوئي من المفيد أن نلقي نظرة على الأوراق التي تلعب دوراً هاماً في هذه العملية التركيب العام للأوراق عند دراسة النباتات من وجهة نظر التركيب العام أو من قبل علم الأحياء المجهري نلاحظ أن الأوراق تمتلك أنظمة دقيقة ومعقدة جداً لإنتاج الطاقة، ولكي تنتج الأوراق هذه الطاقة تحتاج إلى أخذ الحرارة من ثاني أكسيد الكربون من الخارجلنلق أولاً نظرة على التركيب الخارجي للأوراق، والأسطح الخارجية للأوراق واسعة مما يمكنها من تبادل الغازات (مثل امتصاص ثاني أكسيد الكربون وطرح الأكسجين) الضرورية للتركيب الضوئي يمكّن شكل الأوراق العريض والمنبسط جميع الخلايا من أن تكون قريبة من السطح، وبفضل هذا يتم تبادل الغازات بشكل أسهل وبإمكان ضوء الشمس أن يصل إلى جميع الخلايا التي تقوم بالتركيب الضوئي ولنتخيل ماذا سيحدث إذا لم تكن الأوراق عريضة ومسطحة وكان لها أي شكل هندسي أو عشوائي آخر فلن تستطيع القيام بالتركيب الضوئي، ما عدا المناطق المعرضة مباشرة لأشعة الشمس وهذا يعني أن النباتات لن تكون قادرة على إنتاج الطاقة أو الأكسجين بشكل كافٍ وينتج عن ذلك نقص في الطاقة بالنسبة إلى الكائنات ولا تنتهي الأنظمة ذات التصميم الخاص'' عند هذا الحد فبفضل خاصية الانتقاء الضوئي تتجه أنسجة الورقة إلى الضوء، وهذا ما يدفع أوراق النباتات للاتجاه نحو الشمس، ويمكن ملاحظة ذلك في النباتات التي توضع في أوعية وعلينا أن نلقي نظرة على التركيب الفيزيولوجي للأوراق لكي نفهم كيف تحدث هذه العمليات ذات الأهمية الحيوية إذا نظرنا إلى ورقة مقسومة بالعرض نرى تركيباً متكونا من أربع طبقات؛ الأدمة: وهي التي تغطي أعلى الورقة وأسفلها، ولا تتضمن اليخضور ودورها هو حماية الورقة من التأثيرات الخارجية البشرة: طبقة شمعية غير لا تسمح للماء بالنفاذ وتغطي القسم الخارجي من الأدمة
يلاحظ في الصورة إلى اليسار نبات الخطاف (رانونكلوس فيكاريا) وهو مثل باقي النباتات يتوجه تدريجيا نحو الشمس. وتشبه زهرته هوائي الرادارات. وهذا التوجه يجعل النبات يحقق الفائدة القصوى من أشعة الشمس. ويرى في الصورة إلى الأسفل نبات عباد الشمس الذي يغير اتجاهه تبعا لتغير موقع الشمس في الهواء. فالخلايا الموجودة في أوراق النبات تمتاز بالحساسية تجاه أشعة الشمس، وهذه الخلايا هي التي توجه النبات نحو تلك الأشعة.
وعندما ننظر إلى الطبقات الداخلية من الورقة نرى أنها مكونة عموماً من طبقتين من الخلايا، منها خلايا غنية باليخضور بشكل صفوف لا ثغرات فيها وهي الطبقة الحاجزة التي تشكل النسيج الداخلي، وتقوم بعملية التركيب الضوئي؛ وتأتي تحتها الطبقة الإسفنجية التي تمكّن الورقة من التنفس وهناك جيوب هوائية بين طبقات الخلايا في هذا النسيج وكما رأينا فلكل طبقة من هذه الطبقات وظيفة مهمة في بنية الورقة وهذا التنظيم له أهمية كبيرة بالنسبة إلى عملية التركيب الضوئي لأنه يمكّن الورقة من أن تنشر الضوء وتوزعه بشكل أفضل مما يزيد قدرتها على القيام بعملية التنفس والتركيب الضوئي ويوجد في الغابات المطرية الاستوائية الكثيفة على سبيل المثال نزعة لنمو النباتات ذات الأوراق الضخمة، ولهذا أسباب مهمة جداً: فمن الصعب على ضوء الشمس أن يصل إلى جميع أقسام النباتات المجموعة معاً بشكل متساوٍ حيث الأشجار كثيفة والمطر يهطل بشدة في أغلب الأحيان، وهذا ما يجعل من الضروري أن تزيد النباتات من مساحة الورقة لكي تلتقط الضوء وفي تلك المناطق حيث تدخل أشعة الشمس بصعوبة من الضروري لأسطح الأوراق أن تكون كبيرة لكي يتمكن النبات من إنتاج الغذاء، وبفضل هذه الميزة تتعرض النباتات الاستوائية للشمس بأحسن طريقة ممكنة من ناحية ثانية توجد الأوراق الصغيرة في المناخات الجافة والقاسية لأنه في هذه الظروف المناخية يكون فقدان الحرارة مضراً جداً، فكلما كبر سطح الورقة ازداد تبخر الماء وفقدان الحرارة؛ ولهذا السبب فإن سطح الورقة التي تلتقط الضوء صمم بحيث يمكنها من حفظ الماء بأكثر الطرق اقتصادية، فانكماش الأوراق في البيئة الصحراوية يصل إلى مستويات كبيرة، وعلى سبيل المثال نجد في نبات الصبار أشواكا بدل الأوراق ويتم التركيب الضوئي في هذا النبات من قبل الساق اللبية التي تخزن الماء إن ذلك لا يكفي للتحكم في عملية فقدان الماء لأنه مهما صغر حجم الورقة فوجود المسام الدقيقة في الأدمة يعرضها لخسارة مزيد من الماء، ولهذا السبب توجد آلية لتعويض التبخر، والنبات له طريقة لتنظيم التبخر الزائد عن طريق التحكم في درجة فتحات المسام إما بتوسيعها أو بتقليصها حسب الحاجة إن التقاط الضوء للقيام بعملية التركيب الضوئي ليس هو العمل الوحيد الذي تقوم به الأوراق الوحيد، فمن المهم لها أيضاً أن تحصل على ثاني أكسيد الكربون من الجو وتوجهه إلى المناطق التي تقوم بعملية التركيب الضوئي،
يتبين من الصورتين أن هناك اختلافا شاسعا بين النباتات الصحراوية والنباتات الإستوائية من ناحية التركيب والشكل.
وهي تقوم بذلك بواسطة المسام الموجودة في أوراقها الثغيرة: تصميم دقيق دور هذه المسامات المجهرية على سطح الأوراق هو نقل الضوء والماء وأخذ ثاني أكسيد الكربون الضروري لعملية التركيب الضوئي من الهواء ويمكن للمسام أن تغلق أو تفتح حسب الحاجة وعندما تفتح يتم تبادل الأكسجين وبخار الماء بين خلايا الورقة مع ثاني أكسيد الكربون المطلوب لعملية التركيب الضوئي وبهذه الطريقة يطرح الإنتاج الفائض وتُمتص المواد المطلوبة للاستفادة منها أحد أهم سمات المسام أنها توجد في الجانب السفلي من الأوراق مما يخفف التأثيرات المؤذية لأشعة الشمس إلى أدنى حد ولو كانت المسام التي تطرح الماء في النبات على سطح الأوراق بأعداد كبيرة لكانت معرضة للشمس لفترات طويلة مما يجعلها تطرح الماء باستمرار، وفي هذه الحالة يموت النبات نتيجة نقصان الماء يسمح تركيب المسام المجوف بتبادل الغازات بين الورقة والهواء ويعتمد فتح المسام على الظروف الخارجية (مستويات الضوء والحرارة والرطوبة وثاني أكسيد الكربون) والحالة الداخلية للنبات خاصة مستوى الماء فيه وينظم فتح المسام أو إغلاقها عملية تبادل الغازات والماء هناك تفاصيل دقيقة في بنية المسام صممت مع الأخذ بعين الاعتبار جميع العوامل الخارجية؛ وكما نعرف فإن مستويات الرطوبة ودرجة الحرارة والغاز وتلوث الهواء في تغير دائم وتمتلك مسام الأوراق بنية تتكيف مع الظروف المتغيرة ونورد هنا مثالاً لشرح ما سبق ذكره: تتعرض النباتات مثل قصب السكر والقمح للحرارة والهواء الجاف فترة طويلة وتبقى مسامها مغلقة جزئياً أو كلياً طيلة اليوم لكي تحافظ على الماء، إلا أن هذه النباتات تحتاج امتصاص ثاني أكسيد الكربون في النهار للقيام بالتركيب الضوئي وفي الظروف العادية تبقى المسام مفتوحة قدر الإمكان لكن هذا مستحيل في هذه الحالة لأن النبات يستمر في فقدان الرطوبة من مسامه ويموت سريعاً لهذا السبب على المسام أن تبقى مغلقة وبعض النباتات التي تعيش في المناخات الحارة لها مضخة تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون بشكل أكثر فعالية من الهواء إلى الورقة وتستخدم هذه النباتات مضخات كيميائية لتمتص ثاني أكسيد الكربون في أوراقها حتى لو كانت مسامها مغلقة (2)ولو غابت هذه المضخات لبعض الوقت لما أمكن للنبات أن ينتج أي تغذية لأنه لا يستطيع امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون ويموت نتيجة لذلك وهذا دليل على أن هذه المضخات الكيميائية لم تكن نتيجة سلسلة من المصادفات عبر الزمن وهذا النظام يعمل في النباتات بشكل فعال فقط حين تتوفر جميع عناصره، ولهذا السبب لا يمكن أن تكون المسام قد نشأت وتطورت نتيجة المصادفات؛ لأن المسام - بتركيبها بالغ الدقة- تم تصميمها وبكلام آخر تم خلقها لكي تقوم بهذه المهام بأفضل طريقة ممكنة تطور الورقة من وجهة نظر التطوريينكما رأينا هناك أنظمة معقدة للغاية محشورة في جسم أخضر بالغ الصغر، وهي تعمل بدقة منذ ملايين السنين كيف توافقت الأنظمة في هذه المنطقة الصغيرة جداً؟ كيف نشأ التصميم المعقد في الأوراق؟ هل من الممكن أن ينشأ هذا التصميم الدقيق والفريد من تلقاء نفسه؟ إذا سألنا المدافعين عن نظرية التطور هذه الأسئلة فإن جوابهم سيكون هو نفسه دائماً سيضعون تفسيرات وافتراضات متناقضة تفتقد إلى المنطق، وسيفشلون في الإجابة على السؤال كيف ''نشأت'' أنواع النباتات والأشجار والأزهار ونباتات البحر والفطور التي لا تعد ولا تحصى عندما يتم تفحص النظريات الموضوعة من قبل التطورين بخصوص تطور النباتات يتبين أنها ادعاءات سخيفة لا معنى لها وتقترح نظرية تيلوم أن الورقة نشأت عبر تكرار تفرع واندماج أنظمة الساق المعقدة (3)ولنفكر الآن في الأسئلة التي ستنشأ عن هذا الزعم الذي لا أساس له: - كيف حدثت هذه التفرعات والاندماجات؟ - نتيجة أي مصادفة تحولت إلى أوراق، مع بنيتها وتصميمها المختلف؟ - كيف نشأت الآلاف بل الملايين من أنواع النباتات والأزهار والأشجار والأعشاب من هذه النباتات البدائية؟ ليس لدى التطوريين أية أجوبة علمية أو منطقية لهذه الأسئلة، وككل موضوع لا يستطيع التطوريون أن يفسروا نشوء النباتات إلا بسيناريوهات تعتمد فقط على الخيال وحسب نظرية أخرى هي نظرية اينيشن تفترض أن الورقة تطورت من خلال نمو بسيط للساق (4)لنتفحص مرة أخرى الأسئلة التي تنشأ من هذه النظرية كيف حدث أن قطعا من النسيج النباتي ظهرت في أماكن محددة من جسم النبات لتتحول إلى أوراق؟ وبعد ذلك، كيف تحولت إلى أوراق؟ وليس أي أوراق بل أوراق بتراكيب دقيقة لا نقص فيها وبأعداد لا تحصى؟ لنعد أدراجنا قليلاً كيف ظهرت سوق النباتات مع هذه التغيرات إلى الوجود حسب نظرية اينيشن؟ لا توجد إجابات علمية لدى التطوريين على أسئلة من هذا النوع ما تريد نظريات التطوريين أن تشرحه فعلاً هو التالي:ظهرت النباتات نتيجة لأحداث نشأت بالمصادفة، ونشأت السوق والفروع أيضاً بالمصادفة ونشأ اليخضور من حبيبات اليخضور بمصادفة أخرى، وكذلك نشأت الطبقات المختلفة في الأوراق بالمصادفة مصادفة تتبعها أخرى وفي آخر الأمر تظهر الأوراق ببنيتها الخاصة التي لا عيب فيها! لا يمكن تجاهل حقيقة أن جميع التراكيب في الأوراق -التي يدّعون أنها نشأت بالمصادفة- أتت سوية في الوقت نفسه وحسب التطوريين نشأت جميع الآليات في الورقة بالمصادفات تدريجياً عبر الزمن، وفي الوقت نفسه يتنبأ المنطق التطوري بأن الأعضاء أو الأنظمة التي لم تستخدم تختفي في النهاية بشكل طبيعي وبما أن هذه الآليات مرتبطة ببعضها البعض فليس من الصواب أن نقول إن إحداها نشأت بالمصادفة لأنه تبعاً للمرحلة الثانية من منطق التطوريين ستكون قد اختفت لأنها لم تعد ذات أهمية ولهذا السبب يجب أن توجد جميع الأنظمة المعقدة في الجذور والسوق والأوراق في الوقت نفسه لكي يعيش النبات وُجدت النباتات بأنظمتها الدقيقة دون أي خلل مثل جميع الكائنات الحية في العالم من لحظة خلقها إلى يومنا هذا بدون أي تغير في خصائصها بدءاً من سقوط الأوراق إلى تحولها نحو الشمس، من لونها الأخضر إلى طبيعة أجسامها الخشبية، من ظهور جذورها إلى انبثاق ثمارها؛ لا يشوب هذه التراكيب الدقيقة أي نقص أو عيب ومن المستحيل حتى بتقنية اليوم أن نقلد أو نعيد إنتاج أي من هذه الأنظمة (التركيب الضوئي على سبيل المثال).
هذه الصعوبة هي أحد الأدلة على أن الأوراق لم تظهر بالمصادفة، فهي تمتلك تراكيب خاصة لتفي بحاجات النبات وتنتج الطعام وتقوم بالتنفس وهذا التصميم الدقيق يثبت وجود مصمم قدير، لا يعجزه شيء، قادر على كل شيء وليس هناك شك أنه الله رب العالمين، الذي خلق الأوراق بهذا التصميم البديع معجزة التركيب الضوئي صمم كوكب الأرض ليكون صالحاً للحياة، وتمد الأرض البيئة بأسباب الحياة بفضل التوازنات الدقيقة القائمة عليها، من مستويات الغاز في الغلاف الجوي إلى بُعدها عن الشمس، ومن الجبال إلى وجود ماء الشرب، من التنوع الهائل للنباتات إلى حرارة الأرض إذا قُدر للمكونات التي تصنع الحياة أن تعيش فيجب أن يتم الحفاظ على التوازنات الفيزيائية والبيولوجية مثال: لا غنى عن الجاذبية لكي تعيش الكائنات الحية على الأرض وكذلك المواد التي تنتجها النباتات ضرورية لبقاء الحياة على الأرض وكما أشرنا سابقاً تدعى العملية التي يقوم بها النبات لإنتاج هذه المواد العضوية بالتركيب الضوئي-التي يمكن أن نلخصها بأن النبات ينتج غذائه الخاص- هذه العملية التي تجعل النباتات مختلفة عن غيرها من الكائنات الحية ويكمن الفرق في وجود تراكيب في خلايا النبات (مختلفة عن خلايا الإنسان أو الحيوان) تستطيع الاستفادة المباشرة من ضوء الشمس، وبواسطة هذه التراكيب تحول خلايا النبات أشعة الشمس-التي يمتصها البشر والحيوانات بواسطة الطعام-إلى طاقة تخزنها بوسائل خاصة، وبهذه الطريقة تكتمل عملية التركيب الضوئي بالطبع ليس النبات هو الذي يقوم بعملية التركيب الضوئي ولا الأوراق ولا حتى مجموع خلايا النبات بل هو عضو صغير يوجد في خلايا النبات يدعى حبيبة اليخضور التي تعطي النباتات لونها الأخضر وهي التي تقوم بهذه العملية ويبلغ حجم حبيبة اليخضور واحداً بالألف من الميليميتر، ولهذا السبب لا ترى إلا بالمجهر؛ ويلعب جدار حبيبة اليخضور- الذي يبلغ حجمه واحدا بالمائة مليون من المتر- دوراً هاماً في عملية التركيب الضوئي وكما نرى من هذه الأرقام فهي بالغة الصغر، وهذه العمليات كلها تحدث في هذه البيئة المجهرية وهذه إحدى الخصائص المذهلة للتركيب الضوئي.
حبيبة اليخضور معمل زاخر بالأسرار:
توجد في حبيبة اليخضور أشكال متنوعة لحدوث عملية التركيب الضوئي مثل: الثايلاكويدز، أغشية داخلية وخارجية، أنسجة، أنزيمات، ريبوزومات، RNA، .DNAوترتبط هذه الأشكال ببعضها البعض، وكل واحد منها له وظيفة في غاية الأهمية، فعلى سبيل المثال: ينظم الغشاء الخارجي لحبيبة اليخضور تدفق المواد الداخلة والخارجة؛ ويتألف نظام الغشاء الداخلي من جيوب مسطحة تشبه الديسكات أو الأقراص، تتمركز فيها جزيئات الخضاب (اليخضور) والأنزيمات الضرورية للتركيب الضوئي، والعديد منها بشكل سويقات تشكل ما يدعى ''غرانا '' تسمح بأعلى امتصاص لضوء الشمس وهذا يعني أن امتصاص النبات لضوء أكثر يجعله قادراً على القيام بعمليات تركيب ضوئي أكثر يحيط بالثايلاكويدز نسيج عضوي يدعى ستروما (نسيج ضام) يحتوي على أنزيمات أخرى إضافة إلى(DNAحمض نووي ريبي يحمل المعلومات الجينية في الخلية) و( RNAحمض نووي ريبي يحوي مادة كيميائية هامة توجد في جميع الخلايا الحية) والريبوزومات تنتج حبيبات اليخضور بما تملكه من DNAوريبوزومات بروتينات معينة كما تعيد انتاجها هناك نقطة هامة أخرى في التركيب الضوئي وهي حدوث كل هذه العمليات في مدة قصيرة جداً بحيث لا تلاحظ تستجيب الآلاف من أصباغ اليخضور الموجودة في حبيبات اليخضور في وقت واحد لضوء الشمس في زمن
إن البلاستيدات الخضراء الموجودة في النباتات هي التي تتولى القيام بعملية التركيب الضوئي. والصورة الجانبية تمثل بلاستيدة خضراء مكبرة تحت المجهر لأنها صغيرة الحجم جدا ولايصل حجمها إلا إلى واحد بالألف من المليميتر. وتحتوي البلاستيدة الخضراء على أعضاء عديدة جدا تقوم بمجموعها بإجراء عملية التركيب الضوئي. وتتألف الأخيرة من مراحل عديدة لا يزال بعضها مجهولا. وتجري هذه العملية المعقدة داخل هذه العضيوات المجهرية وبسرعة فائقة.

قياسي خلال جزء من الألف من الثانية يصور العلماء عملية التركيب الضوئي في حبيبات اليخضور على أنها سلسلة طويلة لتفاعل كيميائي، إلا أنهم لا يستطيعون تفسير بعض الأقسام التي تحدث في التفاعل بسبب سرعتها الكبيرة وينظرون إليها بذهول ولكن من الواضح أن التركيب الضوئي يتضمن مرحلتين تعرفان بـ ''التفاعلات الضوئية'' و''التفاعلات اللاضوئية'' التفاعلات الضوئيةتشكل أشعة الشمس حزمة مستمرة، فمجال الأشعة الذي تكتشفه العضويات بأعينها- الضوء المرئي- هو المجال نفسه تقريباً الذي تستخدمه النباتات والطول الموجي الأقصر (الضوء الأزرق) فيه طاقة أكثر من الطول الموجي الأطول (الضوء الأحمر) ويمتص الخضاب الضوء المرئي بينما تمتص أنواع أخرى من الخضاب أطوالاً موجية مختلفة ويمتص الكلوروفيل أو اليخضور - الخضاب الرئيس في عملية التركيب الضوئي- أولاً الضوء في المناطق الحمراء والزرقاء من الطيف المرئي ولا يحبذ اليخضور امتصاص الضوء الأخضر بل يعكسه وتظهر النباتات خضراء عادة لأن أوراقها تعكس معظم الضوء الأخضر الذي ينصب عليها (5)تبدأ عملية التركيب الضوئي بامتصاص الخضاب لأشعة الشمس مما يجعل النبات يبدو أخضر اللون كيف يبدأ اليخضور هذه العملية؟ لكي نجيب على هذا السؤال من المفيد أولاً أن ندرس تركيب الثايلاكويد الذي يوجد داخل حبيبات اليخضور ويحتوي على اليخضور هناك نوعان من اليخضور (أ) و (ب) وتبدأ التفاعلات الضوئية للتركيب الضوئي عندما يمتص ''اليخضور أ'' والخضاب أو الصبغيات المساعدة له الضوء وكما نرى في الصورة التي توضح البنية التفصيلية للثايلاكويد، جزيئات اليخضور والخضاب المساعد ومستقبلات الإلكترون منظمة بوحدات تدعى المنظومة الضوئية وهناك نوعان منها المنظومة الضوئية1 والمنظومة الضوئية 2 وتنقل طاقة الضوء إلى جزيء ''يخضور أ'' الذي يدعى مركز التفاعل وتعطي الطاقة التي تم الحصول عليها من امتصاص أشعة الشمس زيادة للالكترونات السالبة فاقدة الطاقة في مركز التفاعل وتستخدم هذه الإلكترونات الغنية بالطاقة في مراحل تالية للحصول على الأكسجين من الماء في هذه المرحلة هناك تدفق في الإلكترونات وتُستبدل الإلكترونات المفقودة من ''المنظومة الضوئية''1 بإلكترونات من ''المنظومة الضوئية''2 أما الإلكترونات المفقودة من ''المنظومة الضوئية''2 فتستبدل بإلكترونات منزوعة من الماء، ونتيجة لذلك ينفصل الأكسجين عن الماء وكذلك البروتونات والإلكترونات في نهاية تدفق الإلكترون يتم نقل الإلكترونات مع البروتونات من الماء إلى داخل 'الثايلاكويد وتتحد مع جزيء حامل الهيدروجين NADP+ (نيكوتيناميد أدينين ثنائي نّوويد الفوسفات) وينتج جزيء NADPHمن هذا ينشأ بروتون عبر غشاء الثايلاكويد أثناء تدفق الإلكترونات من حامل إلى حامل مع نظام نقل الإلكترونات، وتُستخدم الطاقة الكامنة لتشكيل الأدينوسين ثلاثي الفوسفاتATP(تستخدمه الخلية في عملياتها الخاصة التي تحتاج إلى طاقة)، وهكذا تصبح الطاقة التي يحتاجها النبات ليصنع غذاءه جاهزة للاستخدام في نهاية هذه العمليات هذه الأحداث- التي حاولنا أن نلخصها كسلسلة تفاعل- هي الجزء الأول من عملية التركيب الضوئي ومما لا شك فيه أن الطاقة ضرورية للنباتات لإنتاج غذائها، وليتم الحصول عليها- يجب أن تكتمل العمليات الأخرى- بفضل تصميم خاص (عملية خاصة لإنتاج الوقود (التفاعلات اللاضوئية تعرف هذه العمليات -المرحلة الثانية من التركيب الضوئي-ا بالتفاعلات اللاضوئية أو دورة كالفين، وتحدث في مناطق حبيبات اليخضور المعروفة بـ''النسيج الضام'' وتُستخدمATP المشحونة بالطاقة وجزيئات NADPHالناتجة من التفاعلات الضوئية لإنقاص ثاني أكسيد الكربون إلى كربون عضوي، ويستخدم الناتج النهائي للتفاعلات اللاضوئية كمادة أولية لمركبات عضوية أخرى تحتاجها الخلية احتاج

إن مادة اليخضور في النباتات تقبع داخل مايسمى بالحزوز الموجودة في البلاستيدات. والشكل التخطيطي أعلاه يوضح تركيب الحز الواحد. ويجب ألا ننسى بأن هذا الحز ما هو إلا جزء من البلاستيدة التي يبلغ حجمها واحدا من الألف بالمليمتر. ومن المستحيل أن يظهر هذا التركيب الخارق للحز بتأثير الصدفة البحتة. فالورقة النباتية مثلها مثل أي شيء في الوجود مخلوقة بقدرة الله عز و جل.
العلماء لمئات السنين لكي يفهموا الخطوط الرئيسية في سلسلة التفاعل التي لخصناها هنا يُنتج النبات الكربون العضوي-الذي لا يمكن أن يُنتج بأية طريقة أخرى- منذ ملايين السنين ويعد الكربون مصدر الطاقة لجميع أنظمة الكائنات الحية تعمل الأنزيمات وتراكيب أخرى ذات خواص مختلفة أثناء تفاعلات التركيب الضوئي بتعاون كامل ولا يستطيع أي مخبر في العالم -مهما بلغ تطور تجهيزاته- أن يعمل بالطاقة التي تعمل بها النباتات؛ فهذه العمليات تجري داخل عضو بالغ الصغر يبلغ حجمه واحدا بالألف من الميليميتر وتطبق الصيغ المتنوعة منذ ملايين السنين بدون خطأ في جميع أنواع النباتات، ولا أخطاء في ترتيب التفاعلات ولا خلط بين كميات المواد الأساسية المستخدمة في التركيب الضوئي هناك جانب آخر في عملية التركيب الضوئي، حيث تقود العمليات المعقدة المذكورة سابقا النباتات في نهاية التركيب الضوئي لإنتاج الغلوكوز والأكسجين الأساسيين للكائنات الحية وتُستخدم هذه المنتجات التي تصنعها النباتات كطعام من قبل البشر والحيوانات وبواسطة هذا الطعام تخزن الطاقة في خلاياها وتستخدمها وتستفيد جميع الكائنات الحية بفضل هذا النظام من طاقة الشمس يتم التعرف على خواص الطاقة التي ستُستخدم في عملية التركيب الضوئي أثناء العمليات الجارية في المعمل الكيميائي، وعندما يُنظر إلى هذه العملية من وجهة النظر هذه نُدرك ماهية تفاصيلها الدقيقة التي تمت بشكل مخطط له، لذا فإن خواص طاقة الضوء المستنبطة من الشمس يمكن أن تفي بحاجة الطاقة اللازمة لحبيبات اليخضور لإنتاج التفاعلات الكيميائية الصحيحة لكي نفهم هذا التوازن الدقيق يحسن بنا أن نتفحص أهمية ضوء الشمس في التركيب الضوئي هل تم تنظيم ضوء الشمس خصيصاً للتركيب الضوئي؟ أو هل النباتات مرنة بشكل كافٍ لتستخدم أيّ ضوء يأتي في طريقها وتبدأ التركيب الضوئي بمساعدته؟ تستطيع النباتات القيام بالتركيب الضوئي بفضل حساسية اليخضور إزاء طاقة الضوء والنقطة المهمة هنا أن مواد اليخضور تستخدم ضوءا ذي طول موجي خاص وأشعة الشمس لها الطول الموجي الصحيح الذي يحتاجه اليخضور وبتعبير آخر هناك انسجام كلي بين ضوء الشمس واليخضور يقول جورج غرينشتاين الفلكي الأمريكي عن هذا الانسجام الدقيق في كتابه ''الكون التكافلي'':يُتم جزيء اليخضور عملية التركيب الضوئي وتبدأ آلية التركيب الضوئي بامتصاص الضوء من جزيء اليخضور وليحدث هذا يجب أن يكون الضوء ذا لون صحيح، فاللون الخاطئ لن يقوم بالمهمة المطلوبة ويمكن أن نشبه ذلك بجهاز التلفاز، فلكي يستطيع الجهاز استقبال قناة معينة يجب أن تكون الموجة على تلك القناة والشيء نفسه بالنسبة إلى التركيب الضوئي فالشمس تعمل كمرسل ويعمل جزيء اليخضور كمستقبل تماما مثل جهاز التلفاز وإذا لم يكن هناك تناغم بين اليخضور والشمس واللون فلن يحدث التركيب الضوئي؛ وهذا يثُبت أن لون الشمس هو اللون الصحيح (6)بإيجاز يجب أن تكون كل الظروف في تلك اللحظة مناسبة لكي يحدث التركيب الضوئي وسيكون من المفيد الآن أن نطرح سؤالا آخر يمكن أن يخطر ببالنا هل يمكن أن يكون قد حدث تغير عبر الزمن في ترتيب العملية أو المهام التي تقوم بها جزيئات اليخضور؟ في إجابة على هذا السؤال يقول المدافعون عن نظرية التطور- الذين يدعون أن هناك توازنات حساسة في الطبيعة حدثت نتيجة المصادفة: ''لو كانت هناك بيئة مختلفة، فإن النباتات تشرع في عملية التركيب الضوئي في تلك البيئة أيضاً لأن الكائنات الحية سوف تتكيف مع الوضع الجديد'' بيد أن هذا المنطق خاطئ كلياً، لأنه لكي تقوم النباتات بالتركيب الضوئي يجب أن تكون في تناغم وانسجام في تلك اللحظة مع الضوء القادم من الشمس ويكشف الفلكي جورج غرينشتاين- أحد دعاة التطور- هذا المنطق الخاطئ بقوله:''قد يعتقد المرء في حدوث تكيف معين، أي تكيف حياة النبات مع خواص ضوء الشمس هل كان باستطاعة جزيء آخر أن يحل محل اليخضور إذا كانت حرارة الشمس مختلفة ويتجه نحوها ليمتص ضوءا مختلف اللون؟ إن الإجابة على هذا السؤال هي بالنفي، فكل الجزيئات تمتص الضوء ذي الألوان المتشابهة ويتم امتصاص الضوء بتنشيط الإلكترونات في الجزيئات للحصول على طاقة أعلى والمقياس العام المطلوب للقيام بهذا الأمر هو نفسه مهما كان الجزيء، وعلاوة على ذلك يتألف الضوء من فوتونات وحزم من الطاقة، وإذا كانت الفوتونات ذات طاقة خاطئة فإنّ عملية الامتصاص تتعطل وفي الواقع هناك تناسب دقيق بين فيزيائية النجوم وفيزيائية الجزيئات، وعند اختلال هذا التناسـب تـكون الحياة مستحيلة'' (7)لا يمكن أن يكون التركيب الضوئي مصادفة بالرغم من جميع هذه الحقائق الواضحة، يمكن أن نوجه مجموعة من الأسئلة مرة أخرى للذين يستمرون في دعم نظرية التطور، ويمكن أن نتأكد أن هذا النظام (التركيب الضوئي) لم يأتِ نتيجة المصادفة مَنْ وضع التخطيط لهذه الآلية التي لا تضاهي والتي وضعت في منطقة صغيرة مجهرية؟ هل بإمكاننا أن نتخيل أن خلايا النبات خططت لهذا النظام؟ وبتعبير آخر هل أن النبات هو الذي فكر في هذا النظام وخططه؟ إن الجواب هو بالتأكيد لا، لأنه من البديهي أن خلايا النبات لا تستطيع التفكير أو التخطيط وهي لم تخلق هذا النظام الدقيق الذي نراه، إذن في هذه الحالة هل هو نتاج عقل بشري فريد ومبدع؟ الجواب أيضا بالنفي، إذ لا يعقل أن يكون الإنسان هو الذي أنجز هذا المعمل الذي لا يصدق في مساحة لا تتجاوز واحداً بالألف من الميليميتر، فالإنسان في الواقع لا يستطيع حتى مشاهدة ما يحدث داخل هذا المعمل المجهري بالغ الصغر عندما نتأمل معا في ادعاءات التطوريين نعرف لماذا كانت الإجابة على الأسئلة بالنفي، وسوف تتوضّح أكثر الإجابة حول كيفية ظهور النباتات تدعي نظرية التطور أن جميع الكائنات الحية نشأت على مراحل، وأنه كان هناك تطور من البسيط إلى المعقد ولنتفحص الأمر هل يمكن أن يكون هذا الزعم صحيحا بأن نرى هل بإمكاننا أن نحدد عدد الأقسام الموجودة داخل عملية التركيب الضوئي ونفترض على سبيل المثال أن هناك 100 عنصر ضروري لحدوث عملية التركيب الضوئي (على الرغم من وجود أعداد أكبر بكثير في الواقع)، وإذا أكملنا افتراضنا لنتخيل أن من هذه المائة عنصر ظهر عنصران -كما يدعي التطوريون- بالمصادفة، ولنفترض أنهما توالدا ذاتياً، ففي هذه الحالة يجب أن تكون هناك فترة انتظار لملايين السنين لظهور بقية العناصر؛ وحتى لو تطورت هذه العناصر لتنضم إلى بعضها البعض فلن يكون هذا مفيداً في غياب بعضها الآخر ومن المستحيل أن نتوقع أن تشكل





يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع




 
[حجم الصفحة الأصلي: 36.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 36.11 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (1.64%)]