عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 19-09-2007, 02:47 AM
الصورة الرمزية منيع البوح
منيع البوح منيع البوح غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: العاصمة المقدسة
الجنس :
المشاركات: 3,676
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

نجاة إبراهيم عليه السلام من النار

وفعلا بدأ الاستعداد لإحراق إبراهيم انتشر النبأ في المملكة كلها وجاء الناس من القرى والجبال والمدن ليشهدوا عقاب الذي تجرأ على الآلهة وحطمها واعترف بذلك وسخر من الكهنة وحفروا حفرة عظيمة ملئوها بالحطب والخشب وأشعلوا فيها النار وأحضروا المنجنيق وضعوا إبراهيم بعد أن قيدوا يديه وقدميه في المنجنيق واشتعلت النار في الحفرة وتصاعد اللهب إلى السماء. وكان الناس يقفون بعيدا عن الحفرة من فرط الحرارة اللاهبة وأصدر كبير الكهنة أمره بإطلاق إبراهيم في النار

جاء جبريل عليه السلام ووقف عند رأس إبراهيم وسأله: يا إبراهيمألك حاجة؟
قال إبراهيم: أما إليك فلا
انطلق المنجنيق ملقيا إبراهيم في حفرة النار كانت النار موجودة في مكانها ولكنها لم تكن تمارس وظيفتها في الإحراق فقد أصدر الله جل جلاله إلى النارأمره بأن تكون (بَرْدًاوَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ)
أحرقت النارقيوده فقط وجلس إبراهيم وسطها كأنه يجلس وسط حديقة كان يسبّح بحمد ربه ويمجّدهلم يكن في قلبه مكان خال يمكن أن يمتلئ بالخوف أو الرهبة أو الجزع كان القلب مليئا بالحب وحده ومات الخوف وتلاشت الرهبة واستحالت النار إلى سلام بارد يلطف عنه حرارة الجو.
جلس الكهنة والناس يرقبون النار من بعيدكانت حرارته اتصل إليهم على الرغم من بعدهم عنهاوظلت النار تشتعل فترة طويلة حتى ظن الكافرون أنها لن تنطفئ أبدا فلما انطفأت فوجئوا بإبراهيم يخرج من الحفرة سليما كما دخل ووجهه يتلألأ بالنور والجلال وثيابه كماهي لم تحترق وليس عليه أي أثر للدخان أو الحريق.
خرج إبراهيم من النار كما لو كان يخرج من حديقة وتصاعدت صيحات الدهشة الكافرة خسروا جولتهم خسارة مريرة وساخرة.
وَأَرَادُوابِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ(70) (الأنبياء)
مواجهة عبدة الملوك:
ذهب إبراهيم عليه السلام لملك متألّه كان في زمانه وتجاوز القرآن اسم الملك لانعدام أهميته لكن روي أن الملك المعاصرلإبراهيم كان يلقب (بالنمرود) وهو ملك الآراميين بالعراق كما تجاوز حقيقة مشاعره كما تجاوز الحوار الطويل الذي دار بين إبراهيم وبينهلكن الله تعالى في كتابه الحكيم أخبرنا الحجة الأولى التي أقامها إبراهيم عليه السلام على الملك الطاغية فقال إبراهيم بهدوء
(رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ)
قال الملك
(أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ)
أستطيع أن أحضررجلا وأقتله وأستطيع أن أعفو عن محكوم عليه بالإعدام وأنجيه من الموت وبذلك أكون قادرا على الحياة والموت.
لم يجادل إبراهيم الملك لسذاجة ما يقول غير أنه أراد أن يثبت للملك أنه يتوهم في نفسه القدرة وهو في الحقيقة ليس قادرافقال إبراهيم
(فَإِنَّاللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَالْمَغْرِبِ)
استمع الملك إلى تحدي إبراهيم صامتا فلما انتهى كلام النبي بهت الملك أحس بالعجز ولم يستطع أن يجيب لقد أثبت له إبراهيم أنه كاذب قال له إنالله يأتي بالشمس من المشرق فهل يستطيع هو أن يأتي بها من المغرب إن للكون نظما وقوانين يمشي طبقا لها قوانين خلقها الله ولا يستطيع أي مخلوق أن يتحكم فيها ولوكان الملك صادقا في ادعائه الألوهية فليغير نظام الكون وقوانينه ساعتها أحس الملك بالعجز وأخرسه التحدي ولم يعرف ماذا يقول ولا كيف يتصرف انصرف إبراهيم من قصرالملك بعد أن بهت الذي كفر.

انتهى الجزء الاول

السؤال السادس
كرم الله تبارك وتعالى إبراهيم تكريما خاصا فجعل ملته هي التوحيد الخالص النقي من الشوائب وجعل العقل في جانب الذين يتبعون دينه واما الذين اشركوا فقد طبع الله على قلوبهم وعقولهم
فماهي احوال المشركين قبل بعثته عليه الصلاة والسلام؟


__________________
أسأل الله ان يرزقني رقة كرقة قلبك

 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.75 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.93%)]