عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 16-09-2007, 07:46 PM
الصورة الرمزية منيع البوح
منيع البوح منيع البوح غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: العاصمة المقدسة
الجنس :
المشاركات: 3,676
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي ۞ المسابقة الرمضانية ( الحلقة الرابعة) ۞

هود علية السلام

نبذة
أرسل إلى قوم عاد الذين كانوا بالأحقاف، وكانوا أقوياء الجسم والبنيان وآتاهم الله الكثير من رزقه ولكنهم لم يشكروا الله على ما آتاهم وعبدوا الأصنام فأرسل لهم الله هودا نبيا مبشرا ، كان حكيما ولكنهم كذبوه وآذوه فجاء عقاب الله وأهلكهم بريح صرصر عاتية استمرت سبع ليال وثمانية أيام

سيرته
عبادة الناس للأصنام
بعد أن ابتلعت الأرض مياه الطوفان الذي أغرق من كفر بنوح عليه السلام ، قام من آمن معه ونجى بعمارة الأرضفكان كل من على الأرض في ذلك الوقت من المؤمنين لم يكن بينهم كافر واحد ومرت سنوات وسنوات مات الآباء والأبناء وجاء أبناء الأبناء نسى الناس وصية نوح وعادت عبادة الأصنام انحرف الناس عن عبادة الله وحده وتم الأمر بنفس الخدعة القديمة
قال أحفاد قوم نوح : لا نريد أن ننسى آبائنا الذين نجاهم الله من الطوفانوصنعوا للناجين تماثيل ليذكروهم بها وتطور هذا التعظيم جيلا بعد جيل فإذا الأمر ينقلب إلى العبادة وإذا بالتماثيل تتحول بمكر من الشيطان إلى آلهة مع الله وعادت الأرض تشكو من الظلام مرة ثانية وأرسل الله سيدنا هودا إلى قومه

إرسال هود عليه السلام
كان "هود" من قبيلة اسمها "عاد" وكانت هذه القبيلة تسكن مكانا يسمى الأحقاف وهو صحراء تمتلئ بالرمال وتطل على البحر أما مساكنهم فكانت خياما كبيرة لها أعمدة شديدة الضخامة والارتفاع وكان قوم عاد أعظم أهل زمانهم في قوة الأجسام والطول والشدة كانوا عمالقة وأقوياء فكانوا يتفاخرون بقوتهم فلم يكن في زمانهم أحد في قوتهم ورغم ضخامة أجسامهم كانت لهم عقول مظلمة كانوا يعبدون الأصنام ، ويدافعون عنها ، ويحاربون منأجلها ويتهمون نبيهم ويسخرون منه وكان المفروض ما داموا قد اعترفوا أنهم أشد الناس قوة أن يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة
قال لهم هود نفس الكلمة التي يقولها كل رسول لا تتغير ولا تنقص ولا تتردد ولا تتراجع كلمة واحدة هي الشجاعة كلها ، وهي الحق وحده
(يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ)
ولكن كان موقف قومه التكذيب

موقف الملأ من دعوة هود
يروي المولى عزل وجل موقف الملأ (وهم الرؤساء) من دعوة هود عليه السلام سنرى هؤلاء الملأ في كل قصص الأنبياء سنرى رؤساء القوم وأغنيائهم ومترفيهم يقفون ضد الأنبياء يصفهم الله تعالى بقوله
(وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)
من مواقع الثراء والغنى والترف يولد الحرص على استمرار المصالح الخاصة ومن مواقع الثراء والغنى والترف والرئاسة، يولد الكبرياء ويلتفت الرؤساء في القوم إلى أنفسهم ويتساءلون: أليس هذا النبي بشرا مثلنا يأكل مما نأكل ويشرب مما نشرب؟
بل لعله بفقره يأكل أقل مما نأكل، ويشرب في أكواب صدئة، ونحن نشرب في أكواب الذهب والفضة كيف يدعي أنه على الحق ونحن على الباطل؟ هذا بشركيف نطيع بشرا مثلنا؟ ثم لماذا اختار الله بشرا من بيننا ليوحى إليه؟
قال رؤساء قوم هود: أليس غريبا أن يختار الله من بيننا بشرا ويوحي إليه؟
تسائل هو: ما هو الغريب في ذلك؟
إن الله الرحيم بكم قد أرسلني إليكم لأحذركم إن سفينة نوح وقصة نوح ليست ببعيدة عنكم لا تنسوا ما حدث لقد هلك الذين كفروا بالله وسيهلك الذين يكفرون بالله دائما مهما يكونوا أقوياء
قال رؤساء قوم هود: من الذي سيهلكنا يا هود؟
قال هود: الله
قال الكافرون من قوم هود: ستنجينا آلهتنا
وأفهمهم هود أن هذه الآلهة التي يعبدونها لتقربهم من الله، هي نفسها التي تبعدهم عن الله. أفهمهم أن الله هووحده الذي ينجي الناس، وأن أي قوة أخرى في الأرض لا تستطيع أن تضر أوتنفع.
واستمر الصراع بين هودوقومه وكلما استمر الصراع ومرت الأيام، زاد قوم هود استكبارا وعنادا وطغيانا وتكذيبا لنبيهم وبدءوا يتهمون "هودا" عليه السلام بأنه سفيه مجنون
وتوقف هودعند قولهم
(وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ)

بعد هذا التحدي لم يب قلهود إلا التحدي لم يبق له إلا التوجه إلى الله وحده لم يبق أمامه إلا إنذار أخير ينطوي على وعيد للمكذبين وتهديدا لهم وتحدث هود:
إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ(54) مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ(55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِن َّرَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ(56) فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57) (هود)
إن الإنسان ليشعر بالدهشة لهذه الجرأة في الحق رجل واحد يواجه قوما غلاظا شدادا وحمقى يتصورون أن أصنام الحجارة تستطيع الإيذاء إنسان بمفرده يقف ضد جبارين فيسفه عقيدتهم ويتبرأ منهم ومن آلهتهم، ويتحداهم أن يكيدوا له بغير إبطاء أو إهمال وهو فرد مع قلة ممن امن معه وهم الاقوياء الجبارين وهذه معجزه يتحداهم بها فهو على استعداد لتلق يكيدهم وهو على استعداد لحربهم فقد توكل على الله والله هو القوي بحق
بهذا الإيمان بالله والثقة بوعده والاطمئنان إلى نصره يخاطب هود الذين كفروا من قومه وهو يفعل ذلك رغم وحدته وضعفه لأنه يقف مع الأمن الحقيقي ويبلغ عن الله وهو في حديثه يفهم قومه أنه أدى الأمانة وبلغ الرسالة فإن كفروا فسوف يستخلف الله قوما غيرهم سوف يستبدل بهم قوما آخرين وهذا معناه أن عليهم أن ينتظروا العذاب

هلاك عاد
وهكذا أعلن هود لهم براءته منهم ومن آلهتهم وتوكل على الله الذي خلقه، وأدرك أن العذاب واقع بمن كفر من قومههذا قانون من قوانين الحياة يعذب الله الذين كفروا، مهما كانوا أقوياء أو أغنياء أو جبابرة أو عمالقة.
انتظر هود وانتظر قومه وعدالله وبدأ الجفاف في الأرض لم تعد السماء تمطر. وهرع قوم هود إليه. ما هذا الجفاف يا هود؟ قال هود: إن الله غاضب عليكم، ولو آمنتم فسوف يرضى الله عنكم ويرسل المطر فيزيدكم قوة إلى قوتكم وسخر قوم هود منه وزادوا في العناد والسخرية والكفر. وزاد الجفاف، واصفرت الأشجار الخضراء ومات الزرع وجاء يوم فإذا سحاب عظيم يملأ السماءوفرح قوم هود وخرجوا من بيوتهم يقولون
(هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا)
تغير الجو فجأة من الجفاف الشديد والحر إلى البرد الشديد القارس بدأت الرياح تهب ارتعش كل شيء ارتعش تالأشجار والنباتات والرجال والنساء والخيام. واستمرت الريح. ليلة بعد ليلة، ويومابعد يوم كل ساعة كانت برودتها تزداد وبدأ قوم هود يفرون، أسرعوا إلى الخيام واختبئوا داخلها، اشتد هبوب الرياح واقتلعت الخيام، واختبئوا تحت الأغطية، فاشتد هبوب الرياح وتطايرت الأغطية كانت الرياح تمزق الملابس وتمزق الجلد وتنفذ من فتحات الجسم وتدمره لا تكاد الريح تمس شيئا إلا قتلته ودمرته، وجعلته كالرميم
استمرت الرياح مسلطة عليهم سبع ليال وثمانية أيام لم تر الدنيا مثلها قط ثم توقفت الريح بإذن ربها لم يعد باقيا ممن كفر من قوم هود إلا ما يبقى من النخل الميت مجرد غلاف خارجي لا تكاد تضع يدك عليه حتى يتطاير ذرات في الهواء
نجا هود ومن آمن معهوهلك الجبابرة وهذه نهاية عادلة لمن يتحدى الله ويستكبر عن عبادته


السؤال الرابع

كل الرسل قد كذبوا من اقوامهم ولقوا نفس الانكار بوجود الله الواحد ولقوا التحدي والتهديد والوعيد واعطى الله كل رسول معجزه وآيه0

فما هي المعجزه التي تحدى بها هود قومه؟
__________________
أسأل الله ان يرزقني رقة كرقة قلبك

 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 26.84 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (2.27%)]