عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 15-09-2007, 03:07 PM
الصورة الرمزية منيع البوح
منيع البوح منيع البوح غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: العاصمة المقدسة
الجنس :
المشاركات: 3,676
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي ۞المسابقة الرمضانية ( الحلقة الثالثة)۞


نوح عليه السلام


نبذة
كان نوح تقيا صادقا أرسله الله ليهدي قومه وينذرهم عذاب الآخرة ولكنهم عصوه وكذبوه ، ومع ذلك استمر يدعوهم إلى الدين الحنيف فاتبعه قليل من الناس ، واستمر الكفرة في طغيانهم فمنع الله عنهم المطر ودعاهم نوح أن يؤمنوا حتى يرفع الله عنهم العذاب فآمنوا فرفع الله عنهم العذاب ولكنهم رجعوا إلى كفرهم ، وأخذ يدعوهم 950 سنة ثم أمره الله ببناء السفينة وأن يأخذ معه زوجا من كل نوع ثم جاء الطوفان فأغرقهم أجمعين

سيرته

حال الناس قبل بعثة نوح
قبل أن يولد قوم نوح عاش خمسة رجال صالحين من أجداد قوم نوح ، عاشوا زمنا ثم ماتوا ، كانت أسماء الرجال الخمسة هي
(ودَّ ، سُواع ، يغوث ، يعوق ، نسرا)
بعد موتهم صنع الناس لهم تماثيل في مجال الذكرى والتكريم ، ومضى الوقت.. ومات الذين نحتوا التماثيل.. وجاء أبنائهم.. ومات الأبناء وجاء أبناء الأبناء.. ثم نسجت قصصا وحكايات حول التماثيل تعزو لها قوة خاصة.. واستغل إبليس الفرصة ، وأوهم الناس أن هذه تماثيل آلهة تملك النفع وتقدر على الضرر.. وبدأ الناس يعبدون هذه التماثيل.

إرسال نوح عليه السلام
كان نوح على الفطرة مؤمنا بالله تعالى قبل بعثته إلى الناس. وكل الأنبياء مؤمنون بالله تعالى قبل بعثتهم . وكان كثير الشكر لله عزّ وجلّ . فاختاره الله لحمل الرسالة. فخرج نوح على قومه وبدأ دعوته

يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
بهذه الجملة الموجزة وضع نوح قومه أمام حقيقة الألوهية.. وحقيقة البعث. هناك إله خالق وهو وحده الذي يستحق العبادة.. وهناك موت ثم بعث ثم يوم للقيامة. يوم عظيم ، فيه عذاب يوم عظيم . شرح "نوح" لقومه أنه يستحيل أن يكون هناك غير إله واحد هو الخالق . أفهمهم أن الشيطان قد خدعهم زمنا طويلا ، وأن الوقت قد جاء ليتوقف هذا الخداع ، حدثهم نوح عن تكريم الله للإنسان . كيف خلقه ، ومنحه الرزق وأعطاه نعمة العقل، وليست عبادة الأصنام غير ظلم خانق للعقل.
تحرك قوم نوح في اتجاهين بعد دعوته. لمست الدعوة قلوب الضعفاء والفقراء والبؤساء ، وانحنت على جراحهم وآلامهم بالرحمة.. أما الأغنياء والأقوياء والكبراء ، تأملوا الدعوة بعين الشك… ولما كانوا يستفيدون من بقاء الأوضاع على ما هي عليه.. فقد بدءوا حربهم ضد نوح في البداية اتهموا نوحا بأنه بشر مثلهم
(فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًامِّثْلَنَا)
رغم أن نوحا لم يقل غير ذلك ، وأكد أنه مجرد بشر.. والله يرسل إلى الأرض رسولا من البشر، لأن الأرض يسكنها البشر، ولو كانت الأرض تسكنها الملائكة لأرسل الله رسولا من الملائكة
ويستمر نوح في دعوة قومه إلى الله. ساعة بعد ساعة. ويوما بعد يوم. وعاما بعد عام. ومرت الأعوام ونوح يدعو قومه. كان يدعوهم ليلا ونهارا، وسرا وجهرا، يضرب لهم الأمثال ويشرح لهم الآيات ويبين لهم قدرة الله في الكائنات ، وكلما دعاهم إلى الله فروا منه، وكلما دعاهم ليغفر الله لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستكبروا عن سماع الحق واستمر نوح يدعو قومه إلى الله ألف سنة إلا خمسين عاما.
وكان يلاحظ أن عدد المؤمنين لا يزيد ، بينما يزيد عدد الكافرين. وحزن نوح غير أنه لم يفقد الأمل، وظل يدعو قومه ويجادلهم ، وظل قومه على الكبرياء والكفر والتبجح. وحزن نوح على قومه. لكنه لم يبلغ درجة اليأس . ظل محتفظا بالأمل طوال 950 سنة. ويبدو أن أعمار الناس قبل الطوفان كانت طويلة، وربما يكون هذا العمرالطويل لنوح معجزة خاصة له.
وجاء يوم أوحى الله إليه ، أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن أوحى الله إليه ألا يحزن عليهم ساعتها دعا نوح على الكافرين بالهلاك
وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا(26) (نوح)
برر نوح دعوته بقوله:
إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا(26) (نوح)

الطوفان
ثم أصدر الله تعالى حكمه على الكافرين بالطوفان امرالله تعالى عبده نوحا أنه يصنع سفينة
وجاء اليوم الرهيب ، فار التنور وأسرع نوح يفتح سفينته ويدعوالمؤمنين به ، وهبط جبريل عليه السلام إلى الأرض كان نوح قد صنع أقفاصا للوحوش وهو يصنع السفينة وساق جبريل عليه السلام أمامه من كل زوجين اثنين ، لضمان بقاء نوع الحيوان والطير على الأرض ، وهذامعناه أن الطوفان أغرق الأرض كلها
لم تكن زوجة نوح مؤمنة به فلم تصعد ، وكان أحد أبنائه يخفي كفره ويبدي الإيمان أمام نوح ، فلم يصعد هو الآخر وكانت أغلبية الناس غير مؤمنة هي الأخرى فلم تصعد وصعد المؤمنون قال ابن عباس ، رضي الله عنهما: آمن من قوم نوح ثمانون إنسانا
ارتفعت المياه من فتحات الأرض انهمرت من السماء أمطارا غزيرة بكميات لم تر مثلها الأرض فالتقت أمطار السماء بمياه الأرض، وصارت ترتفع ساعة بعد ساعة فقدت البحار هدوئها، وانفجرت أمواجها تجور على اليابسة ، وتكتسح الأرض وغرقت الكرة الأرضية للمرة الأولى في المياه
ارتفعت المياه أعلى من الناس تجاوزت قمم الأشجار، وقمم الجبال وغطت سطح الأرض كله وفي بداية الطوفان نادى نوح ابنه كان ابنه يقف بمعزل منه ويحكي لنا المولى عز وجل الحوار القصير الذي دار بين نوح عليه السلام وابنه قبل أن يحول بينهما الموج فجأة
نادى نوح ابنه قائلا: يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَالْكَافِرِينَ
ورد الابن عليه: قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَالْمَاء
عاد نوح يخاطبه: قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ
وانتهى الحوار بين نوح وابنه:
وَحَالَبَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ


انظر إلى تعبير القرآن الكريم (وَحَالَ بَيْنَهُمَاالْمَوْجُ) أنهى الموج حوارهما فجأة نظر نوح فلم يجد ابنه لم يجد غير جبال الموج التي ترتفع وترفع معها السفينة ، وتفقدها رؤية كل شيء غير المياه وشاءت رحمة الله أن يغرق الابن بعيدا عن عين الأب ، رحمة منه بالأب، واعتقد نوح أن ابنه المؤمن تصور أن الجبل سيعصمه من الماء فغرق
واستمر الطوفان استمر يحمل سفينة نوح بعد ساعات من بدايته كان تكل عين تطرف على الأرض قد هلكت غرقا لم يعد باقيا من الحياة والأحياء غير هذاالجزء الخشبي من سفينة نوح ، وهو ينطوي على الخلاصة المؤمنة من أهل الأرض وأنواع الحيوانات والطيور التي اختيرت بعناية ثم صدر الأمر الإلهي إلى السماء أن تكف عن الإمطار، وإلى الأرض أن تستقر وتبتلع الماء ، وإلى أخشاب السفينة أن ترسو على الجودي ، وهو اسم مكان قديم يقال أنه جبل في العراق طهر الطوفان الأرضوغسلها قال تعالى في سورة (هود):
وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُوَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(44) (هود)
( ذهب الهول بذهاب الطوفان وانتقل الصراع من الموج إلى نفس نوح تذكر ابنه الذي غرق
لم يكن نوح يعرف حتى هذه اللحظة أن ابنه كافر كان يتصور أنه مؤمن عنيد ، آثر النجاة باللجوء إلى جبل وكان الموج قد أنهى حوارهما قبل أن يتم فلم يعرف نوح حظ ابنه من الإيمان تحركت في قلب الأب عواطف الأبوة قال تعالى في سورة (هود):
وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ(45) (هود)
أراد نوح أن يقول لله أن ابنه من أهله المؤمنين وقد وعده الله بنجاة أهله المؤمنين قال الله سبحانه وتعالى ، مطلعا نوحا على حقيقة ابنه للمرةالأولى:
يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَالَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ(46) (هود)
وثمة درس مهم تنطوي عليه الآيات الكريمة التي تحكي لنا قصة نوح وابنه أراد الله سبحانه وتعالى أن يقول لنبيه الكريم أن ابنه ليس من أهله ، لأنه لم يؤمن بالله ، وليس الدم هو الصلة الحقيقية بين الناس ابن النبي هو ابنه في العقيدة هومن يتبع الله والنبي ، وليس ابنه من يكفر به ولو كان من صلبه هنا ينبغي أن يتبرأالمؤمن من غير المؤمن وهنا أيضا ينبغي أن تتصل بين المؤمنين صلات العقيدة فحسب لااعتبارات الدم أو الجنس أو اللون أو الأرض
واستغفر نوح ربه وتاب إليه ورحمه الله وأمره أن يهبط من السفينة محاطا ببركة الله ورعايته وهبط نوح من سفينته أطلق سراح الطيور والوحش فتفرقت في الأرض ، نزل المؤمنون بعد ذلك ولا يحكي لنا القرآن الكريم قصة من آمن مع نوح بعد نجاتهم من الطوفان


السؤال الثالث
كان نوح تقيا صادقا أرسله الله ليهدي قومه وينذرهم عذاب الآخرة ولكنهم عصوه وكذبوه ، وقد استمرت دعوته فيهم 950سنه

وتتجلى قمة الصراع في قصة نوح إن الباطل يسخر من الحق زمنا طويلاً ثم جاء الطوفان فأغرقهم وبين من هلك ابنه
وهنا درس في الولاء والبراء تنطوي عليه الآيات الكريمة التي تحكي قصة نوح وابنه فما هو؟
__________________
أسأل الله ان يرزقني رقة كرقة قلبك

 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.17 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (2.52%)]