عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 13-07-2011, 01:43 PM
الصورة الرمزية شبل المسجد
شبل المسجد شبل المسجد غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: فلسطــــــــ غزة الصمود ــــــــــــــــين
الجنس :
المشاركات: 818
الدولة : Palestine
افتراضي زأخيرا ً... سيرة المجاهد القسامي القائد الشهيد تيسير أبو سنيمة

القائد القسامي الشهيد : تيسير سعيد سليمان أبو سنيمة

قدم ذورة سنام الإسلام على حياته


منذ فجر الإسلام اصطفى الله من خلقه رجالا عمالقة ذادوا عن حماه ، تخيرهم ربهم ورباهم على عينه، فصفت قلوبهم وقويت عزائمهم ، وبنور منه شقوا دروب الحياة ، ومن فيض عطاياه وهبهم، أحبوه وأحبهم وإلى أن حان اللقاء بذلوا الغالي والنفيس لنيل رضاه ، فنقشت أسماؤهم على صفحات التاريخ "وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين" ، واستحقوا عن جدارة وصف خالقهم والعالم بحالهم " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ".
حروف يصحبها الحياء تصحبك في جامعة المجد لأبي المجد ، فحياته الزاخرة بالعطاء تحني القلم إجلالا ، وتكسب الكلمات هيبة البناء الشامخ ، وتنأى بالعين ملامسة قمة جبل أشم .
وفي حكاية جذورها متأصلة بأعماق الشعور ، تنحدر دموع لوعة انسكبت بحرارة من قلب محب يلفحه الشوق ، وانسلت من ثنايا روح أخذها بهاء الإيمان الحي ، فدقت جولة الصمت آذانا لتسمع عن رجل بأمة ، وتلاحقت النظرات في لهفة لتدرك إشراقات الميادين ، واحتار العقل متفكرا أي رجل ذا في زمن قل شبيهه فضلا عن النظير.
أيا أبا المجد سلام لروحك في الخالدين ، سلام المؤمنين لصفوة صفوتهم ، وسلام الدعاة إلى حاديهم ، وسلام قسامي بأمجاد سطرتها، وبطولات خلدتها، وسلام فلسطين وفاءً لعاشقها.

ثارات الصغر

في أعماقها خبأت الأرض المباركة بذور الثأر لكرامتها ، واحتضن ثراها المقدس جذورا تشربت آي سورة الإسراء ، واعتنقت النصر من وعد السماء ، وفي خضم معركة البقاء أنجبت على مدى الأيام رجالا حملوا بالفخار اسمها ورووا تربها بعظيم تضحياتهم ، فسطعت برحابها وعلى أيدي أبطالها شمس الحق رغما عن ظلمات المحتلين وجبروتهم ، وكان لفلسطين مجدا بميلاد " أبي المجد" تيسير سعيد أبو سنيمة في الخامس والعشرين من أغسطس عام 1983 م ، ومن كان يدري أن أنامل الطفل الصغير ستغدو تيسيرا لخير ونصر وعز لها ، إنه القدر ، والذي نطقت به جدته ذات الفراسة الربانية مذ طل طلته الأولى .
تاريخ لن تنساه الأرض فميلاده أسفر عن رجل حمل اللواء وصان لها قدسيتها ، ومع أنه ترعرع في ثغرها الجنوبي بمحافظة رفح إلا أن جوانبها أحست بدفء منبته وجميل قدومه . هدوؤه وحياؤه ترك الأنظار تحتار في لغز مكمن قوته ، فإذا السر إيمان تشربه منذ صغره برحاب بيته المتدين . عاش حياة اللجوء ليدرك مرارة المحتل ، ويقع في قلبه حب الثأر شغفا بأرض أجداده بئر السبع المحتلة عام 1948 م .
درس الابتدائية والإعدادية في مدرسة السكة وتعمق لديه الشعور بالظلم بعد أن رماه جندي مغتصب بحجر أثناء مغادرته للمدرسة فبقي أثره على رأسه . أكمل الثانوية في مدرسة بئر السبع ، ونظرا لأخلاقه العالية ، وأدبه الجم ، وتواضعه الكبير تملك قلوب من عرفوه فأحبوه واحترموه ، تميز بذكائه في مهارة تلخيص المحاضرات ، وتملك حافظة قوية وسريعة ، ففطرته النقية وبيئته الحسنة ساعدت لتصقل شخصه على الطيبة والكرم وحسن الخلق والجدية وتحمل المسئولية.

جامعة الخصال
غدا أبو المجد جامعة عريقة ترى في جوانب حياته كليات منتصبة كفيلة بتخريج القلوب العامرة بالإيمان ، والنفوس المتزينة بأخلاق الإسلام ، والأبطال القابضين على دينهم والمجاهدين بأنفسهم وأموالهم وأهليهم في سبيل الله ، والقادة الفاهمين لدورهم رحمة بالمؤمنين وعزة وأنفة على الكافرين ، وللقائمين بإخلاص يشدون بناء الصرح الإسلامي وريادة العالم نحو بر الأمان .
وهو بذا تلميذ تربى على موائد القرآن ، ورجل استقى من نبع النبوة القدوة فصلح وأصلح ، نشد قلبه مرضاة ربه وهتافه عبودية على أعتاب الربوبية جبلت بمحبة قلبية . فانتمى لإسلامه ، واحتضن دعوته ، حتى وصل بقارب الطاعة والتضحية والعطاء إلى شاطئ النجاة .

خيركم لأهله

غمر أهله بحبه فهو البار بأبيه وأمه بأسمى معاني البر ومنتهى الإحسان والإكرام ، يتوالى حبه عليهم بتوالي الأيام فقابلها يفضل سابقها الأفضل ، علاقة حميمية انبنت على الطاعة والسعي لإسعادهما بكل ما أوتي من وسيلة ، فكان يمازح أمه بأن يطلب من أبيه أن يتزوج فلما يرى دهشتها يقبل عليها مقبلا رأسها . ودوما يصطحب لأهله ما يحبون من مأكل ومشرب ، ويعود بالرأي إليهم ليشاورهم فيما يعمل .
ومن جميل ما يذكر أن أبا المجد ولحيائه لم يجد وسيلة ليقنع والده بالإقلاع عن التدخين إلا الدعاء ، وفرح فرحا شديدا لما قرر والده ذلك ، وأوصى أمه وأهله أن يزيدوا من رعايته والدعاء ليثبت على قراره ، وهيأ الأجواء المناسبة لتثبيته ومنها قيامه بإجراء تمارين رياضية وعدو برفقة والده ليشغله عن التدخين .
وهو الرحيم بإخوته التسعة _ثلاث إخوة وست أخوات _ مع أنه الثاني في الذكور إلا أنه كان بمثابة حمامة المنزل نظرا لحنان ملأ قلبه ، فكان يساعد والده في عمل الزراعة والرعي، وعمل سائقا لسيارتهم مشاركا في جلب قوت أسرته ، وهو أكثر عائلته تواصلا وقربا من أخته المتزوجة والتي تقطن في العريش ومما قاله في وصيته عنها :" أختي البعيدة بعيدة عن النظر قريبة إلى القلب " وبجهده سعى لإحضارها إلى القطاع من أجل رؤيتها . وكذا دنا من أخويه الصغيرين محمد وأحمد وكان يصطحبهما معه وهو من دربهما على قيادة السيارة .
وحظي باحترام وحب أقاربه وجيرانه ، وأبدى اصطبارا على من آذاه وعاداه منهم لتضرر مصلحته خاصة بعد أن طورد أبو المجد ، وكان يحرص على استيعاب فهمهم بقلبه الكبير .
وفاض برحمته على كل من عرفه فهو سريع في مساعدة المحتاج وإغاثة الملهوف وإجابة السائل ، اكتسى بثوب الحياء ، متواضع تواضعا جما ، رحيم بذوي الإعاقة والفقر من الناس غضب لما رأى شابا يستهزأ بأحدهم وقال له :" هذا أحسن مني ومنك ، وإذا أحببت هذا أحبك الله عز وجل" .
ورغم ما لزمه من أعباء، وما عاناه من مطاردة وتشرد إلا أنه حفظ لزوجه وأبنائه "مجد" و"آية" حقهم فكان يستثمر تواجده بينهم ليدخل السرور عليهم ، ويلاعبهم ويضفي من حنانه عليهم . مضى إلى ربه شهيدا وزوجه حامل في الشهر الثامن ، وبعد شهرين من استشهاده قدم الوليد المنتظر وأسماه ذووه على اسم أبيه " تيسير" عسى أن يكون خير خلف لخير سلف .
وما مضى غيض من فيض محطات خير وبر ورحمة تتشرف الكلمات بذكرها لمن تمثل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :" خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي ".

الرجل الرباني

لم تنضوِ تلك الصفات وهذي الأفعال إلا على قلب متصل بربه عارف لحقه ، مليئة علاقته بمولاه بأسرار لا يعلمها إلا هو سبحانه ، فبدت أخلاقه ترجمة لإيمانه.
اعتاد في صغره على النوم مبكرا والاستيقاظ قبيل الفجر ، وهداه مولاه ليحظى بنصيب من الليل مستشعرا لذة خلوة الحبيب بحبيبه ولم ينقطع عن هذه النافلة في أشد الأوقات حلكة كما يروي أهله . وله مع القرآن حكاية حب أخرى فكان يترنم بتلاوته بكاءً متدبرا لآياته ، اجتهد في حفظه وحاز على دورات أحكام وتجويد لتلاوته ، فكان يؤم المصلين في صلوات التهجد والتراويح وكان إمام مصلى الفاروق في منطقة الشوكة ، ومن حرصه على صلته بربه أمّ الناس في صلاة الفجر ليلة زفافه ، وتميز بطول صلاته ناصبا أقدامه في أشرف مقام للعبد بين يدي مولاه .
لم يكن حريصا في ذاته على أداء الصلوات في جماعة وحسب بل عاش يحض الناس والمجاهدين على الصلاة خاصة صلاة الفجر في جماعة ومما قاله في جمع من المجاهدين :" كما نحن اليوم هنا متواجدون بهذا الكم الذي يثلج الصدور ويرفع أنفة المسلمين في كل العالم ، لا بد أن نرفع هذه الأنفة في بيوت الله حتى يرانا كما يحب ويرضى " .
منذ صغره كان يذهب مع والده إلى الصلاة في مسجد يبعد عنهم كثيرا في منطقة "الهسي"، وكان لأبي المجد نشاطه الدعوي هناك ، وبين عامي 2003 و2005 م أشرف بنفسه على بناء مصلى الفاروق القريب من منزلهم فكان إمامه ومحفظ القرآن فيه .
وهو صاحب الدعاء والبكاء الذي ملأ الجوالات وصفحات الانترنت بعد استشهاده ، وما أجمله وأجله من مقطع متدفق من قلبه إلى ربه راجيا بتوسل وعبرة :" اللهم أحسن خاتمتنا " .
وله مع دروس العلم وحلقات الذكر إقبال وإقبال ، فالتزم في الحضور الباكر إلى صلاة الجمعة وحجز مقعد في الصفوف الأولى ، وبلهفة كان يقدم إلى الدعاة ويستمع إليهم .
إن محبته التي أسرت قلوب من لاقوه وعرفوه لهي امتداد لمحبة الله القائل في الحديث :" ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه " ، اجتهد أبو المجد صلاة وصياما وقياما وتلاوة وإحسانا إلى الناس وصدقة فلما أحبه مولاه فاض عليه بكرمه وتوفيقه وحبب إليه خلقه ، وهذا ما لو تتبعت أثره في حياته لوجدته بفضل الله كثيرا غزيرا .
إضافة لذلك كان زاهدا في الدنيا ليس له من متاعها نصيب ، ولم يبد لزينتها حبا ، ففي ملبسه ومأكله ومظهره تنجلي سمات التواضع والزهد _ ملك الدنيا بيده ولم تملك قلبه_ ، حريص على حقوق العباد ، يبغض الظلم ، ويكره الغيبة ، همه الجهاد ورضا رب العباد ، قبل استشهاده بأيام ذهب للدكان ليسد دينا عليه فبقي للدكان نصف شيقل وخلصت الشواقل من جيب أبي المجد فعرض عليه 100 دولار ليأخذ حقه فأبى صاحب الدكان وسامحه ، إلا أنه ذهب وأحضر نقودا وأعطاه حقه .
ومن طريف ما يذكر أن حذاءً لأبي المجد سرق أثناء صلاته ، وبعد فراغه وبحثه وانتظاره لم يجده فغادر المسجد حافيا ورافضا أخذ حذاء شاب رأى المشهد فعرض عليه أن يرتدي حذاءه.
وهو صاحب عاطفة جياشة وحس مرهف وشعور راقي ، ومن المواقف التي أسبلت على خده دمعه عندما ظهر الشيخ وجدي غنيم على شاشات التلفزة بالبزة العسكرية أثناء حرب الفرقان ، وأيضا لما سجد أبو العبد هنية شكرا لله على حشد الانطلاقة الحادية والعشرين .
ومن إنفاقه يذكر أن محفظ قرآن توجه لأبي المجد بين أذان وإقامة صلاة الفجر وأعطاه جوابا فيه طلب دعم مادي لمركز التحفيظ ففتحه أبو المجد ونظر لنص الجواب ثم رده للمحفظ ، فتعجب المحفظ من رده دون أن إبدائه إجابة أو إعطائه شيئا ، فلما فتحه آنفا وجد بداخله مئة دولار. وموقف آخر جمع فيه بين الحلم والرحمة والحكمة حينما أمسك المواطنون بسارق لكيس دقيق فتقدم أبو المجد وأعطى ثمن الكيس لصاحبه واشترى للسارق ما يحتاج ثم خلى سبيله .
ومما كان يكرهه المناصب وطلبها ، وكان صبورا جلدا شجاعا في الحق ، نصيرا للمظلومين ، صاحب تفاؤل وأمل في أشد المواقف وطأة ، يضرع إلى الله بالدعاء في الشدة والرخاء .
وعن تواضعه يذكر أنه كان يتعرض للتفتيش والإيقاف على حواجزها ، فيتلقى ذلك برحابة صدر ويقدم أوراقه بأدب جم ، وحدث أن ذهب لزيارة مرضية إلى مستشفى فأوقفه الحرس وأرجعوه لانتهاء موعد الزيارة فهم بالمغادرة انصياعا.
ومن جميل صفاته قلة كلامه وطول صمته وتفكره ، حببت إليه الخلوة والتجول في الطبيعة والنظر إلى السماء . حفظ لسانه عن معايب الألسن من كذب وغيبة وغيرها، وكان يستمع لمحدثه إلى أن ينتهي ، حيي بين يدي مخاطبه ، ويبادر في رد السلام على من عرف ومن لم يعرف ، والابتسامة شفافة ترتسم على محياه دوما . حافظ لحق الأخوة مؤديا لواجبها بدءا بسلامة الصدر والحب إلى الإيثار والقرب ، يشارك في الجنائز ويعود المرضى . ومن صفاته العطرة ما لا يحصى وكأنا به رجل من زمن خير القرون عاش بيننا ومعنا .

وقود الدعوة

وبهذي الروح الراقية ارتقى أبو المجد ليسلك درب العمل لدين الله وإعلاء كلمته في الأرض فالتحق بصفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس معتنقا نهجها في التغيير و المقاومة والجهاد ، وكان لصحبة الشهيد علي الشاعر الأثر البالغ على شخصية أبي المجد .
انطلق في رحاب منطقته الحدودية والخطرة حاملا الفكرة ومبلغا إياها ، وتميز بنشاطه الدعوي وهمته العالية وحرصه على صقل الشباب بالروح الإيمانية والزاد الدعوي الذي يمكنهم من مواصلة الطريق ، فكان مشرفا على حلقة تحفيظ القرآن في مصلى الفاروق و يبادر لينظم الافطارات الجماعية للصائمين، ويشجع على النشاط الرياضي ، متميزا في لعبه لكرة القدم ، ماهرا في السباحة ، سريعا جدا في العدو .
واستثمر حضوره كإمام وملق لدروس الوعظ لحث الناس وتقريبهم من ربهم كأبرز دور دعوي تقدمه حماس لأبنائها فهاديهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي عاش لتشرق أنوار الهداية على قلوب العباد مفنيا حياته في سبيل ذلك .
وكان لشهيدنا نشاط بارز في العمل الجماهيري ، والإعداد في فترة الانتخابات من أجل فوز حركته ، وارتقى في صفوف الحماس كأخ مجاهد بايع جماعة الإخوان المسلمين عام 2005 م ، ونظرا لما تحلى به من أخلاق وصدق انتماء لدعوته صار نقيبا فاعلا في الحركة مواظبا على الجلسات الدعوية حتى في أعقد ظروف حياته ومطاردته ، وملتزما بدفع الاشتراك الشهري .
لقد عاش أبو المجد إسلامي الانتماء ، وإخواني النهج ، وحماسي الهمة والعزيمة ، وقسامي الساعد والجهاد .

المهمة الأولى

جاءه التكليف من والده قبيل عام 2000 م حيث كانت لديهم قطعة أرض قريبا من مغتصبة موراج ، وحينها كان الاحتلال قد أصدر قرارا بمنع العمل في الأرض فكانوا يفتشون المزارعين ويعاقبونهم حال اكتشفوا أن أحدهم يخالف قرارهم ، فأوعز الوالد لابنه تيسير أن يتسلل قريبا من المغتصبة وفور خروج الدورية يبلغ والده عبر الاتصال ، وأثبت خلال المهمة براعة في التسلل ورصد هدفه والانسحاب بكل ذكاء من المكان ولأكثر من 17 مرة كررها ، مما يدلل على ميزات في شخصيته أهلته ليكون أحد من قضوا مضاجع الصهاينة بتوفيق من الله ثم ببراعة وتصميم عقولهم وسواعدهم القسامية الفذة .

شغف جهادي

تنتفض الحروف لتلقي بوضعية الاستعداد تحية إكبار لأسطورة الجهاد والمقاومة ، لعين لم تعرف الراحة مذ أبصرت طريق ذات الشوكة ، لساعد قسامية أذاقت المحتلين ويلات وويلات عبر ضربات مؤلمة لن يغفل التاريخ الحديث عنها ، لعقل لم يهدأ مفكرا بلا توقف كيف يذيق الصهاينة كأس الهوان وعلقم الذل والهزيمة .
روح ودم قضيا لأبي المجد أن يضع قدم سبق وصدق في قافلة العز القسامية ، فالدم السيال من الشهداء يروي القلوب لتعتنق الفكرة وتعانق الراية . عقب استشهاد صديقه علي الشاعر في عام 2004 م عزم أبو المجد أن يواصل الدرب ويكمل المشوار فالتحق بكتائب القسام يحدوه الشوق للجهاد ويقوده عزم الأباة لتحرير البلاد ، وليكون من أوائل القساميين في منطقة الشوكة شرق رفح جنديا مرابطا وراصدا للأهداف الصهيونية على الحدود الشرقية.
وأخذ بلا تردد يوهج الفكرة في نفوس الشباب ويحثهم على الجهاد فجندهم في صفوف الكتائب ، وارتقى أبو المجد بصدق نيته ليكون مسئولا عن مجموعة قسامية مجاهدة .
وأظهر أثناء هذه الفترة نشاطا منقطع النظير ، ولا يكاد يوصف في الانضباط والحرص على الرباط ورصد الأهداف العسكرية لقوات الاحتلال .
وبلغ الجهاد من حبه مبلغا جما ، فقدم ذروة سنام الإسلام على حياته غير آبه بمشاق الرحلة وخطورة الموقع . ومع حلول عام 2006 م أراد أهله زواجه ، فلما اهتدى عبر عديله لزوجته قال أبو المجد له :" أريد فتاة من أهل الإيمان ، وتحفظ من القرآن ، وقل لهم _أي لأهل زوجته _ إنا بدي أستشهد "، كلمات نطق بها قلبه قبل لسانه نوردها استدلالا على مكانة الجهاد واعتلاء الشهادة لقلبه" رحمه الله.
ومما صحب زواجه إصرار والده على أن يزوجه بسرعة فأعطى خلال شهر مارس لذوي العروس مهلة أسبوع ليكونوا جاهزين لإتمام العرس شعورا منه بأن شيئا سيحدث . فتزوج أبو المجد يوم الخميس وتلاه وفاة جده يوم الاثنين وتوفيت جدته يوم الجمعة ، وبذا فقد أبو المجد عزيزين من أعز الناس على قلبه ، وتأثر بوفاتهما أيما تأثر .

المطاردة والتضحيات

صفحة من صفحات التاريخ تفتح بأنوار الفتوح الربانية عزا للمؤمنين وذلا للمحتلين ، يوم مشهود من أيام الله صبيحة الخامس والعشرين من يونيو عام 2006م دوى الانفجار بموقع كرم أبو سالم وتوالت الأخبار بعملية نوعية مشتركة قتل على إثرها اثنين من الصهاينة وأسر جندي آخر، عملية أسماها القسام اسما يحكي عن نفسه "الوهم المتبدد" فبات كابوسا يطارد المحتلين ولا زال .
وعقب العملية البطولية جن جنون العدو وأخذ يتخبط يمنة ويسرة في حيرة أمام ورطة مرغت أنف كيانهم في التراب ، وشكل مساء الأول من يوليو منعطفا هاما في حياة أبي المجد حيث اقتحمت قوات صهيونية مدججة بيته بحثا عنه أو عن شاليط حسب ادعائهم ، ويتحدث والده عما جرى قائلا :" بعد علمية الوهم تركنا ككل الناس بيوتنا لأننا نسكن في منطقة خطرة ومستهدفة وكنا نأتي البيت من حين لآخر ، حدث الاقتحام نحو الساعة الحادية عشر وكان أبو المجد قد أوصانا بالاحتياط و منذ أقل من ساعة توضأ وخرج من البيت وبقي الأهل في الدار ، فإذا بقوات مدججة بالطيران والآليات تقتحم الدار وأخذوا يفتشون عن أبو المجد تحت كل شيء من الهوس ، وسألوا زوجتي عن شاليط فأخبرتهم أنها لم تسمع بهذا الاسم من قبل فقالوا لها "واحد راجل ابنك أخذه" ، وفتشوا البيت حجر حجر فلما لم يجدوا شيئا سرقوا نحو 14 ألف دولار ، وأخذوا ملابس أبو المجد وأغراضه، وأوراقنا الثبوتية ، إضافة لخطف ابني الأكبر ياسر وألحقوا بالبيت إضرار وفسادا كبيرين".
ومن حفظ الله وقدره أن أبا المجد كان يبعد عنهم مسافة قليلة مشاهدا ما يحدث ، وعزم على الاشتباك معهم فلما رأى اعتقالهم لأخيه ياسر وحمل الجنود لأخيه محمد كدرع بشري آثر الانسحاب ، وبعد وصوله لمنطقة آمنة اتصل به الصهاينة وكلهم غيظ وقاموا بشتمه بالعربية وطلبوا منه تسليم نفسه فأغلق الجوال وانطلق في حفظ الله ورعايته .
تعرض أهله للكثير من المضايقات مما اضطرهم لمغادرة بيتهم والسكن في الخلاء بمنطقة موراج يفترشون الأرض ويلتحفون السماء لمدة طالت لأشهر عدة ، عوضا عن اتصالات الصهاينة بوالده وقالوا له في أحدها :" جيب شاليط من عند ابنك ، واحنا بنطلع ياسر " ، والكثير من التهديد والترغيب ، والناتج عن الوهم الذي زرع في عقولهم .
ومن جانبه لم يلق أبا المجد باترهات الصهاينة ، هينا في عينه ما أصابه وأهله من لأواء ، وكان مطمئنا إلى أن أخيه سوف يخرج عاجلا ، بل كان يسخر من الصهاينة وما يفعلونه .
ومن الجدير ذكره أنه أثناء انسحاب أبو المجد من محيط بيته عطش في الطريق فاضطر لأكل قطف من عنب أثناء مروره بأرض يعرف صاحبها ، وبعدها بأيام اتصل بصاحب الكرم وشرح له الأمر معتذرا إليه فسامحه الرجل .
أُفرج عن ياسر بعد 15 يوما . وأبدى أبو المجد وأهله صبرا منقطع النظير ، معلقة قلوبهم بقوله جل جلاله :" إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " ، وبذالك أعطى أبا المجد ضريبة الجهاد تضحية بنفسه وزوجه _بعد ثلاثة شهور من الزواج_ وأهله وماله موقنا بأن ما عند الله خير وأبقى .

سجل مشرف
دون أدنى مبالغة هو "دينمو القسام" في المنطقة الشرقية ، صاحب الأفكار للعمليات البطولية ، همته لا تعرف الكلل ، وصل الليل بالنهار في رصد الأهداف والإعداد لقتل الصهاينة أو أسرهم ، كل شبر من حدود قطاع غزة يعرف أبا المجد حق المعرفة فهو مسئول وحدة الرصد القسامية جنوبي القطاع ، وكان يخرج في مهمات على كافة حدود القطاع .
وبعد مطاردته استقر في منطقة تل السلطان وأنيطت به مسئولية سرية قسامية في المنطقة الشرقية ، ولأنه من أهل السبق والصدق امتلأ سجله القسامي المشرف مما لا تحويه الصفحات. نقتبس للحصر لا للعد أبرز العمليات التي نفذها وأشرف عليها ، فهو أول من ضرب الصواريخ في المنطقة الشرقية خاصة على موقع اللواء الجنوبي بموقع كرم أبو سالم . وبتنفيذه وبأوامره أُطلقت المئات من الصورايخ والقذائف على المواقع العسكرية المحاذية لرفح .
أشرف على إعداد الكمائن ونصب العبوات الناسفة على الحدود واستدراج للآليات ، ومما نجم عنها تفجير لجيب عسكري بأوامر من أبو المجد وتنفيذ الشهيد ناصر أبو شباب اعترف الصهاينة بإصابة أربعة جنود في العملية .
وأشرف على العديد من عمليات القنص ، اعترف الصهاينة بمقتل إحدى جنوده من لواء جولاني في علمية قنص له شرق المعبر بأربعمائة متر .
أشرف على متابعة الحدود ورصد الأهداف للعمليات القسامية والتفكير لتنفيذها ومن أبرزها عملية نذير الانفجار والتي كان له دور بارز فيها وأخذت من وقته وجهده مدة ستة شهور ، فهو من قام بتعيين الشهيد أسامة أبو عنزة لمهمة الرصد للعملية وقام بإرشاد الاستشهاديين إلى مكان العملية ، وهو آخر من ودعهم .
أشرف وأطلق العديد من قذائف البتار على الأبراج والثكنات العسكرية ، اعترف الصهاينة بعدد من الإصابات بعد ضربه قذيفة بتار تجاه جنود كانوا يتمركزون في برج المطار .
وقام بإطلاق العديد من قذائف الأربي جي على الآليات المتمركزة على الحدود وأعطى الأوامر بذلك ، ومنها عملية شارك وأصيب فيها الشهيد مرشد أبو عاذرة استهدفوا خلالها عدد من الآليات ، ورغم خطورة المنطقة ذهب أبو المجد بنفسه لإخلاء المصابين .
لقد أبلى أبو المجد بلاءً حسنا بتنفيذ العديد من العمليات النوعية التي أقضت مضاجع الصهاينة ولم تقر لعيونهم قرارا ، والتي تكتب بأحرف من فخر وعز ومجد على صفحات التاريخ الناصعة .

أنوار هادية
في ثنايا المواقف همس دال على صفاته من همة وشجاعة وإقدام ، لتبقى علامات كالنجوم العالية تهدي السالكين سبلهم ، وترشدهم طريق المعالي .
يتحدث إخوانه المجاهدين عن همته وسعيه الدائم في العمل ذاكرين :" أنه كان يعمل ويتبع أدق التفاصيل وكانت تمر عليه الأيام باليومين والثلاثة دون أن يأكل أو ينام ، وذات مرة جاء إليهم وفور وصوله أخبرهم أنه " دايخ " فحسبوه يمازحهم ، وإذ به يسقط عل الأرض مغشيا عليه من التعب ".
ويذكرون أنه أثناء كل مهمة جهادية سواء هو مشارك فيها أو مشرف على تنفيذها كان يلزم الدعاء والتضرع إلى الله بأن يوفق ويسدد رمي المجاهدين . وعن استغلاله للوقت كان بصحبة مجموعة من المجاهدين في مهمة وتعطلت بهم السيارة ليلا فطلب منهم النزول وصلى بهم صلاة القيام ودعا بهم ، ومن دعائه خص الأسير القسامي مهاوش القاضي بالدعاء أن يفك الله أسره ، ويفرج كربه .
ومن شجاعته أنه تقدم تجاه أماكن الآليات أثناء اجتياحها لمنطقة أبو معمر ، وواصل زحفا إلى أن وصل مكبا تقف الآليات خلفه فكان يبعد عنها مسافة10 م فحدد الإحداثيات لضرب الهاون على الآليات .
ومع أنه كان يسكن حي تل السلطان إلا أنه كان أول المتواجدين في صد الاجتياحات ، وكان من المتقدمين لكافة المهام الجهادية ، وكان يقف أولا بأول لمتابعة الرباط وأمور المجاهدين .
ويذكر إخوانه المجاهدين أنه منذ اللحظة الأولى التي التحاق فيها بالقسام كان يبذل جهدا كبيرا ليحدد أهداف عسكرية يمكن ضربها ، ويؤكدون أنه صاحب عقلية فذة في التخطيط للعمليات العسكرية .
ومن جرأته أنه ذات مرة عرّض نفسه للخطر كطعم للقوات الخاصة لأجل إيقاعها في كمين إذا ما حولوا الدخول لاعتقاله .
ويوم استشهاد الشهيد أسامة أبو عنزة وصل قوات الاحتلال لجثته وكان أبو المجد يتصل على جواله فرد عليه أحد الجنود قائلا :" عظم الله أجركم ، زلمتكم مات " ، فما كان من أبي المجد إلا أن أعطي الأوامر بإمطار المنطقة بقذائف الهاون مما اضطرهم للانسحاب ، واستطاع المجاهدون إخلاء جثمان أبو عنزة .
تعرض أبو المجد لعدد من محاولات الخطف أو الاستهداف ونجا منها بفضل الله ، يذكر من ذلك أنه في اجتياح لمنطقة الجرادات حاصرته آليات هو ومجموعة من المجاهدين حتى أنها تجاوزتهم فصاروا خلفها ، فتمكن أبو المجد بإعطاء أوامر للمدفعية بقصف مكان تواجد الآليات مما اضطرها للانسحاب ونجا المجاهدون بفضل الله .
ومما كان يهتم به حث المجاهدين على الزاد الإيماني والاستعداد للآخرة وترغيبهم في الشهادة ، ولم يكن يغفل الترويح عنهم فقام بالعديد من الرحلات الترفيهية معززا روابط الإخوة ومجددا لهمهم في العمل الجهادي.

القائد القسامي

أي مجاهد أنت !! أي همة سكنت جنباتك !! أي بطولة خلدتها !! لكم خضت غمار المعامع فكنت أسدا مرغت أنوف أعدائك في التراب !! هيهات المنازل تقاس بالأعمار، وهذي الأفعال تتحدث ، وتنطق أن الرجال بما قدموا .
سبقت الرجال والكبار فغدوت أصغر قائد لكتيبة قسامية في كتائب القسام ، حُملت الأمانة رغما عنك ، وتسلمت المسئولية فاستشعرت ثقلها حقا ، وبات الهم في قلبك كي تؤدي حقها ... أيا خير قائد عُرفت بفضلك ، وسبق فعلُك قولك ، كنت قدوة لجندك ، وتركت فيهم الأثر الكبير بسعة صدرك ، وجميل حلمك ، وطول صمتك ، وجليل عملك .
في عام 2009 م كلفت قيادة القسام في لواء رفح أبا المجد بمسئولية الكتيبة الغربية " كتيبة الشهيد أمير قفة " فكان نعم القائد لها ، وبذل خلال قيادته الجهد العظيم من إعداد للمجاهدين ، وتزودهم بالعتاد الإيماني والعسكري ليكونوا على قدر المواجهة ، فأبلى خلال قيادته بلاءً حسنا .
وضرب أروع الأمثلة للقائد المستشعر للمسئولية ، مستكملا سيرته الجهادية العطرة على الحدود الشرقية عبر سلسلة العمليات البطولية ، بسيرة قيادية زاخرة بالإيمان والتواضع وصفاء القلب والعمل الدءوب والصبر الجميل وتحمل الصعاب . جاعلا نصب عينيه مرضاة ربه. لم تضيره العقبات ، ولم توقف سيره الأزمات ، بل كان يخرج منها أكثر صلابة وأقوى شكيمة ، كجدول ماء متدفق زاخر بالعطاء متجاوز للعثرات .
فهدفه الواضح جهاد في سبيل الله ابتغاء مرضاته عسى خاتمة المصطفين الأخيار ، والعباد المخلصين ، وما أجملها من خاتمة !!

وداع الأبطال

تنهد القلب أو تألم ، انسكب الدمع أو تجشم ، بماء العين نخط الوداع ، بالدم القاني تقطر . هي فرحة لاكت قلوب المحبين حرقة ، وجالت في النفس أحزان الفراق . ما أسرع اللحظات إذ تمضي ، وما أعجل الخطوات إذ تسري . بلهفة العشاق ، ودفق الأشواق ، لغة الفؤاد إذ تحكي " وعجلت إليك رب لترضى " .
آن للجبين أن يندى ، وحان موعد اللقيا ، تم البيع ، وأنجزت الصفقة " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة " .
قدم المهر ، وحجز المقعد ، صدق العهد ، وليس من الله أوفى " ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ".
تحقق الوعد ، وجاء الاصطفاء " ويتخذ منكم شهداء " ، وفاء بوفاء " ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما " .
ترجل الفارس القائد في التاسع من أبريل عام 2011م ، لما لم يقدروا على مواجهته اغتالوه وقصفوه . هم الجبناء وهذا دأبهم قتلة الأنبياء .
قضى يوم الجمعة بأسره عاملا لدين ربه مؤديا لمهمات جهادية مختلفة ، كان آخر عهده بالدنيا تفكر ونظر في السماء كما يروي ذووه أنه أطال النظر إليها وأعقبها بجولة تفقدية أو وداع .
ولما جن الليل ، وحانت الساعة الواحدة تقريبا ، وعند دوار " أبو الدقة " وسط تل السلطان غربي رفح كانت الأقدار تتحرك فالتقى أبو المجد بأحبابه القائدين الميدانين محمد عواجة وشادي الزطمة ، سلم عليهما واقترب الوعد بالرحيل ، وآن لهم حسن الختام ، فأصابتهم مباشرة طائرة استطلاع بصاروخين أدى لارتقائهم .
تخضبت الأرض المباركة بالدماء الطاهرة ، وخرجت رفح عن بكرة أبيها لوداع أبطالها ، وخيرة مجاهديها . كان موكبا جنائزيا مهيبا ، زفت الجماهير أبا المجد إلى مقبرة الشهداء شرقي رفح في عرس ما أغلاه من عرس!! مهره الدماء وثمنه الأشلاء وتكلفته الروح خطبا للحواري ، ومقعد صدق في جوار مليك مقتدر.
رحل أبو المجد ، ودعته القلوب ودموع العيون ، رحل في أبهى رحلة ربحته فيها السماء ، ومما يخفف الأحزان ، ويصبر الإنسان ، أنها النهاية المرجوة ، والخاتمة التي توسلها من ربه فتحققت .
إنه رجل في زمن عز فيه الرجال ، وصفوة الأبطال ومجاهدي القسام ، أقر بشجاعته العدو قبل الصديق ، منحه المؤمنون الحب ، وشهد له المجاهدون وأعطوه العهد ، قسما يا أبا المجد إنا على دربك لسائرون .
فلسطين ، الأقصى والأسرى ، كنتم في قلب أبي المجد ، عاش لأجلكم ، وجاهد لخلاصكم ، وإعلاء كلمة الله في أرضه .. أيها المجاهدون ذا الطريق فاسلكوه .
أيها المجاهدون تم البناء ، واكتمل الصرح ، واتسعت أروقة الجامعة العملاقة ، وانتصبت كليات العطاء ، فمنها تخرجوا ، وفي صفوفها تتلمذوا ، ليعرف الصهاينة أن فينا ألف ألف أبي المجد ، وإن رحم الكتائب التي ولدت "تيسير" لن تعقم أن تلد أمثاله من الأبطال والقادة.
رحمك الله أبا المجد ، وأسكنك فسيح جناته بجوار النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، وإنا على شوق للارتقاء واللقاء .
__________________


سر على بركة الله شيخنا
لا يضرك أذى المنافقين والمتخاذلين
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 43.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 42.71 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.45%)]