عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 26-04-2019, 07:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,615
الدولة : Egypt
Icon1 من مشاهير علماء المسلمين ..

من مشاهير علماء الصيدلة المسلمين .. داود الأنطاكي


د. عبدالله حجازي




من مشاهير علماء الصيدلة (3)

داود الأنطاكي (ت: 1008هـ / 1599م)



داود بن عُمر الأنطاكي:
عالِم بالطب والصيدلة والأدب، ولد في أنطاكية في بداية القرن العاشِر الهِجري، مكفوف البصر، حفظ القرآن صغيرًا، وقرأ المنطق والرياضيات وشيئًا مِن الطبيعيات، ودرس اللغة اليونانية فأحكمَها، كان الأنطاكي - رغم أنه ضرير - مُحبًّا للسفر، دَؤوبًا عليه، ترَك أنطاكية شابًّا، لقَّبوه بالحكيم الماهر الفريد، والطبيب الحاذِق الوحيد، أبقراط زمانه، والعالِم الكامل، عُني بقراءة كتب الأقدَمين، واختصَّ بدراسة الطب العِلاجي، وتحضير الأدوية والوصفات، وقد انتهت إليه رياسة الأطباء في زمانه.

كان الأنطاكيُّ قويَّ البَديهة، كثير الإسهاب، يُسأل عن شيء فيُجيب عليه بكرَّاسة أو كراستَين، وكان لداود رأيٌ بخصوص الدواء على جانب عظيم مِن الأهمية، فهو يَرى أن زمان ومكان قطْع الدواء لهما دور كبير جدًّا في فعل الدواء، ومِقدار العنصر أو الجَوهر الفعَّال فيه، كما أشار إلى أثر البيئة على فعْل الجَوهر وآثاره، هذا ويعرض داود في تذكرته عدة قواعد أساسية في صناعة الدواء وطريقة العِلاج، ويُورِد وصَفات عامَّة، وعشرات مِن الأكحال والأدهان والسفوف والتراكيب المختلفة، وكان في ذلك أستاذًا، لا يُجحَد فضله فيه، هاجَر إلى القاهِرة، فأقام مدةً اشتهر بها، ورحل إلى مكة فأقام سنَة توفِّي في آخِرها.

مِن تصانيفه: "تذكرة أولي الألباب والجامع للعجَب العُجاب" في الطبِّ والحِكمة، ثلاثة مجلدات، يُعرَف بـ"تذكرة داود"، وقد اشتهر به، ألَّفه على حروف المعجم، على نحو كتاب ابن البيطار، وجعله مِن مقدِّمة وأربعة أبواب وخاتمة، بحث في مقدمته تصنيف العلوم وحال الطبِّ فيها، وبحث في الباب الأول كليات العلوم ومداخلَها، وفي الثاني تجهيز الأدوية، وفي الثالث مفرَدات الأدوية ومركباتها، وفي الرابع الأمراض وعلاجاتها.

وقد أورَد في تذكرته أدوية حيوانيَّة ونباتية ومعدنية كثيرة، بلغت نحو 1700 دواء، وقد لوحِظ أن بعض الأدوية التي ذكَرها تُجافي العِلم، بل والذوق العام، وله كتاب "النزهة المُبهِجة في تشحيذ الأذهان وتعديل الأمزِجة"، وكتاب "نُزهة الأذهان في إصلاح الأبدان"، وله كذلك "ألفية في الطبِّ"، و"كفاية المُحتاج في عِلم العلاج"، وله كتُب أخرى في الأدب والفقه والمَنطِق وعِلم الكلام.

مِن أقواله:
"عارٌ على مَن وُهب النُّطق والتمييز أن يَطلُب رتبةً دون الرُّتبة القُصوى"، وقوله: "كفى بالعِلم شرفًا أن كُلاًّ يدَّعيه، وبالجهل ضعةً أن الكل يتبرَّأ منه، والإنسان إنسان بالقوة إذا لم يَعلم، فإذا عَلِم كان إنسانًا بالفِعل"، ومِن أقواله عن الطب: "إنه كان مِن علوم الملوك، يُتوارَث منهم، ولم يَخرج منهم؛ خوفًا على مرتبته، وقد عوتب أبقراط في بذلِه للأغراب، فقال: رأيتُ حاجة الناس إليه عامَّةً، والنظام متوقِّف عليه، وخشيتُ انقِراض آل أسفيموس، ففعلتُ ما فعلتُ"، ثمَّ يُضيف داود: "ولعَمري، لقد وقَع لنا مثل هذا، فإني حين دخلتُ مصر، ورأيتُ الفقيه الذي هو مرجع الأمور الدينيَّة، يَمشي إلى أوضَع يَهوديٍّ للتطبيب، فعزمتُ على أن أجعله كسائر العلوم، يُدرَس ليستفيد به المسلمون، فكان ذلك وبالي ونكَد نفسي، وعدم راحتي، مِن سفهاء لازَموني قليلاً، ثم تعاطَوا الطبَّ، فضرُّوا الناس في أموالهم وأبدانهم، وأنكروا الانتفاع بي".

المصدر: لمحات في تاريخ العلوم الكونية عند المسلمين
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة القلب الحزين ; 13-06-2019 الساعة 02:05 AM. سبب آخر: دمج المواضيع المتعدده في موضوع واحد للفائدة
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.76 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (3.78%)]