والذي تم دفنه بمقبرة الشهداء بالعباسية في مصر. ونظرا لأن محمد بن عبد الكريم الخطابي
هو من نفس مدينتي الحسيمة، ارتايت ان أطرح
موضوعا يتحدث عنه:
الكثير منكم يعلم بوجود الامازيغ في المغرب، لكن ما لا يعلمه من هو ليس بمغربي ان من فروع
الامازيغ بالمغرب ما يسمون بالريفيين، فعندما نتحدث عن الريف جغرافيا نقصد بذلك المنطقة
الممتدة من طنجة شمالا الى بركان شرقا، ولكن السكان الذين ينطقون اللهجة الريفية هم سكان
مدينتي الحسيمة والناظور ومنطقة كزناية بمدينة تازة. وكوني من مدينة الحسيمة ارتايت أن
اعرفكم بالدور الكبير الذي ساهم به الريفيون في دحر العدوان الاسباني والفرنسي في بداية القرن
العشرين بالمغرب، يكفي أن المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي أصله من مدينة الحسيمة، فهو ريفي
الاصل، كان رجلا عظيما لدرجة أن قائد الثورة المعروف تشي غيفارا بعد ان زاره اعترف بأنه أخذ
خطة حرب العصابات من المجاهد الريفي محمد بن عبد الكريم الخطابي، وقد قال الزعيم الصيني ماوتسي تونغ
في حق محمد بن عبد الكريم الخطابي "ان أول درس تعلمته في حرب التحرير الشعبية هو من تجربة النضال
والكفاح الذي قاده عبد الكريم الخطابي في الريف بالمغرب". وايضا يقول الدبلوماسي السابق
علي الادريسي :"كان عبد الكريم بمثابة قبلة لأحرار العالم، فـتشي غيفارا مثلا زار القاهرة سنة
1960 ليلتقي عبد الكريم الخطابي، وكان هوشي منه يناديه أستاذي، واعتبره ماوتسي تونغ
مبدع حرب العصابات. وكان محل تقدير من كل الحركات الوطنية والإسلامية مشرقا ومغربا.
وحظي بعناية الباكستانيين، والملك عبد العزيز آل سعود، وملك ليبيا إدريس السنوسي، والملك
فاروق ملك مصر، وزعماء الحركات القومية في كل من العراق ولبنان وسوريا وفلسطين، إضافة
إلى قيادة الثورة المصرية بعد 1952. في الوقت نفسه، وظفت الحركات السياسية المغاربية
(تونس والجزائر والمغرب) شخصية عبد الكريم العالمية من أجل الترويج لنفسها عربيا ودوليا"
فنحن في مدينة الحسيمة المغربية نفتخر بشخصية عبد الكريم الخطابي العظيمة والمثقفة جدا
رغم مظهرها في الصورة تحت، حيث يبدو وكأنه فلاح أمي، لكن هو في الحقيقة انسان عظيم
غزيرالعلم، لكنه فقط كان متواضعا لذلك كان لباسه شعبيا كسائر سكان منطقة الريف في
الحسيمة في تلك الفترة التاريخية.