عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-12-2020, 10:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,931
الدولة : Egypt
افتراضي أكرهه.. بدون سبب

أكرهه.. بدون سبب

أ. رفيقة فيصل دخان





السؤال



ملخص السؤال:

فتاة تشكو مِن كرهها لشخص بدون سببٍ، مع أنها تبذُل جهدًا لكي تتقبَّله أو تُحبه، لكنها لا تستطيع، وكل يوم يزيد كرهها له، وتسأل: هل هذا بسبب الغَيْرة؟



تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كثيرًا ما أكْرَهُ أشخاصًا بدون سببٍ، مع أني أبذُل جهدًا لكي أتقبَّلهم أو أحبهم، لكني لا أستطيع، وكل يوم يزداد كرهي، ولا أعلم السبب! فهل هذا بسبب الغيرة؟



فهناك شخص يُحبُّه أبي ويثق فيه بدرجة كبيرة، وإذا أخطأ يُسامحه، وكذلك أمي، ولكني لا أتقبَّله.



فكيف أعالج هذه المشكلة؟


الجواب



أختي الحبيبة، سلام الله عليك ورحمته وبركاته، أُرَحِّب بك في موقع استشارات شبكة الألوكة.




أختي الكريمة، استشارتُك تَحْمِلُ عدة جوانب:

تكرهين شخصًا ما بدون سببٍ.



تُحاولين حُبه وتقبُّله، لكنك لا تستطيعين.



تتساءلينَ: هل هي غيرةٌ بسبب طريقة تعامُل والديك معه أو لا؟



أُخَمِّن أن الشخصَ الذي تعنينه بسؤالك هو: شقيقك!




وأعتقد أنَّ معك بعضَ الحقِّ في عدم تقبُّلك له إذا كان تعامُل الوالدين معكما كما ذكرتِ، لكن تعامُل والديك الخاطئ ربما، والمُبَرَّر بعِدَّة أشياء مِن ثقافةٍ وتربيةٍ وغير ذلك - لا يَجِبُ أنْ يجعلَك تصلين لليأس والكُرْه!




أريدك أن تعلمي عدةَ أمور:

الشيطانُ حريصٌ جدًّا أن يَنْزَغَ بين الإخوة؛ قال تعالى ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [فصلت: 34 - 36].



بعضُ الأهالي ورثوا عادات جاهلية بالتفريق بين البنين والبنات، ولا بد مِنْ تعليمهم وتثقيفهم وردِّهم لأمر الله وعدله مع البنات، وهذا يحتاجُ منك لصبرٍ وحكمةٍ، فمرة بكتاب، ومرة بشريط، ومرة بقصة، مع امتصاص وتقبُّل جميع الصدمات، لكن تأكَّدي أنه مع الوقت سيتغيَّر الوضع.



كُوني بنتًا بارَّةً مُحسِنةً عذْبةَ الحديث، وسيكون لهذا أثرٌ أعظم مِن السِّحر مع الوالدين.



ليَكُنْ مَن تشتكينه الآن هو المُنْقِذ لك، تجاوَزي الوالدين، وتجاوَزي ما يحدُث، وأَحْسِني له، وتأكَّدي أنَّ الله لا يُضيع أجرَ المحسنين؛ فإذا كسبتِ أخاك فسيكون هو المدافِع عنك، والمطالِبُ بحقوقك، وكسبُ قُلوب الإخوان سهلٌ بإذن الله، ولا يحتاج سِوى كفِّ اللسان، وبذْلِ المعروف.



أَصْلحي ما بينك وبين الله؛ ليُصْلِح الله لك ما بينك وبين البشَر، وهذا يَتَطَلَّب التوبةَ مِن جميع الذنوب والخطايا، وإحسان الصلاة والعبادة.



لا تستعجلي النتائجَ، لكن بصبرٍ وحكمةٍ.



الدعاءَ الدعاءَ، واللجوء لمقلِّب القلوب والأبصار الحَكَم العدل، ولن يخيبك.



وفقك الله ويَسَّر لك الخيرَ والسعادة


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.60 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.83%)]